يحتفل الكثيرون بأعياد رأس السنة التى تقام فيها العديد من الاحتفالات فرحًا بقدوم العام الجديد، وكان نجوم الزمن الجميل يحتفلون بعيد رأس السنة ويتجمعون فيه ليتسامروا ويتذكروا العديد من الذكريات، ويتحدثون عن طموحاتهم وآمالهم للعام الجديد.
وكثيرًا ما حدثت بعض المواقف الغريبة أو المقالب لفنانى الزمن الميل خلال هذه الاحتفالات، ومن بين هذه المواقف ما حدث مع الفراشة سامية جمال فى بدايات مشوارها الفنى.
وحكت الفراشة عن هذا الموقف فى حوار نادر مشيرة إلى أنها أعجبت ذات مرة بقطعة قماش حريرية مقلمة عند شقيقتها، وفكرت فى أن تصنع منها فستانًا جميلًا، ولكن شقيقتها أكدت لها أن هذه القماشة لن تصلح لعمل فستان حيث أنها كانت مركونة لديها منذ فترة طويلة، ولكن سامية جمال أصرت لشدة إعجابها بلون القماش.
وبالفعل حصلت الفراشة على قطعة القماش من شقيقتها وذهبت بها إلى إحدى محلات الأزياء الكبيرة ليصنع منها فستانًا على أحدث خطوط الموضة الأوربية وقتها.
وفرحت سامية جمال فرحًا شديدًا عندما استلمت الفستان ورأت جماله وذوقه الراقى، وأصرت أن ترتديه فى مناسبة كبيرة حتى يرى أصدقائها جمال وشياكة الفستان.
وعندما حلت الاحتفالات بليلة رأس السنة ودعيت لفراشة لإحدى الحفلات وجدت الفرصة مناسبة لارتداء الفستان حتى يراه زملائها الفنانين والفنانات، وبالفعل ذهبت للاحتفال وأبدى كل الحضور إعجابهم بالفستان ولونه وأناقته، ولكن فى وسط الاحتفال وبمجرد أن حاولت سامية جمال الجلوس سمعت صوت تمزق الفستان، فتبدل حالها وشعرت بالقلق والحرج الشديد، خاصة وأنها وجدت الفستان يتمزق فى أكثر من موضع، وعرفت حينها أن شقيقتها كانت على حق لأن القماش كان "مركون وشايط".
وتصبب وجه الفراشة حرجًا ولاحظ بعض الحضور التغير الذى حدث لها، بل ولاحظوا تمزق الفستان، وأشار بعضهم إلى أن العين والحسد كانا سببًا فى تمزق الفستان دون أن يدركوا أن قماشه المركون هو السبب.
وبسرعة انصرفت الفراشة من الاحتفال وأخذت تاكسى لبيتها، وضاعت عليها سهرة رأس السنة، ومن يومها حرصت عند شراء أى قطعة قماش أن تختبرها جيدًا بيدها وأسنانها مهما كانت درجة إعجابها باللون.
أما الفنانة الكبيرة فاتن حمامة فكانت دائمًا تتذكر أول مرة احتفلت فيها برأس السنة.
وقالت سيدة الشاسة العربية فى حوار نادر أنها لم تكن تحتفل بعيد رأس السنة فى طفولتها نظرًا لانشغالها بالدراسة، التى كانت تشغل معظم وقتها، وخاصة عندما بدأت مشوارها الفنى وهى طفلة حيث لم يكن لديها وقت كباقى الأطفال.
وأشارت فاتن حمامة إلى أنها تتذكر دائمًا أول مرة احتفلت بعيد رأس السنة وذلك عندما كانت تشارك موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب فى فيلم رصاصة فى القلب وهى طفلة عام 1942، وكان وقتها روميل يزحف بجيوشه على رمال صحراء مصر الغربية، وكانت الحالة متوترة جدا بالقاهرة.
وتابعت سيدة الشاشة العربية مشيرة إلى أن محمد عبدالوهاب أراد وقتها التخفيف من حالة التوتر التى يعيشها أبطال الفيلم والعاملين فيه بسبب الحالة العامة فقرر أن يقيم احتفالًا بمناسبة رأس السنة.
وأشارت فاتن حمامة إلى أنها سعدت جدًا بهذا الحفل وضحكت من أعماقها، خاصة بعد أن لعبت الخمر برؤوس الفنانين والعاملين الذين شربوا فى هذه الليلة، ولم يكن من بينهم موسيقار الأجيال الذى ل يضحك معها على هؤلاء السكارى.
وأكدت فاتن أنها اكتشفت فى هذه الليلة أن السينمائيين الذين يعملون خلف الكاميرات يمتلك بعضهم مواهب كبيرة فى تقليد الفنانين، فمنهم من قلد محمد عبدالوهاب ومنهم من قلد يوسف وهبى وغيره، واستمر الضحك فى الحفل حتى الساعة الواحدة صباحًا، ولم يقطعه سوى دوى صفارات الإنذار التى أعلنت عن بدء غارة جوية.
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أن الضحك انقلب وقتها إلى حالة من الرعب لأكثر من ساعتين بسبب دوى القنابل التى استهدفت المواقع العسكرية للإنجليز بجوار الأهرامات، وظلت هذه الحالة مسيطرة حتى انتهت الغارة الجوية، وتركت ذكرى غير جيدة لدى فاتن حمامة لأول احتفال لها برأس السنة.
وكان من أكثر الذكريات التى ظلت عالقة فى ذهن الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا تتحدث عنها وتتذكرها كلما مر عليها عيد رأس السنة هذا الاحتفال الذى حضرته عام 1946 وكانت وقتها تعيش فى أمريكا بعد أن تعاقدت مع شركة فوكس عام 1945.
وقالت كاريوكا أنه كان قد مر على وجودها بأمريكا ما يقرب من 5 أشهر، وكانت قد ضاقت ذرعًا بالحياة هناك، وشعرت بالملل من الطعام الأمريكى، وفى هذا الوقت وصلتها دعوة من الطلبة العرب المقيمين فى نيويورك لحضور احتفال عيد رأس السنة.
وذهبت الفنانة الكبيرة إلى الاحتفال الذى أقامه الطلبة المصريون فى ناديهم بنيويورك، وفرحت فرحًا شديدًا عندما وجدت كل أجوا الاحتفال عربية، المدعوين والطعام واللغة وكأنها عادت إلى مصر، وفرحت بشدة حين وجدت المائدة يتصدرها أطباق البصارة والفول والطعمية وغيرها من أكلات مصرية، وأكلت كاريوكا فى هذه الليلة بشراهة لم تعهدها ولم تصدق نفسها، حيث كانت على استعداد أن تدفع نصف ما تملك لتتناول هذه الأطعمة التى أصبحت أمامها دون أن تتوقع، وكان هذا الاحتفال من أكثر الاحتفالات التى سعدت بها الفنانة الكبيرة وظلت تتذكرها طوال حياتها.
أما الفنان العالمى عمر الشريف فعلى الرغم من أنه قضى أغلب احتفالات راس السنة فى دول مختلفة حول العالم، إلا أنه لم ينس ذلك الاحتفال الذى قضاه مع بعض أصدقائه فى بداية مشواره الفنى فى أحد الملاهى الليلية، وكان الاحتفال جميلًا مليئًا بالفقرات والمفاجآت، ولكن فجأة بدأ التوتر يسود المكان بسبب وجود بعض الشباب الذين لعبت الخمر برؤوسهم، وبدأوا يتصرفون تصرفات غريبة وغير مقبولة.
وقال عمر الشريف فى أحد حواراته النادرة أنه استفزه ما قام به هؤلاء الشباب من تصرفات تتنافى مع الآداب العامة، حتى أن بعض الأجانب الموجودين بالمكان شعروا بالغضب وكانوا ينظرون إليهم شذرًا.
وأوضح الفنان الكبير أنه تقدم نحو هؤلاء الشباب وحاول نصحهم وتنبيههم إلى أن ما يفعلونه يتنافى مع الذوق العام ويشوه سمعتنا أمام الأجانب، لكنهم سخروا منه وحاول أحدهم أن يعتدى عليه، ولكنه تفادى ضربة هذا الشاب ولكمه لكمة قوية سقط بسببها على الأرض وسادت الضجة فى المكان وتدخل البوليس الذى اصطحب اشباب وعمر الشريف وأصدقائه للقسم.
وفى قسم البوليس حكى عمر الشريف والشهود ما حدث من هؤلاء الشباب، وقال الفنان العالمى أن الضابط لقن هؤلاء الشباب درسًا جعل تأثير الخمر يطير من رؤسهم، بينما قضى الفنان العالمى ليلة راس السنة فى هذا العام بقسم البوليس على عكس ما كان يخطط ويتمنى، وظلت هذه ذكرى هذا الاحتفال فى ذهن عمر الشريف يحكيها دائم
وكان من أهم ذكريات الفنانة الكبيرة شادية عن الاحتفالات بعيد رأس السنة ذلك العام الذى كانت تصور فيه مشاهد فيلم دليلة فى أسوان.
وقالت الفنانة الكبيرة فى حوار نادر أنه تصادف وجاء عيد رأس السنة أثناء تصوير مشاهد الفيلم فى أسوان، ولكنها لاحظت أنه لا أحد من العاملين بالفيلم فكر فى الاحتفال بالسنة الجديدة.
وأشارت شادية إلى أنها تشاءمت من عدم الاحتفال بالسنة الجديدة كما اعتادت كل عام، وقررت أن تسافر إلى القاهرة سريعًا كى تحتفل براس السنة مع اسرتها كما اعتادت كل عام، وبالفعل خرجت فى الصباح من الفندق وركبت القطار إلى القاهرة وقضت ليلة رأس السنة مع أسرتها وتبادلت مع أفراد عائلتها الهدايا، ثم استقلت القطار لتعود إلى أسون حتى تستأنف تصوير مشاهدها فى الفيلم.
كل هذا دون أن تخبر شادية أحدًا من زملائها أو العاملين بالفيلم عن سفرها، وفى الوقت الذى كانت فيه تحتفل بعيد رأس السنة مع أسرتها ساد القلق كل طاقم الفيلم الذين بحثوا عنها فى كل مكان بأسوان دون جدوى، حتى أنهم اتصلوا بمنتج الفيلم فى القاهرة ليخبروه باختفائها، وخاف المنتج أن يسأل أحدًا من أسرتها حتى لا يشعرون بالقلق وسال عدد من أصدقائها الفنانين بالقاهرة ولكن لم يطمئنه أحد منهم.
وفجأة وبينما الجميع يبحث عن شادية ويجتاحهم القلق دخلت عليهم الفنانة الكبيرة مبتسمة سعيدة تهنئهم بالعام الجديد، وفوجئت بحالة القلق والذعر التى عاشوا فيها بسبب اختفائها، وفرح الجميع وقرروا أن يقيموا احتفالًا ابتهاجا بعودتها واحتفالا بالعام الجديد، لتحتفل شادية فى هذا العام مرتين بعيد رأس السنة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع