زعماء التيار التقليدى.. صداع فى رأس البابا.. الأنبا بيشوى.. لاهوتى متشدد لا يتساهل فى التعاليم .. الأنبا مايكل.. أسقف بلا إيبراشية.. الأنبا أغاثون.. الكثير من المعارضة والبيانات الاحتجاجية


كتبت - سارة علام

ورث البابا تواضروس الثانى، تركة من الأساقفة والمطارنة عن البابا شنودة، القوانين الكنسية لا تسمح بعزل أو استبعاد أى منهم، ورغم محاولات البابا إقصاء الكثير من رجال الحرس القديم الذين كانوا يحكمون الكاتدرائية أيام البابا شنودة فإن أربعة من هؤلاء الرجال مازالوا يشكلون صداعًا فى رأس البابا لا يستطيع التغلب عليه بالمسكنات.

 

الانبا بيشوى

الأنبا بيشوى

 

لا يمرر الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ ودمياط ورئيس دير القديسة دميانة، أى خلاف لاهوتى دون أن ينتصر لرأيه وللتعاليم الأرثوذكسية التقليدية، فالمطران الذى كان سكرتيرا للمجمع المقدس طوال عصر البابا شنودة، يعتبر أهم أساتذة اللاهوت فى الكنيسة حاليًا، ويعد رأس حربة التيار التقليدى فيها، ولعل أزمة القبول بمعمودية الكاثوليك كشفت عن ذلك، خلال مناقشات المجمع المقدس رفض الأنبا بيشوى القبول بتلك المعمودية التى وقع البابا تواضروس وثيقة تجيزها مع بابا الفاتيكان، إلا أن الأنبا بيشوى أعلن تمسكه بالقوانين الكنسية التى تجعل من القرار الكنسى مجمعى بموافقة المجمع المقدس وليس بموافقة البابا وحده.

الأنبا بيشوى لا يكتفى بالتصدى بنفسه لما يؤكد أنه انحراف فى التعاليم بل هناك جيش من تلاميذه اللاهوتيين الشباب الذين دأبوا على تفنيد الحجج والآراء والتصدى لها، كان آخرها أزمة مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية التى قيل إنها تروج لأفكار منحرفة ومخالفة للعقيدة السليمة وتتبع كنائس غربية، تصدى لها تلاميذ الأنبا بيشوى حتى اضطر البابا للتدخل وأحال الملف للتحقيق وانتهى الأمر بإصدار قرارات تخضع المدرسة ومنشوراتها لإشراف الأساقفة، كذلك الأمر فى أزمة تناول المرأة أثناء الحيض التى فجرها الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط، حيث أباح المطران الذى يوصف بالمجدد تناول المرأة من الأسرار المقدسة أثناء الحيض، وهو ما فجر ثورة عارمة فى الكنيسة، كان الأنبا بيشوى أحد أبطالها، مصادر كنسية، أشارت إلى أن البابا تواضروس يفكر فى إقصاء الأنبا بيشوى عن دوره كممثل للكنيسة فى مجلس الكنائس العالمى من خلال رئاسته للجنة الحوار المسكونى التى يحضر بموجبها حوارات لاهوتية مع كنائس مختلفة فى الإيمان والعقيدة مثل الكاثوليك والروم الأرثوذكس وغيرهم، على أن يتم استبداله بأسقف آخر.

 

الأنبا مايكل
الأنبا مايكل

 

 

أما الأنبا مايكل الأسقف العام بالولايات المتحدة الأمريكية الذى تمت رسامته فى عهد البابا شنودة، فيشكل أيضًا صداعًا فى رأس البابا، خاصة بعدما رسم البابا الأنبا بيتر أسقفًا لساوث كارولينا العام الماضى، الأمر الذى أثار حفيظة الأنبا مايكل، معتبرًا أن البابا رسم أسقفا على إيبراشيته، مؤكدًا أن كنائس فيرجينيا ونورث كارولينا تابعة له، فما كان من البابا إلا أن أكد أن الأنبا مايكل أسقف عام ولم يتم تجليسه على إيبراشية محددة ومن ثم لا يحق له الاحتجاج على رسامة الأنبا بيتر، وهو ما دفع الأنبا مايكل للإتيان بكل المستندات التى تثبت إن ساوث كارولينا تابعة له، وأن وثيقة تجليسه تثبت ذلك، وعمل الأنبا مايكل على جمع توقيعات من رابطة خريجى الكلية الإكليريكية تطالب البابا بإيقاف رسامة الأنبا بيتر إلا أن البابا لم يلتفت.

 

الأنبا أغاثون
 

 

الأنبا أغاثون

الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، رجل البيانات المعارضة لا يفوت أى فرصة لإصدار بيان يرفض فيه تصرفات البابا، ولعل ما حدث عقب زيارة بابا الفاتيكان لمصر خير دليل على ذلك، فالأسقف أصدر بيانًا اتهم فيه الكنيسة الكاثوليكية بالهرطقة، وألمح إلى أن توقيع البابا على هذا البيان فيه تنازل عن الإيمان الأرثوذكسى. كذلك فإن الأنبا أغاثون كان من أوائل من سارعوا لإصدار دراسة بحثية يفند فيها ما قاله الأنبا بفنوتيوس الذى أباح تناول المرأة من الأسرار المقدسة أثناء الحيض، واعتبر الأمر انحراف فى التعاليم أيضًا، بالإضافة إلى استغلاله لرئاسته لرابطة خريجى الكلية الإكليريكية لمساندة الأنبا مايكل فى أزمته مع البابا.

 

الأنبا إبرام

 

موقف الأنبا إبرام أسقف الفيوم من اتفاقية القبول بمعمودية الكاثوليك التى وقعها البابا تواضروس مع بابا الفاتيكان، لم يختلف كثيرًا عن مواقف الأنبا بيشوى والأنبا أغاثون، فالأنبا إبرام كان يشغل منصب عميد الكليات اللاهوتية قبل أن يجلسه البابا شنودة على كرسى أسقف الفيوم حيث كان يشرف بشكل مؤقت على عدد من الأديرة هناك بينها دير الأنبا توما السائح، إلى جانب كنائس الفيوم. الأنبا إبرام، انفجر غضبًا بعد الإعلان عن القبول بمعمودية الكاثوليك، وأعلن المطالبة بضرورة الكشف عن أصل الوثيقة التى تم توقيعها مع الفاتيكان بالعربية والإنجليزية متحديًا الجميع، حيث قال إن البابا تواضروس أخطأ فى ذلك وكونه بطريرك لا يعنى إنه معصومًا من الخطأ. الأنبا إبرام اتهم البابا صراحة بعرض وثيقة الفاتيكان على عدد من الأساقفة بالمخالفة لقوانين المجمع المقدس الذى يحق له وحده البت فى ذلك، فلا وحدة مع الكاثوليك دون حوار لاهوتى مثلما يقول. البابا لم ينس ما حدث وقرر إقصاء الأنبا إبرام عن الإشراف على دير الأنبا توما السائح بالفيوم وأسنده للراهب القمص سرابيون السريانى حتى يقرر رسامته «تعيينه» أسقفًا ورئيسًا للدير.

كل هذه الخلافات الكنسية دفعت المجمع المقدس فى بيانه الأخير، إلى التأكيد على احترام البابا والتمسك به كرأس للكنيسة القبطية وبطريرك لها، وهى المرة الأولى التى يصدر فيها المجمع المقدس بيانًا بهذه اللهجة وكأنه يعمد إلى نفى الخلاف.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع