الأيادى الذهبية.. "سيد" من قصار القامة محترف فى صناعة التحف منذ 20 عاما بالأقصر.. ويؤكد: "أكثر حاجة تزعلنى لما حد يعايرنى بقصر قامتى.. والسياح كانوا يحبون التقاط الصور معى".. وأجريت عمليات لعلاج "تقوس" بقدمى

التقى "اليوم السابع" بأحد نجوم مهنة صناعة الألباستر والتحف الفرعونية المقلدة فى مصانع الألباستر المختلفة على مدار الـ20 سنة الماضية، وهو الشاب "سيد محمد سليم" البالغ من العمر 29 سنة أحد الشباب قصار القامة من أبناء جزيرة القرنة بجبل البر الغربى بمحافظة الأقصر.

 

وقال الفنان من قصار القامة سيد سليم، إنه يعمل فى تلك المهنة منذ طفولته وكان يتردد على مصانع الألباستر للعمل فيها بأجر يومى بسيط منذ كان يبلغ من العمر 9 سنوات، حيث قرر الخروج من منزله للعمل وكسب الرزق الحلال، ولا يزال يعمل بتلك المهنة حتى الآن لحبه لصناعة التحف الفرعونية والإعداد لخطواتها قبل عرضها أمام الأفواج السياحية التى تزور الأقصر يومياً طوال العام.

سيد يشرح عمل التحف الفرعونية المقلدة

سيد يشرح عمل التحف الفرعونية المقلدة

ويضيف سيد سليم، أنه لديه 5 أشقاء وهو الوحيد فيهم من "قصار القامة"، حيث أن والده منذ طفولته قام بالسفر به لعدة محافظات وأجرى له عدة عمليات فى قدميه، حيث أنه بعمر الـ12 سنة أجرى عملية فى مستشفى الأقصر الدولى فى قدميه حيث كان "قدم متقوسة" بشكل شديد كانت تؤلمه وتعيقه عن السير بصورة طبيعية، كما أجرى عملية آخرى فى أسيوط على قدميه ويتلقى العلاج بصورة دائمة، ولذلك يعمل فى مصانع الألباستر منذ طفولته ليساعد والده فى مصروفات العلاج وتوفير بعض الأموال لأسرته البسيطة.

وأوضح الشاب سيد محمد سليم من قصار القامة، فى لقاؤه لـ"اليوم السابع"، أنه بحكم قصر قامته منذ طفولته تعرض لبعض المضايقات فى الطفولة ولكنه كان يتعامل معها بصورة طبيعية، ولكن مع كبر سنة شيئاً فشيئاً كان يغضب ممن يعايرونه بقصر قامته وكان يحزن كثيراً، حتى تعايش مع الوضع وأصبح أفضل منهم ويعمل فى مصانع الألباستر وخدمة أصحابها أفضل من الباقيين، كما يحبه الأجانب ويستلقطون صور تذكارية معه فى زياراتهم للمصانع التى عمل بها بمنطقة جبل القرنة.

بطل من قصار القامة يتحدث لليوم السابع

بطل من قصار القامة يتحدث لليوم السابع

وعن الرزق الذي يحصل عليه سيد سليم من العمل فى مصانع الألباستر، قال سيد محمد سليم أنه فى البداية كان يعمل براتب شهرى مع "التيبس" من السائحين خلال توافدهم بكثافة للشراء من مصانع الألباستر، ولكنه حالياً راتبه لا يكفى مع ضعف حركة السياحة خلال الشهور الماضية لظروف كورونا وغيرها، مؤكداً على أنه يحلم بوظيفة تساعده على تجهيز منزله والزواج قريباً، حيث أنه قدم فى الشئون الإجتماعية أكثر من مرة للحصول على وظيفة ضمن فئة ذوي الإحتياجات الخاصة الـ5% ولكنه لم يرد ليه أحد حتى الآن.

سيد سليم من قصار القامة يواجه ظروفه بالعمل فى صناعة التحف بمصانع الألباستر

سيد سليم من قصار القامة يواجه ظروفه بالعمل فى صناعة التحف بمصانع الألباستر

وناشد سيد محمد سليم، الجميع ممن يتعاملون يومياً مع قصار القامة بضرورة احترامهم وتقديرهم، فهم بشر كباقى البشر ولديهم مخ ومشاعر ويحزنون من المضايقات عليهم، مؤكداً على أن الكلمة الطيبة مع ذوي الاحتياجات الخاصة تساعدهم فى تقبل ظروفهم التى رزقهم بها الله، والكلمة السيئة تكسر نفسيتهم وتؤذيهم جداً.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع