عندما تطأ قدميك مدينة رشيد بالبحيرة وتزور معالمها السياحية وشوارعها ومنازلها لابد أن يلفت انتباهك مشروع السجاد اليدوى بوسط المدينة الذى يقوم عليه سيدات دفعتهن الحاجة إلى كسب رزقهن من عرق جبينهن لإبهار العالم بمشغولاتهن اليدوية، "اليوم السابع "حاول الاقتراب من هذا المشهد الإبداعى لرصد تفاصيله الفنية عن قرب، والبداية مع عدنان إبراهيم، المشرف على مشروع تصنيع السجاد اليدوى التابع لمجلس مدينة رشيد والذى يعد أول مشروع حكومى لصناعة السجاد "الهاند ميد" فى مصر ليروى لنا كيفية بدء هذا المشروع وتفاصيله الفنية.
ويقول: البداية كانت مع انطلاق مشروع المرأة المعيلة الذى يقوم بتجميع السيدات من أصحاب الدخول الضعيفة للتدريب على الحرف والمشغولات اليدوية بشكل احترافى لتحقيق أرباح مناسبة لرفع مستواهم الاقتصادى، مضيفا أنه تم تدريب أكثر من 200 سيدة منذ عام 2015 على صناعة السجاد اليدوى الذى تشتهر به مدينة رشيد لمنع اندثاره.
وأوضح المشرف على مشروع السجاد اليدوى أن مراحل التدريب تتضمن وضع التصميمات الخاصة بالسجاد وصباغة الخامات من الصوف أو الحرير وكذلك التدريب على تنفيذ التصميمات على الأنوال اليدوية بالمقاسات المطلوبة.
ولفت إلى أن صناعة السجاد اليدوى يتطلب مجهودا مضنيا للغاية بقوله "السجادة الواحدة يمكن أن يستغرق اتمامها حوالى 3 شهور لأنها تشتمل على غرز أكثر من 200 ألف عقدة من الصوف أو الحرير وغيرها من المنتجات".
واشار حسام النجار المدير التنفيذى للمشروع إلى أن السجاد اليدوى المصنوع فى رشيد لاقى شهرة كبيرة فى مصر والخارج رغم ارتفاع سعره خاصة مع تسويق منتجاته عبر مواقع الإنترنت مضيفا أن أسعار السجاد تتفاوت على حسب نوع السجاد.
وبالنسبة لجودة المنتجات ومقارنتها بالسجاد المستورد قال مدير المشروع إنه يتم الاعتماد على أعلى مستوى من التصميمات العالمية التى تلبى أذواق الجميع لمحاولة منافسة السجاد اليدوى الايرانى والتركى الذى يرتكز فى الأساس على جودة المواد الخام و صبغات الألوان.
فيما أكدت عفاف درويش إحدى العاملات فى مشروع السجاد اليدوى أن هذا المشروع كان فاتحة الخير على الكثير من السيدات بمدينة رشيد، وانه يتم تدريب السيدات على صناعة السجاد اليدوى لمدة 3 شهور حتى يتمكن من اكتساب مهارات المهنة لإخراج أجمل اللوحات الفنية على الحرير والأصواف بأنواعها المختلفة.
وقالت أم شيماء إحدى أقدم العاملات فى المشروع انه رغم أجرها المتواضع الذى يبلغ 30جنيها فى اليوم إلا أن حبها للمهنة خفف عنها الكثير من العقبات.
وطالبت ماجدة محمد إحدى العاملات بالمشروع بدعم الدولة لصناعة السجاد اليدوى لمواجهة انقراض هذه الصناعة التراثية كما طالبت بتطوير المشروع وإقامة معارض دائمة بكافة المحافظات وتكثيف الدعاية لمنتجاته.
من جانبها أكدت المهندسة سلوى ذكى رئيس مدينة رشيد تقديم كافة أنواع الدعم لمشروع السجاد اليدوى برشيد الذى أقيم عام 2015 برأس مال بلغ 275 ألف جنيه، وأضافت أنه تم شراء المواد الخام اللازمة للإنتاج وتوفير المدربين والعاملات اللائى تم تدريبهن على صناعة السجاد.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع