دائمًا يسير الشباب وراء نجوم الفن ويقلدونهم في المظهر وما يرتدون من ملابس وطريقة تسريحة الشعر، وكثير من صيحات الموضة وتقاليعها يبتكرها نجوم الفن.
وإذا كان شباب اليوم يقلدون عمرو دياب والكينج محمد منير وحماقى وأمير كرارة ومحمد رمضان ونانسى عجرم وهند صبرى وغيرهم فإن شباب زمان كانوا يقلدون نجوم الفن فى عصرهم، فكانوا يقلدون تسريحة محمد عبد الوهاب وأزياء أم كلثوم وفاطمة رشدى وزكى طليمات، ويسيرون وراء ما يبتكره هؤلاء النجوم ويعتبرونه أحدث صيحات الموضة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1961 كتبت المجلة عن تقاليع الموضة التى ابتكرها نجوم الفن.
سوالف وشنب موسيقار الأجيال
وذكرت الكواكب أن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كان قبل ثلاثين عامًا من صدور عدد الكواكب -أي في الثلاثينيات- أول من ابتكر موضة السوالف الطويلة، وما كاد يظهر بها لأول مرة على المسارح وفى السينما حتى تحمس لها شباب جيله، الذين كانوا يمنعون الحلاقين من أن يقتربوا لسوالفهم.
والأكثر من ذلك أن عبد الوهاب تسبب في معركة كبيرة بين شباب جيله والجيل الأكبر منه حين ظهر دون شنب، وبعه جيل الشباب وتخلوا عن شواربهم، فغضب جيل العواجيز وأخذوا يلعنون ويشتمون عبد الوهاب وجيله الذين تخلوا عن شنباتهم.
وظل عبدالوهاب قدوة الموضة لدى الشباب لسنوات طويلة حتى أن الكثيرين الشباب وجيل الوسط قلدوه حينما قرر في نهاية الخمسينات وبداية الستينات وحين زحف الصلع على رأسه أن يلزق مجموعة شعيرات في مقدمة رأسه حتى يخفى صلعته، وكان أول من قلده من الفنانين وقتها المطرب عادل مأمون، وظل عبدالوهاب لفترة طويلة حريصًا على هذه الموضة وتلك الشعيرات حرصه على تجنب الأمراض، وقلده الكثيرون فى هذه الموضة.
عدسة يوسف وهبى وبنطلون فاطمة رشدى
أما الفنان يوسف وهبى فقد قلده الكثيرون وكانوا يضعون "المونوكل" على عيونهم مثلما ظهر يوسف بك فى عدد من أفلامه ومسرحياته، والمونوكل هو عدسة مفردة توضع على عين واحدة وتكون متصلة بسلسلة اشتهر بها يوسف وهبى.
كما كانت الفنانة فاطمة رشدى من أوائل السيدات اللاتى ارتدين البنطلون فى القاهرة وقلدتها النساء حتى انتشرت موضة البنطلون فى مصر.
وكان الفنان الكبير ورائد المسرح زكى طليمات لا يربط الكرافتة كما هو معتاد، ولكنه كان يضع طرفيها فوق بعضهما البعض بدون عقدة، وقلده فى ذلك عدد كبير من الشباب والرجال، كما أنه كان أحياناً يشترى كرافتة فاخرة جدا ً ليربطها حول وسطه بدلاً من حزام البنطلون.
حذاء فريد ونضارة فاتن
وابتكر فريد الأطرش موضة غريبة حيث إنه اعتاد أن يلبس الحذاء الأبيض على البدلة الكحلى فى عز الشتاء، وحاول فريد أن ينشر هذه الموضة بين الشباب فظهر فى معظم أفلامه بالحذاء الأبيض تحت الملابس الشتوية ولكن الناس لم يقتنعوا بهذه الموضة ولم يقلدوها أو يسيروا ورائها.
وفى فترة من الخمسينات كانت فاتن حمامة وراء ظهور تقليعة وموضة انتشرت بين الفتيات، على الرغم من أن فاتن لم تكن تقصد أن تجعل منها موضة وإنما جاءت من وحى الظروف، وهذه الموضة هى ارتداء النظارة الطبية، حيث أرهقت الأضواء عيني فاتن حمامة، ونصحها الأطباء بالاستعانة بنظارة طبية للتخفيف من حدة هذا الإرهاق، وأعجب شكل فاتن حمامة بالنظارة عدداً من نجوم الشاشة، فاتشر ارتداء النظارات بينهم وقلدهم الجمهور والعديد من الفتيات اللاتى حرصن على ارتداء النظارة الطبية.
الفراشة وشراب نجوى
كما قلد عدد كبير من الراقصات الفراشة سامية جمال التى اشتهرت بلقب حافية القدمين، حيث اعتادت الفراشة أن ترقص دون أن ترتدى حذاء وكانت سبباً فى انتشار هذه الموضة بين الراقصات ، ولكن خالفت نجوى فؤاد هذه الوضة وابتكرت تقليعة جديدة حيث كانت ترتدى شرابًا من النايلون يغطى أصابع قدميها والكعب فقط، ويتغير لون الشرب بحسب لون بدلة الرقص، وكانت نجوى فؤاد تتعمد أن ترفع قدميها للأمام وهى ترقص وكأنها تقول للجمهور أنها لا ترقص حافية.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع