مدير مكافحة جرائم الحاسبات: صفحات الغش تحت السيطرة الأمنية.. العميد على أباظة: ضبطنا 234 قضية تحريض على العنف.. وسيطرنا على 1350 صفحة تحريضية.. لا نتجسس على المصريين ونراقب المنشورات العلنية فقط

أكد العميد على أباظة، مدير إدارة مكافحة جرائم الحاسبات بوزارة الداخلية، أن صفحات الغش تحت السيطرة الأمنية مضيفا: «لا نتجسس على المصريين ولا نخترق حياتهم الخاصة، ونتابع فقط ما ينشر على الصفحات العلنية».

وقال إن هناك 45 مليون مصرى يستخدمون الإنترنت، مؤكداً أن بلاغات الجرائم الإلكترونية ارتفعت من 7 بلاغات فى 2002 إلى 7 آلاف بلاغ فى 2016، مضيفاً فى حوار لـ«اليوم السابع»: «نكافح جرائم الابتزاز الجنسى وتجنيد الشباب وتجارة السلاح والبغاء الدولى عبر الإنترنت»،

وإلى نص الحوار.

متى تم إنشاء إدارة مكافحة جرائم الحاسبات وما اختصاصاتها؟

- إدارة جرائم الحاسبات وشبكات المعلومات تم إنشاؤها سنة 2002 فى خطوة استباقية ونظرة مستقبلية لوزارة الداخلية، وهى إحدى إدارات الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات وأحد روافد قطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التى يترأسها اللواء محمود دياب مساعد وزير الداخلية، وبوصفها إدارة بحث جنائى فهى تتبع فنياً قطاع مصلحة الأمن العام باشراف اللواء جمال عبدالبارى مساعد وزير الداخلية.

هل تزايد عدد الجرائم الإلكترونية مؤخراً؟

- عام 2002 لدى إنشاء هذه الإدارة تلقت أجهزة الأمن 7 بلاغات فقط، وفى عام 2016 تجاوز عدد البلاغات 7 آلاف بلاغ.

وما صور الجرائم الإلكترونية؟

- صور الجرائم الإلكترونية عديدة أبرزها «التحريض على العنف، ونشر أفكار جماعات إرهابية، وتجنيد الشباب، والنصب، والتشهير، والقذف والسب، والابتزاز الجنسى، وسرقة حسابات، وسرقة أموال، والبغاء الدولى، والمخدرات، وتجارة السلاح..».

ما عدد الصفحات الإرهابية التى تم السيطرة عليها مؤخراً؟

- منذ بداية 2016 وحتى الشهر الماضى تم ضبط 234 قضية تحريض على العنف والإرهاب، بإجمالى 238 متهما، والسيطرة على 1350 صفحة تحريضية، و2395 صفحة جنائية وضبط 495 متهما، ولا يتوقف دورنا عند هذا الحد، وإنما نسهم فى كشف غموض الجرائم بإجمالى 27574 مساعدة فنية.

البعض يزعم أن الداخلية تتجسس على المواطنين وتخترق حياتهم الخاصة؟

- نلتزم بمبدأ سيادة القانون، ومن الناحية العملية عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر نحو 45 مليون مواطن، وبالتالى يصعب مراقبتهم، فنحن نتعقب جرائم ولا نتعقب أشخاصا، ويتم ذلك تحت إشراف قضائى كامل، وبعد تقنين كل الإجراءات، واستصدار إذن من النيابة العامة.

كيف يتم الوصول لهوية الأشخاص الذين يحرضون على العنف عبر «السوشيال ميديا»؟

- نتابع ما ينشر على الصفحات العلنية المسموح للجميع بالاطلاع عليها، ونرصد كل ما يشكل جريمة وفقا لقانون العقوبات، ويتم تحديد القائمين على إدارة تلك الصفحات من خلال وسائل فنية ويعقبها تحريات سرية لتحديد ذلك الشخص، ويعقب ذلك إذن من النيابة ويتم استهداف الشخص وضبطه وما بحوزته من أجهزة استخدمت فى ارتكاب الجريمة.

صفحات «حسم» مازالت تطل برأسها عقب كل حادث إرهابى لتعلن مسؤوليتها عنه.. ما دوركم فى التصدى لها؟

- هذه الصفحات ضمن الجرائم العابرة للحدود، ومرتكب هذه الجرائم والمحرض عبر الإنترنت ليس شرطاً أن يكون موجودا داخل البلاد، وإنما يمكن أن يكون خارجها، ونقنن الإجراءات ونضبط الموجودين بالداخل، ويتم عمل انابة قضائية من خلال وزرة العدل لإخطار الإنتربول الدولى لعمل اللازم ضد تلك الصفحات التى يوجد القائمون عليها خارج مصر، وجميع الصفحات التى تحرض على العنف محل متابعة ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.

وما جهود الإدارة فى التصدى للمواقع الإباحية؟

- يتم رصد تلك المواقع وتحديد القائمين عليها ويتم إخطار الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب لاتخاذ الإجراءات القانونية، وأثمر ذلك التعاون عن تحقيق العديد من الضبطيات مؤخراً.

وماذا عن دوركم فى مكافحة المخدرات الرقمية عبر الإنترنت؟

- هى عبارة عن برامج موسيقى يتم شراؤها من خلال مواقع الإنترنت نظير مبالغ مالية، ويكون لها تأثير مدمر على الجهاز العصبى من خلال إحداث حالة من عدم التوازن، وصولاً إلى ما يشبه الهلوسة، ويتم التنسيق مع مكافحة المخدرات للتصدى لها.

وما دوركم فى التصدى لجرائم الابتزاز الجنسى؟

- هذا النوع من الجرائم يستهدف قاعدة عريضة من المواطنين، وتشمل الرجال والنساء والأطفال، وتم ضبط العديد من القضايا فى هذا الصدد.

ما دوركم فى التصدى لجرائم اختراق الأجهزة والحواسب الخاصة بالمواطنين؟

- تم ضبط عدة قضايا فى هذا الصدد، أبرزها ضبط شاب فى الإسكندرية يعمل مهندس اخترق الحواسب الشخصية لنحو 1270 أسرة وصورهم داخل منازلهم فى أوضاع مختلفة دون علمهم ثم ساومهم على الأموال، فضلاً عن ضبط مهندس آخر فى الشرقية اخترق 360 جهاز حاسب شخصى للمواطنين، وصورهم فى أوضاع مختلفة وطالب الفتيات بإقامة علاقات غير شرعية.

وما نصائحك للمواطنين فى هذا الصدد لمنع تكرار هذه الحوادث؟

- أناشد أولياء الأمور بالحرص فى استخدام التقنيات الحديثة، سواء حاسبات أو هواتف ذكية، واتخاذ الاحتياطات لتجنب الوقوع ضحية للمجرمين، من خلال عدم ترك تلك الأجهزة متصلة بالإنترنت طوال الـ24 ساعة، لأن الأجهزة تكون آمنة فى حالة عدم اتصالها بالإنترنت، وضرورة وضع لاصق على الكاميرا الأمامية للأجهزة لعدم استخدامها فى تصوير مالكها حال اختراقها، والاهتمام بتنزيل برامج «آنتى فيرس» و«الفيرول» لتأمين الأجهزة، ووضع كلمات سر طويلة ومعقدة من أرقام وحروف وعلامات لتأمين الأجهزة، وعدم الاحتفاظ بالبيانات الشخصية على تلك الأجهزة خشية استخدامها فى حالة الاختراق أو الفقد، وضرورة متابعة المواقع التى يدخل عليها الأبناء لعدم الإيقاع بهم، وعدم الدخول على المواقع الإباحية والمجهولة، وأنصح الجميع بعدم قبول الصدقات على مواقع التواصل الاجتماعى إلا من الأشخاص المعروفين.

ما دوركم فى مواجهة صفحات الغش وتسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة؟

- نواجهه كل ما يخل بنظام الامتحانات، حيث نرصد الصفحات والمواقع التى تدعو أولياء الأمور للانضمام لمجموعات لتسريب الامتحانات تمهيداً لمساومتهم على المال، ثم يكتشفون أنهم وقعوا فريسة لنصابين، وإجراءات التأمين هذا العام تمت وفق منظومة متكاملة نشارك فيها كل أجهزة الوزارة، ونجحنا فى العام الماضى فى ضبط القائمين على صفحة «شاومينج»، وتوجد آلاف من الصفحات بذات الاسم فى محاولة من القائمين عليها بالاستفادة بالضجة الإعلامية التى تحدثت عن هذه الصفحات للنصب على المواطنين، فضلاً عن أننا ضبطنا قضية المطبعة الشهيرة والقائمين على بيع الامتحانات وأحيلوا للجنايات، وتم ضبط مدرس بالجيزة نشر الاجابات النموذجية، ومن ثم ضبطنا نحو 29 قضية بـ 43 متهما، وسيطرنا على 35 صفحة للغش، وخلال هذا العام سيتم رصد ومتابعة الصفحات لتحديد القائمين عليها لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم وضبطهم، وتشديد العقوبة على المشاركين فى أية أعمال تمثل إخلال بنظام الامتحانات، واستخدام منظومات حديثة فنية للرصد والضبط،

وما خصائص المجرم المعلوماتى؟

- المجرم المعلوماتى يتميز بقدر من العلم وقدرة على استعمال تلك التقنيات، وبعضهم لديه مهارة فائقة، وهم من يطلق عليهم أصحاب اللياقات البيضاء، حيث يرتكبون جرائمهم وهم جالسون فى أماكنهم، والجريمة الإلكترونية عابرة للحدود، ويتم استخدام التقنيات الحديثة فيها، وهناك دوافع مختلفة لارتكاب هذه الجرائم، «انتقام، اثبات ذات، ظهور فى دور البطل»، ويصعب الإثبات فى هذه الجرائم لسهولة محو الأدلة، ويتم استخدام تقنيات وفنيات عالية لضبط هذه الجرائم، وهناك سرعة فى الضبط وإقامة للأدلة.