الشعب المصري يديلك كل إمكانياته والمادة آخر حاجة تفرق معاه
- العامل المصري أول من ساعد إبراهيم محلب للوصول إلى قمة نجاحه
-النجاح في الثانوية العامة وإيجاد شغل بعد التخرج كانا من أول تحدياتي
- عشت مرحلة كان الإعلام قاسي جداً وبعض الآراء كانت منفلتة لكن عمري ما عاديت حد من اللي نقدوني .. ولو التفت لـ"الجراح" مش هشتغل
- لا زالت أراجع نفسي يومياً في كل قراراتي لأن ليا مبدأ أن سرعة القرار هي قوته
صمت كثيراً بلسانه وليس بأفعاله خلال فترة توليه رئاسة وزراء مصر، تولى المهمة في مرحلة عصيبة كان الإصلاح والتعديل شعارها، اشتهر بجولاته المكوكية بين المحافظات لمتابعة المشروعات وما يتم على أرض الواقع وتحقيق الطموح، فكان واحد من ربان السفينة الذين نجحوا في اقتياد سفينة الوطن إلى بر الأمان، إنه المهندس إبراهيم محلب، رئيس وزراء مصر الأسبق.
"محلب" حل ضيفا مع الزميل محمد مجدى السيسى فى الفقرة الرئيسية للتغطية الموسعة اليومية على الصفحة الرئيسية لليوم السابع، على شبكة التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، مساء اليوم الاثنين، وهو الظهور الأول لـ"محلب" بعد غياب كبير عن الساحة، حيث حكى عن أهم القرارات التي اتخذها أثناء توليه منصب وزير الإسكان في عام 2013، وتوليه رئاسة وزراء مصر في 2014، ورؤيته للفترة الحالية ولمستقبل مصر.
وإلى نص الحوار واللقاء بالكامل :
بداية .. ما هو التحدى الأكبر في حياة المهندس إبراهيم محلب؟
كان هناك أكثر من تحد لكن اتركني أبلور ذلك علي أرض الواقع لأن ما يحدث على أرض هو جاء شخص أو رئيس يبحث عن تحديات أو دولة تبحث عن التحديات لان التحديات عادة حينما تكون كبيرة يبدأ الأشخاص في التعايش معها وبالتالي فالتحدي يكبر أيضاً.
ما حدث على أرض مصر خلال الـ6 سنوات الأخيرة هو تحدي التحديات، مين كان يقدر يتكلم على إصلاح اقتصادي بالجراحة الكبيرة دي مين كان يقدر كان يتكلم بعمق في مشكلة العشوائيات من عشوائية إلى حياة مثالية يتمناها الكثيرة ودا اللي بنشوفه كل يوم سواء في الافتتاحات الأخيرة، مين كان يقدر يتكلم عن التنظيم في الطرق في وسط البلد ويتعمل مشروعات وهي خلال الفترة الأخيرة أكبر مشروعات على مستوي العالم من خلال الجودة ومن خلال مدة التنفيذ.
التحدي الاقتصادي من خلال ترشيد الدعم كذلك ملف الإسكان وتوفير 250 ألف وحدة رغم ان دول اكبر منا بكثير لم تستطيع تنفيذ هذه المشروعات وبالتالي دي كلها تحديات.
التحديات الصغيرة مثل 30 يونيو الشارع المصري واحتلال الشارع المصري من عشوائيات وباعة جائلين وكلها كانت تحديات وبالتالي يجب التحدي عن تحدي الجميع يشعر والدولة استطاعت أن تتحدي التحديات وتتغلب عليها.
وما هي التحديات الشخصية بالنسبة لك؟
التحديات الشخصية بالنسبة لي كانت كل يوم مثل النجاح في الثانوية العامة وأن تدخل كلية الهندسة ، وأن تتخرج وأن تلاقي شغل، وبداخل هذا الشغل تقدر تثبت نفسك وسط العشرات وهذه التحديات عملية مستمرة ولكن حبيت الناس تحس يعني إيه " تحدي التحدي".
-نصيحتك الثانية كانت وأنت على القمة لا تنسى من ساعدوك وعلموا معك بإخلاص لتصل إلى هذه القمة .. من ساعد إبراهيم محلب للوصول إلى قمة نجاحه بـ"الترتيب"؟
أول حاجة العامل المصري هو من ساعد إبراهيم محلب للوصول إلى قمة نجاحه لان أنا كنت في قطاع المقاولات وكنت مهندس صغير جداً ببتدي 22 سنة ببتدي حياتي العملية ودخلت في إني أقود عدد من الأفراد، وكان إزاي إني أخوض لنقطة مهمة جداً وهي طبيعة الشخصية المصرية وتقدير الشخصية المصرية وأن العاطفة للشعب المصري لو عرفت تفهما أكبر من أي مادة، وبالتالي أقدر أقول أكتر حد اتعايشت معاه حول العامل المصرين العامل المصري لو العامل المصري قدرت تفهمه ويفهمك تقدر تعمل المعجزات وبالتالي دا اول حد أقدر وأحترمه واحترم كل العمال اللي اشتغلوا معايا.
وللعمل منذ 48 سنة وأنا بشتغل والحمد لله مفيش شغل في حياتي بدون عمل والناس اللي ابتدوا معايا من بداية عملي دول اعز أصدقائي بصرف النظر عن كونهم مهندسين أو عمال وبالتالي امتدت علاقتي بالجيل التالي لأبنائهم وأحفادهم.
-قولت إن عاطفة الشعب المصري لو فهمتها تبقى حليت جزء كبير من الحكاية، البعض يقول الشعب المصري ميعحبوش العجب تاخد القرار يمين يقولك شمال وهكذا.. ما تعليقك ؟
لأ إطلاقاً الشعب المصري فيه كم من العاطفة والطاقة بيديلك كل إمكانياته والمادة آخر حاجة تفرق معاه، التقدير والاحترام كلها مفاتيح الذكاء وطيبة قلب الشعب المصري فعلاً إزاي يلاقي حد بيحس بيه قيمة مصرية خالصة لن تجدها إلا في مصر وأنا عيشتها وبعيشها.
-من النصائح اللي كتبتها " لا تنزعج من النقد حب من ينقدك انصت إليه قد يكون في نقده كثير من الحقيقة"، فهل هناك من نقدك وهو قريب إليك ؟.
أنا عايز أسال الكلام دا للإعلاميين لان أنا عشت مرحلة كان الإعلام قاسي جداً وبعض الآراء كانت منفلتة، ولكن عمري ما عاديت حد من اللي نقدوني ، وأنعم بشبكة من الصداقة بكل اللي نقدوني ويمكن حسوا إني صح، وفعلاً عمري ما أخدت موقف من حد نقدني يقفل قلبي ، لكن كان فيه نقد بناء، النقد الملفت مكنتش بسمعه لأنى لو كنت بستمتع ليه مكنتش أقدر اعمل أي حاجة وبيعمل حمل وضغط نفسي على أي مسئول ، وإذا تفرغ لكل الجراح مكنش هيقدر يشتغل او استمع سواء لهذا أو ذاك مش هيقدر يعجب حد.
-هل يوجد موقف انزعجت جدا من نقدك فيه وقولت إنه قاسي جدا عليك ؟
في مرة كنت في حديث وبتكلم عن إن الشباب لازم يعمل لازم يبتدي حاجة صغيرة وضربت مثال قولت :" الناس بتستهل وكشباب يقودوا التوك توك"، فيه بعض الناس أخدوا الكلام وقالوا رئيس الوزراء بيقول للشباب " انزلوا اشتغلوا على التو توك"، وأنا كنت أقصد عكسها ويومها زعلت من نفسي لأني قولت "إني معرفتش أعبر"، مشكلتي إني لما بكلم الشباب بتكلم من قلبي ومن تجارب لأن كلنا ابتدينا من تحت الصفر.
-من أقوالك "وأنت تعمل ومهما كانت الضغوط والأعمال والمسئوليات اعط وقتاً لمراجعة تصرفاتك مع كل من حولك " .. كم مرة راجعت نفسك وقولت أن هناك قراراً كان يمكن أن يتأخر أو لم تأخذه من الأساس ؟
لا زالت أرجع نفسي يومياً في كل قراراتي لأن ليا مبدأ أن سرعة القرارة هي قوة القرار، لكن عليك الدقة في نفس الوقت، ونأخذ قرارات في ضغوط معينة ممكن قرارا واحد فيه مشكلة، وهنا كانت عملية الفلترة في تأثير على أي قرار على الأخير وهذه نصيحة أعطيها لأي مسئول بدءاً من مدير في أي مصلحة متبصش بس لهدفك بس لهدفك الإنساني محدش يتجرح أو يظلمن ونحاول إننا بنحقق الهدف الأسمى نبص للمجتمع.
-بعض المواطنين يعترضون على بناء كباري بشكل مكثف في الطرق وعمل مشروعات في الصحراء.. ما ردك العلمي؟
أرد عليماً وأقول هذا شرايين التنمية ، في الصحراء لو عملنا طريق فهي بذلك أصبحت خضراء، ورأيي أن ما يحدث إعجاز وما حدث في مصر من تكامل وما حدث في شبكة الطرق ربطت مصر شمالاً بجنوباً شرقاً غرباً بطريقة لم تحدث.
دلوقتي نقدر نروح من أسوان لسيناء في أقل من 10 ساعات وبالتالي كل ما البلد توصل ببعضها تكتمل المسيرة وعلشان النهاردة ننتشر وطبيعة مصر تساعد على الانتشار على الأقل 75 % من مساحة مصر ممهدة للحياة، والأجيال اللي جاية هتقول اللي بيحصل النهاردة زراعة بذرة نجاح، وكل يوم نحس إن بلدنا بتتطور غاز ومناجم ذهب وإسكان وعشوائيات تتطور، وبعدين مبنعملش حاجة تقدر نقول عليها " ها يالا" إحنا بنعمل حاجة مظبوطة على أرض الواقع، ووصلنا لمرحلة الامتياز.
في الإسكان الاجتماعى بفكر في ملعب الكورة ووحدة التي ستنتج فيها السيدات وما يحدث في مصر فعلا إعجاز الناس تقدر تعيشه.
-مشروع العاصمة الإدارية الجديدة بدأ في عهد حكومتك.. كيف بدأت الفكرة، وكيف تحتاجها مصر؟
عظمة مشروع العاصمة الإدارية الجديدة تتمثل في خلق واختيار مكان جديد لتنفيذ طموح الدولة، حيث أنه حين التحدث عن القاهرة وتعدادها حوالى 16 مليون نسمة وبها مباني حكومية بها مشكلات وعمرها أكثر من 100 سنة، وبالتالي الحلم الكبير لم يكن يتحقق في قلب القاهرة ولكن عظمة العاصمة القديمة هي التي خلقت العاصمة الجديدة لأننا نتحدث عن القاهرة مدينة في العالم ليس لها مثيل لأنها تضم كل الحضارات بدأ من الهرم إلى القاهرة الخديوية والإسلامية والقبطية لكن الزحام الذي يوجد في القاهرة يتطلب الكشف عن وجهها الجديد وعلينا أن نشاهد ميدان التحرير والقاهرة الفاطمية وغيرها، وكان يجب أن نخلخل الكثافة ويتم عمل مدينة جديدة وشبكة اتصالات من خلال القطار المعلق وغير ذلك.
العاصمة الإدارية الجديدة إضافة للدولة "مش تربيع لأ إحنا بنضرب في 15 وبنجري في كل المجالات .
-الرئيس السيسي في آخر ظهور له أكد ان ملف التعديات سيركز عليه باستمرار وحضرتك مشرف عليه بشكل مباشر .. ليه الظاهرة انتشرت بشكل كبير؟
التعديات تحدي التحديات، بدأت صغيرة من خلال بناء صغير على أرض زراعية فلا يوجد رادع بالتالي تزداد وتتوسع، دائما الخطأ يجيب خطأ، وتآكل الرقعة الزراعية في مظهر لها ظاهرة اجتماعية وسياسية وأتي في وقت معين مثل قبل الانتخابات وغيرها.
الرئيس قال مفيش تعايش مع الخطأ لكن قال كمان هنواجه الخطأ لان لو استمر هذا هتروح القاهرة بسبب المباني العشوائية وعدم الأمان بها ولو حدث حريق في مجتمع عشوائي وباتلاي التوقف كان هام جداً.
-إمتى المواطن المصري هيحس إنه مرتاح ومبسوط ومفيش حاجة مضيقاه ؟
المواطن هيحس إنه مرتاح لو عنده أمل في بكرة أحسن من النهاردة، واللي مش قادر يشوف الأمل يبقى هو مش عايز يشوفها المواطن النهاردة لما الكهرباء مش بتقطع على الرغم في 2018 كانت بتقطع يومياً، كمان الطرق شكلها إيه، الحياة اليومية بتقول إن كل يوم أحسن.
بسبب أزمة كورونا والتي يشهدها العالم الآن دول كبيرة تحدث بها كوارث بسببه على مستوى العالم، لكن بدون تحيز علينا ان ننظر كيف واجهتها مصر؟، حيث تم مواجهتها بشكل كبير من خلال الإصلاح الاقتصادي وما يتم في عهد الرئيس السيسى، ومصر نجحت نجاح باهر في إدارة الأزمة وأنا بقول لكل فرد كل يوم يبص للشمعة الجديدة المنورة.
-كنت معروف أثناء رئاستك للوزراء بالجولات المكوكية الصبح في الإسكندرية وبليل في أسوان وبكرة في سيناء.. كنت بتجيب الطاقة دي منين؟
الطاقة بتيجي من الضرورة لأنني توليت المسئولية في فترة الشارع منفلت واهل الشر موجود فيه وكان لا يوجد أي نوع من الثبات في أركان الدولة وبالتالي كان علينا الحكومة أن نثبت ونعطي أمل.
-لو عندك أمنية منذ عملك في الجهاز التنفيذي تمنيت أن تنفذها ولم يحدث حتى الآن.. فما هي؟
حاجتين ألاقي في القرية وحدة صحية تليق بأهلنا في الريف بحث تستطيع تقديم الخدمة بجهد وإخلاص، وألاقي مدرسة نموذجية تقدم تعليم جيد وبها ملعب وخدمات مميزة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع