كورونا يغير طقوس الزواج فى الهند والحضور عبر الإنترنت.. عروسان يتوجان قصة حبهما بغرفة المعيشة ومشاركة 16 فقط من الأهل.. والمئات يشاركون عبر تطبيق إلكترونى.. وآخران يتبادلان خواتم الزواج فى موقف للسيارات

طقوس طويلة، وحفلات صاخبة، دائمًا ما ترتبط بحفلات الزفاف فى الهند، إلا أن انتشار فيروس كورونا، والإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومات لاحتوائه، كانت على ما يبدو نقطة الانطلاق لحالة من التغيير، التى قد لا تقتصر فى نطاقها على مجرد المرحلة الراهنة، وإنما قد تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك.

الأوضاع الجديدة فرضت نفسها على زفاف الفتاة الهندية نتين أرورا، والتى عاشت قصة حب مع خطيبها شاتالى بورا، استمرت 6 سنوات، حيث كان زواجهما مقررًا فى مايو الماضى، بين مئات الأقارب والأصدقاء، إلا أن القدر ربما كانت لديه خطته الخاصة.

نيتين وزوجها

مراسم الزواج بدأت بالخطوبة فى مارس، حيث كان حفلاً صاخبًا، حضره 170 شخصًا، بأحد الأندية الفخمة، بمدينة شانديجار، فى قاعة مزينة بالزهور البيضاء والحمراء، بينما طغت الأضواء الذهبية على المشهد فى كل مكان، حيث قضوا ليلتهم فى الرقص على أنغام الموسيقى.

واستعدادًا للزواج، قام الخطيبان بحجز قاعة بأحد المنتجعات، حيث كان من المقرر أن يستمر الزفاف لثلاثة أيام، تتخللهم حفلات غنائية وأخرى راقصة، بالإضافة إلى الطقوس المعروفة، كالتجول حول النار المقدسة 7 مرات، بينما كانت قائمة المدعوين تشمل 450 شخصًا، وقوائم الطعام مكونة من 10 صفحات.

حفل خطوبة نيتين الصاخبة فى مارس تحولت إلى الصمت فى الزفاف

إلا أن قرار الإغلاق الذى اتخذته الحكومة فى نيودلهى، قوض الخطط الطموحة للعروسين، ليقررا سويًا تأجيل الزفاف إلى نوفمبر المقبل.

ولكن عادت الأقدار لتلعب دورها من جديد، هكذا تقول نيتين، فى تصريحات شبكة "بى بى سى" الإخبارية فى نسختها الإنجليزية، حيث تلقى والدها اتصالاً من أحد الأقارب يوم 1 مايو، حول إمكانية عقد الزواج فى موعده، عبر الحصول على تصريح أمنى يمكنهم من إقامة الزفاف فى مواعيد حظر التجول، ليكون الزفاف فى منزلهم بالعاصمة دلهى.

وتعلق الفتاة بقولها: "لقد كانت لحظة مجنونة.. فكل شىء ينبغى أن يحدث بسرعة".

كورونا يهيمن على زفاف نيتين

بدأت المغامرة، برحلة البحث عن كاهن يمكنه إتمام الطقوس، حيث كان الأمر صعبًا للغاية، فبعدما اتفقوا مع أحد الكهنة، تراجع فى اللحظة الأخيرة، بسبب مخاوفه من الإصابة بفيروس كورونا، بينما وجدوا كاهنا آخر، حيث وصل إلى المنزل متأخرًا، لتبدأ المراسم فى الساعة الحادية عشرة مساءً.

غرفة المعيشة تحولت إلى مكان الزفاف، بينما استعانت العروس بمجوهرات جدتها، وارتدت الزى الأرجوانى الخاص بوالدتها، وكان عدد الحضور لا يتجاوز الـ16 شخصًا بينهم الكاهن، بينما شاركهم المئات أسعد لحظات حياتهم عبر الإنترنت.

زواج بموقف السيارات

حالة نتين وشاتالى ليست الوحيدة، فيما يتعلق بتقليص مراسم الزواج، فى بلد يزخر بالعادات، المرتبطة بحفلات الزفاف، سواء فى بعدها الدينى أو الاحتفالى، حيث اتجه سوكانيا وشانتو نحو تبادل خواتم الزواج فى موقف للسيارات بمدينة بانجلور الجنوبية.

تبادل خواتم الزواج بموقف سيارات