كيف تحول زعيم كوريا الشمالية إلى نجم شباك "الصحافة الصفراء"؟.. ‏الحرب الإعلامية مع الجارة الجنوبية أبرز الأسباب.. الانفتاح على العالم بمبادرة ‏ترامب كشف "الإعدامات الفشنك".. وقصة وفاة "كيم جونج أون" تثير الجدل

شائعات عدة، وتفاصيل غائبة.. وصمت رسمي ساهم فى كثير من الأحيان فى خلق صورة غامضة.. بهذه العبارة يمكن وصف زعيم كوريا الشمالية الشاب كيم جونج أون، القائد الأكثر إثارة للجدل علي الإطلاق، والذى شغل - ولا يزال - إعلام الغرب بتفاصيل حياته وقراراته وإدارته لشئون بلاده، ومؤخرا حالته الصحية.

 

وقبل أيام، ترددت بقوة شائعة وفاة كيم متأثرا بوعكة صحية أصابته قبل قرابة أسبوعين، لتنفي كوريا الشمالية تلك الأنباء مشيرة إلى خضوعه لجراحة بسيطة فى القلب.

 

وأفادت تقرير إعلامي في كوريا الجنوبية بأن زعيم كوريا الشمالية يتلقى العلاج بعدما خضع لجراحة بالقلب والأوعية الدموية بداية الشهر الجاري.

 

ونقل موقع (ديلي إن.كيه) عن مصادر داخل كوريا الشمالية قولها إن كيم يتعافى في فيلا بمقاطعة هيانجسان التي تقع على الساحل الشرقي للبلاد بعدما خضع لإجراء طبي في مستشفى هناك يوم 12 أبريل

 

ونفى مسؤولون في حكومة كوريا الجنوبية ومسؤول صيني في إدارة الاتصال في التقارير اللاحقة التي تشير إلى أن كيم كان في خطر شديد بعد الجراحة، بينما قال مسؤولون كوريون جنوبيون إنهم لم يروا أي علامات على نشاط غير عادي في كوريا الشمالية.

بعد ذلك، أوضحت مجلة شوكان جينداى نقلا عن أحد أعضاء فريق الجراح المسؤول عن عملية كيم أنه كان متوترا خلال العملية لأنه لم يكن معتادًا على التعامل مع المرضى الذين يعانون من السمنة وكان عصبيا للغاية أثناء العملية، مما أدى إلى تأخيرات تركت كيم فى "حالة غيبوبة".

ثم ذكرت وكالة رويترز أن الصين أرسلت فريقا ضم خبراء طبيين إلى كوريا الشمالية فى أعقاب تقارير متضاربة بشأن صحة كيم جونج اون.

 

 

 

e916288462.jpg

 

وقبل شائعة وفاته، كان زعيم كوريا الشمالية الشاب نجم شباك للصحافة الصفراء وإعلام الشائعات فى دول الغرب، والسبب ببساطة: إعلام الجارة الجنوبية، وما تروجه صحف سول ضده، والذي كان مصدرا رئيسا لوسائل الإعلام الأجنبية.

 

وطالما روجت الصحافة الأمريكية والأوروبية تقارير حول عنف كيم جونج أون وإعداماته المتسرعة، إلا أن غالبية تلك التقارير ثبت فيما بعد عدم صحتها.

 

وقبل عام، وفي وقت بدأت فيه واشنطن وبيونج يانج التقارب الاستثنائى بجهود من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فاجأت شبكة سي إن إن الجميع بتقرير أثبتت خلاله عدم صحة ما يتم ترديده حول بعض الاعدامات التى طالت مسئولين في حكومة كيم جونج أون.

وفي وقت روج فيه كثيريين لإعدام كيم هيوك تشول، مسئول الاستخبارات السابق فى بيونج يانج، ومبعوث كيم جونج أون للولايات المتحدة الأمريكية، والذى قالت وسائل إعلام ووكالات أنباء من بينها رويترز أنه تم إعدامه عقاباً على فشله فى تحقيق أى تقدم بشأن المفاوضات بين البلدين قالت شبكة "سى إن إن"، إن الدبلوماسى الكورى الشمالى الذى ذكرت أكبر الصحف فى كوريا الجنوبية أنه تم إعدامه رميا بالرصاص لا يزال حيا، ومحتجز لدى الدولة، بحسب ما ذكرت عدة مصادر مطلعة الأمر.

 

 

 

 

 

ea9f82b267.jpg

وكانت صحيفة تشوثن إلبو الكورية الجنوبية قد ذكرت أن كيم يونج تشول أحد أبرز مسئولى كوريا الشمالية الذين كانوا فى البيت الأبيض لعقد محادثات مع ترامب قبل أقل من عام، قد تم إعدامه بإطلاق النار عليه عقابا له على عدم نجاح قمة هانوى.

 

ونقلت الصحيفة الكورية الجنوبية عن مصدر قوله إن المسئول الكورى الشمالى أعدم في مطار في بيونج يانج.

 

 

وزعم المصدر أن هيوك تشول عوقب إلى جانب أربعة مسئولين تنفيذيين آخرين بوزارة الخارجية، حيث تم اتهامهم جميعا بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وتقديم تقارير غير جيدة عن المفاوضات دون القدرة على قراءة النوايا الأمريكية بشكل مناسب.

 

واستشهدت الصحيفة بمصادر أخرى لم تكشف عنها من داخل كوريا الشمالية، لكن لم يتم تأكيد الأمر من حكومة سيول أو بيونج ياتنج، وقال وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو أن بلاده تنظر فى الأمر.

 

وكانت الصحيفة نفسها قد ذكرت، قيب عامين نقلا عن مصدر كورى شمالى لم تحدده، أن كيم يونج تشول أحيل لمعسكر عمل وإعادة تثقيف فى إقليم جاجانج قرب الحدود الصينية ، قبل ان تعود بعدها بأيام لتعلن إعدامه.

 

وبعد أيام من شائعة الوفاة التى تم نشرها فى صحف كبرى بشتى اللغات حول العالم، فوجئ الجميع بظهور كيم يونج تشول المسؤول الكورى الشمالى الكبير وكبير مبعوثى بيونجيانج النوويين سابقا، بجوار الزعيم كيم جونج أون إلى حفل فنى أمس ، فى إشارة إلى أن رئيس جهاز المخابرات السابق حى ومازال يمثل قوة فى هيكل السلطة بكوريا الشمالية.

 

 

 

 

 

عائدون من الإعدام

والإعدامات الوهمية لا تقف على حالة "يونج تشول" وحده، فقائمة العائدين للظهور بعد ما نشر عن إعدامهم بأبشع الطرق تضم كثيرين، ومن بنيهم عم الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون نفسه، والمدعو جانج سونج ثايك بتهمة الخيانة، وهو الخبر الذى نشر حينها على عهدة مسئولين فى المخابرات الكورية الجنوبية، ليعود الرجل للظهور بعد أقل من عام لينال تكريماً من الزعيم الشاب.

 

 

fbf1dd7488.jpg

 

وفى 2013، تحدثت تقارير إعلامية عدة عن إعدام المطربة الكورية الشمالية هيون سونج بوابلاً من نيران مدفع رشاش، أمام أعضاء فرقتها، إلا أنها ظهرت ضمن وفد يمثل بلادها فى دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية.

 

ومن بين قائمة "العائدين من الإعدام"، يأتى اسم الجنرال ري يونج جيل، الذى تحدثت أيضاً صحافة كوريا الجنوبية عن إعدامه بتهم الخيانة والفساد، لكنه ظهر فى وسائل إعلام حكومية بعد بضعة أشهر خلال مراسم ترقيته.

 

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع