تجارة الموت.. "كورونا" يعيد "بزنس النعوش" للصدارة فى أوروبا.. مصنع فرنسى ينتج 410 نعوش يومياً.. رئيس شركة جنازات فى إيطاليا: أجرينا 600 حالة دفن خلال شهر مارس فقط.. ورواج لافت للصناعة فى بلجيكا

تجارة الموت.. "كورونا" يعيد "بزنس النعوش" للصدارة فى أوروبا.. مصنع فرنسى ينتج 410 نعوش يومياً.. رئيس شركة جنازات فى إيطاليا: أجرينا 600 حالة دفن خلال شهر مارس فقط.. ورواج لافت للصناعة فى بلجيكا
تجارة الموت.. "كورونا" يعيد "بزنس النعوش" للصدارة فى أوروبا.. مصنع فرنسى ينتج 410 نعوش يومياً.. رئيس شركة جنازات فى إيطاليا: أجرينا 600 حالة دفن خلال شهر مارس فقط.. ورواج لافت للصناعة فى بلجيكا

"مصائب قوم عند قوم فوائد"، مقولة لم يدركها أحد إلا الآن، حيث باتت أزمة فيروس كورونا المستجد أبرز مثال، فمع الكارثة البشرية التى أودت بحياة الآلاف حول العالم، زادت وتيرة إنتاج النعوش فى أوروبا بشكل واضح للغاية فى أوروبا، بالإضافة إلى مد ساعات عمل بتلك المصانع لتوفير توابيت لائقة للضحايا.

ولتلبية الطلب، أعاد المصنع التابع لمجموعة "أو جى أف" الأولى فى فرنسا للخدمات الجنائزية، تنظيم صفوفه لينتج 410 نعوش يوميا فى مقابل 370 فى الأوضاع الطبيعية.

ويقول مدير المصنع إيمانيول جاريه: "إثر الوباء قررنا أن نصنع فقط أربعة أنواع من النعوش الأكثر مبيعا" من أصل 15 نوعا متوافرة عادة.

ويضيف: "سمح لنا ذلك بتعزيز قدرة الإنتاج ونحن قادرون على زيادة إنتاجنا بعد".

ومن أجل التمكن من إنتاج هذه الكميات بهذه الوتيرة، فقد بات الإجراء فى الموقع يعملون 39.5 ساعة فى الأسبوع بدلا من 35.

و من جانبه أكد ديدييه بيدانسيه المشرف على فريق يفرز الخشب المستخدم: "يجب أن نسهر على تعزيز صمود فرقنا، وإذا كان من ضرورة فهم موافقون على المجيء إلى العمل أيام السبت أيضا".

ويضيف: "نحن سعداء بالمشاركة فى هذا الجهد الوطنى ونحاول أن نبذل قصارى جهدنا لكى يحصل الضحايا على معطفهم الأخير، كما يسمى النعش عندنا".

وأنشئ المصنع العام 1910 وكان فى الأساس يصنع الفحم الخشبى وألواح الأرضيات الخشبية قبل أن يتخصص بصناعة النعوش فى بداية الحرب العالمية الثانية.

وينتج شهريا ثمانية آلاف نعش فى هذا الموقع الممتد على عشرة هكتارات حيث يحضر الخشب ويجفف ويقطع إلى ألواح ومن ثم تجمع النعوش وتصقل وتدهن.

ويأتى الخشب وغالبيته من السنديان، خصوصا من الغابات الشاسعة المجاورة. ويقول غاريه: "لدينا مخزون من الخشب والصمغ والمسامير والبرنيق يكفى لثلاثة أشهر".

وفى مدينة بيرجامو الإيطالية، تصطف التوابيت داخل الكنائس، ويتم الاحتفاظ بجثث ضحايا فيروس كورونا المستجد الذين ماتوا فى منازلهم فى غرف مغلقة لعدة أيام، حيث تكافح خدمات الجنائز ومنظمو الجنازات لدفن العدد الهائل من الضحايا الذى يتزايد يوميا فى هذه المدينة الأكثر تضررا من الفيروس فى البلاد.

وقال أن أنطونيو ريكياردى مدير شركة "CFB" لتنظيم الجنازات، والتى تعد الأكبر فى المدينة، أنه نفذ ما يقرب من 600 حالة دفن أو حرق لجثث ضحايا كورونا خلال شهر مارس فقط.

وقال ريكياردى: "قبل انتشار الفيروس كنا ندفن نحو 120 شخصا فى الشهر، وفى الفترة الماضية مات جيلا كاملا فى أسبوعين فقط، ولم نرى من قبل شئ من هذا القبيل، وهو ما يجعلك تبكى بحرقة".

وفى السويد، فقد قررت الجمعية السويدية لدفن الموتى وضع علامة مميزة على النعوش التى تضم جثث الأشخاص الذين لقوا حتفهم نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19).

ونقلت صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية اليومية اليوم الاثنين، عن رئيس الجمعية أولف ليرنيوس قوله أن وضع الرمز على النعوش عبارة عن 3 قطرات من قطرات الرذاذ المحملة بالعدوى التى تنشر الفيروس.

وأضاف ليرنيوس: "يجب تنبيه أولئك الذين ينقلون التابوت من المشرحة بأن هناك خطراً محتملاً لانتقال العدوى إذا ما تم فتحه".

 وتضم الجمعية نحو 430 من متعهدى الجنازات فى جميع أنحاء البلاد.

كما شهدت شركات " خدمات الجنازة " فى بلجيكا رواجا كبيرا فى صناعة التوابيت بسبب ارتفاع نسبة الوفيات بسبب تفشى فيروس كورونا، واشتهرت عدد من الصور التى نشرت لعامل مشرحة يضع إكليلا من الزهور على تابوت شخص مات بسبب مرض فيروس التاجى (COVID-19)، فى شركة خدمات الجنازة فى آرلون.

وتشكل عملية دفن الضحايا الذين يموتون فى منازلهم أزمة أكبر من عملية دفن أولئك الضحايا الموجودين بالمستشفيات، حيث يجب أن تكون معتمدة من قبل طبيبين، أحدهما يتعين عليه التصديق على الوفاة فى موعد لا يتجاوز 30 ساعة بعد وفاة الشخص، وهو الأمر الذى أصبح شديد الصعوبة فى الوقت الحالى مع نقص عدد الأطباء وإصابة عدد كبير منهم بالفيروس.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع