رب ضارة نافعة، فالهجوم الذى شنه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على محافظة إدلب بشمال سوريا الشهر الماضى يعد تدخلا سافرا وغير مقبولا على سيادة سوريا، إلا أن هذا الهجوم كشف الوجه الحقيقى لأردوغان، وكبده خسائر لم تكن فى حساباته.
أردوغان الذى ظهر في الملف السورى وكأنه منحاز لإرادة الشعب السورى في التغيير والشعارات الرنانة التي تستخدم في تلك المواقف، واستضافة تركيا ملايين اللاجئين السوريين فعلا ولكن ليس بغرض الضيافة والمساعدة ولكن لغرض أخر يحمل كل معانى الخسة والندالة.
وبعد مقتل 55 من جنود الجيش التركى في إدلب السورية على يد الجيش السورى، أصيب أردوغان بالفزع خاصة وأنه كان متخيل حينما هاجم سوريا أن مهمته ستكون سهلة، فهرع على الولايات المتحدة طالبا المساعدة فلم تعطى له اهتمام، فلجأ لورقة اللاجئين السوريين على أرضه بالزج بهم على الحدود مع أوروبا لابتزاز دول الاتحاد الأوربي -التي تؤرقها مسالة اللاجئين- حتى يساندوه في حربه داخل سوريا.
وقال شهود إن الشرطة اليونانية أطلقت الغاز المسيل للدموع أمس الأحد لتفريق لاجئين حاولوا شق طريقهم بالقوة عبر الحدود من تركيا وخلفهم آلاف آخرون بعد أن خففت أنقرة القيود عليهم.
وبعد أن سقط لأردوغان 55 جندي من الجيش التركى خلال شهر فبراير الماضى، خرج اليوم الاثنين، معلنا عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في إدلب، متوسلا للرئيس الروسى فلاديمير بوتين برعاية هذا الاتفاق، وذلك للخسارة الكبيرة التي تكبدها الجيش التركى فى الأرواح والعتاد أيضا خاصة الطائرات المسيرة التركية التي أسقطها الجيش السورى.
من جهتها، حذرت وزارة الدفاع الروسية، تركيا من أن موسكو لا يمكنها ضمان سلامة الطائرات التركية فوق منطقة إدلب السورية بعد أن أعلنت دمشق إغلاق المجال الجوي فوق المنطقة.
وأكد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجري محادثات بشأن سوريا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في موسكو يوم الخميس.
وأدت أحدث جولة من القتال في إدلب إلى نزوح مليون مدني منذ ديسمبر معظمهم من النساء والأطفال، وقالت تركيا إنها ستسمح للمهاجرين بدخول أوروبا لاغية القيود المفروضة على التنقل منذ 2016 بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
وكانت حدود تركيا مع أوروبا قد أُغلقت أمام المهاجرين بموجب اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا أنهى أزمة المهاجرين عام 2015-2016 عندما دخل أكثر من مليون شخص أوروبا سيرا على الأقدام.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع