سال المذيع عمرو اديب ماهى نوعية هؤلاء الاقباط فى قوة ايمانهم وثبات عقيدتهم وتطبيق التعاليم المقدسة وفى اندهاش واستغراب كيف يكونوا فى مدى التسامح ومدى الحب ومدى الصلاه من أجل الارهابين جعله يطلق لفظ الفولاذ عىل الاقباط وانهم من نوع خاص حقاً صدقت يارجل نعم الاقباط مصنوعين من الفولاذ لان أنجيلهم علمهم وعرفهم منذ الفين عاماً عما سوف يحدث لنا وعلمنا كيف نحب الاعداء ونصلى ونبارك لآجلهم وان الفخار الاعظم صنع تلك النوعيه من البشر من طمى النيل لهم قوة الصبر والاحتمال وبساطة القلب وسلام داخلى لايستطيع اى بشر ان ينزعه منهم لايمكن باى حال من الاحوال ان تجد قبطى لايحب بلده مهما تغيرت الاحداث وتباعدت المسافات وتقلبت الازمان هذه سر العظمه للاقباط والنوعيه مصنوعه من الكرامه وهناك نوعيه اخرى من الفخار مصنوعه للهوان وللعار مثلما فعل الانتحاريين الجدد فى بلادنا.
وكما جرى فى السابق انهار من الدماء فى كل العصور والازمان هكذا يتكرر هذا الزمان.
ان حجم الكارثه اكبر وابشع وكثرة الشهداء والجرحى والاعتداء الغاشم على كنيستين فى طنطا والاسكندريه وموعد التفجيرات فى اقدس ايام السنه احد السعف وان كنيسة مارمرقس هى المقر الرئيسى لقداسة البابا تاضروس الثانى وهو الذي أدى فيها صلاة العيد وكان متواجداً لحظة الانفجار وان عدد الشهداء تجاوز الاربعين والمصابين تعدى المائه والعشرين فكان رد الفعل مختلفاً تماماً عما سبق فى تفجير الكنيسه البطرسيه من مراسيم التكريم جنازة عسكريه يتقدمها الرئيس الان الحدث جلل وتكرر بصوره مدبره ومعده جيده فكان امام الرئيس من اعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاث شهور وسرعة اجراءات القبض على الارهابين وسرعة ضبط المتورطين والجناه واعلن عن تشكيل مجلس اعلى لمكافحة الارهاب يكون له سلطات نافذه وسريعه وكرر للمرة العاشره على ضرورة تجديد الخطاب الدينى فى اشارة واضحه على فشل المؤسسه الدينيه الأزهر الشريف فى هذا المضمار خاصة وان معظم المتورطين الإرهابيين من الأزهر ولا يستطيع احد ان ينكر ذلك وتم اقالة مديرى الامن لكل من محافظة الغربيه والاسكندريه ربما فى اشاره أيضا لتقصير ما في فشل أجهزة الأمن من إحباط المخطط الارهابى قبل وقوعه كما حدث فى اسيوط من قتل سبعة ارهابين وضبط مخزن اسلحة ومتفجرات لتفجير دير العذراء فى درنكه.
وبالرغم من الإدانة والشجب والفوران المعتاد الذى يحدث عقب كل تفجير فى وسائل الاعلام وانتهاز البعض فى فنتازيا اعلاميه فاشله وعرض مشاهد محزنه مؤلمه واذاعة القصص والروايات خاصه ان التفجير بكنيسة مارجرجس فى طنطا كان ناحية وقوف الشمامسه ناحية الهيكل وقرب الآباء الكهنة، أما العناية الآلهيه والتدبير العفوي فقد أنقذهم لتواجدهم لحظة الانفجار ناحية مكان السيدات لأغماء سيده بغيبوبه سكر وأيضاً عدم وجود الأطفال بين الشهداء نظراً لاقتراح احد الكهنة بإرسالهم الى كنيسة أخرى ضماناً لهدوء الصلاه وهذا يكفى واستدلال لعناية الله انه فعلاً يجرح ويعصب هذه هى حياة الاقباط المصنوعه من الفولاذ.
ليس مستغرباً سقوط الشهداء الأبرياء في أقدس مكان وهو الكنيسة وأقدس وقت ذكرى دخول السيد المسيح اورشليم اعلان صريح واضح امام العالم كله وشرح عملى للمعنى الحقيقى للشهاده وان اصرار الاقباط المصنوعين من الفولاذ في امتلاء الكنائس دليل أخر على قوة الإيمان وثبات العقيدة ويعيد عصور الاستشهاد اول المسيحيه يحسدنا العالم كله ويذهل من صلابة الكنيسه رغم المحن والصعاب والتجارب حقاً انها ام الشهداء ام الابرار تقدم كل يوم وكل ساعه شهداء عن طيب خاطر مشهد رائع ومؤثر وغريب ما أحلى واروع تلاقى شهداء كنائس البطرسيه والقديسين والمرقسيه ومارجرس وشهداء الكشح وأبو قرقاص ونجع حمادي وكل الشهداء من العريش وحتى اسوان معاً وما هو التهليل والفرصه الغامرة بينهم هذه هي "ماجى" تجرى وتستقبل أختها الصغيرة "لوسيدا" وتأخذها فى حضنها وتخيل ان كل يوم يستقبل السماء شهداء من مصر وترسل الملائكه بالاكاليل والالحان الاقباط جعل امير الشهداء يسرع فى استقبال اولاده من كنيسة مارجرجس والقديس مار مرقس كاروز الديار المصرية فى غاية الفرح لصمود أبناءه على مر العصور والاجيال انها المكانه العظيمة بين الشعوب والقبائل والأجناس تلمع شهداء الاقباط وتتلألأ كالنجوم والشموس ويسرع القديس بطرس صخرة الايمان والقديس بولس فيلسوف المسيحيه لهما مكانه حيث كنيستين على اسمهما قدمت شهداء أكثر وياله من مشهد لايدركه بشر او يحس به انسان او يعرفه مخلوق جعل البعض يقف مشدوداً مذهولاً مندهشاً لا يصدق من الذي يدور داخل اهالى واسر الشهداء من سلام داخلي وحب لا حدود له وتسامح وغفران لهؤلاء القتلة المجرمين وهو الذى نطق به عمر اديب بأن الأقباط مصنوعين من فولاذ.
تعود بى الذاكرة الى الماضى القريب عندما كان الكهنه لايملكون سيارات وكنا نشاهدهم فى الشوارع ويتسابق اخواننا المسلمين لنوال البركه لانفسهم ولمحلاتهم ولم يكن يجرؤ إنسان أو مجرد التفكير المساس به لقناعته لقداسته أتذكر عندما كانت تسير جنازة لقبطي يتسابق المسلمين قبل المسيحين لحمل النعش رغم عدم معرفتهم به.
اتذكر جيداً مدى المجاملات والمحبه الحقيقيه فى المآتم والافراح والمناسبات ولم يحدث مجرد احتكاك بسيط.
اتذكر جيداً عندما تعلن السينما عرض فيلم حياة والآم السيد المسيح ايام الاعياد ويدخله ويشاهده المسلم والمسيحى اتذكر جيداً العلاقات الاخويه وزيارة الاماكن المسيحيه والاسلاميه فى تآخى فريد.
هكذا كانت المعيشه وهكذا كانت الحياه وهكذت كان المجتمع المصرى فى القريه والريف والمدن والحضر قبل ان ينخر فى عظامه سوس التعصب والتشدد والتطرف فكانت الكنائس بلا حراسه او امن آمانه مضمونه محصنه بالحب والسلام.
ما هذه المدرعات وما هم هؤلاء العساكر المدججين بالسلاح؟!! .. ماهى السواتر والأبراج المقامه والاسلاك الشائكه والحواجز ومنع السيارات أو الاقتراب من الكنيسة؟!! .. من هم هؤلاء الضباط والحرس الذين يتحركون لفحص الداخلين للصلاة؟!! .. مشاهد غريبه علينا ومناظر مؤسفه ونحن نعلم الكنيسه ان الله هو حاميها وليس البشر وبالرغم من كل الاحتياطات اخترق الانتحاري كل هذه التحصينات وتمكن من تفجير نفسه فى كنائس البطرسيه المرقسيه ومارجرجس.
الأمن والشرطة لم تمنع أو تفلح فى صد الغوغاء والهمج من الاعتداء على الكنائس عقب فض اعتصام الجماعه الارهابيه.
هل ماكينات كشف المتفجرات نجحت في منع الشيطان من تفجير نفسه على عتبة الماكينة؟
امر خطر ومؤسف وقد ثبت فشل منظومة الحراسه وكان يجب توخى الحذر خاصه عقب تفجير الكنيسه البطرسيه دون مجامله او تحوير او تأويل الكلام ان الحراس والعسكر امام الكنائس يكونون عبئاً ثقيلاً عليهم خاصه البسطاء منهم فى التعليم وهذا يناقض وعكس مايتعلمه فى المسجد بكراهيه والبغض لهؤلاء الكفار فكيف يحرسهم فنجده متذمراً غضوباً والبعض الآخر يقف لمجرد المعاكسه والنظرات للسيدات والفتيات اما الضباط نجدهم اما جالسين يدخنون او يتكلمون فى التليفون او مسترخون يستعجلون نهاية خدمتهم أمام بوابات الكنائس، وعلى الطرف الآخر المسيحيين فى حالة امتعاض وعصبيه وحزن دفين وشعور بالنقص لوجود هذا الكم المهول من الحراسه ولا أستبعد وجود احتكاك او مشاجره تحدث بين الحين والآخر.
وهنا سألت نفسى فى العصور السابقة عندما كان الاضطهاد واضحاً وظاهراً خاصه خلال الخلافه الامويه والعباسيه والاخشيديه والطولونيه والفاطميه والمماليك هل كان هناك حراسه على الكنائس الاجابه كانت لا بالتأكيد لان الشعب القبطى المسلم منهم والمسيحي منهم منفصلاً تماما عن السلطه الحاكمة المنعزلة والتي كانت هي من تقوم بهذا التعصب او التعسف ضد الكنيسه اما الشعب والعامه البسطاء يعرفون بعضهم البعض ويفهمون حياتهم وظروفهم المعيشيه ويقسمون لقمة العيش بينهما فى حب وسلام.
إلا ان جاء "محمد على" عقب حملة نابليون على مصر وتولى السلطه وهنا أشرك بعض المصريين واختلطت العلاقات بين السلطة الحاكمة وعامة الشعب التي استمرت عقب ثورة 23 يوليو حيث تمكن عبد الناصر من فصل الدين عن السياسه وانقلب على جماعة الاخوان المسلمين وكاد ان يقضى عليهم خاصه عقب حكم المحاكم الثانيه 1965 واعدام مفكرهم الارهابى سيد قطب ولم ينجو منهم سوى الهاربين خارج البلاد في السعودية وأوروبا هائمين مشردين واستمر الهدوء والعلاقات الطيبه التى ذكرتها فى ستينات وسبعينات القرن الماضى ومنذ تولى السادات وخاصه عقب المؤامره عليه والتى عرفت بثورة التصحيح 1971 وانقلب الحال تماماً وفتح الباب على مصراعيه للهاربين من الإخوان بالعودة وممارسة مخططهم ونفث سمومهم وافكارهم الوهابيه الارهابيه علانيه خاصه انه كان رئيساً للمؤتمر الإسلامي وبدأت الأفكار الهدامة الخاطئة تجد طريقها لافكار المصريين البسطاء والمعروفين بالفطره الدينيه واصبح التلفزيون المصرى منبراً لهم والجرائد والمنشورات وخطب المساجد تأخذ منهج الاستعداء والكراهيه والدعاء على الكفار والنصارى واليهود.
وتغلغل هذا الفكر الارهابى عقب حرب اكتوبر واعتبرها نقطة انطلاق لكل الجماعات الارهابيه فى العالم كله وانقسم الشعب المصرى القبطى المسلم والمسيحي الى فسطاط الايمان وفسطاط الكفر الى ان جاءت الضربه القاضيه والاستيقاظ بعد فوات الاوان عقب عقد اتفاقية السلام مع اسرائيل كامب ديفيد وانقلب السحر على الساحر وكان نصيبه رصاصات فى صدره وسط جنوده وقمة مجده وفى ذكرى الاحتفال بنصر اكتوبر وكان الانتقام الالهى لما اقترفته يداه فى الفتنه الحادثه.
ويأتي بعده مبارك ويستمر الحال كما هو عليه من الاختلاف والتباعد والتباغض بين الشعب الواحد بسبب المناهج المحرضة على الكراهية وبغض الآخر والفتاوى الداعيه لقتل النصارى حتى وصلت الى إعداد مخيفة من الفتاوى حوالي خمسة آلاف وخمسمائة فتوى تحض على ازدراء الدين المسيحي وكراهية المسيحي وقتله.
يلاحظ تبدل الحال بعد ان كانت السلطه الحاكمه هى العدو للأقباط تحول العداء بين الشعب نفسه مع اعتدال قليل من الحكومة والسلطة ظهرت فى الآونه الآخيره من مظاهر وافعال تقرب الحاكم الى الكنيسه وفى نفس الوقت تباعد الشعب بعضه عن بعض وهو ماجرى للأسف من تطور فظيع ومتسارع حتى وصل الى تفجيرات داخل الكنائس فى نوع من الوحشيه والخسه والإجرام لم يكن معهوداً بين الشعب المصري فى السابق.
اما الاجراءات التى اتخذها الرئيس عبد الفتاح السيسى رغم أنها جيده وضرورية ولكنها ليست كافيه لان المشكله فى عقول الكثيرين من المتعصبين والمتشددين والارهابيين والامر الأخر الأموال المتدفقة إليهم لتنفيذ عملياتهم إما من الخارج او الداخل.
ملحوظه: الهجوم الكاسح من وسائل الاعلام على مؤسسة الازهر للأسف لن تأتى بنتائج مرضيه بالعكس ستأتي بمزيد من العناد والتعصب الأكثر وستجد تعاطفاً خاصة من الجماهير التى يسهل دغدغة مشاعرهم الدينية وربما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.
سواء نجح الرئيس فى دحر الارهاب واعاد الأمان للبلاد أو لاقدر الله لم ينجح فالاقباط والمسيحيين سوف يصلون ويصومون ويستشهدون وهم باقون الى قيام الساعه كلما زاد الارهاب زاد الايمان.
حقاً المصريين الأقباط مصنوعين من فولاذ.