إدوارد فيلبس جرجس يكتب: قراءات بين الحقيقة والخيال

إدوارد فيلبس جرجس يكتب: قراءات بين الحقيقة والخيال
إدوارد فيلبس جرجس يكتب: قراءات بين الحقيقة والخيال

 

الحادي عشر من سبتمبر

***********************************

هذه الذكرى أصبحت أفكر فيها الآن على أنها الواقع الخيالي أو الخيال الواقعي ، أو كفيلم أكشن لمخرج عبقري ، فمن يصدق أن أربع طائرات تُختطف في وقت واحد لتهاجم برجي التجارة العالمي والثالثة تهاجم وزارة الدفاع الأمريكية " البنتاجون " والرابعة كانت نيتها مهاجمة البيت الأبيض لكنها سقطت في بنسلفانيا ، لو هذا حدث في بلد من من بلدان التخلف ما تعجبت ، لكن هذا يحدث في أمريكا فهو إعجوبة تفوق العجائب السبع ، أمريكا التي يهز أسمها العالم تقع فريسة لعمل إرهابي يخطف أرواح الألاف وفي دقائق يحول البرجين الشاهقين إلى كتلة من النيران يذوب حديدها كقطعة من الزبد  فهذا شئ يفوق الخيال بالفعل ، بعد كل هذه السنوات وأنا أكتب هذه الكلمات أظن نفسي في كابوس وسأستيقظ منه ، واقعة تغير العالم كله بعدها ، وأصبح الخوف هو الشعار السائد ، فتحول السفر خلال المطارات إلى عذاب ، والأمن لا يتورع عن تعرية أي مسافر لمجرد الاشتباه فيه ، والأحذية دائما متهمة ، لكن هل كان هذا درسا مستفادا ليتوحد العالم كله ضد الإرهاب ، لا أعتقد ، فلا زلنا حتى اليوم نجد من يشجع الإرهاب من أجل مصالحه الشخصية ، ولذا من المتوقع في أي وقت أن تكون ضربة أخرى أقوى وأفظع من الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا أو غيرها ، فما أقسى أن يصبح الدرس مجرد هتافات وشعارات تذريها الرياح . في ذكرى هذا اليوم ليس لدىِّ ما أقوله سوى رحم الله شهداء هذا اليوم القاسي على البشرية .                          

 

لا تـولد قبيحاً

********************

كانت صدفة انني احتجت إلى كتاب كنت أبحث عنه في مكتبتي المتواضعة ، عندما وقع في يدي كتابا خيل لي إنها المرة الأولى التي أراه فيها ، بل دهشت كيف لم أره من قبل ، أو حتى أطلع على عنوانه " لا تولد قبيحاً "  ، الفضول الأدبي دفعني لأن أبدأ في تصفحه ، في الحقيقة لم يلفت نظري أسم الكاتب فأنا لم أسمع عنه من قبل ، حقيقي بقدر ما عاش الواحد في دروب الثقافة تفاجئه الحكايات ، ففي مقدمة الكتاب علمت من كلمات الناشر حكاية مؤلفه " رجاء عليش "  الذي لم يكتب سوى كتابين ومات منتحرا عام 1979 بإطلاق النار على رأسه وترك خلفه مؤلفين " لا تولد قبيحا " و " كلهم أعدائي " ، عليش انتحر في سيارته بالقرب من مكان سكنه ، وترك خلفه رسالة موجهة إلى النائب العام دون فيها سبب انتحاره ، الذي لم يتطرق إليه الناشر . ما لفت نظري مقدمة كتابه " لا تولد قبيحا " التي بدأها قائلاً : أصف لكم نفسي ، أنا رجل بلا امرأة ، بلا حقل للقمح ، بلا زجاجة نبيذ ، بلا كرة للعب ، بلا ذكريات مضيئة ، بلا طريق للمستقبل ، على قبري ستكتب عبارة " هذا إنسان مات أثناء حياته " ، أنا رجل تتبعه الضحكات والكلاب ، ضحكات الناس ودعوات الكلاب ، أنا رجل تلعنه المرأة في الشارع وتحبه في السرير ، أنا ملك يرتدي ثياب صعلوك ، مفكر يلعب بدمية طفل صغير ، مهرج يحاول أن يخلع قناع الضحك من فوق وجهه دون جدوى ، فالطبيعة وضعته هناك وألصقته جيداً ليبقى إلى الأبد . أنا أفكر كأنني أحلم وأحلم كأنني أفكر . أنت لطيف ككرسي حمام ، ظريف كسيجارة بعد الغذاء ، لذيذ ككوز ذرة مشوي ، مسلي كببغاء أربيه في المنزل ويقول لي نكات لطيفة طوال الوقت ، طيب كقط حنون يتمسح في ساقي ويقفز فوق حجري ، أنت مثل أخي تماما ، هذا ما تقوله لي النساء دائما . أنا وفي ، طيب ، شجاع ككلب ، ذكي كحمار. أبي .. بنوتي لك تمنعني من كراهيتك ، لا أعتقد أنني حقيقة أكرهك ، لكني لا أستطيع أن أغفر لك أنك أحضرتني إلى عالم يناصبني العداء الشديد حتى نخاع العظام ، خلقتني غريبا يا أبي أبحث عن الانسجام في عالم ملئ بالفوضى ، أتعذب ، أتعذب وحدي دائما على إيقاع ضحكات الآخرين وسخرياتهم ، ربما لذلك لم أكرر المأساة مع أبناء من صلبي ، من صلبنا معا . تكفي مأساة واحدة يا أبي أليس كذلك ؟! . هذه صفحات عن أغرب مشكلة في حياتي ، مشكلة القبح ، يمكنك أن تتخيل أغرب رجل في العالم ، أقبح وجه يمكنك أن تصادفه في أي مكان على الأرض لتتأكد أنك تراني أمامك ، الأضحوكة الدائمة الغرابة ، أنا دائما الأغرب ، الأفظع ، الأقبح . لقد صور عليش حياته المأساوية في كلمات قليلة لكنها حادة قاطعة كخنجر يود أن يطعن به الحياة التي تنمرت عليه ، عليش لم يسمع به أحد ، وحقيقة لولا وقوع مجموعته القصصية " لا تولد قبيحا " في يدي بالصدفة ما كنت سمعت أنا به أيضا ، وخاصة أنه لم يترك خلفه سوى كتابين ، لكن أعتقد أنه لو عاش كان سيكتب الكثير ، مقدمة كتابه التي دونتها هنا لو أعطيتها أسم سيكون " فلسفة ما قبل الانتحار " .

إلي أين تمضي بي الحياة ؟

************************* ************

هذه ليست كلماتي ، لكنها كلمات الفنان العالمي " فانسنت جوخ " في رسالته الأخيرة إلى شقيقه " ثيو " وما دعاني إلى تدوينها التشابه الكبير من الناحية الفلسفية بينها وبين مقدمة كتاب " عليش "  كلاهما كان قاب قوسين أو أدنى من الموت ، فهذه هي الرسالة الأخيرة ل " فان جوخ " من جملة رسائل وصلت إلى 265 رسالة ، كانت ذكرى رحيله منذ فترة قريبة ،  قدم " فان جوخ " الكثير من الأعمال الفنية شهد بها العالم كله . بدء فان جوخ رسالته لشقيقه قائلا : عزيزي ثيو .. إلى أين تمضي الحياة بي ؟ ما الذي يصنعه العقل بنا ؟ إنه يفقد الأشياء بهجتها ويقودنا نحو الكآبة ، إنني أتعفن مللا لولا ريشتي وألواني هذه ، أعيد بها خلق الأشياء من جديد ، كل الأشياء تغدو باردة وباهتة بعدما يطؤها الزمن ، ماذا أصنع ؟ أريد أن أبتكر خطوطا وألوانا جديدة ، غير تلك التي يتعثر بصرنا بها كل يوم ، كل الألوان القديمة لها بريق حزين في قلبي ، هل هي كذلك في الطبيعة أم أن عيني مريضتان ؟ فى قلب المأساة ثمة خطوط من البهجة أريد لألوانى أن تظهرها، فى حقول "الغربان" وسنابل القمح بأعناقها الملوية. وحتى "حذاء الفلاح" الذى يرشح بؤسا ثمة فرح ما أريد أن أقبض عليه بواسطة اللون والحركة... للأشياء القبيحة خصوصية فنية قد لا نجدها فى الأشياء الجميلة وعين الفنان لا تخطئ ذلك . اليوم رسمت صورتي الشخصية ففي كل صباح عندما أنظر إلى المرآة أقول لنفسي : أيها الوجه المكرر ، ياوجه فانسنت القبيح ، لماذا لا تتجدد ؟ أبصق فى المرآة وأخرج... واليوم قمت بتشكيل وجهى من جديد، لا كما أرادته الطبيعة، بل كما أريده أن يكون..عينان ذئبيتان بلا قرار، وجه أخضر ولحية كألسنة النار. كانت الأذن فى اللوحة ناشزة لا حاجة بى إليها . أمسكت الريشة، أقصد موس الحلاقة وأزلتها.. يظهر أن الأمر اختلط علي، بين رأسى خارج اللوحة وداخلها... حسنا ماذا سأفعل بتلك الكتلة اللحمية؟ أرسلتها إلى المرأة التى لم تعرف قيمتى وظننت أنى أحبها.. لا بأس فلتجتمع الزوائد مع بعضها.. إليك أذنى أيتها المرأة الثرثارة تحدثى إليها . الآن أستطيع أن أسمع وأرى بأصابعي. بل إن إصبعى السادس "الريشة" لتستطيع أكثر من ذلك: إنها ترقص وتثب وتداعب بشرة اللوحة . أجلس متأملاً: لقد شاخ العالم وكثرت تجاعيده وبدأ وجه اللوحة يسترخى أكثر. آه يا إلهى ماذا باستطاعتى أن أفعل قبل أن يهبط الليل فوق برج الروح؟ الفرشاة. الألوان. و... بسرعة أتداركه: ضربات مستقيمة وقصيرة. حادة ورشيقة..ألوانى واضحة وبدائية. أصفر أزرق أحمر.. أريد أن أعيد الأشياء إلى عفويتها كما لو أن العالم قد خرج تواً من بيضته الكونية الأولى . مازلت أذكر: كان الوقت غسقا أو ما بعد الغسق وقبل الفجر. اللون الليلكى (يعبر عن الليل) يبلل خط الأفق... آه من رعشة الليلكي . عندما كنا نخرج إلى البستان لنسرق التوت البري. كنت مستقراً فى جوف الشجرة أراقب دودة خضراء وصفراء بينما "أورسولا" الأكثر شقاوة تقفز بابتهاج بين الأغصان وفجأة اختل توازنها وهوت. ارتعش صدرى قبل أن تتعلق بعنقى مستنجدة . ضممتها إلى وهى تتنفس مثل ظبى مذعور... ولما تناءت عنى كانت حبة توت قد تركت رحيقها الليلكى على بياض قميصي.. منذ ذلك اليوم ، عندما كنت فى الثانية عشرة وأنا أحس رحيقها الليلكى على بياض قميصي.. منذ ذلك اليوم، عندما كنت فى الثانية عشرة وأنا أحس بأن سعادة ستغمرنى لو أن ثقباً ليلكياً انفتح فى                                         صدري ليتدفق البياض ، الفكرة تلح علىِّ كثيراً فهل   أستطيع ألا أفعل ؟ .. يا لرعشة الليلكي . كامن فى زهرة عباد الشمس، أيها اللون الأصفر يا أنا. أمتص من شعاع هذا الكوكب البهيج. أحدق وأحدق فى عين الشمس حيث روح الكون حتى تحرقنى عيناي . شيئان يحركان روحي: التحديق بالشمس، وفى الموت.. أريد أن أسافر فى النجوم وهذا البائس جسدى يعيقني! متى سنمضي، نحن أبناء الأرض، حاملين مناديلنا المدماة..ولكن إلى أين؟.. إلى الحلم طبعاً . أمس رسمت زهوراً بلون الطين بعدما زرعت نفسى فى التراب ، وكانت السنابل خضراء وصفراء تنمو على مساحة رأسى وغربان الذاكرة تطير بلا هواء. سنابل قمح وغربان . غربان وقمح... الغربان تنقر فى دماغي . غاق... غاق.. كل شيء حلم ، هباء أحلام، وريشة التراب تخدعنا فى كل حين.. قريباً سأعيد أمانة التراب، وأطلق العصفور من صدرى نحو بلاد الشمس.. آه أيتها السنونو سأفتح لك القفص بهذا المسدس القرمزى يسيل "دم أم النار"؟ غليونى يشتعل: الأسود والأبيض يلونان الحياة بالرمادي. للرمادى احتمالات لا تنتهي: رمادى أحمر، رمادى أزرق، رمادى أخضر. التبغ يحترق والحياة تتسرب. للرماد طعم مر بالعادة نألفه، ثم ندمنه، كالحياة تماماً: كلما تقدم العمر بنا غدونا أكثر تعلقا بها... لأجل ذلك أغادرها فى أوج اشتعالي.. ولكن لماذا؟! إنه الإخفاق مرة أخرى. لن ينتهى  البؤس أبداً  . وداعا " ثيو " سأغادر نحو الربيع .                                      

هذه هي الرسالة الأخيرة للفنان العالمي فانسنت جوخ ، أعجبتني كلماته ورأيت فيها الكثير من التشابه مع مقدمة كتاب عليش " لا تولد قبيحا " ، فاليأس هو الثمة الغالبة على الكلمات وكلاهما جاء قبل رحليهما ، عليش منتحرا وفان جوخ رحل في الربيع كما تنبأ في خطابه لأخيه " ثيو " .                                                         

 

رسالة من إبليس إلى شعب مصر

********************* *************

أعزائي أبناء آدم : انتصار ساحق لى فى ما خضناه حتى الآن من جولات، أعرف أن المعركة لم تكتمل ، ولكننى أستمتع بنشوة الانتصار ودلائله التى تملأ أرضكم، انظروا إلى صفحات الحوادث وراجعوا ما تفعلونه مع بعض فى الشوارع ، الآباء الذين يقتلون أولادهم والأولاد الذين يقتلون آباءهم وحوادث التحرش والاغتصاب وتقارير الفساد والمال الحرام، وكل منكم يحاول أن يتذكر آخر مرة فيها ابتسم فى وجه جاره، أو قبّل يد أبيه، أو وصل رحمه، أو رفض رشوة، أو أخلص فى عمله، أو لم يلق زبالة فى شارعه، أو ترفع عن نفاق مديره، وسيعرف أن رايتى هى الأعلى فى أرض المعركة الآن، وأن النصر هو رفيقى والخسارة والفشل تصاحبكم ربما للأبد  . أعزائى أبناء آدم: لم أعد معجباً بفكرة كونى الشماعة التى تعلقون عليها ذنوبكم وخطاياكم، لم أعد معجباً بفكرة كونى الأصل الذى تردون إليه الشرور النابعة من نفوسكم الأمارة بالسوء، ولابد أن تعرفوا أننى ليس لى من الإضلال شىء، إنما موسوس ومزين، ولو كان الإضلال بيدى ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يؤمنون بالله ، صائماً، ولا مصلياً، ولا محترماً، ولا على خلق ولا شريفا، ولذلك كفوا عن وضع خطاياكم فوق رأسى وقبل أن ترمونى باللعنات اسألوا أنفسكم أولاً: ألا تستحق نفوسكم الأمارة بالسوء بكل تفوقها الشرير وكل مكرها الخبيث أن تأخذ نصيبها من اللعنات؟.. ألا تستحقون أن يكون لكم نصيب من تلك اللعنات على أعمالكم التى لا تتقنونها ولا تخلصون فيها؟  ألا يستحق هؤلاء الذين أفسدوا عليك حياتك وجعلوك على مستقبل أبنائك وأحفادك غير آمن نصيبهم من تلك اللعنات؟.. ألا يستحق هؤلاء الذين يحرقون الناس أحياء وسرقوا أراضى الدولة بأبخس الأثمان وتلاعبوا بالدين وقتلوا أهلك وإخوانك من رجال الجيش والشرطة فى سيناء، وتاجروا فى قرارات العلاج على نفقة الدولة، نصيبهم من اللعنات؟.. ألا يستحق هؤلاء الذين جلعوا من الرشاوى والإكراميات دستوراً اجتماعياً نصيبهم من اللعنات بعد أن حققوا ما عجزت أنا وأبنائى الأبالسة على فعله؟.. ألا يستحق هؤلاء الذين جعلوا من الدين تجارة نصيبهم من اللعنات؟.. ألا يستحق بن لادن والظواهرى والبغدادى والقرضاوى والإخوان وشيوخ الفتاوى الباطلة الذين جعلوا صورة الإسلام أكثر تشوهاً وشراً من صورى نصيبهم من اللعنات؟.. ألا يستحق من ترك جاره مريضا دون زيارة، ووالدته مريضة دون سؤال، وأخاه غاضبا دون  ترضية، نصيبهم من تلك اللعنات؟ أعزائى أبناء آدم لا ترمونى باللعنات قبل أن تسألوا أنفسكم أولاً: هل أنا أكثر شراً من هؤلاء الذين يذكون نار الحروب من أجل أرباح أكثر؟ هل أنا أكثر شراً من الذين يتاجرون بأحلام الناس؟ هل أنا أكثر شراً من أصحاب تلك المستشفيات التى ترفض استقبال الفقراء حتى لو كانت أمعاؤهم تسبقهم على الأرض؟ هل أنا أكثر شراً من الذين نشروا فيروس سى والذين يطعمونكم من زراعات المجارى؟ هل أنا أكثر شراً من هؤلاء الذين يوسوسون لكم بالمغلوط من الأخبار والمعلومات بهدف إرباككم وإحباطكم أو الضحك عليكم ، ومن هؤلاء الذين يدفعون الآباء للانتحار خجلا من أيديهم القصيرة التى لا تحضر ماتبصره عيون أطفالهم؟ أعزائى أبناء آدم: لقد تعبت من متابعة صفحات الحوادث فى صحفكم اليومية ومواقعكم الإلكترونية ، فلا أنا ولا وساوسى كنا نتخيل أن ننجح فى لحظة ما فى نصب فخاخ للخطايا من نوعية اغتصاب الأب لبناته أو الجد لحفيده أو الأخ لأخته.. أعزائى أبناء آدم : هذه كانت رسالتى لكم أجمعين، فاقرأوها أو قطعوها، فلا هدف منها سوى الاعتراف بأن أشراركم علىّ قد تفوقوا.. ونفوسكم الأ مارة بالسوء على حيلى ومكرى وخدعى قد فازت وبشكل ساحق ومُذِلة.

صورة للفنان العالمي فان جوخ

 

 

**********************

edwardgirges@yahoo.com

******************