شاهيناز أبو ضيف المؤانس تكتب: القراءة

شاهيناز أبو ضيف المؤانس تكتب: القراءة
شاهيناز أبو ضيف المؤانس تكتب: القراءة

 ارتبطت القراءة منذ قديم الأزل بالكتاب و مها كان أصل ما صنع منه الكتاب سواء كان من حجر أو شجر بردي يؤثر في فعل استجابة القراءة .. واتصلت الكتب بالمكتبات؛ حيث الأرفف التي تضم أنوعاً من الكتب، ومن أشهر المكتبات في العالم مكتبة الكونجرس الأمريكي في واشنطن وتحوي مائة وسبعين مليوناً كتاب، ويقدر طول أرففها ب ألف كيلو متر، ثم مكتبة الدولة في موسكو، ومكتبة سالتيكوف في روسيا ثم مكتبة الإسكندرية الحديثة . كما تطورت الكتابة خلال العصور المنصرمة و علي ركابها القراءة أيضا ،فكانت النصوص تقرأ بصوت جهري، ويتعين علي اختيار الصوت الأجهر والأعذب؛ فالقراءة منذ العصور القديمة ؛كانت تتمة لعمليات مرتبطة بأمور دينية ذات طابع جماعي ،فمعظم نصوص معبد آمون ،كانت تتلي عن طريق اختيار أجمل أصوات الكهنة لأدائها بطريقة جماعية يترنم بها مبار الكهنة من خلال ما كتب علي جُدر المعبد .

 وأما عن القراءة بصمت؛ فابتدأها الإسكندرية الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد حين أتته رساله ،فقرأها بصمت ،فاندهش جنوده وتعجبوا بشدة، وبعده الملك أوغسطنيوس في القرن الرابع الميلادي، قيل عنه أنه كان يستقي المعاني بقلبه، ويمر بعينه علي العبارات والجمل ، ثم يُصدر رأيه وقراره الصائب وهذا كان أمرا مستغربا حينها .

وتعد القراءة السريعة فناً منفصلا بذاته ؛بل مطلباً عصرياً يقلل الجهد ويوفر الوقت ويُعين- إلي حد ما- علي الإستيعاب والتذكر والجرأة علي اتخاذ القرار . وتختلف أوقات القراءة عند القرّاء فمنهم من يحبذ القراءة في أوقات السفر، ومنهم من يفضل القراءة صباحاً ،-ويقول شاعر الطبيعة الإنجليزي (شيللي): "تعودت أن أتعري وأن أجلس علي صخرة جرداء لأقرأ ٠هيرودوتس إلي أن يتوقف العرق عن التصبب" ويقول عباس محمود العقاد الكاتب المصري: "إني نفسي تجوع للقراءة كما يجوع جسمي ويعطش فأقرأ أينما أشعر بجوع نفسي"- ومن القرآء من يُفضل القراءة ليلا ،ومنهم من ينتقي الأوقات الخاصة؛ كالجلوس في الحدائق تحت ظلال الأشجار فكل كتاب يبدو دوحة وارفة الثمار تنتظر الأيدي لتقطفها ويطيب مذاقها لدي مطعمها.