صفوت عطا الله يكتب: 1919 سعد سعد تحيا مصر.. 2019 سيسي سيسي تحيا مصر

صفوت عطا الله يكتب: 1919 سعد سعد تحيا مصر.. 2019 سيسي سيسي تحيا مصر
صفوت عطا الله يكتب: 1919 سعد سعد تحيا مصر..  2019 سيسي سيسي تحيا مصر

مائه عام تفصل بين الندائين المدويين ( تحيا مصر ) و ان تغيرت الأزمان وتبدلت الأحوال واختلفت الأشخاص، ففي صباح الأحد التاسع من مارس عام 1919 انفجرت شراره الثورة وخرجت الحشود في مظاهرات عارمة بداية من طلبه الحقوق والألسن والمدارس الاميريه والأزهر وانضمام جميع فئات الشعب كما لأول مره في التاريخ تخرج المرأة المصرية في مظاهره كذلك اتحد أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين في أروع ملحمة وطنيه مما جعل ثورة 1919 من أعظم الثورات في التاريخ الحديث لما فيها من زخم من شخصيات وطنيه ومن كثرة الأحداث الجسيمة والكفاح والنضال الطويل الذي استمر سنوات حتى تحقق الهدف وهو الاستقلال من الاحتلال الانجليزي وإلغاء الأحكام العرفية وإعداد دستور للبلاد وإجراء انتخابات ديمقراطيه و قيام الأحزاب السياسية و بداية نهضة اقتصاديه غير مسبوقة جعلت مصر في مصاف الدول المتقدمة وبداية عهد جديد تتساوى فيه الحقوق والواجبات للمواطن وإقرار مبدأ المواطنة والتعايش السلمي والتالف والتآخي بين أطياف المجتمع المصري من جميع الأديان والأجناس والأعراق مما جعل القاهرة تصبح أحسن عاصمة على مستوى العالم عام 1925 وتتم المقارنة بينها وبين لندن وباريس.

لقد استمرت ثوره 19 في كفاحها منذ السماح إلى سعد زغلول بالسفر لمناقشه القضية المصرية وهو الذي يعتبر الزعيم وأحد الوطنيين العظام الذين سعوا في الاستقلال للبلاد من الاحتلال الانجليزي واستكمال النضال الوطني الذي بدأه الزعيم مصطفى كامل ومحمد فريد حيث تم تكوين لجنه اختيار وفد برئاسة سعد زغلول وكل من علي شعراوي نائبا عن الوجه القبلي وهو احد أعيان المنيا وعبد العزيز فهمي نائبا عن الوجه البحري وهو قاضي ومحامي وسياسي وشاعر والسماح لهم بالذهاب إلى مؤتمر باريس للسلام لمناقشه القضية المصرية بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وأجبرت الانجليز في نهاية المطاف على الرضوخ وإلغاء الحماية المفروضة على مصر بتاريخ 28 فبراير 1922 وقد أعقبها إصدار دستور 23 الذي يعتبر من أحسن الدساتير وإقرار قانون الانتخابات وإلغاء الأحكام العرفية وقد كانت الثورة لها تأثير ايجابي في جميع نواحي الحياة العامة للمصريين نلخصها كالأتي:

ثوره 19 والمرأة المصرية

لعل من ابرز مظاهر ثوره 19 اشتراك المرأة المصرية لأول مره بنزولها إلى الشوارع في مظاهرات وتحدي صريح للمحتل الانجليزي حيث كتبت بحرف من النور سطور البطولة وكانت من أوائل المشتركات في الثورة السيدة صفيه زغلول زوجه الزعيم سعد وهي ابنه مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء المصري وقد أثبتت جدارتها في قياده المظاهرة والوقوف بجانب الشعب واستحقت لقب أم المصريين كذلك تحول منزلها إلى بيت الأمة وكانت رفيقتها في النضال السيدة هدى شعراوي زوجه علي شعراوي و هي رائده النهضة النسائية بمصر وأول من دعت إلى خلع النقاب والحجاب مع زميلاتها سيزا نبراوي وحرم قاسم أمين والسيدات جوليت صليب واستر فانوس وأيضاً قدمت المرأة شهيدات سقطن برصاص الانجليز وهن حميدة خليل و درية شفيق وللأسف لم تسلط الأضواء على هؤلاء الإبطال اللواتي سقطن من اجل استقلال البلاد

ثوره 19 والطلاب

لعل من أوائل الذين قاموا بالخروج بالمظاهرات كان طلاب كليه الحقوق و طلاب مدرسه السنية الثانوية أول الشرارة لاندلاع الثورة وقد سقط البعض منهم برصاص الاحتلال الانجليزي وقد عبر عنها الأديب الكبير نجيب محفوظ في الثلاثية بين القصرين بقوله:

"دماء هؤلاء الطلاب التي روت شجره الحرية وقوة دافعة لاستمرارها في نضال الشجعان حق تحقق نتائجها الباهرة ونجاح الثورة في نهاية الأمر"

وقد نعاهم طه حسين بقوله:

"رحم الله شهداء 1919 لقد صغرت حياتهم في نفوسهم، لنكبر نحن في نفوسنا، لقد ماتوا فأحيانا موتهم، رحم الله الشهداء، فلم يكن احد منهم يفكر في احد منا، بل لم يكن احد منهم يعرف احد منا، انما كانوا يفكرون فقط في مصر، ويعرفون مصر، ويبذلون نفوسهم في سبيل مصر، وكنا نحن نحيا بهذا كله !!".

ثوره 19 والأزهر الشريف

كان الأزهر الشريف له دور كبير في ثوره 19 خاصة شيخ الأزهر الشيخ محمد عبد اللطيف دراز الذي ذهب إلى الكاتدرائية المرقسيه بشارع كلوت بيك وكذلك الشيخ ابو العيون والشيخ القاياتى الذي نُفيّ مع القمص سرجيوس إلى رفح في سيناء في تالف وتعاون فريد وكان طلبة الأزهر من المشتركين في المظاهرات والنضال لأجل استقلال البلاد ولعل استرجاع تلك الحقبة من التاريخ وتعريف الأجيال تخفف من حده الاحتقان الذي تحدث الآن بسبب تشدد بعض المتعصبين ونتذكر ان شعار ثورة 1919 كان وحده الهلال مع الصليب وهو الذي يعتبر شعار حزب الوفد حتى الآن وقد اقترحه المناضل القبطي فخري عبد النور.

ثوره 19 و الكنيسة القبطية

برز دور الكنيسة القبطية الوطنية في ثوره 19 بصوره مشرفه وقد كان البابا كيرلس الخامس بابا الاسكندريه المائة والثاني عشر من المؤيدين للثورة كذلك كان القمص مرقص سرجيوس اول كاهن قبطي يعتلي منبر الأزهر الشريف والمساجد في سابقه لم تحدث من قبل في التأييد والخطابة والمطالبة بالاستقلال لمده ثلاثة أشهر وقد ناضل وكافح مع الشيخ القاياني حتى نفيا إلى رفح سيناء وبعد خروجه من الاعتقال ظل يخطب في كل مكان المساجد والكنائس والانديه والشوارع والميادين لم يخاف او يرتعب عندما وجه له عسكري بريطاني السلاح فكان بحق أشبه بخطيب الثورة العرابية عبد الله النديم اذ وهبه الله لسان فصيح وأطلق عليه سعد زغلول خطيب مصر او خطيب الثوره الأول.

ثوره 19 والأقباط

أبرزت ثوره 19 مجموعه كبيره من المناضلين الأقباط وكان لهم دور واضح وقوي في نجاح ثوره 19 والاشتراك الفعال مع الزعيم سعد خاصة في المباحثات الشاقة والطويلة وأيضا في النفي كانوا معه وعندما أصدرت الأحكام العرفية بالإعدام على سبعه من المناضلين كان بينهم 4 من الأقباط وقد اثبتوا بالدليل القاطع على التضحية من اجل الوطن وعلى الاستشهاد مثل "سينون حنا" الذي ضحى بنفسه عندما تم اطلاق حربة مسمومة موجهه للزعيم مصطفى النحاس في محاوله اغتياله الشهيرة ومن أبطال ثوره 19 مكرم عبيد، ويصا واصف، توفيق اندراوس، واصف غالي، ومن الملامح البارزة مبدا الدين لله والوطن للجميع ما أحوجنا لتلك الأيام نفعلها ونطبقها.

ثوره 19 والفن

من مظاهر ثوره 19 اشتراك الفن بصوره فعاله ومؤثره وكان من اشهر الفنانين حسن فايق لتقديم اول عمل فني تمثيلي عن الوحده الوطنيه وهو عمل بأسم "احمد وحنا" يدعو للتعايش السلمي وهي عبارة عن مونولوجات تحث المصريين على مقاومه الاحتلال الانجليزي اما فنان الشعب سيد درويش فله باع طويله في الهاب حماس الشعب بالاغاني الحماسية مثل قوم يا مصر، بلادي بلادي، انا المصرى كريم العنصرين، وقد اشترك مع الكاتب بديع خيري و فرقه الريحاني في تقديم مسرحيات وطنية وقد غنى لاول مره اغنيه بنت مصر، وقصه استشهاد أول سيدتين مصريتين اثناء ثوره 19، وكان نشيد اسلمي يا مصر إنا للفداء هو النشيد الوطني المصري من عام 23 وحتى عام 36 وهو من تأليف الشاعر مصطفى صادق الرافعي.

ثوره 19 و تمثال نهضه مصر

كان تمثال نهضة مصر قصه كفاح شعب وتصوير صادق لثوره 19 وإحساس المصريين بقوميتهم وتاريخهم وعزتهم في تلك الحقبة الحساسة وقد ساهم الشعب في اكتتاب عام لهذا العمل العملاق وهو من أعمال النحات محمود مختار وقد وضع أول الأمر بميدان باب الحديد بمحطة مصر ثم تم نقله لمدخل شارع جامعه القاهرة في الجيزة عام 1955 بعد وضع تمثال رمسيس مكانه.

ثوره 19 والأدب

من أبناء ثوره 19 و الذين اشتركوا بأعمالهم الادبيه والشعر والتأليف أعلام مشهورين أمثال الشاعر حافظ إبراهيم الذي وصف أول مظاهره للمرأة المصرية كذلك المؤرخ المعروف عبد الرحمن الرافعي والمشايخ المعروفين مصطفى وعلي عبد الرازق و الأديب العربي طه حسين و الأديب عباس العقاد و أمين الخولي و الشاعر احمد شوقي و سلامه موسى وإبراهيم المازني واحمد أمين و محمد حسين هيكل الذين اثروا الحياة الادبيه في تلك الفترة اما براعم ثوره 19 فكان الأديب نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومي زيادة.

ثوره 19 والأحزاب السياسية

كان تاسيس حزب الوفد عام 1918 بداية فكره تأليف الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية حيث شكل الزعيم سعد زغلول وهدى شعراوي و عبد العزيز فهمي و احمد لطفي السيد و مكرم عبيد عقد جمعوا توقيعات تفويض من أصحاب الشأن في مصر تمكنهم من التفاوض والتكلم باسم مصر والسعي في المباحثات والمطالبة بالاستقلال وقد اتخذ الشعار الحق فوق القوه والأمة فوق الحكومة وان كان حدث بعد ذلك انشقاقات ظهور أحزاب ليبرالية مثل حزب الأحرار الدستوريين و الحزب السعدي و حزب الكتلة الوفدية بجانب الأحزاب الأخرى مثل الحزب الوطني ومصر الفتاه وحزب الأمة وحزب الإصلاح وتميزت تلك الفترة بالتعددية الحزبية و المنافسة الشريفة والحياة الديمقراطية خاصة بعد إصدار دستور 23.

ثوره 19 والأعياد القومية بالمحافظات

تتخذ كل محافظه من محافظات الخط في النصف عيدا قوميا بمناسبه حدث مهم في تاريخها وتحتفل به كل عام و تعتبر ثوره 19 حدث مهم وتاريخا بارزاً جعل أربع محافظات وهي محافظه الجيزة يوم 31 مارس والفيوم 18 مارس والمنيا 18 مارس وبني سويف 15 مارس أعياد قوميه وذكرى تصدي أهالي تلك المحافظات ضد المحتل الانجليزي أثناء ثوره 19 بالهجوم على القطارات التي تقل العساكر الانجليزية وقطع السكك الحديدية والتصدي بأرواحهم في سبيل الاستقلال التام في البلاد المصرية ومن ثم عند محاوله المقارنة و المقاربة بين أهم حدثين في التاريخ المصري وهي ثوره 8 مارس 1919 وثوره 30 يونيو 2013 نري مدى التوافق والتطابق بينهما الذي يثير العجب والاستغراب اذ انها تكشف المعدن النفيس للمواطن المصري البسيط المنتمي لهذا التراب الغالي للوطن و توضح مدى الانتماء الوطني والحس الخفي الذي يحرك ودائما الحماس المنقطع النظير له ويجعله دائما يثور ضد المعتدي والمحتل والغاصب وان اختلف شكل المعتدي والمحتل والغاصب او اختلف شكله أو نوعه ويحاول التعبير بشتى الطرق عن نفسه بالشعارات والهتافات والأغاني والأعمال الفنية او الادبيه و النحت او التصوير ويبذل روحه فداء الوطن لأجل حريته واستقلاله مهما مرت السنين والأيام، لقد كانت ثوره 1919 ثوره شعبيه زعيمها سعد زغلول والنداء المدوي سعد سعد يحيا سعد الاستقلال التام او الموت الزؤام يحيا الهلال مع الصليب تحيا مصر حره بدأت بتجميع توكيلات تعطي الوفد تفويض باسم مصر وكان اشتراك المرأة في الثورة مثار فخر واحترام وكان أيضاً وحده عنصري الأمة المسلم والمسيحي من ملامحها البارزة وكذلك بداية نهضة نسائيه وتحريرها من أصول التخلف والجهل ومن نتائجها إصدار دستور 23 الذي يعتبر مرجع لكل الدساتير بعد ذلك كذلك نهضة اقتصاديه و حياه ديمقراطيه و إنشاء الأحزاب السياسية على أساس مدني ومدنيه الدولة والمواطنة عمقه مبدأ هام وهو الدين لله والوطن للجميع وهو ما ينطبق مع عام 2013 حيث كانت ثوره شعبيه قائدها عبد الفتاح السيسي و ندائها المحبب سيسي سيسي بنحبك يا سيسي يسقط حكم المرشد والاستقلال من حكم الإخوان والنداء بمدنيه الدولة بدأت بحركة تمرد وتجميع توقيعات من ملايين الشعب المصري تحت شعار ارحل يا مرسي رمز الدولة الدينية وحيث كان دور المرأة بارز وواضح واشتركت بكل قوتها في الخروج في المظاهرات السلمية، وحدت عنصري الأمة مسيحيين ومسلمين فكان ظهور شيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب و قداسه البابا تواضروس حاله من الارتياح والاطمئنان على صلابة وحده الأمة، ومن نتائج ثوره 2013 إصدار دستور جديد يعبر عن آمال وطموح تلك البلاد فكانت جهود وسعي الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأعمال و المشروعات العملاقة تبشر بمستقبل باهر ونهضة تبشر بنهضة عملاقة وتدفع مصر لمصاف الدول المتقدمة وتعيد أمجاد البلاد عمق مبدأ الدين لله والوطن للجميع في كل المناسبات فكان افتتاح كاتدرائيه ميلاد المسيح و مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الاداريه الجديدة في يوم واحد تعبير حقيقي وعملي على مبدأ المواطنة و كما أطلق الجماهير لقب قائد ثوره 19 سعد زغلول زعيم الأمة بكل فخر وصدق تم أيضاً إطلاق لقب قائد ثوره 30 يونيو عبد الفتاح السيسي زعيم الأمة تقديرا لجهوده وطموحه الذي ليس لها حدود في بناء وتجديد مصر الحديثة ودوره البارز لرفع شان مصر أمام العالم فكان تتويج واعتراف بالجميل محاولات تعديل الدستور بمجلس نواب الشعب لهدف واحد فقط هو استمرار فتره الرئاسة لأتاحه فرصه كاملة واستكمال المشروعات الكبيرة و العظيمة والعملاقة وأيضا غلق الباب لمحاولات فصائل وجبهة مضادة تسعى لإشعال الفتن وتحويلها إلى دوله دينيه ولعل ما حدث في الولايات المتحدة الامريكيه أثناء الحرب العالمية الثانية ولأسباب طارئة جعلت أميركا تمد أربع مدد كاملة للرئيس فرانكلين روزفلت بعكس ما جاء في الدستور الأمريكي ولم يعترض احد يكفي هذا لإسكات اي صوت معارض او انتقاد التصرف السليم والصحيح والشعب له الصوت الأعلى.

ونجعل ذكرى مرور مائه عام على ثوره 19 نبراس ودرس واسترجاع المعاني الراقية والسامية بكل ما فيها من أحداث وتصرفات ومظاهر يستحق تسليط الضوء والدراسة و الفحص والتحقيق لهذه الفترة الحاسمة التي تشير إلي ما يجري حاليا بكل تفاصيله من اجل رفعه بلادنا العزيزة مصرنا الغالية

تحيا مصر

تحيا مصر

تحيا مصر