إدوارد فيلبس جرجس يكتب: وادي الدينونة

إدوارد فيلبس جرجس يكتب: وادي الدينونة
إدوارد فيلبس جرجس يكتب: وادي الدينونة

كانت جلسة أدبية ، تنقلنا فيها بين الفكاهة والمزحات الأدبية ، قال أحدنا أنهم يقولون أن آدم هو أول الخليقة ، أي هو أبو البشرية ، وكان يجب أن نعرف أجدادنا حتى نصل إلى آدم ، ضحكنا وأجابه آخر أن عمر البشرية منذ أن خُلق آدم كما نسمع يصل إلى ألاف السنين ، فهل تريد أن تعرف ألاف الأجداد ، انبرى آخر يسأل إن  كانت الطباع البشرية كما هي منذ بدء الخليقة أم حدثت بها تغيرات ، أطلق أحد الحضور ضحكة مجلجلة وهو يقول بلهجته العامية : اسمع يا حبيبي ، بني آدم ، هو ، هو ، من يوم ما اتخلق آدم ، حتى هذه اللحظة ، الكويس كويس ، الوحش وحش ، والآلاعيب هي ، هي . انتهز أحدهم الفرصة وكنا نطلق عليه قناص السياسة ، له قدرة فذة على تحويل الأحاديث أي كان نوعها إلى أحاديث سياسية وقال وعلى فمه ابتسامة النصر : ياترى السياسه زمان مثل السياسة الآن ، عاد صاحبنا للرد عليه قائلاً : يا حبيبي قلت لك بني آدم هو ، هو ، بشحمه بلحمه ، بسياسته ، بأنظمته ، بحكامه ، هو أنت فاكر أنه زمان لم تكن ألاعيب الأنظمة التي توجد الآن والمؤمرات التي تحاك والصراع على السلطة ، صدقني يا أخي الطينة اللي اتخلق منهم آدم ، لا زادت ولا نقصت ، هي الطينه إللى أكلت التفاحه ، وأخد بسببها شلوت برا الجنه ، ومعظم الأنظمه والحكام والملوك على مر التاريخ من نفس الطينه ، وضع أحدهم يده فوق رأسه اللامعة كالمرآة وقال ضاحكاً : تقصد يعني لعبة الزحلقة على مر التاريخ ، ثم نظر نحوي قائلاً ولا تزال الضحكة تملأ فمه:               

_ من المؤكد أن رفيقنا القصاص لديه ما يحكيه لنا عن هذه الأزمنة البعيدة ،  وهل الصفات الآدمية وخاصة ما يتعلق بالنفس البشرية لم يطرأ عليها أي تغيير أم حَكَمها التطور سواء للأسوأ أو للأفضل ، وبالتالي هل ما نراه من بعض الأنظمة والحكام الآن ما هو إلا صورة واحدة تنتقل عبر الأجيال أم تبدلت حسبما يقتضيه الوقت ؟                  

 سُلطت النظرات نحوي ، لم أشأ أن أطفئ الرجاء داخلها ، أو أبخس حق نفسي كقصاص ، إرتشفت رشفة كبيرة من فنجان القهوة وكأنني أستنجد به ليمنحني دفعة البدايةوقلت :

لست أعلم في أي عصر ، أو أي زمان ، حدثت أحداث هذه القصة .                      

        يُحكى أن ملكً كان يحكم مدينة كبيرة ، عُرف عنه القوة والإستبداد ، كان مضرباً للأمثال في الشدة والبأس ، لا يشغل تفكيره سوى كيف تمتد ممتلكاته شرقاً وغرباً لتمتلئ خزائنه ، يُشبع شهواته من كل النساء الناعمات من محظيات وجواري وسبايا على اختلاف ألوانهم وأشكالهم ، تساعده بنية يمكنها أن تتغلب على أشد الثيران قوة وشراسة ، سلاحه من المكر والدهاء لم يرد على بشر قبله ، لديه معبده الخاص الذي لا يجرؤ على دخوله أحد غيره ، يمتليء بأصنام لآلهة غريبة ، يوهم شعبه أنه يتعبد لها ولا ينفذ أمراً إلا بعد استشارتها . لم تشر عليه هذه الآلهة سوى بالقهر والظلم والتخلص من كل معارضيه ، الشيء الوحيد الذي أعجزه أن تكون له خلفة من الذكور وزاده هذا حنقاً وشراً ، يقفز على نساء قصره كحيوان من حيوانات الغابة ، لكن لم تنجب له أي واحدة منهن سوى ضفائر الأنثى  فيقتلها ويلقى بالمولودة إلى أي امرأة من الشعب لترضعها ، لم يحتفظ بأي مولودة في قصره خوفاً أن تكبر وتتزوج وتأتي بالذكر الذي يرث ملكه وهو ليس من صلبه . ذات مرة عاد من حرب من حروبه الكثيرة التي كان يشنها على جيرانه ومعه الكثير من السبايا ، واحدة فقط لم يكن لها مثيلا ، أميرة سليلة ملوك ، أُقتيدت إلى الأسر والسبي مطأطئة الرأس ، من الصعب تخيل جمالها ، أنثى تنحني لها هامات الأنوثة في كل أقطاب الأرض . وصل المقاتلون وهم يرفعون راية النصر  ومن خلفهم الغنائم والسبايا ، كان رئيس وزراء الملك في استقبالهم ، مرت عينه مرور الكرام تستطلع الموكب ، إلى أن توقفت على وجه الأميرة وكانت لا تزال متسربلة بثوب الأميرات ، اختفى كل شيء من أمام عينه فلم تعد ترى إلا هذا الوجه الذي يكفي أن تقع عليه العين مرة واحدة فيسكنها ولا يغيب عنها ، هام رئيس الوزراء بالأميرة من النظرة الأولى وقرر في نفسه شيئاً .                                                                           

**********

ابتدع الملك وسيلة للتخلص من أعدائه داخل البلاد ، الذين كانوا يثورون عل نظام حكمه  الديكتاتوري وظلمه وطمعه وجشعه  ، مكره الداهية يورد إلى رأسه من الأفكار ما لا ترد على رأس الشيطان نفسه ، فكر أن قتل أعداءه بيديه يدفع الثوار للثورة أكثر وأكثر فتسقط هيبته أمام من يجاوره من ملوك ،  ابتكر طريقة عقاب جديدة أطلق عليها " وادي الدينونة " . كان يوجد في المدينة واد سحيق يحده من الجانبين جبلان شاهقان  ، جانبيهما من جهة الوادي في نعومة الحرير ، يستحيل تسلقهما ولو لخطوات . كان الملك كلما مر من جانبهما يقف ويتأمل هذا الارتفاع الشاهق ، تمخض عقله عن فكرة داهية ، أحضر كبير مهندسي المدينة واستشاره أن كان يمكن غلق هذا الوادي من الجانبين الآخرين ليكون كسجن منيع لا يمكن اختراقه حتى لحشرة صغيرة ، أكد له المهندس عدم استحالة ذلك ، ويمكنه الإستعانة بمجموعة من الرجال لرفع السدود من الجانبين الآخرين ليكونا كالجبال المانعة  ، استغرق إنجازهذا العمل عاماً كاملاً، عاد المهندس وأَسر في أذن الملك وهو ينظر إليه نظرة ذات مغزى بأنه صمم في هذا السجن المنيع منفذاً يمكن الهرب منه لا يُرى مطلقاً ولا يمكن لأحد اكتشافه إلا إذا كان لديه معرفة به ، تهلل وجه الملك ، كالعادة لم يفت على دهاء أفكاره أن تُلقي إليه بفكرة أرضته تماماً ، وسوس له هذا الدهاء الشرير أيضاً بأنه يجب أن يتخلص من كبير المهندسين الذي يعرف سر هذا المنفذ  هو ومن شاركه في العمل ، استدعاه وسأله أن يُحضرَ جميع من شارك في هذا العمل لمكافأتهم ، المكافأة فاقت كل التصورات ، إذ كلف السياف بقتله سراً هو وكل من عمل معه ، لقي كبير المهندسين نفس الجزاء الذي  وقع على  " سنمار " على يديَّ الملك النعمان ، لم يخف الملك عن رئيس وزراءه الذي يثق فيه ثقة عمياء أمر منفذ الخروج من الوادي ، لأنه كان يدبر لأمراً يجعل الشعب يهابه ويضعه في مصاف الآلهة .                                                       

**********

اعتكف الملك داخل المعبد لبضعة أيام وخرج على الشعب ليعلن أن الآلهة أوحت إليه بأنه لا يقتل أي شخص داخل المدينة ، وأن يكون العقاب ، بإنزال المحكوم عليه إلى وادي الدينونة عن طريق أحبال غليظة ومعه من الزاد ( الطعام _ الشراب ) ما يكفيه لثلاثة أيام فقط فإن كان بريئاً ستنقذه الآلهة وتخرجه من الوادي ، وإن كان مذنباَ سيقضي نحبه جوعاً وعطشاً ، منذ ذلك اليوم أصبح وادي الدينونة هو العقاب لكل من يخالفه أو يثور عليه ، لكن للأسف لم يُلق أحد في الوادي وخرج منه ثانية . ثار الشعب عليه ذات يوم ، وقف يخطب فيهم قائلاً : تتهمونني بالظلم وأنني أعلم أن كل من سَيُلْقَى به في الوادي سيهلك ولن يخرج ثانية ، وأن حديثي عن الآلهة وإنقاذها للمظلوم في حالة براءته مجرد كلمات ليس فيها من الحقيقة شيء ، إذاً فلتقضي الآلهة بيني وبينكم ، أطلب إليكم أن تلقوني في وادي الدينونة ، فإن كنت ظالماً لن أعود  ، وإن كنت مظلوماً ستعيدني الآلهة وتتحققوا من صدقي وأن الآلهة هي التي تحكُم في كل من يلقى به إلى وادي الدينونة .

**********

عودة للأميرة الأسيرة ، التي أضاء وجهها قصر الحريم كما كان يطلق عليه في ذلك الوقت ، وكان للملك ألا يقترب من النساء الأسيرات إلا بعد مرور فترة من الوقت من قدومهن إلى القصر ، تضمن أن من يعاشرها ليست حبلى وأن الذكر الذي سيأتي ويرث الحكم من صلبه ، كانت المدبرة لقصر الحريم هي المسئولة أمام الملك عن كل النساء اللاتي يقدمن إليه ، هذه المدبرة كانت تدين لرئيس الوزراء بالولاء لأنه هو الذي وضعها في هذه الوظيفة ، لم ترفض طلبه بأن يختلي بالأميرة الأسيرة لكي يتحدث معها في أمر هام ، لأن الملك كان يمنع على أي رجل الإقتراب من قصر الحريم حتى لو كان رئيس الوزراء ، لكن مدبرة القصر أدخلت رئيس الوزراء خلسة إلى غرفة الأميرة ، رآها الأمير عن قرب وازداد هيامه بها ، لفت نظره إنفتها وكبريائها ، بذل ما في وسعه لكسب ودها وإدخال الطمأنينة إلى قلبها ، أقسم لها أنه لو بيده لعاد بها معززة مكرمة إلى ديارها. آنست الأميرة إليه وهي ترى صدق ملامحه ولهجة الاحترام التي يخاطبها بها كما لو كانت لا تزال أميرة في مملكتها ، لم يغب عن عينيها ما تحمله عيناه من لغة الهيام ، استمعت إليه بإذن صاغية عن الملك وعقدة إنجاب الذكر الذي سيرثه ، ومئات النساء اللاتي قتلن على يديه بعد أن أنجبن الإناث ، وأنه من المؤكد أن العيب من الملك لأنه عاشر المئات ولم ينجب سوى الإناث ، وأنه يخشى عليها من هذا المصير لأنه من المؤكد ستكون أول من سَتُدخل إليه بعد التأكد من أن أحشائها لا تحمل جنيناً ، أفضي رئيس الوزراء إلى الأميرة بأمنيته أن توافق أن تتزوج منه في السر وفوراً ، حتى عندما تذهب إلى الملك تكون حبلى في طفل منه في أحشائها وأنه متأكد من أن المولود سيكون ذكراً لأنه لم ينجب سوى الذكور ، وبهذا يضمن أن يد الملك لن تمتد إليها بالشر إذا أنجبت الأنثى كسابقاتها  ، وبالتأكيد سيكون لها مكانة كبيرة أمام الملك لأنها الوحيدة التي انجبت له الذكر الذي ينتظره بل يحلم به ، ولن يعلم أن المولود ليس ابنه .  وبعد أن يطمأن الملك إليها بعد أن تنجب له الذكر المنتظر ،  سيحاول بكل جهده أن يتدبر الأمر ويهربا إلى ديارها ومُلك أبيها ليعيشا هناك مع ابنهما بعيداً عن هذا الملك الشرير . راق حديث رئيس الوزراء في عيني الأميرة ، خاصة أنها  في موقف لا تحسد عليه ، إذا ذهبت إلى قصر الملك وأنجبت الأنثى كسابقاتها سيقتلها الملك ، وجدت في رئيس الوزراء الإنسان الذي أحبها وإلا ما كان عرض نفسه لعقوبة قد تصل إلى الموت لو علم الملك بأمر هذا اللقاء ، وافقت وطار قلب رئيس الوزراء فرحاً .                                                                                     

**********

سار الملك إلى وادي الدينونة في موكب رهيب ، يلتف حوله الوزراء والحاشية يتقدمهم رئيس الوزراء الذي يعلم بسر منفذ الهرب من وادي الدينونة ، رفض الملك أن يأخذ معه من الزاد سوى ما يكفي ليوم واحد قائلاً : إنني أتعجل الموت إن لم تنقذني الآلهة موصياً بتولية ملكاً آخراً للبلاد يختاروه بأنفسهم إن لم يعد خلال سبعة أيام ، تبادل نظرة ذات مغزى مع رئيس الوزراء قبل أن ينزلوه إلى قاع الوادي . زيادة في الحرص وضع الشعب حراسة من أعلى . مرت السبعة أيام ولم يعد الملك وانتشر الخبر في المملكة ، انطلقت الإحتفالات في كل البلاد ابتهاجاً بتخلصهم من الملك الظالم ، الذي حكمت عليه الآلهة بالموت ، على الفور تم تولية ملك آخر من الشعب كان معروفاً بالحكمة ، سار الموكب يتقدمه الوزراء ورئيس الوزراء ومن خلفه أطياف ممثلة للشعب جميعه ، عندما فُتح باب القصر ليجلس الملك الجديد على كرسي العرش ، أُصيب الجميع بالهلع ، الملك القديم وقد جلس على كرسي العرش وفوق شفتيه ابتسامة عريضة ، حدث اضطراب ليس بقليل ، تعالت الصيحات يهتفون باسم ملكهم الذي انقذته الآلهة ، سجد الشعب أمام كرسي العرش  وقال : لقد علمت الآن يا شعبي العزيز أنني لست ظالماً ، وأن الآلهة مدت يدها وأنقذتني ، وأن كل من ألقيت بهم ولم يعودوا كانوا ظالمين ولذا لم تنقذهم الآلهة ، تحركت عيناه  نحو الملك الجديد وفي عينيه شماتتة قائلاً : لكي أثبت لكم أنني الملك العادل ، سأنزل الملك الذي اخترتموه إلى الوادي ، فلو عاد سأتنازل له ليصبح هو مليككم ، وإن لم يعد ستكون الآله قد حكمت عليه بالموت ، وتعرفون كم أخطأتم بتوليته مليكاً لكم . ابتسم رئيس الوزراء في داخله متعجباً من دهاء الملك الذي تخلص من خصم قد يمثل خطورة على عرشه . أُنزل الملك الجديد وبالطبع لم يعد وطاب المُلْك للملك الشرير وقد انقلب كره الشعب له إلى خوف بعد أن صدق خديعة إنقاذ الآله له .                                   

**********

أعجبت الملك لعبة الهبوط إلى وادي الدينونة والعودة الثانية إلى المملكة والشعب يصدق أن الآلهة رأت فيه الملك العادل فأنقذته ، أصبح الشعب يهابه ويخاف منه لكنه أبداً لم يحبه ، إلى أن حدث ذان مرة أنه نزل ولم يعد ، طالب الشعب أن يتولى الحكم والمملكة ابن الملك نفسه ، لكن هل كان للملك ابناً بالفعل ؟! ، وكيف يرضى الشعب بابن الملك الظالم ليكون مليكهم ؟! ، هذه هي القصة . الحقيقة تقول أن هذا الولد لم يكن سوى ابن رئيس الوزراء من الأميرة الأسيرة ، عقد معها اتفاقه وتزوجها وأحب الأميرة وبادلته الحب ، وعندما جاء دورها للذهاب إلى الملك ، ذهبت وفي أحشائها طفلاً من رئيس الوزراء ، وكما توقع أتى المولود ذكراً لأنه لم ينجب سوى الذكور ، طار الملك من السرور وهو يظن انه حقق حلمه أخيراً وأنجب الذكر الذي سيرثه ، وضع الأميرة وابنها في قصر لتتفرغ لتربيته وإعداده ليكون الوارث لملك ابيه ولم يقترب منها ثانية ، لم يحتاج إليها كامرأة لأن غرائزه كان يطفئها مع محظيات على شاكلته يجدن امتاعه . انشأت الأميرة ابنها على التقوى والصلاح ، نشأ يحمل شخصية رائعة ، وعندما اشتد عوده وفهم الحياة من حوله ، نفر من أعمال ابيه الملك ، إلى أن جاء اليوم الذي كاشفته فيه الأميرة بأن الأب الحقيقي هو رئيس الوزراء ، قصت عليه قصة أسرها واتفاقها مع رئيس الوزراء ، الذي انقذها من الموت لو كانت ذهبت إلى الملك وانجبت منه انثى ، سر الابن جداً لأنه فتح عينه على رئيس الوزراء يحدب عليه ويعلمه كل ما يؤهله لأن يكون ملكاً ، دفعه للتقرب من الشعب والنزول بين الناس ، يعطف على الفقير ويمد يد المساعدة لكل من يطلبها ، أحبه الشعب وتمنى أن يحل محل أبيه في الملك . لعب رئيس الوزراء لعبته ، وقبل حلول الوقت الذي يلعب فيه الملك لعبة كل عام بالنزول إلى وادي الدينونة والعودة موهماً أن الآلهة أنقذته ، ذهب هو وبعض رجاله المخلصين وأغلقوا منفذ الهرب في وادي الدينونة من الجهة الخارجيه بحيث لا يسمح بهروب حشرة صغيرة ، نزل الملك وذهب إلى المنفذ للخروج كالعادة ولم يستطع ، هلك في وادي الدينونة هذه المرة . أوفى رئيس الوزراء بعهده مع الأميرة وذهب بها إلى ملك أبيها ، استُقبلت الأميرة بالأفراح لكنها أصرت على أن تعود مع زوجها لتعيش في مُلك ابنها .                                                             

.....
للتواصل مع الكاتب 

إدوارد فيلبس جرجس ​
edwardgirges@yahoo.com

**********************