صفوت عطا الله يكتب: الدرس و الموعظة من فريق الفراعين

صفوت عطا الله يكتب: الدرس و الموعظة من فريق الفراعين
صفوت عطا الله يكتب: الدرس و الموعظة من فريق الفراعين

مونديال روسيا 2018 وكرة القدم الساحرة المجنونة

 

عندما أطلق حكم مباراة فرنسا و كرواتيا صفارة النهاية و فوز فرنسا ببطولة مونديال كأس العالم لعام 2018 و ألمقامه فى روسيا أسدل الستار عن العرس الكروي العالمي حيث تتنافس 32 دوله فى أروع و أحسن و اقوي وأفضل بطوله على الإطلاق منذ انطلاقها عام 1930 حتى الآن فكانت أحسن دعاية لا تقدر بمال لدولة روسيا من حيث التنظيم و الاداره و الأداء و الأمن و قد تجلت مظاهر الروح الرياضية و السلوك الراقي الحضاري سواء كان بين لاعبي الفرق او المدربين او الإداريين كذلك العلاقه الطيبه بين جماهير الدول بالرغم من اختلاف اللغه و الدين و الجنس و اللون و بعد تقسيمها الي ثمانى مجموعات كل منها اربعة فرق ثم تصفيتها علي ادوار متتاليه انتهت بمسك الختام بين فريقى فرنسا العريقه فى الكره و دولة كرواتيا التى لا يتجاوز عدد سكانها اربعة ملايين الحصان الاسود الذى فرض نفسه بقوه و اداء رجولى حيث لعب ثلاث مباريات متتاليه بعد الوقت الاصلى وحقق فوزا ثمينا وتخطى دول لها شأن مثل انجلترا مهد كرة القدم فى العالم و الدنمرك و روسيا صاحبة الارض و التى انتهت لصالح فرنسا 4\2 و توجت بالكأس للمرة الثانية بعد عشرين سنه و كان لي الحظ لمشاهدة اربعه و ستون مباراة جميعها بما فيها من اداء و قوه و لمحات رائعة وخطط  محكمه متتالية لعل من ابرزها هزيمة المانيا الفائزة بالكأس الماضية من المكسيك وهزيمه أرجنتين ميسي من كرواتيا و خروج ألمانيا من الادوار كذلك اسبانيا العملاقة و لم تتأهل اصلا كل من ايطاليا و هولندا ذات الباع الطويل في كرة القدم تلك هى كرة القدم المستديرة الساحره المجنونه.

 

 

التهويل و التهوين لفريق الساجدين

لقد كان من حظ الفريق المصري فى هذا المونديال وقوعها فى مجموعه متوسطه مثل روسيا منظمة البطولة وهى غير مصنفه عالميا كذلك السعودية و اورجواى و بعدها بدأت وسائل الإعلام فى النفخ فى البالون و إطلاق التوقعات و ارتفع مع مرور الوقت سقف الأمنيات و الطموح للصعود للأدوار المتقدمة لوجود لاعب مميز و مجتهد عالميا محمد صلاح و امتلاك قدرات و مهارات للاعبين المصريين و أفضل  من الآخرين فكان التهويل و التهويل و المبالغة لإمكانيات الفريق بالرغم نت النتائج الغير مطمئنه أثناء استعداد الفريق فقد انهزم من كل من بلجيكا و اليونان و البرتغال وتعادل مع كولومبيا و الكويت و تمادى فى الاستمرار بنفس الخطط دون تعديل او الوقوف مع النفس و محاسبتها فى المقابل كان التهوين من الفريق الخصم و التقليل من شأنهم و أمكانيه التغلب عليهم بسهوله و يسر و إرجاع الهزائم الي أشياء أخرى لا علاقه لها بالكره مثل الإجهاد و الصوم في رمضان او غياب صلاح و استمرارنا بنقس الخطط العقيمة ليس كل ما يتمناه المرء يدركه و تأتى الريح بما لا تشتهى السفن و بدأت البطولة حيث كان من نصيبنا الهزيمة و الوكسة و الخيبة بالويبه يا فرحه ما تمت خدها الغراب وطار و لم نحصل علي اى نقطه انهزمنا من اورجواى و السعودية فى الدقائق الاخيره و من روسيا بأخطاء قاتله من الدفاع و خرجنا من المولد بلا حمص خالي الوفاض وصفر اليدين حتى السعودية ما تبجي المصايب إلا من الحبايب  المكتوب علي الجبين لابد ان تراه العين عندما أحرز محمد صلاح الهدف لم يفرح لماذا و عندما سئل كان الرد اغرب من الخيال لانها دوله حبيبه لا يصح الفرح عند إحراز الأهداف و عندما ايضا أتيحت له  فرصه ثانيه للتهديف أضاعها في غرابه مثيره عليها علامات استفهام كثيرة و للأسف لم يشفق الصديق علينا الخروج و لو بنقطه يتيمة و انهزمنا في اخر دقيقه و كانت السعودية الدولة العربية الوحيدة و التى تفوز و للأسف علي فريق عربي و هو مصر ام الدنيا و لم تحصل لاول مره لعل يجمعها امر غريب و هو وجود قناة السويس  في مصر و فناة بنما فى بنما من قبيل الهزل و السخرية السوداء وقليل البخت يلاقي العضم في ألكرشه و خبطتين في الرأس توجع فما بالك بثلاث خبطات وخرجنا انضف من الصيني بعد غسيله وجت الحزينة تفرح ملقتش لها مطرح و خرج  الشعب المصري يتحسر علي حظه المتعوس ويبكي علي اللبن المسكوب و يا أرض انشقي و ابلعيني و جت ادعي عليه لقيت الحيطه مايله عليه ويا ريت انهزمنا بشرف و لكن الفضائح و الجرس ورانا و البقره لما تقع تكتر سكاكينها كابتن الفريق و السد العالي الحضري حول غرفته الي استدنو و مقهى لمقابله اللاعبين من المذيعين مقابل مادي علي كل رأس المفروض يخرج بسبوبه و قرشين طالما لن يلعب لاعبين معروفين احضروا زوجاتهم و ابنائهم فى غرف بنفس الفندق و كان اللقاءات و الجلسات وزاد الطين بله حضور فنانين و فنانات للتشجيع و مقابله اللاعبين للترفيه و تحويل معسكر الفريق الي سوق الاثنين لكل من هب ودب دون ضبط او ربط وسمح للاعبين بأكل ألكحك و البسكويت بتاع العيد حيث كان الفريق صائم في رمضان و لابد ان يفرح و يفرفش شويه حتي وزير الشباب المسئول تم تغيير اثناء البطولة في التعديل الوزاري حظ مهبب حتي الجائزة الفردية  التي حصل عليها حارس المرمى محمد الشناوي في مباراة اورجوى أحسن لاعب يرفض استلامها بحجة انها مقدمه من شركة خمور و يتكرر المشهد الغريب مع محمد صلاح احسن لاعب فى مباراة السعودية فلم يذهب من أصله و اختصر المشوار و خسرنا  تقدير و لو معنوي فردى ربما تكون درس لمواجهه مثل هذا في المستقبل مما حول الحدث الي جدل و مناقشات علي الميديا فكانت الحسره و الكسره للجماهير المصرية و تعلقنا فى كلمة يا ريت ماعمرت ولا بيت و كلمة بكره زرعوها ما طلعتش و المتعوس متعوس و لو علقوا علي راسوا فانوس و المغلوب مغلوب و في الاخر يضرب طوب وفين تروح يا صعلوك بين الملوك وما نيل المطالب بالتمني و لكن تؤخذ الماتش باللعب و الجهد و العرق فكانت خيبة الناس السبت و الأحد وخيبت الفريق المصري لم ترد علي احد لان كرة القدم لعبة الرجالة و المجتهد له نصيب و المتكاسل له الهزيمة.

 

 

عذر أقبح من ذنب خرج علينا مدرب الفريق و يعلن علي الملا و صراحة بأن مستوى الفريق في المباريات التجريبية قبل البطولة متأثرة بالدرجة الأولي إلي الحرارة و صيام اللاعبين و يكرر نفس الكلام السخيف رئيس اتحاد الكره المصري في مؤتمر صحفي عقب فضيحة خروجنا المهينة دون الحصول ولو نقطه بنفس الحجة الواهية وفي الحقيقة مستمرة معنا حتى ولو كان لنا نصيب في الصعود فى البطولة القادمة في قطر عام 2022 فما هو الحل او الإجراء المناسب لتفادى العيوب و الأخطاء اما نظريه التبرير و إعفاء تقصير اللاعبين و التصرفات السيئة دون عقاب او جزاء فهى مصيبة أخرى وواضح بما ان المدرب لم يكن له صلاحيات أو سلطات التى تجبر اللاعبين علي الخوف منه او احترامه و نظرا لانتهاء عقده عقب البطوله كان التهاون و التغاضي عن الأخطاء وترك الحبل علي الغارب دون حسم او وضع حد للمهاترات و التصرفات التي كان لها التأثير السيئ علي أداء الفريق وبدلا من التحليل و الفحص و البحث علي نقط الضعف في صفوف الفريق و تحديد القصور و سد الثغرات في بعض مراكز الفريق فلا يعقل ان يلعب بدون مهاجمين الذي كان السبب الرئيسي في عدم إحراز اى أهداف و الاعتماد علي سمعة لاعب واحد ونحن لا نعلم ألف باء كرة قدم انها لعبه جماعية تعتمد علي جهد احد عشر لاعب و عدم تقدير حقيقي لإمكانيات و قدرات اللاعب المصري.

فالموهبة فقط لا تنفع دون معها إتقان و أجاده و حرفيه و ان كره القدم الحديثة تعتمد علي القوه و السرعة و العقل و التصرف اما فريق لا يوجد به عقل مدبر و المفكر و القائد لن يكن له قائمه او فوز الفكر الناقص الهايف المتخلف القاصر عندما يتم خلط الدين و السياسة بالكره وهي لعبه رياضيه أساسها الترفيه و التسلية فلا تنفع من قريب او بعيد الصوم و الصلوات و الدعوات فى أداء و لعب الفريق دون الخطط و النظام و التدريب فكان الفريق المصري يفتقر اللعب تحت ضغط الخصم و لا يستطيع الضغط علي الخصم و كأنه يرغب اللعب علي راحته دون مضايقه او اعتراض وهذا فشل ذريع وسبب هزائم متكررة يتلخص الخطأ في ثلاث محاور اتحاد كرة القدم فشل إداريا و أداء واجبه نحو إعداد الفريق ووجود مدرب لم يقوم بتطوير اى خطط و استمر علي وتيرة وحيده عقيمة علاوة علي لاعبين متكاسلين لعل يكون درس و موعظة مستقبلا عند تكوين نواه فريق جديد علي مستوي المسؤلين وقادر على الخوض علي المباراة بقوه و حماس مثلما يحدث مع باقي الدول.

 

 

مظاهر ايجابيه بمونديال روسيا

حولت تلك البطولة علي مظاهر ايجابيه و ملفته للفحص و التأمل بداية من إذاعة النشيد الوطني لكل دوله يتفاعل معها الجماهير المحتشدة بالإستاد بحماس وتشجيع منقطع النظير نابعة من قلوب توضح مدى الانتماء الوطني و الحب الجارف للفريق نحسدهم كثيرا عما يحدث لهم و ما يجري لنا لفته رائعة و طيبه عندما يلتقط صوره تذكاريه للفريقين معا و طاقم الحكام و تأثيرها الايجابي علي مجريات المباراة و علي علاقة اللاعبين مع بعض كذلك ما يحدث عقب المباراة من تبادل التحيات و التهاني و القبلات و كلمات المواساة  علي كل من الفائز و المهزوم ولا يمكن ان تكون مباريات دون جمهور مثلما يحدث في بلادنا خمسة أعوام متتالية دون حل قاطع و حاسم لمثل هذه المهاترات الغير مبرره التي تؤثر بالتالي علي إجادة اللاعب فى الملعب ، منظر مدرب روسيا وهو يحفز الجمهور الذي كان للتشجيع فعل السحر علي اللاعبين لتحقيق نتائج تؤثر في نتيجة المباراة والروح الرياضية الملفتة للجماهير فلم تحدث طوال البطولة اى حادثه او ما يعكر صفو أجواء الدورة بالرغم من تداخل  مشجعي الدول و جلوسهم جوار يعص دون حدوث احتكاك او توجيه كلمات مسيئة للأخر او المساس في حريه المشجع لفريقه بكل الطرق مما كان له التأثير أيضا علي سير وأداء اللاعبين من اروع المشاهد الحضارية الراقية و المنفردة بهذه البطولة قيام بعض جمهور الدول خاصة اليابان من تلقاء أنفسهم في جمع القمامة و مخلفات الجمهور عقب المباراة لعله من أحسن و أروع الدروس نتعلمه ونعلمه للآخرين و درس قاسي للتصرفات المتخلفة في تحطيم و تدمير المدرجات و التلفيات للإستاد كما يحدث بسهوله في بلادنا حضور المسؤلين الرسمية من الدول رؤساء الدول ورؤساء وزراء بعض المباريات لتشجيع فرقهم و دفعهم لمزيد من الجهد و تحقيق الفوز لعل رئيسة وزراء كورواتيا من ابرز المشاهير و التي حازت إعجاب العالم كله بتلقائيتها وحماسها المنقطع النظير وكان لها تأثير ايجابي علي أداء الفريق و حقق نتائج مبهره ولم يسبق له تحقيق المركز الثاني الا في هذا المونديال العجيب المشهد الحضاري عقب إحراز اى هدف بتبادل المسؤلين بالتهنئة و كلمات ودية غير موجودة في ملاعبنا في مصر سوى توجيه الشتائم و التلويح و التهديد و الألفاظ النابية وتركيز الكاميرات علي المشاهد العفوية لبعض المشجعين و الانفعالات سواء عند إحراز الأهداف او ضياع الفرص او ضربات الجزاء كما إبراز جميلات المشجعات في لقطات ملفته و مثيره للتعليقات مما جعل اتحاد الكره بالتحذير  بالمبالغة و التركيز علي عليهن حتى تمنع التمييز بين البشر علي أساس الجمال فقط الظاهرة الواضحة خروج فرق كبيره التي تعتمد علي اللاعب الواحد مثلما حدث مع أرجنتين ميسي برتغال رونالدو و مصر مو صلاح و برازيل نيمار ظهور فرق حديثه و جديدة بمظهر مشرف مثل دول اليابان و كوريا الجنوبيه و كولومبيا وبيرو و أيضا لأول مره في تاريخ كرة القدم و الاستعانة بنظام الرجوع الي فيديو و تكرار أللعبه بالحركة البطيئة لتحديد الخطأ و مرتكبها مثلما حدث في ضربات الجزاء خاصة بالكارت الأصفر و الأحمر علي اللاعب و تحديده وقد قلبت تلك المنظومة الموازين خاصة في المباريات الحساسة وقد تفاوتت أخطاء الماضي مثل الهدف الشهير بيد مارادونا او تجاوز الكره خط المرمى او لمس الكره يد اللاعب بمنطقة الجزاء و تراجع الحكم عن قراره عقب المشاهدة مرات علي المشهد بهدوء و اتخاذ القرار الصحيح مما عدل و تلافي أخطاء كثيرة دون قصد لعل من الحظ العاثر التعيس لفريق السنغال التي تساوت مع كولومبيا في كل شئ من نقط و أهداف دخلت مرماهم و بسبب حصولهم علي إنذارين خرجت من الأدوار التمهيدية و صعدت كولومبيا لعلها من أحسن نتائج الدول الأفريقية و الملفت ان الفريق الفرنسي الفائز بكأس العالم يضو سبعة عشر لاعب من أصول افريقية او مغربيه أو جزائريه من مجمل عدد اللاعبين المقيدين 23 لاعب وله معنى لا يخفي علي احد لعلنا نتعلمه و ندرسه في بلادنا بغض النظر عن اللون أو الدين أو العرق فكان بحق فوز لأفريقيا كلها

مبروك لمونديال روسيا 2018 والي أن نلتقي في مونديال قطر 2022