الإعلامية إلهام فهمى تكتب : إن كان لك حاجة عند ال ... ... قوله يااسيدى ..! –

الإعلامية إلهام فهمى تكتب : إن كان لك حاجة عند ال ... ... قوله يااسيدى ..! –
الإعلامية إلهام فهمى تكتب : إن كان لك حاجة عند ال ... ... قوله يااسيدى ..! –

مقولات وعبارات توارثناها اجيال تخلف اجيال تترد على مسامعنا فى كل وقت وكل حين عندما يستدعيها الموقف أو المناسبة ، تجدها كما النص من الدستور يلقى بها أمام صاحب الحاجة لحسه و أفاقته من ( آدميته ) .. محفز له بها ومعينا مهونا له القبول بالخنوع بالعبودية عن رضا وقناعة .. ولمن .. لذلك السيد .. ..! وذلك حتى تقضى حاجته فى حالة من التخلى عن قيمه ومبادئه ، وهو محبط ذليل أمام إعلاء مبدأ المصلحة والمنفعة الشخصية فوق كل الاعتبارات ، واهمها اعتبار الفرد لنفسه . --

عبارات غدت كالمعتقد الراسخ ، وكالحقيقة المسلم بها بمجرد الاستشهاد بها تصنف كالنص المرسل ، أو كالحديث المتفق عليه للأسف ، ويجب على الكل الانصياع والتفاعل معها ، والوقوف عند معانيها لا لنبذها انما للتأمل والأخذ بها وكأنها قرآن ((وقال تعالى : وقد كرمنا بنى آدم )) -- ولكن للأسف .. قد صارت تلك العبارات وغيرها الكثير التى تردد فى صورة امثال ، وكأنها عبر أو حكم يجب أن يحتذى بها ، وتناقلها الناسُ وهي لاتعدو كونها مقولة لأحدهم ربما ادعى بها الحكمة ، وربما بها أيضا اختار اقصر الطرق لقضاء تلك الحاجة أو المنفعة ، ضاربا بكل القيم والمبادئ عرض الحائط ، فلو تأملناها لتأكدنا أن من ابتدعها وجعل منها مثل يمتثل به الكثيرين عبر الأجيال ، فهو بالتأكيد أحد الوصوليين المنافقين ، أو ربما احد الضعفاء أو الجبناء أو السلبيين ... --

هناك ايضا منظور آخر لتلك الحاجة التى تضطرك للخنوع لذاك السيد ..مثالا أن تكون تلك الحاجة هى ليست حق لك ، او حاجة هى فى الاصل غير مشروعة ...لان الحقوق لا تحتاج لخنوع و إذلال ، انما عزيمة وإصرار ومجاهرة بها .. فلما أخذنا بتلك العبارات المخذية مقدسين قائلها ، وهو بشر عادى مثله مثل غيره يصيب ويخطئ ..! --

معانٍ خطيرة وتعميقٌ مخيف للسلبية ، ودفع شديد باتجاه سلوكيات خاطئة ، تضرب بالقوانين التى هى جوهر الحرية الحقيقية ، فما وضعت القوانين إلا لمجرد تنظيم الحياة بمختلف أشكالها ، ولولا حرية الإنسان لما وضعت هذه القوانين ، ولا حرية فى ظل خنوع لسيد مهما كبرت أو انحدرت صورته ومكانته ، ونحن حينما نلتزم بالقانون في كافة شئون الحياة ، فإننا ننعم بحياة مستقرة ، نستطيع من خلالها تحقيق أقصى درجات التقدم والرقي ، لهذا يقاس مقدار تقدم مجتمع ما بمدى التزام أفراده بالقانون ، فإذا ضاع القانون ضاعت الحقوق ، فضاعت الحياة وعدنا لأزمنة البطش واستعمال القوة فى زمن ما قبل وضع وتنظيم القوانين ... ..

. ولكن مع إحلال السلطة والنفوذ محلهما -- فلا يصنع الطواغى ... الا خنوع