آية قمق تكتب: الورقة النقدية ...من رمز وطني إلى نقش للذكريات

رسائل حباً وشوقاً، تسديد ديون،توثيق ذكرى، خيانة وفشل، تسجيل أحداث سياسية مهمة، عبارات وشعارات، الكثير من الحكايات حملته الورقة النقدية بطياتها من مشاعر وأحاسيس متضاربة.حين تزور مقهى أو تقع الأوراق النقدية بين أيديكم، تجدونمكتوب عليها عبارات ورسائل وحكايات، متناقضة المشاعر بين حباً ووداع، بين خيانة وإخلاص، وكل ورقة تختلف عن الأخرى بما تحمل في طياتها من الحب والميلاد وتسجيل ذكرى أول لقاء.

ويلجأ العديد من الناس إلى الكتابة على العملات الورقة وعلى كل ما يحيط بهم، بالطفولة يكتبون على مقاعد المدرسة والطاولات الخشبية، وبمرحلة الشباب يبدعون بالكتابة على الجدران وأعمدة الإنارة، ويكتبون كل ما يدور في بالهم من مشاعر وأحاسيس سواء بقصد أو بغير قصد مثل "أمل حياتي"، وأخرى للفخر بالإنتماء للعشيرة أو أشهر أندية كرة القدم سواء المحلية أو العالمية.

وغالبا لا يهتمون هؤلاء إن كان إحد سيقرأ ما كتبوا، يخلدون بالرسم أو الكتابة ذكرى أو أحلام وأقوال، معتبرين ورق النقود والطاولة حيزاً للتنفيس.

ذكرياتنا أصبحت على ورق المال لم نعد نهتم بدفتر الذكرى، فالمال، العملة الورقية تحديداً لم يعد استخدامها محصوراً  على عمليات البيع والشراء، بل أصبحت أيضاً عالماً من الكتابات والرسومات التي تحمل خفايا وحكايا وأسراراً للعديد من الأشخاص الذين يحملونها.

حين تزور المقهى أو المطعم تجد طاولات خشبية واجهتها زجاج وتحت الزجاج العديد من العملات والعبارات منها ما كتبت عليه عبارات الحب والغزل، ومنه من أرخ هزيمته وفشله.

استعمال العملات النقدية في التعبير عن الحالة النفسية التي تعبر عن الشخص سواء أكان حزينا أم سعيدا أو ليؤرخ التاريخ ذكرى أو لسبب ما يدور حوله، يكسب العملة قيمة معنوية أكبر بكثير من قيمتها المادية.

الأشخاص يعبرون بالكتابة، فهم كتبوا من قبل على أبواب الحمامات العامة ومقاعد المواصلات العامو كنوع من الذكرى سواء الجميلة منها أو السيئة، ولا ننسى أن العشاق من قبل كتبوا على حبات الأرز والمعكرونة والأحجار، وجمعوا الحروف الأولى من أسمائهم، يكتب هؤلاء على كل شيء منها، لكن العملات الورقة يثابروا ويجاهدوا للكتابة عليها ليكسبوا المزيد منها وكأنها هي المكان الذي يستطيع أن يعبر فيه دون خوفاً أو تردد كأنها الحياة.

Aya.qumq@gmail.com