د. مريم المهدى تكبت: المصريون أفقدوهم عقولهم ..في يوم الوفاء لمصر .

د. مريم المهدى تكبت: المصريون أفقدوهم عقولهم ..في يوم الوفاء لمصر .
د. مريم المهدى تكبت: المصريون أفقدوهم عقولهم ..في يوم الوفاء لمصر .

 ليس مفروضا أن يكون هناك مصرى وطنى يحب مصر يمكن أن يتحمل وزر غيابه عن الإدلاء بصوته الأسبوع المقبل، فمن شروط المواطنة قيام كل مصرى بأداء واجبه الانتخابى الذى يثبت به أنه يدافع عن بلده فى الداخل كما يدافع كل جندى عن بلده فى ميدان القتال.

هناك بالطبع فرق كبير بين مايقوم به الجندى فى الجبهة والتدريبات التى يؤديها والأخطار التى يعيشها والتحركات التى يؤمر بها والهجوم المفاجئ الذى يمكن أن يتعرض له فى أى وقت وهو كل يوم بل كل ساعة يضع روحه على كفه فداء وطنه وشعبه، وبين مايقوم به المواطن الذى يقصد لجنة الانتخاب على راحته ليدلى فى أقل من ساعة بصوته ويخرج فى أمان عائدا إلى بيته، فهل يستكثر المواطن على بلده بهذه الساعة؟.

> أعداء مصر ينشرون مقولة: حتفرق إيه لو مارحتش، ماهو الريس ناجح ناجح؟ الحكاية ليست حكاية انتخاب شخص، وإنما حكاية مصر.. حكاية وطن يريد أن يعرف موقف أبنائه منه. عملية التصويت أهم واجب يقوم به المواطن ليقول للدنيا إنه موجود وحاضر، الحضور فى حد ذاته أهم مظهر ليوم الانتخاب.

> هناك ثلاثة أيام أمام المواطن بحيث إذا لم يستطع أول يوم فأمامه ثانى يوم وثالث يوم، وبالتالى لا عذر ولا حجة.

> فى الأندية الرياضية يغرمون من يغيب عن انتخاب مجلس إدارة النادى غرامة تصل الى مائة جنيه فى نادى الجزيرة، النادى عنده القدرة على تحصيل الغرامة ممن يغيب عندما يذهب لتجديد اشتراكه السنوى، أما فى الانتخابات العامة فلا غرامة لأن الدولة تترك المواطن لضميره، فلا تجعل ضميرك يؤنبك يوما لأنك كنت سلبيا يوم الانتخاب ولم تقم بدورك.

أعداء الوطن ينشرون أيضا دعوة مقاطعة الانتخاب، لا يدعون إلى ترشيح أو عدم ترشيح فلان، وإنما كل همهم ألا يذهب المواطنون إلى اللجان ليؤدوا حق مصر عليهم ويعبروا عن حبهم لمصر، فلا تقف فى جانب الأعداء وكن مع مصر

لأن المصريين في الخارج لبوا النداء وذهبوا إلي مقار السفارات المصرية للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية وبعضهم تجشم عناء السفر مئات الكيلو مترات خصوصا في أمريكا وأوروبا وروسيا والصين بسبب بعد المسافات بين أماكن إقامة وعمل غالبية المصريين وبين مقار اللجان الانتخابية.. لأن ذلك حدث ورآه العالم كله بالصوت والصورة كمشاهد حية علي الهواء جن جنون الأشرار وتحولت فضائيات الفتنة والتحريض إلي شاشات غاضبة وصاخبة بالنباح الزاعق والعواء الهادر للتشويش علي هذا العرس الديمقراطي الذي أقلق مضاجعهم.

لقد أدركوا أن كل مخططات الفتنة والتحريض ضد الانتخابات ذهبت أدراج الرياح ومضت مثل سحب الصيف العابرة وأيقنوا أن إرادة البناء عند المصريين أقوي من شهوات الهدم التي ترتكز إليها أجندات التحريض لدفع المصريين للعزوف عن تلبية الاستحقاق الدستوري الواجب مهما تعاظمت المشاق والكلفة والمتاعب في بلاد الغربة ومهما تكن شدة الحرارة المصحوبة بالرياح والأتربة في الخليج أو شدة البرودة واكتساء الأرض بالثلوج في أمريكا وأوروبا وروسيا والصين.

والذي أنجزه المصريون في الخارج هو مجرد مقدمة لما يستعد له الشعب علي طول وعرض الوطن عندما يأتي الموعد المرتقب للتصويت لكي نثبت أن الوطنية والانتماء تنبت جذورها من أرضنا وتفتحت زهورها من تجاربنا ونضجت ثمارها من عمق وعينا تحت مظلة اليقين بأن ثروة مصر وقيمتها تتجسد في عظمة وأصالة شعبها الذي خاض كل المعارك وقاوم كل المؤامرات وتغلب علي سائر المناورات بشخصيته المستقلة التي لم تستجب يوما لكل أشكال الترهيب والترغيب.

ومثلما يحدث في كل الدول الديمقراطية ذهب المصريون في الخارج إلي صناديق التصويت وسيفعل مثلهم المصريون في الداخل, وهم يحملون الرايات ويرددون الهتافات حبا في مصر وإعلانا بالإصرار علي انتصار إرادة الحياة ضد تجار الدم والموت والخراب