الفوبيا هي مرض نفسي يتمثل بالخوف الشديد والمتواصل من أماكن او أنشطة أو مواقف معينة أو أجسام وأشخاص معينيين، وهذا الخوف يسبب حالة من الأرق المستمر والشعور بالضيق الشديد لدى صاحبه ويحرمه الراحة رغم أن هذا النوع من المرض عندما يصبه يكون صاحبه يعرف جيداً أن خوفه وقلقه غير مبرر.
أما سببها فهو التعرض لمواقف أو تجارب سلبية مرهبة أو مخيفة تخلق نوعاً من الهواجس النفسية عند صاحبها من هذا الموقف وتدفع للبعد أو تجنب هكذا موقف لاحقاً، ومن الأمثلة على ذلك خوف التواجد في الأماكن العالية أو الأماكن المغلقة، الخوف الشديد من المرض أو الألم أو الظلام أو الزحام أو الحيوانات أو العواصف وما يتبعها من رعد وبرق".
"تعد الفوبيا مرضاً قد يصيب أي شخص وفي أي عمر، إلا أن الإحصائيات تشير إلى أن غالبية الإصابات من النساء؛ لأنهن يعترفن بهذا الخوف على عكس الرجال الذين يعتبرون ذلك أمراً يمس رجولتهم".
انواع الفوبيا المتعارف عليها:
1.الفوبيا البسيطة: هي الخوف من أمور بسيطة، مثل: الخوف من الحيوانات، والخوف من المرتفعات، والخوف من أطباء الاسنان والحقن الطبية، وغيرها من الأمور البسيطة الأخرى، ويعتبر الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع، وتنتهي هذه الفوبيا مع النمو ومساعدة الأهل.
2. الفوبيا الاجتماعية: ترتبط بحضور أشخاص آخرين، وتتضمن أي نشاط يتم أمام أي مجموعة من الناس ويسبب القلق الشديد وضعفاً في الأداء، وقد يصل الأمر أحياناً إلى التهرب من النشاط بحجج واهية، وهذا ما تواجهه السيدة المصابة بهذا النوع من الفوبيا، فتتهرب من العلاقات الاجتماعية وتعتذر عن تلبية الدعوات.
وتتعرض العاملات لهذا الخوف الشديد من مراقبتهن أثناء العمل، ويؤثرئذلك بشكل سلبي على النتيجة المرجوة منهن في أدائهن، وقد تتحاشى بعضهن الذهاب إلى أماكن العبادة، وذلك خوفاً من الاشتراك في الصلاة والعبادة أمام نظر الآخرين.
3. الفوبيا من الأماكن الواسعة أو المزدحمة: هي الخوف من الابتعاد عن المنزل أو السفر، والخوف الشديد من السير في شوارع خالية أو مزدحمة بالناس، كذلك الخوف من استعمال قطارات الأنفاق والمصاعد، وهذا يؤثر كثيراً على نشاط الإنسان واختياره لمهنته.
اهم اعراض الفوبيا الرهاب المرضي بشكل عام
اما عن اهم اعراض الفوبيا او الخوف المرضي فنجدها ان الشخص المصاب بالفوبيا تظهر عليه علامات الخوف عند التعرض لموقف ما قد يتطور الامر الي زيادة العرق ، و صعوبة التنفس وقد تصل الي حالة الاغماء ، وتدرج حالات الفوبيا حسب كل شخص و مستوي الإصابة والعلاج من الفوبيا او الخوف المرضي ، والتي تكون من خلال علاج نفسي بسيط و عمل بعض الخدع الذهنية والعقلية للتخلف علي مواقف الفوبيا والخوف غير المبرر خاصة مع الأطفال.
رهاب البرق والرعد
رُهاب العواصف الرعدية أو رُهاب البرق والرعد والمعروف علميا باسم: Astraphobia أنواع الرهاب والفزع والخوف الشديد غير الطبيعي من العواصف الرعدية وما ينتج عنها من برق أو رعد أو صواعق. ويعِد بعض العلماء أن الـ Astraphobia ثالث أكثر رهاب انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية حسب إحصائية أجريت عام 2007م.
يصيب هذا النوع من الرهاب الإنسان والحيوان على حد سواء، وقد يصيب جميع المراحل العمرية ولكنه يعد شائعا جدا لدى الأطفال، ولكن لا يمكن اعتبار الطفل مصاب فوراً بهذا النوع من الرهاب إذا ابدا تخوفه من البرق والرعد؛ فالأطفال بطبيعتهم يخافون من أشياء كثيرة، ولكن يمكن إعتبار الطفل مصاب برهاب البرق والرعد اذا استمرت أعراض الرهاب في الظهور لمدة تتخطى ستة أشهر.
إن كثيرا من أنواع الرهاب تكون أسبابها غير منطقية للشخص الطبيعي ولكنها ليست كذلك بالنسبة للمصابين بها؛ فالمصاب يشعر بأن شيئا سيئا قد يحدث عند بدء العواصف الرعدية خصوصا اذا كانت قوية وبالتحديد اذا كان في مكان مفتوح خارج المنزل، فمثلا يشعر بأنه قد تصيبه هذه العواصف وتحدث به أو بمن يحب أضرار شديدة أو تسبب له الموت. وفي بعض الحالات قد يتطور هذا الرُهاب إلى أن يصبح الشخص المصاب به يخاف حتى من تشكّل السحب وخصوصا تلك السوداء منها والتي قد تنبئ بقدوم عاصفة رعدية، وقد تتطور وتتزايد المخاوف لتشمل كل ما يمكن أن تصاحبه هذه السحب كالخوف الشديد من حصول أمطار غزيرة وفيضانات أو من هطول البَرَدْ وغيره من الظواهر شديدة التأثير. ولكن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تقودك الـ Astraphobia إلى نوع آخر من الرهاب وهو Agoraphobia وهو الخوف من مغادرة المنزل.
الأسباب: مثل كثير من أنواع الرُهاب فإن الإصابة برهاب البرق والرعد قد يعود إلى حدث ما في الطفولة متعلق بالعواصف الرعدية، فقد يكون السبب معايشتك لعاصفة رعدية شديدة جدا أو تعرضك أو تعرض شخص مقرب منك لضرر ما من العواصف الرعدية، أو ربما يؤدي فزع شخص آخر في الطفولة إلى فزعك أيضا وفي بعض الحالات ربما تكون القصص التي يتحدث بها البالغين عن العواصف الرعدية أحد أسباب الإصابة بهذا النوع من الرهاب إذ أنها قد تخلق داخل الطفل شيء من الفزع والخوف غير المبرر والذي قد يتطور في بعض الحالات إلى الإصابة بالرهاب. عموما فإن الإصابة بالرهاب ليست محصورة على الأطفال فحسب فهي كذلك قد تصيب البالغين ولكن بشكل أقل.
الأعراض: تشبه أعراض الإصابة برهاب العواصف الرعدية إلى حد ما أعراض القلق الشديد كالشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ وضعف أو إنعدام الشهية ورغبة في الذهاب لدورة المياه وألم أو مغص في البطن، وفي بعض الحالات تتطور أعراض الإصابة بالرهاب إلى الخوف من البقاء في الأماكن المكشوفة وأيضا البكاء والارتجاف والتعرق وردود الفعل غير المتزنة إضافة إلى الذعر الشديد وسرعة في ضربات القلب. إن الأعراض سابقة الذكر قد تزيد حدتها مع زيادة نشاط العواصف الرعدية وقد تزيد أيضا في حال كان المصاب لوحده أو في مكان مكشوف غير محمي، كما أن الشخص المصاب بهذا الرهاب قد يبحث عن ملجأ آمن للاحتماء من العاصفة الرعدية كالإختباء تحت السرير أو في القبو، ويعد مختصين أن الاهتمام الشديد بأخبار الأرصاد الجوية قد يكون واحداً من أعراض الإصابة بهذا الرهاب.
العلاج للأطفال: يجب على البالغين عدم إبداء تخوفهم من العواصف الرعدية لإعطاء الطفل شيء من الثقة والمنطقية بأن العاصفة الرعدية ليس بالضرورة أن تكون بالخطورة التي يتوقعها. ومن المهم عند نشاط العواصف الرعدية البقاء داخل المنزل، كما أن إلهاء الطفل عند نشاط العواصف الرعدية بقراءة القصص أو بألعاب الفيديو أو بمشاهدة فيلم مع العائلة قد يعد واحدا من سبل علاج هذا الرهاب. بطبيعة الحال عندما يخرج الأمر عن السيطرة وتتكرر أعراض الإصابة بالرهاب لدى الطفل لأكثر من ستة أشهر فإن الحصول على علاج من مختصين يعد ضروريا وذلك قبل أن يصبح رهاباً كاملا يصعب علاجه بعد مرحلة البلوغ.
العلاج للبالغين: في كثير من الحالات يمكن أن يسبب هذا النوع من الرهاب الإحراج لدى البالغين لذلك من الأفضل في حال نشاط العواصف الرعدية عدم الخروج من المنزل كي لاتصاب بنوبة الهلع والخوف حتى انتهاء العاصفة الرعدية. كما أن على الشخص البالغ أن يفعّل ثقته بالله وأن يتذكر بأنه لن يصيبه الا ما كتبه الله له، وأن يبعد عن مخيلته الأفكار السلبية وأن يستبدلها بأفكار إيجابية واستخدام أطر العلاج المعرفي السلوكي الأخرى. لحسن الحظ فإن رهاب البرق والرعد قابل للعلاج ومن الأفضل أن يزور المصاب أخصائي نفسي في أقرب وقت ممكن.
التكملة العدد القادم