نحتفل في الحادي عشر من شهر سبتمبر من كل عام بمناسبة عزيزة علينا وهي راس السنة القبطية المصرية الزراعية لعام 1734 والتي كانت في الماضي عيد وطني تتعطل المصالح وتغلق الدواوين وتخرج الجماهير في احتفالات وترفع الزينات والرايات الملونة ويأكل الناس البلح الاحمر والجوافة البيضاء في اجواء من الاخوة والمحبة لكافة أفراد مصر المحروسة ومع مرور الوقت اقتصرت الاحتفلات داخل الكنائس فقط وحرمان لغاليبة الشعب المشاركة بسبب تعصب أو تشدد أو عدم معرفة حقيقية للاحتفال باعتباره بقايا من تقاليد وعادات وثنية أو تخص النصاري فقط وتلك مغالطة تاريخية فاضحة وجهل واضح لفئة تريد التفرقة وتمزيق الوطن الواحد عبر جهات خارجة من غرباء وجهلاء وافدين علينا وتغذية روح الكراهية والتعصب بين أبناء الوطن الصلب الواحد ولا يريدون أن السنة القبطية المصرية تعتبر في المقام الاول سنة زراعية تخص المزارع والفلاح المصري دون تمييز أو تفرقة ولا يمكن الاستغناء عنها ابدأ في زراعة فهي تحدد بكل دقة متناهية مواعيد ومواسم ومواقيت سواء في البذور أو الري أو الجني أو الحصاد وكذلك توضح مواعيد الفيضان وانخفاض الماء بنهر النيل الذي كان مقدسا لانه شريان الحياة لمصرنا وكان تقام احتفالات لوفاء النيل كل عام واستمر ذلك حتي نهاية الدولة الفاطمية بمصر كما تحدد بصورة مذهلة تغيرات الطقس والمواسم ودرجات الحرارة علي مدار العام مما تساعد الفلاح المصري في رعاية زراعاته.
أليس كل هذا يدعوا السادة المسؤلين لا عادة النظر في الاحتفال بهذا العام العظيم الذي يخص كل المصرين وبادرة أبناء الوطن فيما يحدث في شم النسيم وليس عيبا أن تقام الصلوات والدعاء في كافة المساجد والكنائس لمصرنا وعلي النعم التي وهبها الله لنا يكفي نهر النيل والطقس المعتدل والمساحات الخضراء وكانت سببا في الحضارة والمدنية والادارة منذ الاف السنين الذي جعل العالم ينظرلمصر أم الدنيا فيها بكل تقدير واحترام والذي يرددها دائما الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل مناسبة في كل مكان مناسب مصر أم الدنيا وقد الدنيا حان الان لنكون صرحاء ومتفقين مع انفسنا لاصلاح ما أفسده التاريخ المزور والمغلوط وبدلا أن تكون مناسبة خاصة للمسحيين الاقباط فقط تكون عيدا لكل المصريين عيد النيروز رأس السنة القبطية المصرية .
اللي اختشوا ماتوا ......
مازال يتغلغل داخلنا روح التعصب بجهل مقيت وتحجر عقل وتصلب قلب دون اعطاء مجال لمجرد التفكير العقلاني والمنطق والواقع المحسوس أمام الجميع كالشمس الحارقة لكل الافكار المغلوطة والتفسيرات الخاطئة والتاريخ المزور المفروض علينا حتي أصبح نقلة دون مناقشة أو سؤال وتحول ألي حقيقة راسخة وواقع متطور في سلوكيات البشر علي كافة المستويات لاتفرق بين عالم او جاهل او بين غني وفقير يظهر فجأه كالطوفان والهيجان والفوران الذي يدمر كل اجتهاد أو مجادلة البحث عن الحقيقة أو اصلاح وتعديل التواريخ والاحداث المغلوطة والمزيفة والمرور مثال محاولة شخص في البحث عن شخصية القائد صلاح الدين الايوبي والتحقق من أفعاله أو اعماله من الواقع المراجع وقد تجد كل المهاجمين والمنتقدين في اظهار الحقائق وتفنيد كل ما عرف عنه خلاف ما عرف عنه من كتب التاريخ المدروس والمقرر علي المدارس والذي ظهر في الفيلم المشهور الناصر صلاح الدين فقد أعلن الكاتب يوسف زيدان بأن صلاح الدين ليس قائد أو زعيما بل كان منافق وخائن حتي انتفض الجميع في مهاجمة الرجل ونعته ووصفه بأقذغ الالفاظ والشتائم دون مجرد مناقشة أو حوار فقط .
حتي اكتشف امامنا ماذا يدور في الصدور والعقول من قبح وكراهية لمجرد إظهار حقيقة كذلك انتقض الجميع كل المصريين في حالة أخري لا تخصنا ولا شأن لنا بها وتجري في بلدة أخري عندنا اعلن رئيس دولة تونس تعديل بعض التشريعات مثل المواريث ومساواة الرجل والمرأة أو اعطاء حرية المرأة المسلمة الزواج من الاديان الاخري حتي تحول الرجل إلى محور الهجوم الجارح والتعرض من قبل الكثيرين وايضا دون مجرد حوار أو نقاش أو سؤال عن الاسباب التي دعته ألي ذلك.
هنا فقط نقوم بمحاولات لفهم ما يدور في مصرنا العزيزة بشأن أحقية المسيحيين بناء كنائس لهم عملاً بنص الدستور والقانون الذي قام بالموافقة علية أخيرا مجلس النواب في تعديل أوضاع الاماكن الغير مرخصةأو المطلوب انشائها حتي ظهر لنا مدي التعصب والكراهية للبعض وبالطبع ستكون محافظة المنيا محور الدراسة والبحث كمثال ظاهر ومكشوف أمام الملأ بصفة مستمرة لاتقبل المواربة أو التخصيص عما يدور في قري ونجوع المحافظة كلها .
ومنذ ايام قليله وقبل الاحتفال براس السنة القبطية أعلن نيافة الانبا ارسانيوس مطران المنيا وأبو قرقاص الاسقف العام بتوجيه الشكر والتقدير لكل من رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي وثانيا للجهات المحليه على مستوى المحافظة والجهات الامنيه وثالثا للاخوة المسلمين الذين تفهموا الموقف ومحبتهم لاخوتهم فى الوطن فى اعاده الصلاه واقامه الشعائر الدينيه بكنيسه السيدة العذاراء بعزبه الفرن التى اغلقتها قوات الامن منذ شهر ومنع الصلاه بها مما اضطر المصلين للصلاه فى الشارع ورفع استغاثه لرئيس الجمهورية وايضا كنيسه الانبا بولا بعزبه كراويه وان كان هناك اكثر من سبعه عشر مكان منتظر الترخيص وكذلك اكثر من سبعين طلب لاقامة كنائس فى .. المنيا وابو قرقاص وغيرها
نتوقف قليلا في محاولة للتروى بهدوء والتفكير العميق والحوار الهادىء والتركيز على ثلاث محاور :-
اولا : الاقباط أو المسيحيين عامة بطوائفهم الثلاث ولكن تفجرت المشاكل خاصه عند بناء كنيسه أرثوكسيه تلك حقيقه واضحه امام الجميع هل نلوم نيافة الانبا مكاريوس فى رعايه وعنايه واهتمام اى شخص او نفس يرغب ويريد الصلاه فى مكان لائق وبطريقه وطقوس خاصه به سواء كانوا قله او عدة افراد أو كثره اشخاص وان كانوا مقيمين فى قريه او عزبه او نجع او حى صغير وايضا ذات اغلبيه مسلمه انه امر مفروغ منه لانهم لهم حقوق ينص عليها الدستور والقانون ذلك وبالشكل والبناء الخاص بالكنيسه المميزه بالاجراس والصليب والايقونات والمذبح والمنارة.
نأتى للمحور الثانى الجانب الاسلامى فالذى يحدث عامه وفى كل الاحوال يقوم شخص او قله من المتشددين والمتعصبين بالوقوف امام هذا العمل بالطبع لهم الحق حسب نصوص وتفسيرات خاصه بهم والمشكله ان هذا الفرد يستطيع التأثير على الاغلبيه او البعض باتخاذ موقفا متشددا او بالقيام بالتهديد والارهاب للجهات الامنيه ومنع الاقباط من اداء الشعائر الدينيه .
وهنا يظهر المحور الثالث ممثلاً بالمحليات او الجهات الامنيه او السلطه السياسيه المحافظ وفي اغلب الاحيان يكون الرضوخ والخنوع لهذا التهديد والترهيب من الفئه المتعصبه ويصبح الامر شائك بين تنفيذ القانون في احقيه الفرد واقامه شعائره بحريه وبين منطق المتشددين فى المنع وفرض الامر بالقوه وفى هذه الحاله نكشف الامر بدايه فى تزييف الاحداث او التشويق والمراوغه فى سرد الموقف بصورة تشويه صورة المسيحيين وتحسين صورة المتعصبين .
يختلط الحابل بالنابل ويبدأ الصراع والتنافس وتبادل الشتائم على الملأ على صفحات الجرائد والتواصل الاجتماعى وشاشات التليفزيون كل يفسر كما يشاء ويفكر بصوت عالى فيكون الرد العنيف وتضيع حقوق المطالبين بالصلاه فى الكنيسه بينهم وبين المتشددين دون تدخل الحكماء والعقلاء والمسئولين وبدلا من اشتعال وزياده الاحتقان كان يجب ان تحل المشاكل بالطرق السلميه وبالتفاهم والتعامل بالحسنى والتروى فى اقناع المتعصبين ولاننسى من يريد اشعال الوطن بالفتن والقلاقل والاصطياد فى الماء العكر وجعل كل من هب ودب المشاركه فى الراى وجعلها مشكله وهى فى الاساس له هدف واضح وصريح وظاهر دون تصعيد او صراع لقد اعطى المسئولين من ليس له حق الاعتراض فى الوقوف بحجج واهيه وتفكير مغلوط وتفسير خاطىء ووجود من يشجعه او يؤيده ويساعده فى التصلب والتشدد لا اظن ان اى مسلم حقيقى مؤمن يحب دينه يمنع اخاه من الدين الاخر من الصلاه وفى مكان امن وبصوره لائقه فالدين الصحيح يدعو الى مكارم الاخلاق والقدوة الحسنه والتسامح والتراخم والعمل الصالح وهذا واضح فى الاغلبيه المتفهمه بالموقف وغير ذلك بكل صراحه من الشرير والشيطان وان يعترض او يتحدث ليس مسلما او يفهم دينه والمقصود هو هدم الدوله المدنيه بارهاب السلطه المنفذه للدستور والقانون ويجد ضالته فى ضعاف النفوس والعجزه من المسئولين الذين يتشدقون بالامن ويخافون التهديد.
ان الذى حدث بالمنيا يكشف لنا العلاقه الثلاثيه الاقباط الراغبين فى الصلاه في كنيسه وبعض المتعصبين والجهه الاداريه سواءأمن او محليه او تنفيذيه عندما ينتظم ضلعين من المثلث سيكون بالتأكيد اكبر من الضلع الثالث واما فى المثلث قائم الزاويه فيكون مربع الوتر يساوي حاصل جمع مربعي الضلعين الاخرين تلك نظريه يمكن ان تنطبق فى حالتنا ويتجمد الموقف فى كثير من الحالات لحين يتنغلب الضلعين على الضلع الثالث هذه ليست مكسب او خساره او هزيمه هى احقيه الانسان الحر فى اخذ حقه فى الحياه بصورة لائقه ويجد من يساعده فى تنفيذ رغبته فى بناء مكان يصلى فيه دون معارضه وعندما وصلت الاستغاثه الى الرئيس كان الامر واضح وصريح وحاد فى تنفيذ امر فتح الكنائس بقوة القانون وبرضاء كامل من الاغلبيه المسلمه وهذا مانتوقعه باستمرار من اخوه الوطن الواحد دون خلط الاوراق اوتزييف الحقائق اوتسويف الاحداث كما نراه فى الايام الاخيره مما يزيد تعقيد الامور على نحو سىء ونحترس من الذين لهم هدف فى اشتعال الفتن وهدم الدوله المدنيه لاتنسى خاصه محافظه المنيا عندما خرجت عن بكرة ابيها فى استقبال حافل فريد نتذكره بكل تفاصيله واحداثه عند قدوم البابا كيرلس السادس فى زيارته التاريخيه لمدينه المنيا وكيف كانت الزينات والرايات تعانق الهلال مع الصليب فى اروع صور الوحده الوطنيه والسلام والحب بين ابناء الوطن ليس ببعيد المنال ان تعود تلك اللحمه الوطنيه والرغبه الاكيده فى بناء وطن على اساس المواطنه والدوله المدنيه ودون خلط الدين بالسياسه وتنفيذ القانون ومبادىء حقوق الانسان حسبما ينص الدستور والقانون على المساواه دعوة صريحه وجريئه لوضع اساس متين وقوى والعوده الى سابق العهد من مظاهر الحب والسلام والتلاحم بين ابناء الوطن الواحد اذا كان لنا رغبه فى مستقبل بلادنا العزيزه
ونشكر الله أن لنا رئيسا مصريا خالصا وطنيا وممثلى الديانه الاسلاميه فى شخص شيخ الازهر والديانه المسيحيه فى شخص قداسه البابا .
ونتمنى من عمق قلوبنا تفهم المسئولين على مستوى المحليات والجهات الامنيه والسلطه السياسيه على مستوى كل مدينه ومحافظه واجباتهم فقط .
حتى يعم الهدوء والسلام ربوع بلادنا المصريه .