من خواطرى.. دوسه زرار بقلم: منى حسن

من خواطرى.. دوسه زرار بقلم: منى حسن
من خواطرى.. دوسه زرار بقلم: منى حسن
 
 
‏شريط شغال بتفرج عليه, وهو التكنولوجيا اللى قاعده تهل كل شوية بحاجات جديدة بتدخل في حياتنا باسم وأسلوب  جديد, بدايات من زمان بثوره الإنترنت والاتصالات والابلكيشن بأنواعها والكمبيوتر واتباعه والروبوت والتنسيخ ودلوقتى ال AI..
 وبعد شوية ال Ai حايطور وآخرته في الآخر هتلاقيها بني أدمين او ما شابه منهم من الناحية الثانية, ده غير لم معلومات وتغذية معلومات لعقول تحت اسم الذكاء الاصطناعي..
 طبعا ده غير مواضيع تانيه عليها علامات استفهام كبيره, مثلا فجاءه إعلان عن وجود كائنات غير بشريه وتنسيخ شكل البنى ادم المكرر بشكله وصوته الخ..
كأن بيسحبوا الناس لنوع حياه مبرمجه وفى نظرى ده لغى الفكر والعقل البشرى بطريقه ما..
 أحسن حاجة الرجوع للاصل,  يعنى رجوع المكتب زي زمان اللي هو اسمه الأرشيف الفايلات الكثير اللي كان مدفون جواها اللى بيقعد في المكتب ده..
لان من الحاجات المهمه هى التعامل بالورق, الورق ده اهم حاجة المفروض تكون في حياه البني آدم علشان فى اقل من ثانيه فى زرار, زي ما بالضبط ممكن تدوس على زرار النور لو اداس عليه حياتك كلها حاتقف لان مافيش ورق,  التكنولوجيا لغت الورق, لغت أي حاجة في حياة بني آدم ورقيه, بصرف النظر إذا دى كانت سهلت حاجات كتير فى حياة البني آدم, ومقدرش انكر أنها سهلت!
 لكن في نفس الوقت هو سلاح ذو حدين بإنك بتخسر المعلومات بتاعتك ممكن فى ثانيه, الورق وإثبات حياتك بمستند أقوى من التكنولوجيا والحياة الرقمية, ومش عارفة ال Titles  الكتيره اوي واللي قاعدين بمسمياتها شاغلين ولاهين بيها البشر.
 صحيح من الحاجات الإيجابية طبعا سهولة الاتصالات, وهى شبكة العالم كله في لحظة تقدر تكلم أي حد وتتواصل معاه وتبعت له, ولكن بنفس الوقت لها خطورة كبيرة جدا, وهي أثرت كمان على المجتمعات بطريقة اوآخرى, لأن في حاجات منها مستخدمتش صح, حتى التواصل الاجتماعي برضوا جزء كبير استخدامه خاطئ سواء بقى ببث معلومات غلط, او بان البنى ادام نفسه اده, او بعض مستخدميها بيفتكروا يكونوا أبو المعرفة وهما معندهمش فعلا المعرفة, أو بيحاول أنهم يقولوا آراءهم اللي ممكن تهد ما تبنيش, وكمان سرعة انتشار المعلومة اللي ممكن بردو تهد ما تبنيش ..
ف ده كله للأسف من التأثيرات السلبية من الأحداث والمعلومات اللى حاصله فى العالم، وغيرت بني أدمين أو البشر, غيرتهم معنويا, عاطفيا, فكريا, ثقافيا  بمستويات.. اللي فاهم بيعرف يفرق ما بين اللي بيحصل ويبقى عنده بعد نظر وعنده تفهم, لكن اللي مش فاهم دى بتبقى مشكلة كبيرة,  و دي نسبة كبيرة جدا في العالم مش بس محصورة في مجتمع, وبالتالي ما ييحصلش الفهم الصحيح لأي موضوع بتحصل, وبييقى تأثيرها قاتل لانه مش مضبوط أن البني آدم ما يعرفش اصل كل حاجه بتقال له أو بيقرها أو بيتعامل بها,  لازم يفكر لأن في ناس كثيرة جدا مجرد بس بتكررها أو بتكتبها لتتقرى بطريقه فيها إقناع وما بتكونش هي دي الحقيقة لأن هو معندوش علم بأصل  الحقيقة,, ودي مشكلة كبيرة جدا في المجتمعات..  
فمهم قوي أن الواحد لما يدخل يتكلم أو يقرا موضوع ما يخدوش زي ما هو,  اى ان كان موضوع لازم يعرف قبل ما يقولوا اويكتبوه او يكرروه يتعرف المصدر!
حارجع تاني للموضوع الورقي لأن الورق اللي هو تقريبا بدأ يندثر, الجرايد الكتب المستندات الخ, 
دى مشكلة كبيرة جدا غالبا مع الوقت حتظهر ده من وجهة نظري, لأن بعتبر الحالة اللي العالم عايش فيها دلوقتى وأن البني آدم حياته إنحصرت ومكشوفه وكأنه مراقب,  خاصه فى هذا العالم افتراضي ده,  ببرامج وبأبلكيشن موجودة فى موبايل سواء محادثه, او بنكية او حصول على معلومات, فأي أبلكيشن يتعامل بها وتدخل فيها معلوماته اللى مكشوفه,  ممكن في ثانية كل ده يتمحى وكل ده يتطفى، ساعتها حيكون فين أصل المعلومات؟ على هاردسك أو على حاجة أكبر مش عارف اسمها ايه في العالم الإلكتروني والاجهزه الكبيره, إنما لما يكون كمان في ورق وهو ده المصدر الأصلى بتاع المعلومة مكتوب في الورق ملموس ومنه نسخ, لان وارد أي حاجة وفى ثانية تتمحى حتى مثلا ال هارد ديسك اللي بتشتريه في البيت ممكن زي ما بيحصل يبوظ فيطير كل اللى فيه فى ثانيه او حتى الكمبيوتر يجيله ڤيروس,  فتخيل بقى على الصورة الكبيرة اوي لكل العالم اللى ماشي بيها, إن لو فى غمضة عين اتشد كوبس او اتقطع كبل اوخرج عن مداره ستلايت اوحد داس وطفى الزرار حايجرى ايه!
 كل النظام وكل المعلومات وكل كبيرة وصغيرة في حياتك اللي هي جوه الحديدة اللي هي اسمها موبايل او اجهزه اكبر, حاتبقى ملهاش أي لازمة, و إن حايكون عندك جهاز ملوش أي معنى!
لازم يكون البني آدم عنده فكر وبعد نظر,  ناس كتير بتعارضنى فى أرأى وأفكارى, وفي وجهات نظري أو بعتبروها نوع من أنواع يا رفض للتكنولوجي والتقدم والتطور اللي هو أنا مش ممانعه فيه او ضده طول ما هو بيخدم البشريه وكان للصالح والحاجة الإيجابية, او يا بيقولوا إن عندي نوع من الاعتراض  بلغى الايد البشريه وإن ليه الاثنين ما يكونش موجودين هو أصلا كان اللى موجود! 
حتى لو فيه تكلفه علما الناس فى شغلهم كده كده, لأن ده مهم جدا إن لازم يبقى عندي وثيقه ومستند ورقي بكل حاجة ان بتتعمل علشان أثبات ..
 حتى النهارده بتلاقى أي فاتورة بتيجي بتبقى فاتورة عبارة عن سليب ورقه صغيره من ماكنه مع الوقت الحروف والكلام اللي عليها بيختفى, ماهواش زى الوصل اللي بيفضل عايش معاك و محطوط فى دوسيه عندك لإثبات أنت عملت ايه من 10 سنين مثلا,  اخرك السليب كام شهر وهتلاقيه اختفى.., قيس على ده حاجات كثيرة جدا صغيرة وكبيرة بتحصل في حياتك وانت مش واخد بيها لأنها بقت أمر عادي وأمر مسلم بية وأمر طبيعي الحياه الاليكترونية الغالبه.
حتى البنوك هما سنتين لتعرف تعاملاتك وغيره من معاملات فى مجالات تانيه لو سألت يكون الرد استيعاب الاجهزه المحمله بالمعلومات.. طبعا غير التكلفة!
في الرحلة بتاعت إن التكنولوجيا هي الغالبه, و من ناحية تانيه لها سلبياتتها,  أنها أثرت على البني آدم, اثرت على تفاعلاته وتعاملاته في الحياة, مش تفاعلاته وهو بتعامل مع الموبايل, سواء مع أي تواصل اجتماعي مع أي معاملة بيعملها, الزراير لغت الإحساس, لغت العاطفة, لغت الحميميه, لغت اللغة إللى البني آدم الطبيعي بيتواصل بها مع بني آدم الآخر, بمعنى فقد التعامل وان كان مهم تقابل الناس فعليا,لان الجسم له لغه و اشارات اللى بنتواصل بيها من غير كلام وبتعبرعن احساس بتواصل مباشر محسوس غير مرئ بيأثر فى فهم اللى ادامك ممكن تكون عن طريق تعبير الوش وحركات الجسم والايدىن والإيماءات وحركات العين وحتى بالمس, وده بيولد القرب والحميمة او العكس وكمان الحكم واستشعار باللى ادامك!
للاسف ان  ممكن دلوقتي يبقى عندك وقت طويل مع الموبايل تتواصل مع شخص او شخصيات وتدى لهم الوقت والمساحه, علما لما بتقعد في الحقيقة مع حد لو قابلتهم هتلاقي أن مساحة الوقت أقل أو عِد من الساعة أقصر, بأنها  مش ماتكون بنفس الوقت اللي ممكن تقعد تعمل فيه تشات مع حد من ورا الشاشة ..
 ده غير انك وصلت لدرجه انك بتكون قاعد مع حد او وسط ناس وبقيت أتوماتيك مركز في الموبايل اكتر ما أنت مركز مع حد, وده مش من الأصول والذوق في الحقيقة,  ولكن لأنه أخذ حيز كبير جدا من حياتك واستحوذ اهتمامتك وما بقيتش عاوز للحظة تخسر إن يفوتك تواصل أو ترد على رسالة او على إيميل او على موضوع أنت منتظرها, علما فى الحياه الحقيقيه مش حايحصل حاجه لو سيبته على جنب حتى لو اليوم كله.. وده للأسف كان ناتج عنه كمان انه قلل من خلقك وصبرك في التعامل بالحياة العملية او حتى بوجودك مع الأشخاص في الحقيقة.. 
 خسارة لو رجعنا 20 - 25  سنة للوراء هتلاقي كانت الحياة فيها حاجات كتيره, وكان تواصل أحلى وأحسن, وكان البني آدم ابسط, وكمان عارف حدود إمكانياته ايه, و بيشغل دماغه, وعارف هو عاوز ايه من حياته في وقته, وكان احساسه عايش, واكيد كان عنده مجتمع حقيقى اكتر من المجتمع الوهمي اللي هو موجود في التواصل الاجتماعي, وهمى بمعنى مين بتتعامل معاه وممكن يكون إسم وهمى..  لكن معروفه دايره الأهل والأصدقاء والمعارف..
 الحياة دلوقتي فيها أحداث كتيره و سريعه جدا, وفيها فكر بنظره مختلفه وأفكار بتغذى فكر البشر وبتلفت نظرهم لأحداث ممكن تكون مش هي الحقيقة, او مختلطه, وممكن تكون أكيد في حاجات بتفيد, ولكن الجزء الأكبر كل واحد بيروح باتجاهات مختلفة, بطرق مختلفة, بفكر مختلف, وأحيانا بيعتقد انه فهم كل حاجة أو كون صورة من اللي يجرى وهو شايف أن هي دي الصورة الحقيقية.. 
 للأسف الشديد السراب والإقناعه اللي موجودة في الحياة وقله الدراية والفهم والخبرة, دي مش في الصالح لا له ولا للى حوليه,  ومهم تاني ارجع أقول إن لازم نرجع تاني نستعمل الورق, لأن الورق هو جزء من أصل توثيق حياتك,  موضوع الورق مهم ولكنه رمز لمواضيحاولوا تجمعوا الأوراق ومعلوماتكم على ورق,  الورق هو اللي بيعيش,انما بغلطة زرار ممكن تمحى حياة.