تحريف تاريخ وواقع العالم الاسلامى بقلم /هويدا دويدار

تحريف تاريخ وواقع العالم الاسلامى بقلم /هويدا دويدار
تحريف تاريخ وواقع العالم الاسلامى بقلم /هويدا دويدار
 
لقد أدرك بني صهيون منذ عقود ان الحروب المباشره والمواجهه لا تجدي نفعا مع بعض الدول فاتخذت وجهه اخرى وهي حروب زعزعه الدول من خلال الاندساس وسط الشعوب ونشر الافكار الماسونيه ودس عدد من اليهود المعربين تحت مسمى اليهود الوظيفيين فهم يهود بشكل جديد' نراهم في المساجد والكنائس متمثلين في كافه الطوائف وربما نجدهم في صفوف الجيوش او متربعين على العروش
فإنَّ المسلمين - وقد بَعُدوا عن منهج الله - قد وقعوا في براثن الصِّهْيَونيَّة التي جعلتهم حقلاً لتجارِبها ووسائلها القديمة والحديثة، فسيطرتْ على العقول، وتحكَّمت بالأجساد، وأخذت تعمل على نهْشِ البدن المخدَّر، بعدَ أن تربَّعت على قصعته مرتاحةً هنيئة البال، ودار في فلك الصِّهْيَونيَّة بعضُ "المسلمين"، فساعدوها وأيَّدوها، وكانوا خَيْرَ عونٍ لها في جرائمها تلك.
كلُّ هذا وذاك وغيره، والمسلمون نائمون، لا نحسُّ منهم حراكًا، ولا نجدُ إلاَّ الدُّموع تذرف على ما يَضيع منَّا ويُنتهك في كلِّ لحظة وحين.
إن( بينجامين دزرائيلي) كان من بين هؤلاء. فقد كان يخفي انتماءه للعقيدة اليهودية ولا يدعي أنه يهودي. بل أكثر من ذلك كان منهم من يتردد على الكنيسة وهو يهودي، لا لشيء إلا لمصلحة اليهود.
قلنا إن التقنع بالأديان هو طريقة معروفة في تاريخ اليهود وليست جديدة طالما كانت فيها مصلحتهم، وتاريخهم مع المسيحية هو تاريخهم مع الإسلام ومع كل الأديان والمذاهب. حاربوا الإسلام في البدء، كما حاربوا المسيحية، حتى إذا فشلوا ارتدوا يسالمون سلاما كان أشر عليه من حربه الظاهرة. أسلم منهم، على سبيل المثال، في عهد الخلفاء الراشدين وبعده كثير، كعب الأحبار. وكان هذا اليهودي المقنع بالإسلام يفسر القرآن ويروي الأخبار. ويملأ ذلك كله بما يسمى عند المسلمين "الإسرائليات" ويسير كثير من اليهود بعدهغلى نفس المسيرة فى التضليل ، حتى إن تخليص الكتب الإسلامية من الإسرائيات لتنوء به كواهل عشرات الجماعات من أولي العزم.
وهم يعبثون بعلم الاقتصاد والاجتماع وعلم مقارنة الأديان ويسخرونها لمصلحتهم. ويعملون على إفساد الآداب والنظم والثقافات والعقول في كل أنحاء العالم، ويدسون فيها نظريات مهرجة، لا يفطن إلى زيفها إلا الموهوبون ذوو العقول المستقلة. وهم وراء كل زي من ازياء الفكر والعقيدة والملبس والسلوك، ما دام ينفعهم، لا سيما إذا كان يفسد غيرهم إلى جانب ذلك. 
وفي علم مقارنة الأديان التي يحاول اليهود بدراسة تطورها ومقارنة بعض أطوارها ببعض، ومقارنتها بمثلها في غيرها، أن يمحوا قداستها ويظهروا الأنبياء مظهر الدجالين، وكذلك حركة الإستشراق، التي زحمت مكاتبنا باتفه الكتب التي تزيف وتحرف واقع تاريخ وحضارة العالم العربي والإسلامي الحقيقي. فهي كتب لا تفيد علما ولا تؤدب خلقا ولا تهذب عقلا بقدر ما تملأ عقول قارئيها بمعلومات كاذبة وخاطئة، فكأنما تؤسس المكاتب لتكون متاحف لحفظ هذه الموميات الخالية من الحياة والتي لا يمكن أن تحيي عقلا أو قلبا أو ذوقا لاوبل إن محتوياتها تغري الانسان بالنفور منها إذا كان سليم الطبع والعقل. أو بالتمسك بتفاهتها، فتورثه الغرور والغباء والكبرياء. وكذلك يروج اليهود كل المعارف التافهة من هذا النوع لتشويه صورة العرب والمسلمين وحتى غيرهم من الأمم غير الغربية اليهودية، وإقبال اليهود على حركة الاستشراق يعود لأسباب دينية وسياسية. أما الأسباب الدينية فإنها تتمثل في محاولة إضعاف الإسلام والتشكيك في قيمه بإثبات فضل اليهودية عليه، وذلك بادعاء أن اليهودية في نظرهم هي مصدر الإسلام الأول. أما الأسباب السياسية فإنها تتصل بخدمة الصهيونية فكرة أولاً ثم دولة اسرائيل المزعومة ثانيا.
إن ما وصل إليه العرب اليوم، من تراجع وتدهور في شتى الاصعدة والمجالات، لليهود دور كبير فيه، لكن من الغباء القول إن اليهود هم القائمون وحدهم بكل هذه الحركات السياسية والفكرية والاقتصادية. فبعضها من عملهم عن قصد والبعض الاخر من عمل غيرهم من الغربيين العنصريين غير اليهود، ومن الغباء كذلك أن نحمل اليهود والغرب كل المسؤولية، حتى نروج لمفهوم "المؤامرة على العرب" لان العرب والمسلمين أنفسهم، عن قصد أو بغير قصد، كان لهم يد في ما نحن عليه اليوم.