د.علي أحمد جديد يكتب : المعرفة الإنسانيَّة من تاريخ الحروف الأبجدية

د.علي أحمد جديد يكتب : المعرفة الإنسانيَّة من تاريخ الحروف الأبجدية
د.علي أحمد جديد يكتب : المعرفة الإنسانيَّة من تاريخ الحروف الأبجدية
 
 
تاريخ نشأة و تطور الحروف الأبجدية :
===================
يعود تاريخ الكتابة الأبجدية إلى نظام الكتابة الساكنة المستخدم قديماً في اللغات السامية في بلاد الشام منذ الألفية الثانية قبل الميلاد . وتعود معظم حروف الأبجدية المستخدمة في جميع أنحاء العالم في أصولها إلى  الأبجدية الأولية السامية. والأبجدية السينائية الأولية حوالي 1850 ق.م و التي تم تطويرها في مصر الفرعونية القديمة كلغة للعمال والعبيد الناطقين بالسامية الذين كانوا في مصر . وقد تم التغيير في النظام الهيروغليفي المعقد المستخدم لكتابة اللغة المصرية القديمة . وهو ما يتطلب عدداً كبيراً من الصور التوضيحية ، بعد أن اختاروا عدداً صغيراً من تلك التي يشيع رؤيتها في المحيط المصري لوصف الأصوات ، وذلك على عكس القيم الدلالية ، للغتين السيريانية و الكنعانية . 
تأثرت حروف الأبجدية جزئياً بالكتابة الهيراطيقية المصرية الأقدم ، والتي هي رموز مبسطة للهيروغليفية المصرية القديمة . وذلك حسب المصادر المتوفرة لتاريخ الحروف الأبجدية والتي منها :
- قاموس بروكهاوس وإفرون الموسوعي
- الموسوعة اللاهوتية الأرثوذكسية
- الموسوعة السوفيتية الكبرى
- موسوعة سيتين العسكرية
- الموسوعة اليهودية لبروكهاوس وإيفرون .  
 وكذلك من خلال الكتابة العربية الجنوبية القديمة ، الفينيقية ، العبرية .. ولاحقاً الأبجدية الآرامية ، وهي أربعة عناصر أساسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً من عائلة الأبجديات السامية المستخدمة في أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد ، والتي أصبحت الأبجدية السامية وأصل أنظمة الكتابة المتعددة عبر الشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا وجنوب آسيا .
ويميز بعض المؤلفين المعاصرين بين الأبجديات الساكنة التي هي من الأصل السامي ، والتي تسمى (الأبجد) منذ عام 1996 ، وبين (الأبجديات الحقيقية) بمعناها الضيق . إذ أن المعيار المميز هو أن الأبجديات الحقيقية تقوم دائماً بتعيين رموز لكل من الحروف الساكنة والحروف المتحركة على قدم المساواة ، في حين أن الرموز في الأبجديات الساكنة تشمل فقط الحروف الساكنة . وقد تستخدم الأبجدية غير النقية علامات التشكيل أو بعض الرموز لتمثيل حروف العلة لأن الأبجدية الحقيقية الأولى ستكون الأبجدية اليونانية ، والتي تم تكييفها من الأبجدية الفينيقية . ولكن لا يعتقد جميع العلماء واللغويين أن هذا يكفي لتجريد المعنى الأصلي للأبجدية من المعنى الأصلي الذي يحتوي على أحرف العلة والحروف الساكنة . فالأبجدية اللاتينية والتي هي الأكثر استخداماً اليوم مشتقة بدورها من الأبجدية الأترورية واليونانية ، وهي نفسها مشتقة من الأبجدية المسمارية والسيريانية القديمة و الفينيقية .