"الوعي والحياة " بقلم : أبو الغيط زيان

"الوعي والحياة " بقلم : أبو الغيط زيان
"الوعي والحياة " بقلم :  أبو الغيط زيان
 
 
لقد كنت أسير على قدمي يوما على طريق الحياة المستقيم الذي كثيرا ما رأيت فيه أعوجاجا من البعض أثناء السير معهم ،حتى وصلت إلى بيت الوعي ،وحينها  طرقت باب مكتوب عليه يافطة تسمى الفلسفة،أوكرة هذا الباب مصنعة كلها  من معاني  الحكمة والوفاء ، حينها  دخلت فأستوقفنى العقل، والفكر،وهنا  رأيت أناس كثيرون داخل هذا البيت المليئ بالأدباء، والحكماء، والفلاسفة، والمثقفين ،والكتاب ،فنظرت إليهم جميعا بعين قوية معتزة بما رأته من شموخ على روؤس هؤلاء المثقفين والمبدعين ،وهنا نصت لهم بأذان  ملهوفة نحو الثقافة،والوجدان، والإبداع ،والمشتاقة لترتوى من مياة  الوعي والحياة ،والتى ظمأت كثيرا ولفترات طويلة من قلة هذا  الوعى والذى ترك مساحة للجهل الذي  هدم عقول ووجدان الكثير من بنى البشر ،حتى أحتل هذا الجهل الإنساني بينهم مكانة فى  قلوبهم ،وسرقت منهم كل معانى الحكمة والوفاء ،فلم يعد للوعي مكانة بينهم ..لكن سريعا ما هبت رياح الحياة القوية لتواكب بني البشرية  وتنقظهم من أتربة الجهل ،وقلة الفكر التى ملئت وجوههم من هذا العبث الذي تركها لهم الأحباط واليأس فجعلهم جميعا أسرى لهذا الجهل ،ومن ثم تساند هذه الحياة الوعى ليقضي على هذا  الجهل الذى سكن هذه العقول لتجردها وتحررها من قيود عبوديته ،فتارة نرى الذى يعادي وطنه ودولته ويتمنى لها الفوضى، والتخريب ،والدمار ،وهو لا يعلم أنه أول من سيكون أسيرا لقوى الأحتلال والأستعمار،والأرهاب الأسود الذى طيل ما أبتسم فى وجهه أيان ثورته الفاشلة واليائسة والمنعدمة والمتجردة تماما من كل معاني الوطنية فى تلك اللحظة التى سلبت وسرقت من هذا الثائر الولهان الذى أخذا جرعة التخدير الفكرى لتدمير وطنه ،وتارة أخرى نرى الذى يعادي الأديان السماوية الأخرى بفكره المتجرد من كل معانى الإنسانية والدين الإسلامي السمح الذى دائما وأبدا يدعوا للتسامح والمحبة والسلام ،ذلك الشخص صاحب الفكر الغائب المسلوب والمسروق من قبل قلة تكفيرية تزايد على الناس فى دينهم ،فيدعون من ينساق ورائهم بقتل الآخرين فى المساجد والكنائس حتى يعتقد بهذا أن الحور العين فى إنتظاره ،وهو بذلك لا يعلم أن من قتل نفس بغير حق كأنما قتل الناس جميعا ،ومن هنا يأتي وعى الحياة ليعلمنا جميعا أنه لابد من الأستعانة بالثقافة والإبداع والحكمة والفلسفة وسماحة الأديان ،وأن الدين الإسلامي بريئا كل البراءة مما يفعله هذا وذاك ويتمسحون فى دين الله السمح ،فالوعى لا يعرف القتل ،والوعى لا يعرف الغدر ،والوعي لا يعرف الفوضى والخراب وتدمير الأوطان والدول ،والوعي لا يعرف إلا الحياة المليئة بالتسامح والمحبة والسلام لكل الأديان التى أنزلها الله فى كتبه الشريفة .