النجمة الأرمينية المصرية الفرنسية الأمريكية نورا أرمانى لـ" صوت بلادى " أؤمن بأن الفن رسالة هدفها الارتقاء بالمجتمع

النجمة الأرمينية المصرية الفرنسية الأمريكية نورا أرمانى لـ" صوت بلادى " أؤمن بأن الفن رسالة هدفها الارتقاء بالمجتمع

 

حوار : جاكلين جرجس 

 

 

 

* تكريمى فى مهرجان الإسكندرية السينمائى كان مفاجأة غير متوقعة 

* تميزت السينما المصرية بتقديم الواقع والقضايا الاجتماعية 

* اعشق خشبة المسرح فالمسرح مجال الممثل لكن السينما مجال المخرج .

* المجتمعات العربية  لم تستوعب عملية تمكين المرأة  فيراها حتى الأن بصورة التابع أو الكائن الأضعف بالرغم من تفوقها فى مختلف المجالات 

* الشعب الأرمنى شعب قوى استطاع أن يحافظ على هويته و ثقافته بدون تغيير 

* مهرجان الفيلم الاجتماعي في نيويورك يهدف لنشر الوعى المجتمعى و يعرض افلام تناقش القضايا الاجتماعية 

* مهرجان الفيلم الاجتماعى أشعر أنه يجمعنى كقطع البازل معا لتظهر للجمهور فى لوحة جميلة مليئة بتفاصيل مشوار النجاح هذه اللوحة هى كيانى كله كممثلة و مخرجة و منتجة

 

 

 

   يقول المخرج السينمائى الأمريكى الشهير ديفيد جريفيث" ليس من المجازفة الجزم بأن السينما لم تعد فنا سابعا فحسب بل هي آخر الفنون وأكملها، وربما يصح ان نعتبرها مرحلة النضج البشري في تفوقه الفني ولم يعد من السهل تخيل فنا جديدا آخر يتجاوز هذا المنجز الباهرانها اقصى ما يمكن ان يكون عليه امتزاج السمع والبصر في استشعار القيمة الفنية وأفضل ما وصل اليه الانسان في قنوات التواصل البشري "  لذلك إذا حاولنا أن نجد تعريف أو تفسير لمعنى الفن فإننا سنجد في النهاية أن السينما هي أقرب الفنون لتحقيق مثل هذه المعاني وأكثرها قدرة على دفع الانسان لإدراك ماهية الفن.

و عليه كان لنا هذا اللقاء مع النجمة المصرية الأرمينية الامريكية الفرنسية الفنانة الشاملة الممثلة ، المخرجة والمنتجة ، النجمة نورا ارمانى التى شاركت في العديد من الأفلام منها "أنا جيتمو" و"الكسالى " و"القائمة السوداء" وفي المسرح أخرجت مسرحيات عديدة مثل "إمرأة مهاجرة" كما مثلت العديد من المسرحيات مثل "مرسيدس" و"الإرهاب" و"ستة شخصيات يبحثون عن مؤلف".كذلك شاركت في انتاج فيلم حيفا الشهير للمخرج رشيد مشهراوي عام١٩٩٦ والحاصل على جوائز سينمائية. وحصدت أرماني جائزة أحسن صانعة أفلام عن فيلمها القصير "إمرأة مهاجرة" من مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وأنتجت العديد من الأفلام التي عرضت في كان وروتردام ولوس أنجلوس وغيرها من العروض العالمية،  وهي المدير الفني  المؤسس لمهرجان الفيلم الاجتماعي في نيويورك منذ يناير 2013.

و إليكم درر الحوار : 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

* فى البداية مشواركم الفنى من شجعكم على التمثيل و كان الداعم الاساسى  لموهبتك ؟ 

   اتذكر فى طفولتى كنت أجمع كل اطفال الاسرة و اقوم بتأليف قصة خيالية و توزيع الأدوار على الاطفال و نمثلها معا ومن هنا بدأ حبى للتمثيل كان لعبة ثم تحول لحقيقة و واقع بمرور السنين  و المدرسين فى مدرستى نوباريان هم أول من اكتشف موهبتى بعدها أخدت القرار بأن اتجه لمجال التمثيل فبدأت أولى خطواتى الفنية على خشبة مسرح النادي الأرمني ، وبعدما التحقت بالجامعة الأمريكية قدمت العديد من التجارب المسرحية بعدها و انا فى عمر الخامسة عشر- حصلت على فرصة التمثيل فى النادى الأرمنى بالقاهرة مع زوجى الأول وكان مخرج بعدها ألتحقت بالجامعة الأمريكية و قمت بالتمثيل على خشبة المسرح مسرحيات عديدة لشكسبير ، لكن كان لى حلم أن اسافر لانجلترا و استكمل دراستى هناك فى التمثيل لكن لسوء الحظ تأخرت فى التقديم و مراسلة الجامعة فلم اتمكن من الالتحاق بالفصل الدراسى لذلك العام ، وفى نفس الوقت وصلتنى دعوة من الجامعة هانتر في نيويورك بامريكا وحصلت على ماجستير في علم الاجتماع ، بعدها درست المسرح وعلوم الأفلام وحصلت على العديد من الشهادات في مجال دراسة الفن مثل ماجستير المسرح والسينما من كلية من جامعة لندن ثم استكملت مشوارى الفنى حتى الان. 

 

 

*نورا أرماني هى ممثلة ومخرجة ومعلقة صوتية وصانعة أفلام عالمية كيف استطعت أن تجمعى بين كل هذه المجالات الفنية و ما اقربهم لشخصية نورا فى الحقيقة ؟

     بالطبع استطعت أن أعمل فى كل هذه المجالات لأنها كلها منبثقة من الفن فلا يوجد مجال منهم بعيدا عن الفن ،و كنت كل يوم أسأل نفسى ما غرضى من كل هذه الاعمال فليس المهم هنا الطريقة الأهم هو الغرض و الوصول له ، فلدى نظرية أن النجاح قد يكون افقى أو رأسى أفقى يكون فى مجال واحد ناجح و قوى و مشهور فيه و الأفقى يأخذ أكثر من اتجاه و أكثر من مجال يجمعهم إلى بعض ليصل إلى قمة النجاح.

 أما المسرح فهو اقربهم لقلبى فهو أب لكل الفنون فعندما يقف الممثل على خشبة المسرح و يقابل الجمهور وجها لوجه يتم التواصل بشكل مباشر فالمسرح مجال الممثل لكن السينما مجال المخرج.

 

 

*بصفتكم إمرأة و فنانة.. هل ترون أن الفن أنصف المرأة ؟

   بالطبع المرأة اقتنصت الكثير من حقوقها فبعضهن أصبحن نائبات برلمان و وزيرات و سفيرات لكنها حتى الأن  لم تأخذ حقها كاملًا  ليس فى الفن فقط أو ارمينيا فقط بل فى كل العالم فى مختلف المجالات ، فالمجتمع لم يستوعب هذه التغيرات فلازال يرى المرأة على أنها الكائن الضعيف أو التابع للرجل مكانها فى المنزل و لتربية الاولاد فقط و لا يستطيع أن يدرك أن هناك المرأة القوية أيضًا التى أصرت على استكمال دراستها و النجاح فى مجال عملها و لذلك يناقش مهرجان الفيلم الاجتماعى بنيويورك حقوق المرأة من خلال الندوات و الافلام وعندنا أمثلة كثيرة لشابات ناجحات فى مجال الاخراج منهم المخرجة نيفين شلبى و قدمت فيلم "النهاردة يوم جميل "على منصة " نيتفليكس " و صنف الخامس فى اعلى المشاهدات.

 

 

هل المنصات الالكترونية للافلام سحبت البساط من دور العرض و جعلت الجمهور يمتنع عن الحضور لمشاهدة الافلام فى السينما ؟

   لسوء الحظ العالم كله يعانى من هذه المشكلة خصوصا فى مصر فكثير من الجمهور امتنع عن الذهاب للسينما ، فالمجتمع تغير فكل شخص يعيش فى فقاعة خاصة به منعزلا عن العالم الخارجى و يشاهد ما يحلو له من خلال الموبايل و منصات الافلام و هنا يأتى دور المهرجانات مثل مهرجان الاسكندرية لأنه يقوم بتقديم توليفة منتقاة من كل أنواع الافلام للجمهور.

 

 

* حصلتم على شهادة في علم الاجتماع من الجامعة الامريكية فهل ترون أن لعلم الاجتماع علاقة وثيقة بالفن و التمثيل ؟

   من وجهة نظرى أرى أن الفنان يجب أن يكون مدرس و عليه مسؤولية و واجب أن نعلم الجمهور و نثقلهم بمعلومات وتجارب تجعل حياتهم افضل كل ذلك بجانب التسلية و الاستمتاع بالأفلام الكوميديا و الخفيفة، لأنى أؤمن أن الفن رسالة و هدف يرتقى بالمشاهد و المجتمع .و لكن للأسف تحول المسرح و السينما إلى تجارة غرضها المكاسب المادية ، و بالطبع علم الاجتماع له علاقة وثيقة بالفن خاصة الأعمال التى تركز على المجتمع والسلوك الاجتماعي وأنواع العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي وثقافة الحياة اليومية و هناك فرع لعلم الاجتماع يتحدث عن العلاقة بالفن.

 

 

*هل كانت دراستكم لعلم الاجتماع السبب الرئيسى لتأسيس مهرجان الفيلم الاجتماعي في نيويورك يناير 2013.... حديثنا عن المهرجان و أهم اهدافه ؟

    فى الحقيقة اهدي المهرجان لروح ابنة عمى الفنانة و المخرجة ڤانيا اكسرچيان والتى قتلت على يد ارهابى متطرف هى و عمى  فى وضح النهار كما  اهديه لكل إمرأة تتعرض لعنف او اضطهاد خاصة فى كردستان و ايران و ارمينيا، لذلك اهتميت أن يكون المهرجان يناقش بشكل فعال و قوى المشاكل الاجتماعية  و العنف ضد المرأة و البيئة من خلال الافلام و الندوات و دعوة منظمات حقوق الانسان و غيرها ، و كانت بداية أول دورة للمهرجان منذ عشرة أعوام  فى مارس القادم و حتى الأن تم عرض 600 فيلم فى المهرجان منهم افلام قصيرة و افلام وثائقية و افلام روائية طويلة و بعد هذه المدة الطويلة منذ افتتاح المهرجان وحتى الأن أشعر كأنه يجمعنى كقطع البازل معا لأظهر للجمهور فى لوحة جميلة مليئة بتفاصيل مشوار النجاح و العطاء الفنى .هذه اللوحة هى كيانى كله كممثلة و مخرجة و منتجة و دارسة للعلوم الاجتماعية و هذا من دواعى سرورى و فخرى.

 

 

* حدثينا عن ذكرياتك مع الفنان محمد صبحى و من الذى رشحكم للدور و كيف تم اختيارك للمشاركة بالعمل الفنى المسرحى " الملك سيام " عام 1979 ؟

    تقابلت مع الفنان الكبير محمد صبحى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ، و عرفنى عليه الفنان القدير الراحل جميل راتب ، وقتها كان الفنان محمد صبحى يقوم بتصوير مسلسل تلفزيونى فذهبت مع الفنان جميل راتب لتحية الفنان محمد صبحى ،و كان سعيدا انه وجد ممثلة و تتحدث ستة لغات بينهم العربية  فدعانى للتمثيل معه مسرحية الملك سيام فى مهرجان المسرح و كان يلعب دور الملك سيام وأنا لعبت دور مدرسة الانجليزى فى القصر الملكى لتعليم اولاده اللغة الانجليزية ،كانت من امتع الاعمال التى قدمتها خاصة أنها كانت باللغة العربية الفصحة ، و من تدقيق الفنان محمد صبحى أن يظهر العمل فى أكمل وجه استعنا بمصحح لغة عربية لفريق التمثيل كله.

 

 

* هل كنتم تتوقعون تكريمكم فى مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته الـ38  و ما هو رد فعلكم بعدما تلقيتم خبر التكريم من إدارة المهرجان ؟ 

   كانت مفاجأة بالطبع فى البداية تخيلت أنها دعوة خاصة لحضور المهرجان من الامير اباظة و كان ذلك شيئا رائعا.لكن بعد قراءة الدعوة كاملة اكتشفت أنها دعوة تكريم و جائزة من المهرجان فبالطبع كانت سعادتى غامرة وغير متوقعة تمامًا.

 

 

* نصيحة للشباب و الشابات الموهوبين ؟ 

   لا تنتظروا أن يدفعكم أحد للفن عليكم إتخاذ القرار.. البداية و الاستمرار ، اعملوا على  بنفسكم و البدء بأولى الخطوات لا تضيعوا وقتكم فى انتظار الفرصة لا تفقدوا الامل للوصول لحلمكم استمروا اعملوا و ثابروا.

 

 

*من وجهة نظركم كيف تمكن الشعب الأرمنى وهو شعب قوى أن يحافظ على هويته و ثقافته بالرغم من الحروب و المجازر التى تعرضوا لها؟

  اعتقد أنها تأتى من الاضطهاد فعندما يتم الاضطهاد يحاول الشعب أن يدافع عن نفسه و يثبت وجوده ،فعندما احتفظوا بثقافتهم الأصلية اصبحوا أفضل و أصبح لديهم المهارات لفهم الشعوب الآخرى بسهولة.