قبل أشتعال أزمة أوكرانيا وتتصدر عنواين الصحف والشاشات كان هناك تململ أمريكى من اعلان نوردستريم 2 وهو خط الغاز الثانى الروسي لأوروبا عبر ألمانيا وهذا ما تعتبره أمريكا خطرا استراتيجيا باعتماد متزايد على الغاز الروسي وفى هذا الشأن أن اوروبا تستورد 75% من احتياجها للغاز ونصيب روسيا من هذا الاستهلاك الاوروبى حوال 45 % مما يجعل هذا شبه احتكار لشريان الحياة فى أوروبا
وفى ظل عدم رضاء أمريكى عن الخط الثانى لتصدير روسيا للغاز لأوروبا لم يهتم الأوروبيين كثيرا لما تنطق به أمريكا فكان السيناريو الحالى الأكثر حماسة بأن روسيا قد تحتل أوكرانيا أو تساعد انفصالينن أوكرانيين من اصول روسيه بالانفصال بأقليم شرق أوكرانيا و تدخل به الحدود الروسيه
وهنا ننظر بهدوء ماذا أن تم أو بمعنى آخر ما هو الخطر الداهم الذى يضج مضاجع البيت الأبيض فى ذلك الإجابة غير واضحة ضبابيه وبامتياز وهنا نتوقف أمام ما سطره جون بولتون فى احدى المقابلات المتلفزة عن المقارنه بخطر ما كان من الاتحاد السوفيتى والخطر الصينى قال بالحرف أن خطر الصين هو الاكثر فأنهم يمثلون خطرا سياسيا واقتصاديا وعسكريا أما ما كان من الاتحاد السوفيتى هو خطر سياسي وفقط . فما بالنا من روسيا الحاليه بعد تفكك الاتحاد السوفيتى حتى أن الخطر السياسي على امريكا مشكوك فيه
ولكن المشهد الحالى تم تسخينه أمريكيا واستجابت موسكو للتسخين ببعث غواصة نووية على سواحل نيويورك فى المياه الدوليه وردت امريكا بغواصة نووية على الحدود الروسيه فى 12 فبراير الحالى مما يجعل الصورة تقترب من احتمالية الصدام بل ما يجرى من أمريكا ببعث 4 قطع بحريه من امريكا لاوروبا لاحتمالية الحرب والرد الرسي بمناورة على السواحل الاوكرانيه – الروسيه وتجربة اعماء الكترونى على المعدات العسكريه التى ارسلها الغرب إلى اوكرانيا
وفى خضم هذا الجنون ذهب ماكرون الى بوتين وتفاوض ما يقرب من 5 ساعات على اساس احتمالية النموذج الفنلندى وهذا النموذج كان بعد الحرب العالميه الثانيه بأن تصبح اوكرانيا ليست حليف لاى من القوتين تصبح ارض محايدة لا تنضم للناتو ولا تتآهب لها روسيا بالحشد العسكرى على الحدود ولم يعرف احد على وجه اليقين ماذا جري فى تلك الساعات الخمس
ومشهد آخر دعوة من امريكا وتبعتها لندن واستراليا الى جليتها فى باوكرانيا بالمغادرة الفوريه لارض اوكرانيا مما يعنى هذا قرب حرب كونيه تآكل الاخضر واليابس وفى هذا السياق قال بايدن أن كانت النتيجة تدخل روسيا فى اوكرانيا سيدفع العالم بأجمعه الثمن أى أن الترجمه للمعنى حرب عالميه ثالثه قد تدخل الصين على الخط بالزياردة الاخيرة لبوتين والاتفاق العسكرى الاقتصادى الضخم مع بكين منه شق الغاز ومنه شق عسكرى أمنى . أذن نحن أمام حلفين – روسي صينى أمام امريكى انجليزى استرالى يتم جمع الحمم من كل جانب والاستعداد لبركان النار على الارض
وهذا كله يمكن متابعته بشئ من الروية عبر الأخبار لكن هناك حقائق يجب التوقف أمام وتأملها
1- أمريكا توارت قوتها فى عدة ملفات منها التكنولوجى الذى تفوقت فيه الصين على سبيل المثال ما قاله ماكينزى القائد الامريكى على الصاروخ الصينى الجديد بأنه لحظة سبونتيك جديدة أى تفوق نوعى للصين تجهله أمريكا
2- تفوق الصين فى انتاج وتصدير المواد النادرة التى تدخل فى صناعة الالكترونيات واصبحت امريكا رهينه لما تنتجه الصين
3- أوكرانيا ارض تصدير الغذاء مثل الحبوب للشرق الأوسط وايضا للصين بحوالى 13 %
4- الغاز الروسي هو السلاح الذى يهدأ تبعية اوروبا لقرارات امريكا نجد المانيا تصدر بيانات شبه متوازنه لان الطاقة فى المانيا نصفها يعتمد على الغاز الروسي وكذا فرنسا لا تريد اى صدام ومن يقود الجنون هو حلف امريكا – بريطانيا والحليف الثالث من بعيد استراليا
5- اعتماد الاقتصاد الامريكى على ما يقرب من النصف على الدولار وحركة البنوك وليس على انتاج حقيقي هذا بشهادة ارفع الخبراء الاقتصاديين الامريكيين فى ابحاثهم وفى هذه النقطة بالخصوص نتوقف قليلا نلتقط الأنفاس لنتأمل أكثر فى العمق أن امريكا توارت اقتصاديا وتكنولوجيا أمام الصين ولم يتبقي لها إلا ورقة التوت الدولار نتيجة الحرب العالمية الثانيه بأنه عملة العالم للتبادل واحتياطى الدول ولكن فى الآونة الآخير لا يتزايد الطلب على طبع الدولار كما كان من قبل وتواجه امريكا شبح الهوان الاقتصادى أن استمر الأمر كذلك لذا قد تكون نصيحة بعض خبراء البيت الأبيض بأنه يجب تغيير قواعد اللعبة على مستوى العالم باحداث حرب كبرى ومن خلال نتائجها واعادة الاعمار سينفجر الطلب على الدولار وتستطيع امريكا التمسك بمكانتها العالمية
6- نحن أمام قوة تهبط امريكا وقوة تصعد وهى الصين لذا المعركة على قيادة العالم على عرش العالم ليس بالأمر الهين وليست اوكرانيا وحدها المسرح فأن تم تفكيك اللغم فى اوكرانيا ستقفز امريكا بالتفجير الثانى المحتمل على حدود الصين مشكلة ضم تايوان الى الصين ومساعدة امريكا لتايوان عسكريا مع اعترافها انها جزء من الصين
نحن أمام عالم يغلى من مجرد احتمالية غرق أمريكا وتمسكها بألواح القوة أو بتفجير العالم