أخبار عاجلة

أيمن السميرى يكتب: المواطن الإسفنجي

أيمن السميرى يكتب: المواطن الإسفنجي
أيمن السميرى يكتب: المواطن الإسفنجي

المواطن الإسفنجي كائن لذيذ بتستمع وإنت بتسمع له وهو واخد راحته، بتنبهر بيه وبالهالة اللي هو راسمها لنفسه، المواطن الإسفنجي إستعراضي بطبعه وحريص حتي في قعدته إنه يتأكد إنك شفت الساعه بتاعته كويس والجزمه الهافان اللي بتلمع مرايه، المواطن الإسفنجي وهو بيستعرض بينسي إنه كان ذيك بسيط وبيدخل معاك جمعيات عشان قسط التلفزيون الجولد ستار والغساله الزانوسي، بينسي إن أنتم ياما ركبتم سوا ميني باص 27، بينسي إن اول فرحتكم كانت فيورا 127 إضحك عليك فيها واتقالك إنها مش راشه دواخل وإستعمال طبيبة يادوب بتنزل بيها من الخامس لعيادتها في التالت، أو ١٢٨ بنت أصل بدهان بلدها، بتحب تعطل في مطلع غمره، المواطن الإسفنجي لازم يذكر بين كل كلمة وكلمة؛ مصاريف كريم ولجين في المدرسه الإنترناشونال، وإنه عايز يكشف علي فريون الBMW في التوكيل، وإن الناس بتوع الكومباوند حرامية، وإن مارينا بقت بيئه، المواطن الإسفنجي وهو ماسك أيفون عشره، ما أعرفش وصلنا لعشره ولا لسه، هتلاقيه بيصنف الناس نوعين ناس "بيئه" وناس ولاد ناس، علي أساس إن الناس اللي بيسميهم بيئة ولاد زواحف يعني، المواطن الإسفنجي نساي وبيحب يكدب عشان يسوق ( يماركت ) صورة مزيفه عن نفسه، وبيكدب حتي عليك، وناسي إنك إنت اللي عاجن وخابز ومقمر الرغيف، ولأنه إسفنجي هيضايق من وجودك في أي قعده هو واخد راحته في الإستعراض، ودايما هيبقي حاسس إنك تاريخ هو مش عايز يفتكره، وإن إبتسامتك الساخره علي كلامه، أو حتي سكوتك بيوجعه لأنه عارف معني سكوتك، ومضايق منك إنك مش عايز تبقي إسفنجي وتعيش الدور ذيه مع إنك تقدر ( بفضل من الله) تمثل ذيه، المواطن الإسفنجي أرتفيشيال و Fake وفاضي ومعندوش وجهة نظر و فارغ من جوه وما يحبش المثقفين وبيسخر منهم، عشان بيفكروه بضحالته وسطحيته وتفاهته، المواطن الإسفنجي عمره ما هيذكرك بخير في قعده، ولو ذكرك بخير بالكتير هينكت بتعالي عشان ينتزع كام ضحكه رخيصه من منافقيه، المواطن الإسفنجي بيشوف إن الإيجو بتاعه بينتفخ أكتر ويتورم لما يسخر ويسفه الأخرين، وإن إرتفاعه مش هيتحقق إلا بالحط من قدرك والتنكيت عليك بتعالي قدام من يعتقد إنهم ممكن يمنحوه ميزه، المواطن الإسفنجي لأنه إسفنجي؛ فبيمتص ميه كتير أوي ويتضخم ويتقل وكأنه عاملها علي روحه، بس لو ضغطت عليه أو دوست هينزل علي مافيش ويبان علي حقيقته مجرد إسفنجة مواعين بنشيل بها بواقي الأكل والحاجات اللي لازقة، ونصيحتي ليك لما يقابلك المواطن الإسفنجي، إنك تدوس عليه، وتتجاهله ولا كأنك شايفه، بلغة مصر للطيران ‏No Show, ‏Nil, Denied Boarding ما تضغطش علي المواطن الإسفنجي، دوس عليه،الدوس بيجيب نتيجه أحسن، إعصره، فكره بصورته الحقيقية، فكره بالناس الطيبه اللي كانت تعرفه قبل ما يتأفسنج، وخدها نصيحه مني أنا المواطن الخشبي القفل لا مؤاخذه؛ أوعي تندم علي صدقك ووضوحك وإتساقك مع نفسك، كفاية إنك تكون نفسك، كفايه إنك بتحس، وخلي كل الكائنات الإسفنجية يتسلوا في قعداتهم بالرغاوي، طالما إنك شاغل أوقاتهم، وخليك ذي ما أنت تلقائي وواضح، علي الفيس بوك ذي ما إنت، وعلي القهوة ذي ما أنت، في الشارع ذي ما إنت، بالمنصب ذي ما إنت، حتي لو قررت تبقي صايع، خليك صايع نبيل، صايع ابن بلد، عزيز وعالي وصاحب مروءة، المهم إوعي تبقي سبونج بوب، أو تبقي إسفنجة مواعين تعيش حياتها غرقانه في الرغاوي والَّزبد وُغثاء السيل... لو الإختيار بين إني أكون إسفنجي أو أكون قفل، الإجابة قفل طبعًا، وهاديك مفتاح و طفاشة كمان لسهولة التعامل .. حاجه تقرف ....