بدأت جماعة الإخوان الليبية فى طرابلس التحضير لإحكام قبضتها الكاملة على المجلس الرئاسى الليبى وحكومة والوفاق، وذلك وسط انتقادات لاذعة لرئيس المجلس الرئاسى فائز السراج بسبب تعامله فى معركة طرابلس التى تحرك الجيش الليبى لتحريرها فى الرابع من أبريل الماضى.
وتشير تصريحات لرئيس المجلس الأعلى للدولة فى ليبيا الإخوانى خالد مشرى لتطلع جماعة الإخوان والعناصر المحسوبين على الجماعة لإحكام قبضتهم على حقيبة وزارة الدفاع والمخابرات العامة فى طرابلس، وذلك بذريعة فشل رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج.
وستتمكن جماعة الإخوان الليبية والمليشيات المسلحة من الحصول على خط إمداد مالى وعسكرى بكل سهولة ويسر حال تمكنت جماعة الإخوان من حقيبة وزارة الدفاع وجهاز المخابرات العامة، وذلك بصرف أموال ضخمة إلى المسلحين والمرتزقة فى طرابلس بذريعة تقديم الدعم لقوات حكومة الوفاق المتمركزة فى ضواحى العاصمة.
وزير الداخلية فى حكومة الوفاق الوطنى هو فتحى باشاغا أحد صقور مدينة مصراتة الداعمين لعملية تمكين الإسلاميين من وزارة الدفاع، وهو ما يهدد بنسف أى جهود لانخراط أبناء المؤسسة العسكرية الليبية فى كيان واحد وشرعى بعيدا عن الجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة.
وتعد مليشيات مصراتة أحد أبرز الكتائب العسكرية المسلحة التى تتمركز فى ضواحى طرابلس، لعرقلة عملية "طوفان الكرامة" التى أطلقتها القوات المسلحة الليبية فى أبريل الماضى لتحرير طرابلس، وذلك خوفا من مليشيات مصراتة بتوجه قوات الجيش إلى مدينتهم حال نجاح القوات المسلحة الليبية فى تحرير العاصمة من قبضة المسلحين والمرتزقة الأجانب.
إلى ذلك، طورت قوات الجيش الليبى من عملياتها العسكرية فى ضواحى طرابلس وسط وصول تعزيزات ضخمة إلى القوات المسلحة، فى إطار تأكيدات صادرة عن قيادات عسكرية ليبية بحسم معركة تحرير العاصمة طرابلس من قبضة المليشيات المسلحة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
بدوره أكد المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، أهمية انخراط المجتمع الدولى فى حل الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن الحل السياسى فقط هو الذي سيضمن استقرار البلاد وهدفنا أن تكون ليبيا دولة مدنية وطنية، لافتا إلى أن الجيش الليبى لديه بنك معلومات كاملة عن نشاط الإرهابيين ومن يمولهم في ليبيا.
وأوضح المسمارى أن الجيش الليبى يستهدف عسكريين أجانب على الأراضي الليبية، مضيفا أن التدخل الأجنبى بدا واضحا للعالم.
واعترف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا غسان سلامة بتسلل مقاتلين أجانب إلى الأراضى الليبية، مشيرا إلى أن وصول المرتزقة إلى ليبيا أمر خطير ويمكن أن يؤدى لتصعيد خطير فى البلاد، مشددا على أن العمليات العسكرية فى طرابلس أوقفت أى عملية سياسية لحل الأزمة.
وقال المبعوث الأممى لدى ليبيا غسان سلامة إن قصف المطارات بمثابة "الكارثة"، مطالبا مجلس الأمن الدولى بإدانة أى قصف يهدد حياة المدنيين، مشيرا إلى أن العنف فى ليبيا يتفاقم بسبب تواصل إمداد أطراف النزاع بالسلاح، وأن قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا لم يكن فعالا.
وأشار سلامة إلى أن الاشتباكات الدائرة فى ضواحى طرابلس منذ الرابع من أبريل الماضى أسفرت عن مقتل أكثر من 100 مدنى وإصابة ما يزيد عن 300 بجروح، إضافة إلى نزوح 120 ألف مدنى.
وأشار سلامة إلى أن البعثة تتلقى باستمرار تقارير تفيد بالاحتجاز التعسفى للمهاجرين واللاجئين لفترات غير محددة حيث يتعرضون للابتزاز والضرب والاتجار فى ظروف احتجاز غير إنسانية بما فى ذلك الاكتظاظ الشديد ونقص الغذاء والماء.
ودعا سلامة إلى تمويل عاجل لخطة الاستجابة الإنسانية لتتمكن البعثة الأممية فى ليبيا من مواصلة الاستجابة لاحتياجات الفئات الأكثر ضعفاً في ليبيا بما فى ذلك المهاجرون.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع