قصة الحمامة التى تصاحب الأنبا يؤانس أسقف أسيوط من مغارة درنكة حتى أسفل الجبل.. مؤيدون: من نذور الدير والأسقف لا يقصد استعراض البركة.. ومعارضون: أفعال تفقد الكنيسة تعليمها اللاهوتى

قصة الحمامة التى تصاحب الأنبا يؤانس أسقف أسيوط من مغارة درنكة حتى أسفل الجبل.. مؤيدون: من نذور الدير والأسقف لا يقصد استعراض البركة.. ومعارضون: أفعال تفقد الكنيسة تعليمها اللاهوتى
قصة الحمامة التى تصاحب الأنبا يؤانس أسقف أسيوط من مغارة درنكة حتى أسفل الجبل.. مؤيدون: من نذور الدير والأسقف لا يقصد استعراض البركة.. ومعارضون: أفعال تفقد الكنيسة تعليمها اللاهوتى

مع شمس الغروب وفى تمام الخامسة مساءً طوال أيام صوم العذراء، يخرج الأنبا يؤانس أسقف أسيوط ورئيس دير العذراء بدرنكة، من مغارة العائلة المقدسة بقلب الجبل ليترأس قطارًا من الكهنة والرهبان والشمامسة، ينزلون عن الجبل رويدًا وسط أصوات التراتيل والأناجيل، تحفهم أصوات شعب الكنيسة الذين يهللون ويصفقون احتفالا بصوم السيدة العذراء مريم.

الأسقف الذى حل بديلاً عن الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل، اعتاد أن يطير حمامًا فى موكبه، بل يقف الحمام على كتفه ورأسه فى أحيان كثيرة، إذ تحمل السيدة العذراء لقب الحمامة الحسنة والجليلة وهو أحد أسمائها فى الإنجيل.

صورة الحمامة على رأس الأسقف وكتفه، أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى طوال الأيام الماضية، وسط من يرى أن السيدة العذراء تظهر فى ديرها المقدس فى صورة الحمامة، بينما رأى البعض الأخر أن ما يفعله الأسقف يبعد شعب الكنيسة عن التعليم اللاهوتى الصحيح.

الجدل تواصل مع انتشار فيديو لأحد الشمامسة الذين يخدمون بجوار الأنبا يؤانس وهو يضع الحمامة على كتف الأسقف بعد أن سقطت أرضًا، بينما قال بعض من رواد الدير أن الحمام الذى يطير فى موكب الأسقف من ضمن النذور التى يقدمها الزوار لدير العذراء بدرنكة سنويًا، إذ تقدم الذبائح والخراف والطيور طوال أيام الصوم ثم تذبح ليلة العيد حيث لا يسمح بأكل اللحوم والطيور فى أيام الصوم.

أحد الشمامسة الذين يخدمون فى هذا الموكب، قال على صفحته على "فيس بوك" إن وقوف الحمامة على رأس الأنبا يؤانس فى هذا الموكب ليس ظهورًا للسيدة العذراء ولكنها دليلاً على البركة وتساءل كيف تقف الحمامة على رأسه وهو يتحرك من المغارة إلى أسقف الجبل دون أن تطير أو تسقط وسط الزحام والأعداد الكبيرة من الزوار، وكيف احتملت الحمامة فلاشات الكاميرا والتصوير طوال سير الأسقف بالموكب ولم تخاف أو تطير مؤكدًا أن الحمامة تفعل ذلك لتبارك الناس وتعزيهم فى هذا المكان المقدس.

أما كريم كمال رئيس اتحاد أقباط من أجل الوطن، فقال: من يريد أن يعتبر ذلك قداسة وأنها رمز للسيدة العذراء مريم فهذا جائز ومن يريد أن يعتبر ذلك صدفة فهذا أيضًا جائز لأن من حق كل إنسان أن يؤمن بما يراه مناسبًا لمعتقداته الدينية والاجتماعية ولكن فى نفس الوقت ليس هناك سببًا للهجوم على نيافته واعتبار ذلك نوعًا من الشو لأن نيافته لم يثبت الحمامة على عماته ولكن الحمامة جاءت طائرة أمام الناس ثم استقرت على عماته السوداء وهو أمر مستحيل أن يتم بتوجيه أحد، مضيفًا: هناك اتجاهًا ممنهجًا يقوده البعض لكسر هيبة الأساقفة بين الشعب وتشكيك الناس بكل أمر يتم حتى لو كان بمحض الصدفة.

فى المقابل أكد القمص يوحنا نصيف كاهن الكنيسة القبطية بشيكاغو أن الكنيسة ليست لها أى علاقة بموضوع ظهور السيدة العذراء على هيئة حمامة، وليس فى عقيدتها ما يؤكد أو ينفى ذلك، موضحًا أن كل ما فى الأمر أن السيدة العذراء تلقب بالحمامة الحسنة لوداعتها وطهارتها وبساطتها.

وأضاف: "فى ظهور السيدة العذراء فى الزيتون عام 1968، صاحب الظهور طيران حمام نورانى بحجم كبير، وليس فى حجم الحمام العادى، وكان يظهر ويختفى بعد أن يطير بسرعة كبيرة، كما قال شهود العيان، وهو ما اعتبره كثيرون ظهورًا لأرواح قديسين مصاحبين للسيدة العذراء".

وانتقد الباحث اللاهوتى كيرلس بشرى الحاصل على ماجستير اللاهوت الأرثوذكسى من جامعة فيينا، ما فعله الشماس حين وضع الحمامة على كتف الأسقف أثناء سيره بموكب العذراء وقال: "هل هذا هو التعليم اللاهوتى الذى يقدمه الشمامسة للكنيسة؟".

وأضاف: على الشماس أن يعى دوره ووعيه ويقدم نفسه نموذجًا فى خدمته، مستكملاً: "الوعظ فقد دوره اللاهوتى وأصبح دوره مجرد فلكلورى شعبي، قصص ومعجزات، وتخيلات وهمية، وقصص سياسية، تعظيم شخصى وذاتي".

وتابع: فقدان كل ذلك إلى صناعة شعب يبحث عن معجزة ليثبت بها إيمانه، متسائلا: هل لو غابت المعجزة يفقد الشعب إيمانه؟ وأجاب: مثل تلك الأفعال تخرج أجيالاً بمسيحية هشة لا تعرف عمق التعليم الكنسى والليتوروجيا.

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع