لحية الرجل والنمل والطعام المتعفن مصادر لا تتوقعها لاستخراج المضادات.. علماء يحيون فكرة استخدام النحاس لعلاج الجروح بعد 5 آلاف سنة من استعمال الفراعنة لها.. ومقاومة المضادات تنذر بوفاة الملايين بحلول 2050

كتب بيتر إبراهيم

كشف الدكتور آدم روبرتس المحاضر الأقدم فى العلاج الكيميائى والمقاوم لمضادات الميكروبات فى مدرسة ليفربول للطب المدارى، أن لحى الرجال يمكن أن تؤوى مضادات حيوية فى المستقبل، حيث وجد أن بعض البكتيريا التى نمت من عيّنات اللحية يمكن أن تقتل شكلا من أشكال بكتيريا "E.coli" المقاومة للأدوية.

 

لحية الرجال

لحية الرجال

 

ووفقاً لموقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، كان الجنود المصريون القدماء يضعون فى أماكن إصاباتهم قطع من النحاس، لمنع الجروح من الإصابة بالعدوى وتسريع الشفاء، وذلك على الرغم من أنهم لم يفهموا تمامًا كيف كان يعمل فى هذا الوقت.

 

فعالية النحاس فى مقاومة البكتريا

والآن بعد 5 آلاف سنة قام الباحثون بإعادة إحياء هذه الفكرة كطريقة لعلاج العدوى ومواجهة الارتفاع المدمر للمقاومة البكتيرية التى تجعل الكثير من المضادات الحيوية غير مجدية.

 

وقد أظهرت الأبحاث أن النحاس له تأثير مضاد للجراثيم قوى، وإيقاف إنتاج الطاقة فى البكتيريا وإتلاف الحمض النووى، ولا يقتصر الأمر على قتل البكتيريا، بل إن تلف الحمض النووى يعنى أيضًا أن البكتيريا لا يمكنها مقاومة النحاس.

 

وجدير بالذكر أن هناك نحو 25 ألف شخص فى جميع أنحاء أوروبا يموتون كل عام بسبب الالتهابات البكتيرية، مثل الالتهاب الرئوى أو الإنتان "تسمم الدم"، والتى لم تعد تستجيب للمضادات الحيوية.

 

مقاومة المضادات الحيوية
مقاومة المضادات الحيوية

 

ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى حد كبير حيث يشير أحد التوقعات إلى أن مقاومة مضادات الميكروبات يمكن أن تؤدى إلى وفاة ما يصل إلى عشرة ملايين شخص سنوياً فى جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050.

 

وحذرت رئيسة الشئون الطبية فى إنجلترا "دالى سالى ديفيز" من أننا نواجه "نهاية ما بعد المضاد الحيوى"، لافتة إلى أنه من المتوقع أن يصبح شيئا بسيطا مثل التهاب المسالك البولية غير قابل للعلاج ، فى حين أن الإجراءات الروتينية مثل العمليات ستكون مميتة بسبب خطر الإصابة غير القابلة للشفاء.
 

أدوية جديدة من العفن وبقايا الدهون

من المستحيل تجنب العدوى تماما فى عالم يعج بالبكتيريا، ومن المعروف أن معظم المضادات الحيوية التى لدينا اليوم جاءت فى الأصل من بكتيريا وفطريات أخرى المثال الأكثر شهرة هو البنسلين، الذى يصنع بنوع من العفن.

 

ادوية مستخرجة من التربة والعفن
ادوية مستخرجة من التربة والعفن

 

وقال الدكتور "روبرتس": "كثير من العلماء يبحثون عن أدوية جديدة تستخدم البكتيريا من جميع أنواع البيئات وميكروبات غريبة وغير عادية يمكن أن تنتج مضادات حيوية جديدة: قاع البحر، الطعام المتعفن فى ثلاجتك، أو التربة فى حديقتك الخلفية".

 

مضادات حيوية من النمل البرازيلى

ومن المصادر المحتملة الأخرى للمضادات الحيوية الجديدة البكتيريا الموجودة فى النمل البرازيلى، والتى تحمى عادةً الحشرات من العدوى التى هى فى مأمن من البكتيريا الضارة التى تعيش فى أفواهها وتسبب تسمماً دمويًا مميتًا فى فرائسها.

 

من المعروف أن العديد من البكتيريا فى البيئة يصعب عليها النمو والدراسة فى المختبر، ما يجعل من الصعب تنقية ما يكفى من المضادات الحيوية للاختبار، لكن التقنيات الجديدة تساعد.

 

 

مضادات حيوية نسيها العلم

بالإضافة إلى اكتشاف مضادات حيوية جديدة، يعيد الباحثون اكتشاف المضادات الحيوية القديمة.

 

وقد عاد الدكتور "أليكس أونيل"، وهو قائد مجموعة فى مركز أبحاث مضادات الميكروبات فى جامعة ليدز، من خلال المحفوظات العلمية بحثًا عن المضادات الحيوية القديمة التى لم يتم بيعها أو استخدامها على نطاق واسع ونسيت حتى الآن.

 

المضادات الحيوية
المضادات الحيوية

 

ووجد أن هناك نحو 3000 مضاد حيوى تم اكتشافه فى "العصر الذهبى" حول الأربعينيات، لكن معظمها ترك على الرف فقط، كما يقول.

 

وأشار إلى أن أول مادة كيميائية "قديمة" تحت المجهر هى جاماactinorhodin ، وهى مادة كيميائية تنتجها بكتيريا Streptomyces.  وقد تم تهميشها لصالح أدوية واعدة، لكن مع العمل فى مجلس البحوث الطبية، استخدم الدكتور أونيل تقنيات جديدة لإظهار أنها قوية بما يكفى لقتل حتى أكثر الجراثيم الخارقة المقاومة للعقاقير.

 

 

فكرة أخرى تأتى من الدكتور "أندرو ترومان" فى مركز جون إينيس فى نورويتش، الذى كان يركز علىbicyclomycin ، وهو مضاد حيوى ضعيف استخدم لفترة وجيزة لعلاج الإسهال فى الستينيات، على الرغم من كونه غير فعال نسبياً، فإن أحدث الأبحاث تشير إلى أن bicyclomycin يصبح قاتلاً قوياً للبكتيريا بالاشتراك مع المضادات الحيوية الأخرى الشائعة الاستخدام.

 

استخدام الفيروسات لقتل البكتيريا

واحدة من أكثر الأساليب المثيرة للاهتمام لمعالجة الجراثيم الخارقة هو علاجها بالفيروسات المعروفة باسم الفيروسات التى لديها القدرة على الدخول إلى البكتيريا.

 

 

اكتشفت أول مرة فى أوائل القرن العشرين من قبل العالم الإنجليزى فريدريك تورت، أصبح علاج البكتيريا ذو شعبية متزايدة فى فرنسا وأوروبا الشرقية وروسيا.

 

 

وتعمل البروفيسور "مارثا كلوكى"، وهى خبيرة فى الأمراض المعدية فى جامعة ليستر، على تطوير طرق لتوصيل الفيروسات إلى القناة الهضمية لعلاج الالتهابات التى تسبب الإسهال الشديد مثل C.difficile.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع