"اليوم السابع" يكشف أسرار جريمة قتل سودانية فى الصاغة بسبب 200 جرام ذهب.. "الصايغ" ذبح التاجرة بسرداب سرى أمام ابنه طالب الحقوق.. كاميرات المراقبة تكشف خط سير المجنى عليها.. وأصحاب المحلات: الحادث أساء للشارع

كتب بهجت أبو ضيف - كريم صبحى

رأس آدمية لسيدة مجهولة، وأشلاء صغيرة من الجسد، تم العثور عليها وسط مخلفات بصندوق قمامة ببولاق الدكرور، مثلت لغزا كبيرا أمام ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة، خاصة أنه لم يتم العثور على أى شواهد تقود لهوية المجنى عليها أو مرتكب الجريمة، لا كاميرات مراقبة رصدت الجانى أثناء تخلصه من الأشلاء، ولا شهود عيان يمتلكون معلومات تساعد فريق البحث الجنائى.

 

أصبح رجال المباحث أمام تحد صعب، إما النجاح فى كشف غموض الجريمة، مثلما نجحوا سابقا فى إزالة الغموض عن جريمة مشابهة شهدتها ذات المنطقة، منذ عامين، عندما تم العثور على أشلاء جثة لسيدة، ونجح رجال المباحث حينها فى التوصل لهويتها، والقبض على شقيقها الذى تبين أنه وراء قتلها، أو تقييد القضية ضد مجهول، لتلقى نفس مصير الأشلاء الآدمية التى تم العثور عليها بالوراق، وما زالت القضية تواجه غموضا حتى الآن.

موظف استقبال الفندق يتحدث لمحرر اليوم السابع

موظف استقبال الفندق يتحدث لمحرر اليوم السابع

 

فحص بلاغات التغيب 

بدأ فريق البحث الجنائى الذى يتولى رئاسته اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، واللواء محمد عبدالتواب، مدير المباحث الجنائية، بمشاركة ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، فى فحص بلاغات التغيب التى حررت فى الآونة الأخيرة بأقسام الشرطة بالجيزة، وتوزيع نشرة بمواصفات المجنى عليها، سيدة خمسينية، ذات بشرة سمراء وشعر مجعد، إلا أن الفحص لم يسفر عن نتيجة تساعد فريق البحث فى تحديد هوية الضحية.

 

ساعات معدودة، وتلقى رجال المباحث بلاغا يفيد العثور على أشلاء آدمية بمنطقة المنيب بالجيزة، عبارة عن جزء من الساق، لتشير التحريات إلى أنها تابعة للأشلاء المعثور عليها ببولاق الدكرور، فتأكد رجال المباحث حينها أن القاتل يوزع أشلاء الجثة بعدة مناطق لإخفاء معالم الجريمة.

 

 

موظف استقبال الفندق يتحدث عن القتيلة

موظف استقبال الفندق يتحدث عن القتيلة

التنسيق مع مديرية أمن القاهرة 

بدأت مديرية أمن الجيزة التنسيق مع مديرية أمن القاهرة، وقطاع مصلحة الأمن العام، حتى اكتشف رجال المباحث أن بلاغ تغيب تم تحريره بمديرية أمن القاهرة، خاصا باختفاء سيدة تحمل جنسية دولة أفريقية، تعمل تاجرة، وأن أوصافها متطابقة مع أوصاف الجثة المعثور عليها ببولاق الدكرور.

 

العقيد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، والرائد محمد الجوهرى، رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، فحصا علاقات التاجرة المختفية، حتى توصلا إلى أنها اعتادت زيارة مصر والإقامة بفندق بميدان العتبة، بالمنطقة التجارية، حيث محلات بيع الأجهزة الكهربائية، وكشفت التحريات أنها تتعامل مع صاحب محل مصوغات ذهبية بشارع الصاغة، حيث إنها تحضر كمية من الذهب لبيعها بمصر كل زيارة.


أول خيط يقود لكشف الجريمة 

بدأ رجال المباحث فى الوصول لأول خيط يساهم فى كشف غموض الجريمة، حيث اكتشف الرائد طارق مدحت، معاون مباحث بولاق الدكرور، والنقيبان أيمن سكورى وأحمد مندور، أن المحل الذى اعتادت التاجرة الأفريقية التعامل معه كان مغلقا يوم اختفائها بسبب عيد القيامة واحتفالات شم النسيم، وأنها دخلت محلا آخر بالشارع خاصا بشخص يدعى «أمين الصايغ»، وأن الشبهات تدور حول تورطه فى ارتكاب الجريمة.

 

عقب الحصول على إذن من النيابة داهم رجال المباحث المحل، وبدأوا فى البحث عن أدلة لكشف الجريمة، حتى اكتشفوا وجود سرداب سرى خلف خزينة المحل، يقود لغرفة كبيرة، وبالدخول لها تم العثور على بقعة كبيرة من الدماء، فتأكد حينها رجال المباحث أن صاحب المحل وراء ارتكاب الجريمة وتم القبض عليه.

وكشفت كاميرات المراقبة فى المكان توجه الضحية لمحل الصايغ ثم اختفاءها بداخله.

 

 

مدخل الفندق الذى كانت تقيم به القتيلة

مدخل الفندق الذى كانت تقيم به القتيلة

اعترافات المتهم 

وبمواجهة المتهم أمام العميد عبدالوهاب شعرواى، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، اعترف بقتل الضحية، وذكر أنه أثناء وجوده بالمحل الخاص به، حضرت إليه الضحية وذكرت له أن بحوزتها 200 جرام ذهب ترغب فى بيعها له. 

 

وأضاف أن القتيلة أخبرته أنها تعمل فى تجارة الذهب، حيث تحضر كميات من بلدها لبيعها بالقاهرة، وأنها كانت تتعامل مع صاحب محل مجوهرات بمنطقة الصاغة، إلا أنها فوجئت أن المحل مغلق بسبب احتفالات عيد القيامة وشم النسيم، وأن صاحب المحل لن يعود لممارسة عمله قبل أسبوع، وهو ما لا يتناسب معها بسبب موعد رحلة عودتها إلى دولتها، مما دفعها للحضور للمتهم لبيع المصوغات الذهبية له.

 

وأشار المتهم إلى أنه علم من الضحية أنها تقيم بفندق بمنطقة العتبة بمفردها، وأنه لا يوجد أى شخص يعلم أنها تنوى الحضور لمحله فقرر قتلها، حيث أغلق باب المحل الخاص به وأطفأ الأنوار الخارجية، ثم أحضر سكينا كبيرة يحتفظ بها بالمحل، وغافلها ثم ذبحها من الخلف.

 

وأكد المتهم أنه ارتكب الجريمة أمام ابنه «م» طالب بكلية الحقوق، وعامل بالمحل يدعى «أحمد.م»، حيث هددهما بالقتل إذا فضحا أمره، ثم طلب من ابنه الجلوس أمام المحل لعدم السماح لأى شخص بالدخول، وأرسل العامل لشراء أكياس بلاستيك وأدوات نظافة، ثم نقل الجثة للغرفة السرية، وبدأ فى تقطيعها، ووضعها داخل 10 أكياس، ثم استقل سيارة ملاكى قاداها ابنه وتخلص من أشلاء الجثة بعدة مناطق بالقاهرة والجيزة.

 

محل المتهم مغلق

محل المتهم مغلق

شارع الصاغة الذى شهد الجريمة 

انتقلت «اليوم السابع» إلى شارع الصاغة الذى شهد أحداث الجريمة، حالة من الذهول تسود بين تجار الذهب وأصحاب المحلات، أحاديث جانبية عن «أمين الصايغ» وجريمته التى أثارت ذعر الجميع لبشاعتها، الكل مستاء من الحادث، ويؤكدون أنه أساء لسمعة شارع الصاغة، الذى يعد أشهر مناطق تجارة الذهب بمصر. محل «أمين الصايغ» الذى شهد الجريمة مغلق بالشمع الأحمر، يقع فى ممر صغير يؤدى إلى محلات أخرى، تصل إلى موقعه بصعوبة، وبسؤال أحد تجار الذهب أكد أن «أمين الصايغ» يعمل فى شارع الصاغة منذ سنوات، ولم يصدر عنه أى مشكلة، ولكن الطمع جعله يقدم على تلك الجريمة، مشيرا إلى أنه ضيع مستقبله ومستقبل ابنه بسبب طمعه فى الاستيلاء على ذهب المجنى عليها، مؤكدا أن تلك الجريمة أثرت على سمعة تجار الذهب فى المنطقة.

 

 

وأضاف أن تلك الجريمة تعد هى الأولى من نوعها فى شارع الصاغة المعروف عنه على مستوى مصر، رواج تجارة بيع وشراء الذهب.

 

 

وقال صاحب محل ذهب مجاور لمحل المتهم، أن «أمين الصايغ» استغل غلق معظم محلات الصاغة فى الشارع بسبب تزامن يوم ارتكاب الحادث مع أعياد القيامة وشم النسيم، وهدوء حركة البيع والشراء، وارتكب الجريمة، حيث أكد أنه لا يوجد أى مبرر يدفع المتهم لارتكاب الجريمة، بتلك البشاعة من ذبح الضحية وتقطيع جثتها. وأضاف صاحب المحل، أن الشارع مؤمن بشكل كبير من جانب مديرية أمن القاهرة، من خلال قوة أمنية ثابتة بالشارع لتأمينه، بالإضافة إلى أفراد الأمن الخاص الذين يتولون تأمين المحلات، واستخدام كاميرات المراقبة فى تأمين كافة المحلات. عقب الانتهاء من الحديث مع أصحاب المحلات بشارع الصاغة، حيث موقع الجريمة، انتقلت «اليوم السابع» إلى فندق أبوسمبل الذى كانت تقيم به الضحية قبل مقتلها، حيث ذكر موظف الاستقبال بالفندق الكائن بميدان العتبة، أن الفندق يقيم به نسبة كبيرة من المواطنين السودانيين وخاصة التجار، نظرا لكونه بميدان العتبة وقربه من شارع عبدالعزيز، حيث يحضرون لشراء الأجهزة الكهربائية تمهيدا لتصديرها للسودان.

 

وأضاف أن المجنى عليها اعتادت منذ سنوات الإقامة بالفندق خلال زيارتها لمصر، حيث إنها تعمل تاجرة فى عدد من المحلات، أن تحضر كميات من الذهب من السودان لبيعها بمصر، ثم تشترى أجهزة كهربائية وتصدرها للسودان، مؤكدا أنها يوم وصولها من السودان للقاهرة، حضرت إلى الفندق وحجزت غرفة، ثم صعدت إليها وبحوزتها حقيبة واحدة، وعقب ذلك غادرت الفندق بعد مرور ساعة واحدة على وصولها للفندق، إلا أنها اختفت عقب ذلك.

 

أشلاء الجثة

أشلاء الجثة

 

الفندق الذى أقامت به المجنى عليها

الفندق الذى أقامت به المجنى عليها

 

الفندق الذى كانت تقيم به الضحية

الفندق الذى كانت تقيم به الضحية

 

المتهم

المتهم

 

شارع الصاغة الذى شهد الجريمة

شارع الصاغة الذى شهد الجريمة

 

صاحب محل نظارات تم التحقيق معه فى الحادث

صاحب محل نظارات تم التحقيق معه فى الحادث

 

 

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع