صور.. أردوغان يقفز من ظهر البشير إلى العمق الإفريقى.. سودانيون يطالبون الرئيس التركى بالاعتذار عن "الاستعمار العثمانى" لبلادهم.. ومحلل سياسى سودانى: تلويح رجب طيب بعلامة رابعة من الخرطوم مراهقة سياسية


كتب محمد أبو النور

قفزًا من ظهر البشير إلى عمق القارة الإفريقية، بدأ الرئيس التركى رجب طيب أردوغان صباح الأحد جولة أفريقية تستمر أربعة أيام استهلها بالسودان، وتشمل أيضا تشاد وتونس، ويتصدر تعزيز التعاون الاقتصادى والسياسى جدول أعمالها، وفى الخرطوم أقام الرئيس عمر البشير مراسم استقبال رسمية لنظيره التركى، وأحاطه بحفاوة كبيرة فى الوقت الذى طالبت فيه الأوساط السياسية باعتذار أردوغان عما فعله الاستعمار العثمانى فى البلاد.

 

اعتذار واجب

فقد دعا الرئيس عمر البشير نظيره أردوغان إلى زيارة مدينة سواكن الأثرية للوقوف على الآثار العثمانية، لكن فى الوقت نفسه طالب السودانيون أردوغان بالاعتذار عما وصفوه بـ"الاستعمار العثمانى"، الذى احتل بلادهم لنحو أربعة قرون.

أردوغان والبشير فى المؤتمر الصحفى
أردوغان والبشير فى المؤتمر الصحفى

 

وكتب عدد من المدونين السودانيين عبر مواقع التواصل عبارات منددة بزيارة رجب طيب أردوغان إلى السودان، مشيرين إلى تورطه فى دعم الجماعات الإرهابية بالإقليم وتسهيله إدخال وإخراج العناصر الجهادية المتطرفة من وإلى سوريا والعراق عبر المناطق الحدودية التى تشرف عليها السلطات التركية.

 

وقالت مصادر سودانية، تحدثت مع "اليوم السابع" مساء الأحد بعد أن طلبت عدم الإفصاح عن هويتها خشية من ملاحقة أجهزة النظام السودانى، إن الزيارة التى يقوم بها أردوغان مرفوضة من أغلب قطاعات المجتمع، لاسيما أنه يستغل السودان كمنصة للانطلاق نحو مشروع عثمانى جديد فى قلب القارة الأفريقية، ومن غير المسموح شعبيا أن يكون السودان مطية لتحقيق أحلام أردوغان الإمبراطورية.

 

مراهقة سياسية

من جانبه قال الصحفى والمحلل السياسى السودانى الأحمدى فرح: "التلويح بعلامة رابعة من أردوغان مراهقة سياسية وخصم على رصيد زيارته الناجحة للسودان، وبحسابات السياسة هو تدخل سياسى فى شئون دولة أخرى من أرض دولة غير دولته فى موقف لا يراعى اللياقة الدبلوماسية البتة".

الصحفى السودانى الأحمدى فرح
الصحفى السودانى الأحمدى فرح

 

وأضاف "فرح"، فى تدوينة له من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "إن أردوغان لم يكن ليفعل ذلك فى أى مكان آخر ما يثير الحنق والغضب، معتقدا أن الشعب السودانى وحكومته اللذين رحبا بك يا أردوغان وأكرما ضيافتك أدرى بمواقفهما السياسية التى عليهما اتخاذها، ولم يكن من الجيد التلويح بهذه العلامة ففى هذا انتقاص من حق مضيفيك عليك يا أردوغان".

 

هذا إلى جانب عدد من الصحفيين والمحللين الذين رأوا فى سلوك أردوغان بالسودان نكاية صريحة فى الموقف المصرى، خاصة أن أردوغان يمارس نوعا عدائيا من السلوك تجاه مصر فى السنوات الأخيرة بعد الإطاحة بنظام الإخوان من الحكم فى 3 يوليو 2013.

 

حول الزيارة

من جانبه اعتبر رئيس السودان عمر البشير زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان صحبة وفد وزارى للسودان، تاريخية، تعكس اهتمام أردوغان ببناء علاقات مميزة بين البلدين. وأكد البشير أن هذه الزيارة هى قفزة كبيرة فى العلاقات بين البلدين، وهى بداية لعلاقات قوية.

أردوغان يشير بعلامة رابعة
أردوغان يشير بعلامة رابعة

 

أما أردوغان فقد ثمن العلاقات مع السودان، مؤكدا أن أنقرة عارضت العقوبات التى فرضت على السودان لأنها أضرت كثيرا به، وفق ما تناقلته وكالات الأنباء.

 

وأضاف أردوغان، فى مؤتمر صحفى عقده مع نظيره البشير: "تركيا تسعى لرفع حجم التبادل التجارى مع السودان إلى مليار دولار، وقد تم توقيع 12 اتفاقية فى مختلف المجالات مع السودان، كما تم الاتفاق على تأسيس مجلس تعاون استراتيجى لخدمة البلدين".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع