ترامب تحت الحصار وشرعيته فى مهب الريح.. مستشارو الرئيس الأمريكى يطالبونه بالرد بقوة على "مولر" وخفض تمويل تحقيقه الفيدرالى.. وكاتب أمريكى يحذر: كشف تطورات التدخل الروسى قد تجعل بوتين أكثر خطورة


كتبت ريم عبد الحميد

وجد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نفسه محاصرا فى أزمة سياسية كانت خيوطها تتعقد طوال الأشهر الماضية مع إعلان المدعى الخاص روبرت مولر المسئول عن التحقيق الفيدرالى الذى يجرى بشأن حقيقة التدخل الروسى واحتمال تواطؤ حملة ترامب مع موسكو، عن توجيه اتهامات لثلاثة من مسئولى حملة الرئيس السابقين، على رأسهم بول مانافورت مدير حملته السابق. ومع هذا الحصار أصبح هناك تساؤلات عن الكيفية التى سيرد بها ترامب على الأزمة السياسية الأخطر له فى عامه الأول بالبيت الأبيض.

51434d294f.jpg

المحقق الخاص روبرت مولر

 

تقول صحيفة "واشنطن بوست" إن الدائرة السياسية المحيطة بالرئيس ترامب دخلت فى نقاش حول كيفية مواجهة روبرت مولر بقوة، وانقسم بعض مستشارى الرئيس والموالين له عقب توجيه اتهامات لثلاثة من مسئولى حملة ترامب. وبرغم الإحباط المتنامى من التحقيق الفيدرالى الذى طالما رفضه ترامب، إلا أنه كان يتعاون مع مولر، وقد رفض مؤخرا مهاجمته مباشرة مثلما حثه محاموه داخل وخارج البيت الأبيض.

 

 إلا أن بعض حلفاء ترامب البارزين، ومنهم المخطط الاستراتيجى السابق بالبيت الأبيض ستيف بانون، قالوا إنهم يعتقدون أن موقف الرئيس خجول جدا، وبما أنهم يرون التحقيق تهديدا سياسيا، يطالبون بنهج أكثر قتالية أزاء مولر يمكن أن يقوض مصداقيته ويضعف فعالية تحقيقه بخفض تمويله.

 

إلا أن بانون وآخرين لا ينصحون ترامب بإقالة مولر وهى خطوة متهورة يعارضها محاميو ومستشارو الرئيس الأمريكى ويصرون على أنهم ليست فى الاعتبار.

 

 وتقول "واشنطن بوست" إن بانون تحدث فى الأيام الأخيرة مع ترامب عبر الهاتف لينقل له مخاوفه بشأن موقف الأخير ويقدم المشورة بتحول فى الاستراتيجية، حسبما أفاد ثلاثة أشخص مطلعون على القضية. لكن الرئيس حتى الآن لم يقبل بنصيحة بانون.

 

من جانبها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الاتهامات التى وجهها روبرت مولر لجورج بابادوبولس، مستشار السياسة الخارجية لحملة ترامب، إلى جانب التقارير الصحفية وبيانات بعض المسئولين الأمريكيين السابقين والحاليين تشير إلى أن أنصار حملة ترامب شاركوا فى جهود متعددة طوال ربيع وصيف 2016 للحصول على معلومات مشوهه لمنافسته فى الانتخابات هيلارى كلينتون، بما فى ذلك رسائل البريد الإلكترونى التى زعم قراصنة روس أنهم حصلوا عليها.

e8ee91a540.jpg

الأزمات تلاحق ترامب بعد 9 أشهر من رئاسته

أشار المسئولون إلى أن اثنين آخرين من حلفاء أو مساعدى ترامب كانوا مشاركين فى جهود مماثلة فى نفس الوقت تقريبا. وكانت الصحف الأمريكية قد كشفت أيضا عن أن نجل ترامب الأكبر دونالد ترامب جونيور قد التقى بمحامية روسية على صلة بالكرملين قيل له إن لديها معلومات مضرة بالمرشحة الديمقراطية.

 

وفى مقال له بصحيفة واشنطن بوست أيضا، حذر الكاتب الأمريكى البارز ديفيد أجناتيوس من أن الكشف عن حقيقية تدخلات روسيا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضى ودخول التحقيقات التى تجرى فى هذه القضية لمرحلة جديدة مهمة.

 

وأشار أجناتيوس إلى أن مستشار السياسة الخارجية السابق لحملة ترامب جورج بابادوبولوس اعترف أنه كذب على الإف بى أى بشأن اتصالاته مع أشخاص على صلة بموسكو وعد بتقديم معلومات مشينة عن هيلارى كلينتون. وكذلك، فإن مدير حملة ترامب السابق بول مانافورت تم اتهامه بغسيل 18 مليون دولار فى أموال حصل عليها من أصدقاء روسيا فى أوكرانيا.

f3e43a8069.jpg

ترامب وبوتين 

ويقول أجناتيوس أن قضية التدخل الروسى أصبحت تجذب انتباه العالم، ومن المتوقع أن يهيمن النقاش حولها على السياسة الأمريكية لعام قادم، وفى أوروبا هناك رد فعل مشابه. لكن الرئيس الروسى الذى تخيل من قبل أن ترامب سيكون الجسر الذى تخرج به روسيا من العزلة، لم يعد لديه هذا التصور.

 

ويشير أجناتيوس إلى أن بوتين أدلى بتصريحات الأسبوع الماضى أقلقته، حيث قال قبيل اجتماع لمجلس الأمن فى بلاده إنه كان يناقش سياسات الحرب الإلكترونية للأخذ فى الاعتبار أن مستوى التهديد فى مجال المعلومات فى ارتفاع. واقترح اتخاذ إجراءات إضافية لحماية روسيا. ورأى أجناتيوس أن هذ محاولة من بوتين للتأكيد على محاولة روسيا لتشكيل مجال المعلومات بأى وسيلة يراها ضرورية.

 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع