12 شهرًا عجاف عاشتها وزارة الداخلية.. "الإخوان" فككت "الأمن الوطنى" ونقلت 557 ضابطا وأطاحت بالكفاءات.. "عبد الغفار" أعاد الهيبة للشرطة.. و13 ضربة استباقية لتدمير معسكرات الإرهاب والبؤر الإجرامية وتجار الكيف


كتب محمود عبد الراضى

مرت وزارة الداخلية بمرحلة عصيبة أثناء حكم جماعة الإخوان لمصر، حرصت خلالها الجماعة على السيطرة على جهاز الشرطة، وتفكيك الجهاز المعلوماتى الأول بالوزارة "الأمن الوطنى"، محاولين تصفية الحسابات بينهم وبعض قيادات الجهاز ممن أطلقوا عليهم "زوار الفجر".

 

وفى محاولات سيطرة للإطاحة بالجهاز الأمنى، صدرت التكليفات من مكتب الإرشاد للمهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد وقتها، بتفكيك جهاز الأمن الوطنى، وبدأت أولى هذه الخطوات بنقل الكفاءات والقيادات الأمنية خاصة ممن لهم دراية بالتعامل مع ملفات الإرهاب لقطاعات أقل أهمية بالوزارة منها "الأحوال المدنية، والنقل والمواصلات، وغيرها من القطاعات والإدارات الشرطية"، حتى تردد وقتها أنه تم نقل 557 من القيادات والضباط خلال عام واحد.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما حرصت هذه الجماعة الإرهابية بمكتب إرشادها، وقف عمليات تحديث وتطوير جهاز الشرطة ومنع تطوير الأسلحة وعمليات التدريب، ومحاولتهم السيطرة على كافة مفاصل الوزارة.

 

وما أن هب الملايين فى وجه الإخوان فى 30 يونيو وأطاحوا بـ"مرسى" ومكتب إرشاده، حتى بدأت وزارة الداخلية تتعافى تدريجياً، فى ظل ظروف قاسية مر بها الوطن، من خلال عمليات إرهابية أطلت برأسها على المجتمع، وصفت بأنها الأقوى من إرهاب تسعينات القرن الماضى.

 

وسرعان ما استيقظت الأجهزة الأمنية، وتم إعادة تطوير جهاز الأمن الوطنى، وإسناد الأمر لأصحاب الكفاءات، من خلال عدة حركة تنقلات أجرتها الوزارة على مدار السنوات الماضية، بإشراف اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية الذى وصفه البعض بأنه الرجل "الهادئ" و"المتزن"، الذى يعمل فى صمت، فلم يشغل نفسه بكاميرات الفضائيات، وإنما عكف منذ أن وطأت قدمه على ترتيب أوراقه، ووضع الخطط الجديدة وتطوير عمليات التدريب بشكل جيد، والاهتمام بالتسليح وخلق أجيال ذات كفاءة عالية، تتسم بالشجاعة والقدرة على التفكير واتخاذ القرارات المصيرية، وراهن "عبد الغفار" على جيل الشباب، وكسب الراهن، فلم يخذله رجاله أبداً، حموا الأرض والعرض، واسبتسلوا أمام العناصر الإرهابية، ووضعوا أرواحهم فوق أيدهم لحماية شعب مصر العظيم.

 

وفى إطار خطة التطوير، حرص "عبد الغفار" على تحديث الأسلحة والمركبات الخاصة بالشرطة، فظهرت لأول مرة فى تاريخ وزارة الداخلية سيارات جديدة مجهزة بغرفة احتجاز متطورة تسع 6 أفراد من المشتبه فيهم، ومزودة بأحدث الوسائل والمعدات التكنولولجية ووسائل الاتصال والربط، ومدعمة بمنظومة كاميرات متطورة CCTV وANPR لرصد الحالة الأمنية وتوثيقها على الطرق، والمحاور الرئيسية، ولتحديد أرقام السيارات والتعرف على اللوحات المطلوب ضبطها، ومزودة بجهاز SCOUT-APP الذى يتعامل مع منظومة الكاميرات، وبه خاصية تحديد مواقع السيارات، والبرامج المخصصة لأعمال البحث الجنائى، والمجهزة بمنظومة لنقل البيانات من المركبة للحسابات الإلكترونية الموجودة بالأقسام التابعة لها لاسلكيًا، وربطها بغرفة عمليات قطاع مصلحة الأمن العام".

 

وحرص "عبد الغفار" على تطويع التكنولوجيا لصالح العمل الشرطى، فتم الاعتماد على التقنيات الحديثة التى ساهمت فى التصدى للجريمة بشقيها "السياسى والجنائي"، وتم تفكيك كافة البؤر الإجرامية، واقتحام أماكن فى صعيد مصر لم تدخلها الشرطة منذ 25 يناير 2011، وضرب مسارات تجار المخدرات وضبط أطنان من المواد المخدرة.

 

ووقع على عاتق الداخلية عبء مواجهة الإرهاب، فرفع "عبد الغفار" شعار "الضربات الاستباقية، ونجح خلال الأشهر القليلة الماضية فى توجيه 13 ضربة استباقية زلزلت الإرهاب وأحبطت مخططاته، حيث تم اقتحام معسكر للإرهابيين فى قنا بمنطقة أبو تشت وقتل العناصر الإرهابية المتورطة فى اغتيال الشهيد أحمد عبد الفتاح جمعة، وتم اقتحام معسكرات للإرهابيين بالصحراء الغربية غرب الجيزة وقتل 7 إرهابيين متورطون فى استهداف أتوبيس المنيا وكنيستى طنطا والإسكندرية وإحباط استهداف الأكمنة ودور العبادة بالموتوسيكلات المفخخة، فضلاً عن اقتحام معسكر للإرهابيين فى نطاق الكيلو 11 دائرة مركز شرطة الإسماعيلية ومقتل 14 إرهابيا، واقتحام معسكر لحسم الإرهابية فى إحدى المناطق الصحراوية فى الفيوم ومقتل 8 عناصر.

 

واستهدفت الشرطة معسكرًا للإرهابيين بأحد الدروب الصحراوية جنوب البلاد ومقتل قيادى إخوانى و7 آخرين، وتم مداهمة معسكر تدريبى فى منطقة ههيا بالشرقية وضبط كمية كبيرة من المتفجرات فى مزرعة بالمنطقة وضبط عدد من المتهمين باغتيال النائب العام الراحل، ومداهمة معسكر إرهابى فى منطقة جبلية جنوب أسوان وضبط عدد من المتهمين فى قضية اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، ومداهمة مزرعة تم استخدامها كمعسكر لتدريب العناصر الإرهابية فى مدق الجزار القبلى بالقرب من قرية كفر داود بالمنوفية وضبط كمية كبيرة من المتفجرات وقتل عنصرين إرهابيين من المتهمين بقتل العميد عادل رجائى، ومداهمة معسكر ومزرعة شاسعة فى الدلنجات فى البحيرة مملوكة لقيادى إخوانى وتم قتل إرهابيين اثنين، وضبط كمية كبيرة من الأسلحة ومصنع لإعداد المتفجرات.

 

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تم مداهمة معسكر إرهابى لتدريب العناصر الانتحارية فى منطقة عرب العوامر بأسيوط وقتل 7 إرهابيين، ومداهمة معسكر للإرهابيين على طريق "سفاجا - سوهاج" وقتل 8 إرهابيين، واقتحام معسكر للإرهابيين جنوب الجيزة وقتل 7 عناصر متطرفة، ومداهمة معسكر للإرهابيين بالظهير الصحراوى الغربى بطريق الخارجة ـ أسيوط ومقتل 13 إرهابيا.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع