حرب غزة ليست البداية.. مسلسل مليحة يوثق تبنى مصر للقضية الفلسطينية على مدار التاريخ منذ الاحتلال الصهيونى لأراضيها والأحداث تفضح الأكاذيب وتكشف محاولات تقليل دور الدولة المصرية فى القضية

لا يخفى على أحد موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية منذ إندلاع الحرب الغاشمة على قطاع غزة فى تداعيات أحداث السابع من أكتوبر الماضى، ورفضها لمخطط تهجير الفلسطينيين وجريمة الإبادة الجماعية التى ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضمن مجموعة من الجرائم التى يرتكبها الكيان الصهيوني فى حق الأشقاء الفلسطينيين وعلى الأخص أهل غزة.

ولم تدخر الدولة المصرية جهدا فى سعيها لوقف إطلاق النار والحرب على غزة بكافة الطرق، وذلك بخلاف إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أهل غزة لتساعدهم فى الظروف العصيبة التى يمرون بها فى ظل الحرب، وعندما واجهت صعوبات فى وصول المساعدات الإنسانية عن طريق معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني الذى يسيطر عليها الاحتلال الصهيوني بدأت فى إلقاء المساعدات جوا فى محاولة لوصول أكبر كم ممكن من المواد الغذائية والإغاثية لأهل غزة فى أسرع وقت ومن ناحية أخرى تطالب بتسهيل دخول المساعدات من خلال معبر رفح البري لوصل عدد أكبر من المساعدات يكفى احتياجات أهالى القطاع.

وأعلنت مصر موقفها من القضية الفلسطينية منذ اليوم الأول على حرب غزة ودعمها الكامل للأشقاء الفلسطينيين، وهى الأحداث التى أيقظت القضية الفلسطيني فى قلوب الجميع وذكرتهم بمعاناة أهل فلسطين على مدار فترة الاحتلال الصهيوني لأراضيها، واستعرض مسلسل مليحة الذى يعرض حاليا ضمن قائمة المسلسلات التى تقدمها شركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى شهر رمضان، معاناة أهل فلسطين منذ بداية الاحتلال الصهيوني لأرضهم وموقف مصر من الاحتلال وتقديم يد العون لهم منذ البداية ليستعيدوا أراضيهم، لتذكرنا بأن الدولة المصرية تدعم القضية الفلسطينية ليست فقط منذ بداية الحرب على غزة ولكنه استكمالا لدعمها الكامل للقضية على مدار التاريخ.

ونستعرض فى السطور التالية بعض المشاهد التاريخية التى تؤكد دعم الدولة المصرية للقضية الفلسطينية على مدار التاريخ والتى تم عرضها فى الحلقات السابقة لمسلسل مليحة، ففي 28 مايو 1964 تأسست منظمة التحرير الفلسطينية وفى فبراير 1969 وانتخب ياسر عرفات زعيمًا لها وكان الهدف الرئيسي من إنشاء المنظمة، وفقا للميثاق الوطنى الفلسطيني هو تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح، إلا أن المنظمة تبنت فيما بعد فكرة إنشاء دولة ديمقراطية مؤقتاً في جزء من فلسطين حيث كان ذلك في عام 1974 في البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني، والذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها، حيث شكلت ما يعرف بجبهة الرفض.

وبدأت بذرة إنشاء المنظمة في مؤتمر القمة العربي الأول عام 1964 الذي دعا إليه الرئيس المصري جمال عبد الناصر لتعبر عن ارادة شعب فلسطين ولتكون هناك هيئة تطالب بحقوقه وتقرير مصيره، وكلّف المؤتمر ممثل فلسطين أحمد الشقيري بالاتصال بالفلسطينيين وكتابة تقرير عن ذلك يقدم لمؤتمر القمة العربي التالي، فقام أحمد الشقيري بجولة زار خلالها الدول العربية واتصل بالفلسطينيين فيها، وأثناء جولته تم وضع مشروعي الميثاق القومي والنظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتقرر عقد مؤتمر فلسطيني عام.

كما استعرض مسلسل مليحة فشل محاولات حلول الدولتين الفلسطينية واليهودية لعدم جدية الكيان الصهيوني في مفاوضاته، والتي أدت إلى فشل اتفاقية أوسلو للسلام، وعدم تحقيق أى من أهدافها الأساسية إلى اليوم.

واتفاقية أوسلو الأولى في 13 سبتمبر 1993، التي أدّت إلى الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وإطلاق ما عُرف بعملية السلام. أسفرت عن إنشاء السلطة الفلسطينية في العام 1994، بصفتها الممثّل الرسمي للشعب الفلسطيني في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في يونيو 1967.

كما أنه بعد تولى الرئيس الراحل محمد أنور السادات مقاليد الحكم ونصر الجيش المصرى فى حربه على إسرائيل فى 1973 وحصوله على أراضيه، فتح باب الأمل للفلسطينيين بأن الجيش الإسرائيلي الذى يصور نفسه دائما بأن لديه قوة خارقة لا يستطيع أحد الانتصار عليه قد هزم على أيدى المصريين ومن الممكن القضاء عليه.

ونحن الآن أمام موقف واضح للرئيس عبد الفتاح السيسي فى القضية الفلسطينية ودعمه الكامل لأشقائنا ورفضه تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم رغم الكثير من الضغوطات ومحاولات التقليل من دور الدولة المصرية ونفي مساعيها لوقف الحرب وحصول الفلسطينيين على حقوقهم ليسطر سطرا جديدا فى التاريخ عن دعم مصر للقضية الفلسطينية.