يوم الطفل الفلسطينى.. أطفال فلسطينيون يروون شهاداتهم من داخل غزة: صرنا أمواتا مع وقف التنفيذ.. 14500 شهيد بالقطاع منذ بداية العدوان.. لا مدارس أو منازل وفقدان للأصدقاء.. 17 ألف طفل بدون والديهم.. صور

<< سما: كله راح شو يعني يوم الطفل وأقف طابور من أجل تعبئة ماء وطابور على الغداء
<< حذيفة يبكى كل يوم بعد فقدان والده وأشقائه: من أصلى خلفه صلاة التراويح؟
<< محمد بعد استشهىاد والده وأشقائه الـ4: لم يعد هناك طعم للحياة من الأساس
<< فراس يرفض ارتداء حذائه الرياضي بعد أن حرمه الاحتلال من لعب الكرة


لم يكن يوم الطفل الفلسطيني هذا العام مثل سابقه، حيث يمر وسط ضحايا وصل عددهم للآلاف من الأطفال بين شهيد وجريح، بل إن أبرز ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة كانوا من الأطفال، أما من كتب له القدر أن ينجو من قصف الاحتلال المستمر حتى الآن فهم يعيشون في خيام مشردين بعيدين عن منازلهم، فقدوا الأب أو الأم أو الاثنان معا، بجانب الأشقاء، البعض أصبح وحيدا بعد أن استهدف الاحتلال أسرته بالكامل، بجانب فقدانهم للفصول التى أصبحت إما مركز للإيواء أو دمرت بشكل كامل ولم تعد مكانا للدراسة.

"سما لؤى" ابنة الـ10 أعوام، إحدى أطفال قطاع غزة، تحولت حياتها بشكل كامل بعد 7 أكتوبر الماضي، وهو تاريخ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تعد تذهب للمدرسة كل يوم ولم تستطع رؤية زملائها في الفصل، اضطرت أسرتها للجوء إلأى جنوب القطاع وترك منازلهم، لم تعد قادرة على رؤية عائلاتها مثلما كان في السابق، حتى الطعام والمياه الصالحة للشرب أصحبحا غير متوفران بشكل مستمر وإن توفرا يكون بمقدرا شحيح للغاية، وأصدقائها إما شهيدا أو مشردا في مراكز النزوح.
 

14500 طفل شهيد في غزة خلال 6 أشهر من العدوان

وفقا لأخر إحصائية صادرة عن حجم الضحايا الفلسطينيين أمس، بعد مرور 180 يوما على العدوان الإسرائيلي، كشفت وصول مستشفيات القطاع 32,975 شهيدا منهم 14,500 طفل، 9,560 سيدة، كما استشهد 30 طفلاً نتيجة المجاعة، ولفت لمكتب الإعلامي الحكومى، إلى أن 17,000 طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما في القطاع في ظل استمرار القصف.

 

الطفلة سما لؤي: نتواجد بخيمة لا تحمي من البرد والحر الشديد وأطفال كل لحظة تموت أمامنا

تحدثنا مع الطفلة الفلسطينية "سما لؤى"، في يوم الطفل الفلسطيني، لتحكى لنا عن شعورها في هذا اليوم وهي تشاهد يوميا مجازر الاحتلال، بل وتسمع يوميا أصوات الطائرات الإسرائيلية وهي تقصف مناطق قريبة منها، حيث تقول في تصريح خاص لـ"اليوم السابع" من مراكز النزوح بغزة :"عن أي يوم طفل ونحن موجودين بخيمة لا تحمي من البرد والحر الشديد وأطفال كل لحظة تموت أمامنا".

الطفلة سما
الطفلة سما


وتضيف سماء لؤى :"نحن بعيدون عن بيوتنا المدمرة ولا نستطيع العودة، بينما الأكل كله معلبات ونسيت الفواكه ومن المفترض أن العيد سيقبل علينا خلال أيام وفي هذا الوقت من كل عام كنا نذهب مع أبائنا وأمهاتنا لشراء الملابس الجديدة ولكن هذا العام لا نستطيع".

"كله راح شو يعني يوم الطفل وانا بقف طابور من أجل أن أعبي ماء وطابور على الغداء"، هكذا تصف سما لؤى شعورها بعد أن حاصر الاحتلال، القطاع ومنع وصول الطعام والشراب للأهالى في ظل سياسة تجويع يتبعها الاحتلال ضد الفلسطينيين، متابعة :"نسيت الدراسة وين صحباتي ما بعرف وينهم مين مات ومين عايش".

 

الطفلة سما لؤي
الطفلة سما لؤي

 

التعليم الفلسطينية: أكثر من عشرة آلاف طفل استُشهدوا بينهم ما يزيد على 6 آلاف طالب في غزة

وفقا للبيان الصادر عن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، اليوم الخميس، فإنه يؤكد أن هناك أكثر من عشرة آلاف طفل استُشهدوا من بينهم ما يزيد على ستة آلاف طالب في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وستة وخمسون طالباً من مدارس الضفة الغربية، وهو ما يعكس حجم المأساة والجريمة التي يقترفها الاحتلال بحق أطفالنا وطلبتنا، موضحا أن جرائم قتل الأطفال وطلبة المدارس في قطاع غزة ومصادرة حقهم في الحياة والتعليم جريمة تستوجب العقاب والردع.

وأضافت الوزارة، أن هذه الجرائم ممارسات يندى لها جبين الإنسانية، وتتجاوز منظومة القوانين والأعراف الدولية، خاصة اتفاقية الطفل، دون تناسي ما يتواصل بحق الأطفال من جرائم في محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس، مطالبة دول العالم ومؤسساته ومنظماته الأممية الحقوقية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها في حماية حق أطفال فلسطين وطلبة المدارس، والوقوف في وجه الاحتلال والجرائم والممارسات القمعية لجيشه ومستعمريه، والتصعيد المتواصل في المناطق كافة، لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف غداً.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإن الاحتلال دمر 171 مقراً حكومياً، و405 مدرسة وجامعة بين تدمير كلي وجزئي، كما دمر الاحتلال 526 مسجداً بين تدمير كلي وجزئي.

الطفل الفلسطيني "سراج لؤي": كل حياتنا أصحبت كابوس وأتمنى هذا يكون مجرد حلم
 

الطفل الفلسطيني "سراج لؤي" شقيق الطفلة سما، والذي يبلغ من العمر 15 عاما، يسخر أيضا من يوم الطفل الفلسطيني، بعد أن قتل الاحتلال كل ذكرياته الجميلة في القطاع، ودمر كل شئ مهم بالنسبة له، المنزل والأصدقاء والأقارب، حيث يقول :"يوم الطفل ليس لنا، فمنذ 7 أكتوبر كل حياتنا الحلوة اختلفت وصارت أيام حزن ووجع وألم علي فراق خالي الله يرحمه وأقاربنا الشهداء ومنهم الأطفال ومن المفترض أننا في مثل هذا اليوم نخرج مع ماما لجهيز وشراء ملابس العيد ونرتب البيت وبنشتري الأشياء الخاصة بالعيد".

ويضيف سراج لؤى، في تصريح لـ"اليوم السابع":"يوم الطفل ما عاد في أطفال بغزة، لأن جزء كبير شهداء وجزء كبير أيضا مصاب وجريح وجزء فقد أهله ونحن مشردين بالخيام في جو البرد ثلاجة وفي جو الشمس وكأنّها نار جهنم".

"كل حياتنا أصحبت كابوس، وأتمنى هذا يكون مجرد حلم"، هكذا يصف سراج، يومياته في قطاع غزة مع استمرار قصف الاحتلال، معربا أن أمله إيقاف تلك المجازر التى يمارسها الاحتلال في قطاع غزة، أو أن يستطيع الخروج من قطاع غزة  من أجل استكمال تعليمه بعد أن توقفت الدراسة بشكل كامل من القطاع، متابعا :"بجد تعبنا كثير نفسيا وجسديا واجتماعيا واشتقنا للأكل والشرب الصحي حتي اشتقنا للحمام، يا خسارة حياتنا تحولت صعبة للغاية".

اللافت للنظر أن يوم الطفل الفلسطيني يأتى قبل أيام معدودة من حلول عيد الفطر المبارك، هذا العيد الذي يبدو أنه سيكون كابوسا لدى الطفل الفلسطيني، الذي لن يستطيع أن يحتفل بالعيد مثل باقى أطفال العالم، فلا حدائق أو منتزهات أو منزل يعيش فيه، ولا ملابس جديدة للعيد أو حلوى العيد أو حتى طعام، بل بيوت مدمرة وشوارع يملؤها الركام وجثث منتشرة في الطرقات وخيام تملأ المدن وأصوات قصف مستمرة.
 

الإحصاء الفلسطيني: قوات الاحتلال تقتل حوالي 4 أطفال كل ساعة في قطاع غزة

الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أصدر تقريرا خلال اليوم الخميس، يكشف فيه عدد الشهداء من الأطفال، مؤكدا أن قوات الاحتلال تقتل حوالي 4 أطفال كل ساعة في قطاع غزة، بينما يعيش 43,349 طفلا دون والديهم أو دون أحدهما، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ181، موضحا أن ما يزيد على 14,350 شهيداً من الأطفال ويشكلون 44% من إجمالي عدد الشهداء في قطاع غزة، كما شكل كل من النساء والأطفال ما نسبته 70% من المفقودين في قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي، والبالغ عددهم 7,000 شخص.

 

تقرير جهاز الإحصاء الفلسطيني
تقرير جهاز الإحصاء الفلسطيني

ويضيف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن 455 شهيدا في الضفة الغربية ارتقوا منذ بدء العدوان في السابع أكتوبر الماضي، منهم 117 طفلاً، وهناك 724 جريحاً من الأطفال من أصل 4,700 جريح منذ بدء العدوان، كما تم تهجير 1,620 فلسطينياً من بينهم 710 أطفال، في شتى أرجاء الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بسبب هدم منازلهم، وقد هُجّر أكثر من نصفهم خلال العمليات العسكرية، ولا سيما في مخيمات اللاجئين في طولكرم وجنين، كما تم اعتقال 1,085 طفلا من الضفة الغربية، خلال عام 2023 امنهم 500 طفل بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منهم 318 طفلاً من محافظة القدس، كما لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 204 أطفال في سجونها، منهم 202 من الضفة الغربية وواحد من قطاع غزة، وواحد من داخل أراضي عام 1948، ومن بينهم 11 أسيراً محكوما، و158 موقوفا، و35 قيد الاعتقال الإداري.

ويوضح الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أنه من المتوقع أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف عام 2024 في دولة فلسطين 2,432,534 طفلاً بواقع 1,364,548 طفلاً في الضفة الغربية، و1,067,986 طفلاً في قطاع غزة، حيث تشكل نسبة الأطفال في فلسطين حوالي 43% من إجمالي السكان 41% في الضفة الغربية و47% في قطاع غزة، في حين قُدر عدد الأطفال دون سن 18 سنة في قطاع غزة بـ 544,776 طفلاً ذكراً، و523,210 طفلة أنثى، منهم حوالي 15% دون سن الخامسة 341,790 طفلاً وطفلة.
 

نسبة الأطفال الجرحى ما يقرب 25‎%‎ من عدد المصابين بغزة

من جانبه يؤكد الدكتور عائد ياغي، مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، أنه خلال العدوان الإسرائيلي الممتد من 7 أكتوبر وحتى الآن  لم تفرق قوات الاحتلال بين رجل أو امرأة أو طفل، حيث إن كل الفلسطينيين كانوا وما زالوا معرضين للقتل والانتهاكات.

ويضيف مدير جمعية الإغاثة الطبية في غزة، في تصريح خاص لـ"اليوم السابع، أن نسبة الشهداء من الأطفال جراء العدوان الإسرائيلي بلغت حوالي 30 ‎%‎ من اجمالي العدد البالغ أكثر من 33 الف شهيد، كما بلغت نسبة الأطفال الجرحى ما يقرب 25‎%‎ من عدد الجرحى الذي بلغ 76 ألف جريح.

الطفل الفلسطيني محمد الرواغ: كل شئ راح لم يبق ذكرى جيد لنا

تواصلنا مع الطفل محمد الرواغ نجل الصحفى الشهيد إياد الرواغ، والذي يبيغ من العمر 13 عاما، حيث يتحدث بحرقة عن يوم الطفل الفلسطيني بعد أن فقد والده و4 من أشقائه قائلا :" أطفال فلسطين عامة وأطفال غزة خاصة يقتلون ويحرقون بدم بارد والباقي منهم يعيشون بخوف وتشرد ، ففي الماضي بالرغم من أن الحياة كانت صعبة وحصار إلا أنه كنا نعيش أفضل عيشة ونذهب مدرسة ونتعلم ونلعب مع أخواتنا وأصدقائنا ونخرج مع أصدقائنا ونعيش من غير خوف ولا قصف، وأهلنا حولينا وكنا في قمة السعادة والراحة مع أبى وأمى وأشقائى وكنا نزور الأقارب بشكل مستمر".

 

الطفل محمد مع شقيقه
الطفل محمد مع شقيقه

ويضيف محمد الرواغ لـ"اليوم السابع" :" الآن كل شئ راح لم يبق ذكرى جيد لنا، فوالدى وأشقائى استشهدوا وأصدقائى الذين كنت ألعب معهم استشهدوا أيضا، ولم يعد هناك طعم للحياة من الأساس، فنحن لسنا أحياء بل نحن أموات مع وقف التنفيذ".
 

الطفل الفلسطيني "فراس يعقوبي" يفقد صديقه ويرفض ارتداء حذائه الرياضي خلال العدوان

بينما الطفل الفلسطيني "فراس يعقوبي" الذي يبلغ من العمر 12 عاما، له قصة خاصة في يوم الطفل الفلسطيني، فقبل بداية العدوان بيوم واحد ذهب مع والده من أجل شراء زي وحذاء رياضي للاشتراك في دورة كرة القدم بالمدرسة، إلا أن الاحتلال جاء ليدمر مدرسته وكذلك يستهدف منطقته وتضطر الأسرة إلى النزوح ويذهب معها حلم فراس في اللعب، بل لم يعد يرى أصدقائه الذين كان سيلعب معهم فهم إما شهداء أو جرحى أو مشردين.

صديق "فراس"، ابن مهندس كان يسكن بجوار منزلهم، كان يلعب معه يوميا، ولأن والد الأخير يقدم مساعدات إغاثية لأهالى المنطقة، وبما أن الاحتلال يستهدف كل من يقدم مساعدات إغاثية، فكان منزل المهندس هدفا لطائرات الاحتلال وتستشهد العائلة بالكامل ويفقد فراس أقرب صديق له.

يقول فراس يعقوبى ، إنه تأثر كثيرا لاستشهاد صديقه، وبكى عليه كثيرا، مضيفا أنه رفض طلب أسرته بشراء ملابس العيد لأنه لا يمكن أن يرتدى ملابس عيد بينما الأطفال في غزة يقتلون كل يوم، فلا يمكن أن يحتفل بعيد وهناك مجازر ترتكب يوميا ضد الأطفال الفلسطينيين.

والده يحيى يعقوبي، يؤكد لـ"اليوم السابع"، أنه اضطر لفترة كبيرة يخفى خبر استشهاد عائلة جاره الهندس على أبنائه حتى لا يتأثرون بخبر استشهاد أصدقائهم، ولكن في إحدى المرات كان يتحدث مع أحد أقاربه عن استشهاد المهندس وسمع أبنائه الخبر بالصدفة وبكوا كثيرا على فقدان أعز أصدقائهم.

ويضيف "يعقوبى"، أن ابنه يعشق لعب كرة القدم، واشترى زي وحزاء رياضي جديد، حيث يحب اللاعب البرتغالى كريستيانو رونالدو، ولكن جاء الاحجلاتل ليمنعه من ممارسة هوايته، ورفض ابنته تماما أن يرتدى هذا الحزاء الرياضي منذ بداية العدوان وحتى فترة قريبة، حتى تمزقت كل الأحذية الخاصة بأطفاله لذلك طلب من ابنه أن يرتدى هذا الحذاء بديلا عن الأحذية المهترئة بفعل قصف الاحتلال.

"لانا" شقيقة فراس، والبالغة من العمر 10 سنوات، تعبر هي الأخرى عن حزنها الشديد بسبب فقدانها لصديقتها "لانا" هي وهى ابنة خالتها والتى استشهدت بعد قصف الاحتلال لمنزل أسرتها، حيث تؤكد لنا، أنها دائما ما كانت تلعب مع ابنة خالتها وتجلس معها ويتحدثان ويخرجان مع بعضهما ولكن جاء الاحتلال ليقتل أقرب صديقة لها ويقتل معها كل ذكرى جيدة لدى لانا مع ابنة خالتها.
 

الأونروا: 27 طفلا استشهدوا حتى الآن بسبب الجوع والمرض

بحسب أخر تقرير صادر عن وكالة الأونروا، عبر موقعها الرسمي، يوم الثلاثاء الماضي 2 أبريل، ذكرت فيه أن منظمة إنقاذ الطفولة أكدت بأن 27 طفلا استشهدوا حتى الآن بسبب الجوع والمرض، ومحذرة من أن الأطفال في غزة لا يحصلون على الغذاء والرعاية الطبية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة مع منع الغذاء بشكل متكرر وتدمير النظام الصحي، فيما تم الإبلاغ عن استشهاد أكثر من 13,000 طفل في غزة منذ 7 أكتوبر.

تقرير الأونروا
تقرير الأونروا

وتؤكد وكالة اليونيسف، في تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في 24 فبراير الماضي، أن تصاعد الأعمال العدائية في قطاع غزة أدى إلى تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يموت الأطفال بمعدل مقلق، قُتل الآلاف وأصيب آلاف آخرون بجراح. ويُقدّر أن 1.7 مليون شخص في قطاع غزة هُجّروا داخلياً، وأكثر من نصفهم أطفال، ولا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود والدواء، ، كما تدمرت منازل الأطفال وتشتت أسرهم.

وأكدت المنظمة الأممية، أنه لا يجب حرمان أي طفل من الخدمات الأساسية، ولا يجب منع المساعدات الإنسانية من الوصول إليه، وكذلك لا يجب احتجاز أي طفل كرهينة أو استخدامه بأي وسيلة كانت في نزاع مسلح، ويجب حماية المستشفيات والمدارس من القصف، ويجب ألا تُستخدم هذه المرافق لأغراض عسكرية، وذلك وفقا للقانون الدولي الإنساني. إن تكلفة العنف الممارس ضد الأطفال ومجتمعاتهم، سوف تتحملها الأجيال القادمة.

تقرير اليونيسف
تقرير اليونيسف

 


 

اليونيسف: أكثر من 1000 طفل بترت أطرافهم

سبق ذلك تقرير أخر لمنظمة اليونيسف، في 4 يناير الماضي، تؤكد فيه أنه يمكن أن تنقلب حياة أي طفل في قطاع غزة إلى كابوس بمعنى الكلمة في غمضة عين، حيث تعاني الأُسر في غزة الأمَرين في محاولتهم للحفاظ على سلامة أطفالهم. إلا أن هذا الأمر يزداد صعوبة يوماً بعد يوم مع ارتفاع واشتداد وتيرة القصف. العديد من البيوت دُمرت، وانتهى المطاف بالكثير من الأطفال تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن 12٪ من الأطفال الفلسطينيين ممن تتراوح أعمارهم بين 2 و 17 عاماً يواجهون صعوبة وظيفية واحدة أو أكثر، في حين أن 21٪ من الأسر المعيشية في غزة تضم فرداً واحداً على الأقل يعاني من إعاقات جسدية أو ذهنية. وعلى الرغم من شُح البيانات المتاحة في الوقت الحالي، إلا أن التقديرات تشير إلى ارتفاع كبير في الإعاقات بين الأطفال، فيما أكدت المتحدثة باسم منظمة اليونيسف ألكسندرا ميردوش، أن آلاف الأطفال فقدوا حياتهم خلال 100 يوم من الحرب وأكثر من 1000 طفل بترت أطرافهم.

 

تقرير لليونيسف بشأن عدد الأطفال الذين فقدوا أطرافهم
تقرير لليونيسف بشأن عدد الأطفال الذين فقدوا أطرافهم

 

حذيفة يبكى كلما تذكر لعبه مع شقيقته الشهيدة "جنان"

حذيفة ابن 11 عاما، استشهد والده و3 من أشقائه، يتذكر شجاره مع شقيقته الشهيدة "جنان" توأمه، حيث يبكى يوميا كلما تذكر ذكرياته مع والده وأشقائه الشهداء، حيث يتسائل :" كيف يجي رمضان وما اصلي التراويح خلف أبي ؟ وكيف سيأتى العيد وما أذهب مع والدى لزيارة عماتى مثل كل عيد؟".

والدته شيماء الغول تتحدث عن كيف تأثر ابنها حذيفة باستشهاد أسرته، مؤكدة لـ"اليوم السابع"، أنه يبكى يوميا، خاصة قبل النوم عندما يتذكر أشقائه الذين استشهدوا في العدوان، ويتذكر لحظات اللعب والمرح معهم، متابعة :" ابني كل يوم بالليل بيصير يبكي ويقول لى كنت اضرب اختي جنان بدون سبب وأجعلها تبكى .. بتسامحني يا ماما ؟؟؟".

الطفلة جنان
الطفلة جنان

 

أستاذ علوم سياسية فلسطيني: 20 ألف طفل بين شهيد ومفقود تحت الأنقاض ويوم الطفل الفلسطيني يحمل أوجاع وآلام.

فيما يؤكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن العالم يتابع هذه الحرب الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، واستشهاد آلاف الضحايا، والعدد يصل لقرابة 15 ألف شهيد من الأطفال من ما يتجاوز الـ32 ألف شهيد، أي ما يقرب من نصف ضحايا هذا العدوان الإسرائيلي من الأطفال وهذا يعطى دلالة أن الاحتلال يستهدف الطفل الفلسطيني بكل معنى الكلمة لأنه يعلم أن الطفل هو مستقبل فلسطين.


ويضيف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك عشرات الآلاف من الجرحى من الأطفال بجانب هناك عشرات الآلاف من الأطفال جرحى ويتامى بسحب التقديرات الأولية ، وهناك 20 ألف طفل بين شهيد ومفقود تحت الأنقاض، وهو ما يعطى دلالة لما يخطط له الاحتلال من صناعة كراهية كبيرة للغاية تبنى من جيل لجيل من الأطفال الفلسطينيين.


وأوضح أيمن الرقب، أن يوم الطفل الفلسطيني هو يوم ملئ بالأحزان والدماء ويوم لم ير الطفل الفلسطيني لا فرحة أو سعادة ولم يعيش مثله مثل أطفال شعوب المنطقة، حيث عاش طفولته محروما وهذه الحرب الأخيرة تجسد حالة كبيرة جاد للآلام لن تزال لمدة سلام، وكل ما يحدث له دلالات كبيرة للغاية وخطيرة جدا على مستقبل الحياة بشكل عام في فلسطين وبشكل خاص على الطفل الفلسطيني

 

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع