المرأة الفلسطينية.. أيقونة المعارك (1).. صحفيات تحت "القصف" فى غزة وجنين.. حكايات بطلها الألم والصمود.. مناضلات يروين بالقلم والصورة لـ"اليوم السابع" معاناتهن بين "القصف والنزوح": نُستهدف بالرصاص وقنابل الفسفور

ـ صحفيات فلسطينينات تؤكدن: هنوصل رسالتنا لآخر نفس

ـ هُجرنا من منازلنا..نواجه الموت كل دقيقة وقوات الاحتلال تمنع سيارات الإسعاف من إنقاذنا

ـ صحفيات من غزة لـ"اليوم السابع": جيش الاحتلال يهددنا باستهداف أسرنا..نعانى عدم توفر الكهرباء وانقطاع الاتصالات..نعيش فى خيم لا تتوفر بها مقومات الحياة والأمراض منتشرة..المئات يشتركون فى استخدام دورة مياه واحدة

ـ منظمة"فلسطينيات" لـ"اليوم السابع": اشتدت الاعتداءات على الصحفيات بالضفة منذ حرب غزة..يتعرضن لإطلاق الرصاص والضرب والاعتقال

ـ منظمة "فلسطينيات": كشف استطلاع أجريناه على صحفيات من غزة أرقاما مروعة عن حجم معاناتهن.. 84% منهن نازحات.. 43% من الصحفيات فقدن أقاربهن.. 32%منهن يعانين مشاكل صحية

ـ نائب نقيب "الصحفيين الفلسطينيين": ضغوط أمريكية على "الجنائية الدولية" لعرقلة التحقيقات بشأن قتل صحفيي غزة..اتخذنا إجراءات بدعم عدد من النقابات الحرة ونقابة الصحفيين المصرية

ـ لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة "الأكثر دموية" بالنسبة للصحفيين..سنواصل التحقيقات في ظروف مقتلهم

ـ الصحفية "مرح" بشمال غزة: نتوقع الموت كل دقيقة..أودع طفلى كل صباح قبل خروجى للميدان وأتوقع ألا أعود

ـ شقيقة الشهيدة الصحفية سلام: آخ يا وجع قلبى يا "سلام"..اشتقت لصوت أختى نوارة الصحفيين..استشهدت مع أولادها بعد أن ظلوا 3 أيام عالقين تحت الأنقاض

ـ "ولاء": أعمل من داخل خيمة بمستشفى شهداء الأقصى..فوجئت بوصول جثامين عدد من عائلتى إلى المستشفى أثناء نقلى إحدى الرسائل على الهواء

ـ رسالة صحفية من غزة عبر"اليوم السابع": لا تعتادوا المشهد ولا توقفوا النشر..ساهموا في فضح العدوان

 ـ صحفية نازحة: مياه الأمطار تغرق الخيام..لا أستطيع أن أحمى أجساد إخوتى الصغار ووالدى المريض من رعشات البرد..أقف لـ10 ساعات للحصول على الخبز..مُصرة على استكمال رسالتى كصحفية..أخبرت والدى الذى يخشى علي من الموت "أنا مش أغلى من الأرض"

ـ الأسطل: الصحفيين وعائلاتهم فى دائرة الاستهداف المباشر..وما ينقله الإعلام لا يتخطى 1% من جرائم الاحتلال

ـ مصورة صحفية بـ"جنين" لـ"اليوم السابع": جنود الاحتلال أطلقوا علىَّ الرصاص..تعرضت لاختناق بقنابل الغاز وجيش الاحتلال منع وصول سيارة الإسعاف لإنقاذى

ـ صحفيات من الخليل لـ"اليوم السابع": استشهاد سامر أبودقة صدمنا جميعا..السترة التى تحمل "press

" لم تعد تحمينا..نعيش آلاماً نفسية مُبرحة وعائلاتنا يعيشون الخوف

 

إحصائيات

400صحفية فلسطينية تحت القصف فى غزة

قوات الاحتلال اغتالت 90 صحفيا فلسطينيا منذ بداية حرب غزة منهم 13 صحفية

97 صحفيا وصحيفة استشهدوا فى الضفة و"جنين" خلال 2023 منهم 17 صحفية (وزارة الصحة الفلسطينية)

50 مؤسسة إعلامية تم قصفها في غزة (نقابة الصحفيين الفلسطينيين)

أكثر من 40 صحفيا فلسطينيا استشهدوا منذ عام 2000 إلى 2023(الأمم المتحدة)

طالب الاتحاد الدولى للصحفيين بإجراء تحقيق فوري في مقتل الصحفيين بغزة

 

حينما تُذكر القضية الفلسطينية وتاريخها الممتد يأتى ذِكر قوة المرأة الفلسطينية وصمودها، التي لطالما كانت عنصر الأساس فى بنية الشعب الفلسطينى الأبىّ، وكانت مع رجاله كتفًا بكتف في صفوف النضال من أجل القضية الأم منذ اندلاع الشرارة الأولى للدفاع عنها، مُتحملةً مشقة ذلك في صبر وُلد من رحم المعاناة، لتستحق عن جدارة أن تكون أيقونة المعارك..فهى الأم التي أنجبت تحت قصف مدفعيات العدو، ثم حملت على أعناقها منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، مسئولية إبقاء القضية حيًة، فربت أبناءها على روح الدفاع المستميت عن قضيتهم..

وهى الزوجة التى تقف ظهرًا حاميًا للمناضل الفلسطيني، وهى التى تحمل مسئولية الرجال مستكملةً المسيرة مع أبنائها، في ظل غياب الأب والزوج سواء كان أسيرًا أو شهيدًا.

وهى الأسيرة المناضلة، التى لم تحد قوتها أسوار المعتقل؛ فأصبحت رمز المقاومة، وهى أيضًا الصحفية الصامدة بشجاعة فى ميادين الحروب ببقاع فلسطين المختلفة، من الخليل وجنين وصولًا إلى"غزة"..

تُخبرنا أوراق التاريخ عن قوة المرأة الفلسطينية ومحورية دورها؛ فكانت الشرارة الأولى لتحرك مؤثر للمرأة الفلسطينية عام 1893، حيث نظمت المرأة الفلسطينية أول تظاهرة احتجاجية ضد الاستيطان اليهودي في فلسطين، ثم تبعها مواقف حاسمة للمرأة الفلسطينية في عام 1925 من خلال الاحتجاج على زيارة وزير الخارجية البريطاني آن ذاك "بلفور" إلى القدس وإتمام زيارة المسجد الأقصى.

وبعد ذلك شهد التحرك النسائي الفلسطيني نشاطًا كبيرًا على كافة الأصعدة، خاصة في عام 1929 أثناء ثورة البراق، حيث أسست جمعية السيدات العربيات، وتلاه الاتحاد النسائي العربي بالقدس، وأعقب ذلك عقد أول مؤتمر نسائي فلسطيني في القدس فى العام نفسه، ثم تشكيل الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والذى ساهم بشكل فعال في توسيع نطاق العمل النضالى ضد الاحتلال الإسرائيلي.

نحاول خلال هذه السلسلة من التحقيقات تسليط الضوء على نضال المرأة الفلسطينية ومعاناتها فى مختلف الميادين..

 نتناول فى هذا التحقيق معاناة الصحفيات فى غزة والأراضى الفلسطينية المختلفة، خاصًة الضفة الغربية و"جنين" التي تشهد عنفًا مضاعفًا منذ اندلاع حرب غزة، ونتطرق إلى تحديات عملهن وسط الحرب ومعاناة النزوح، وصمودهن رغم التحديات، متخذاتٍ من القلم سترةً لهن بديلًا عن الخوذة، فلم ينال الخوف من الموت من عزائمهن وإصرارهن على مواصلة أداء رسالتهن..

 

تحت القصف فى"غزة"

البدايةُ من هنا.."غزة" المحترقة، هنا الألم يتحدث على لسان الصحفيات المرابطات فى ميدان الحرب الأكثر شراسة فى تاريخ الإنسانية، ورغم أن انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت حال  دون تواصلنا مع العديد منهن، لكن من تحدثنا إليهن استطعن نقلنا إلى تلك الأجواء القاسية التى تعيشها صحفيات "غزة".

وفق لجنة حماية الصحفيين ـ منظمة أمريكية غير حكومية ـ في آخر تقرير لها صادر في 21 ديسمبر الجارى، فإن حرب غزة هي الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للصحفيين، مع تسجيل مقتل أكبر عدد منهم خلال عام واحد، مؤكدةً أنها ستواصل التحقيقات في ظروف مقتل جميع الصحفيين.

من جانبها، وصفت المديرة العامة لمنظمة(اليونسكو) أودري أزولاي، حصيلة شهداء الصحافة فى غزة بـ"الفادحة"، مشيرة إلى أن هذا ثمن باهظ لم تدفعه هذه المهنة فى أى نزاع سابق، داعيةً الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لاتخاذ إجراءات فورية تضمن احترام القانون الدولي.

مشاهد وداع الأمهات للشهداء
مشاهد وداع الأمهات للشهداء

 

"مرح الوديع"، صحفية فلسطينية بشمال غزة، تقول لـ"اليوم السابع": أعمل صحفية ميدانية منذ 10 سنوات، نعيش حاليًا الحرب الأعنف فى تاريخ القطاع.

تصف"مرح"الأمومة تحت الحرب بـ"القاسية"، فهى تشعر بخوف مضاعف، على ابنها "عمر"الذى لم يتجاوز الرابعة من عمره، وتضطر للبحث يوميا عن مكان آمن تتركه فيه؛حتى يتسنى لها مباشرة عملها الميدانى.

الحادى عشر من أكتوبر..ليلة حالكة السواد بالنسبة لـ"مرح"وأسرتها، تنقل لنا تفاصيلها المروعة، قائلًة: "هرعت بطفلى من منزلنا بعد أنا باغتنا وابل من الرصاص فجراً، فاضطررت وأسرتى للنزوح فى ظلام دامس؛ فأنا أقطن بمنطقة الأمن العام شمالى القطاع، وهى المنطقة التى تعرضت لقصف عنيف من قبل جيش الاحتلال منذ اندلاع حرب غزة".

تستكمل" مرح"حديثها ـ بكلمات غلفها الشقاء ـ قائلةً "تنقلنا بين عدة مناطق فى غزة، فى محاولة يائسة لإيجاد مكان آمن، ولكن هذا حلم بعيد المنال، لا توجد بقعة آمنة بالقطاع، فهناك عشرات القذائف تسقط كل دقيقة على رؤوس المدنيين.

"أنا وزوجى ـ يعمل صحفيا أيضا ـ نعيش الخوف بكل لحظة على حياة ابننا فهنا الموت متوقع كل دقيقة، ففى كل صباح أودع طفلى قبل الذهاب للعمل وينتابنى شعور بأننى لن أراه ثانيةً"، تقول "مرح".

عبء آخر ـ تتحدث عنه"مرح" ـ وهو تأمين المياه والطعام، فالقطاع يعانى الجوع وندرة المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى انقطاع شبكات الاتصال، فيصعب الاطمئنان على أهالينا.

وعن أصعب التغطيات التى لن تُمحى تقول "مرح"، لن أنسى شكل الطفلة "ليان" ابنة الست سنوات، التى فُتت رأسها بفعل شظايا تناثرت جراء قصف منزل جيرانها بينما كانت تقف الطفلة على نافذة غرفة والدتها، التى امتلأت خلال لحظات من دماء طفلتها وأشلاء رأسها أمام عينى أمها، إن هذه الدماء التى تسيل من أجساد الأطفال الأبرياء هى وقود استمرارنا فى تأدية رسالتنا.

فى دائرة الموت..

حصدت حرب غزة الدامية أنفس 13 صحفية فلسطينية، ارتقت ضمن باقة90شهيدًا من الصحفيين والعاملين بالمؤسسات الإعلامية، إضافة إلى مئات الجرحى وتشريد آخرين، منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر الماضى حتى الآن، هكذا يوضح الكاتب الصحفى تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، لـ"اليوم السابع"، مشيرًا إلى أن الصحفيين فى دائرة الموت من خلال الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال، واتباعه سياسة تدمير منازل الصحفيين واستهداف عائلاتهم، فبعض الصحفيين استشهدوا فى أماكن عملهم أثناء قصف المؤسسات الإعلامية فهناك50 مؤسسة تم قصفها في غزة، والبعض الآخر استشهد مع عائلته خلال قصف منزله، هكذا يصف"الأسطل"معاناة الصحفيين، مؤكدًا أن المعاناة تتضاعف بالنسبة للصحفيات.

ويستطرد الأسطل، قائلًا: "يتعرض الصحفيون كذلك للتهديد المباشر من قبل الجيش والقتل المتعمد؛ فأصبح ما تنقله وسائل الإعلام يمثل أقل من 1%من الجرائم.

"تترجم الأرقام الوضع الكارثى للنساء والأطفال، فنسبتهم تصل 70% من شهداء غزة"، يضيف الأسطل.

تحسين الاسطل
تحسين الاسطل

 

آلام الفراق!

ما زلنا فى منطقة الألم "غزة"..مأساة أخرى تروى تفاصليها الصحفية"ولاء جنينة"، التى استشهد غالبية أفراد عائلتها أثناء رحلة نزوحهم إلى الجنوب بعد استهداف منزلهم بقنابل الفسفور، بمنطقة"الكرامة"شمالى غزة.

 تقول ولاء:"هرعنا محاولين النزوح، وأثناء ذلك أطلق علينا جيش العدوان الرصاص؛ فاُستشهد أبناء وبنات عمى وبنات خالتى وأطفالهم، ثم انتقلت إلى المحافظة الوسطى واستمريت فى عملى هناك، توجهت أولًا إلى مستشفى الشفاء، وهناك كنت أنقل صور الشهداء والجرحى وأثناء نقل إحدى الرسائل على الهواء، فوجئت بوصول جثامين عدد من عائلتى إلى المستشفى.

 وأقيم حاليًا فى مستشفى"شهداء الأقصى"، حيث مكان ممارسة عملى أيضاً، بينما والدى ووالدتى فى مكان آخر، وهناك تهديدات من الجيش لأى صحفى يصل لأهله يتم استهدافهم.

هنا المعاناة على أشدها ـ تصف ولاء ـ  فالاحتياجات الأساسية للمعيشة غير متوفرة، المئات يشتركون فى استخدام دورة مياه واحدة، وأيضا المستلزمات الصحية للمرأة منعدمة؛ ما تسبب فى انتشار أمراض عديدة، وكثيرات تلدن بدون تخدير أو أدنى درجات الرعاية الطبية، إضافة لتفشى الأوبئة بالعديد من المستشفيات.

الأوضاع داخل المخيمات
الأوضاع المعيشية للصحفيات النازحات

فى بقعة أخرى من آلام صحيفات غزة؛ تستوقفنا آلام أسر الشهيدات، التى تعبر عنها"هند ميمة" شقيقة الصحفية "سلام ميمة"، التى استشهدت مع زوجها و أطفالهما الثلاثة فى شمال غزة بعد أن ظلوا 3 أيام عالقين تحت الأنقاض؛ فتقول: ما يحدث يفوق قدرة تحمل البشر؛ منذ 7أكتوبر وحتى اليوم أعراس السماء لشهداء غزة لا تنقطع.

اشتقت لصوت سلام أختى وتحليلاتها عن الأوضاع، كانت تحب عملها وتنقل الأخبار بدقة؛ كنت قريبة منها وأزورها باستمرار، لا أستطيع استيعاب أنها راحت وما عدت أقدر أشوفها مرة ثانية..دمها فى رقبة إسرائيل.

الشهيدة سلام وأسرتها
الشهيدة سلام وأسرتها

 

واختتمت هند قائلةً:"آخ يا وجع قلبى يا سلام يا نوارة الصحفيين".

أدان الاتحاد الدولى للصحفيين، عمليات القتل الممنهج بحق صحفيي غزة، داعيًا إلى إجراء تحقيق فوري في مقتلهم، وتقدم بشكوى إلى منظمة"اليونسكو"للتحقيق في جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، فيما أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أن حجم الإفلات من العقاب على الهجمات ضد الصحفيين"أمر غير مقبول"، داعيًا الدول إلى سن قوانين تحمي حرية الإعلام.

الشهيدة سلام وزوجها وأطفالهما
الشهيدة سلام وزوجها وأطفالهما

 

معاناة نزوح الصحفيات

"لا تعتادوا المشهد ولا توقفوا النشر..ساهموا في فضح العدوان..والله تعبنا"..بهذه الرسالة بدأت مريم سلامة ـ صحفية ميدانية مستقلة فى غرب غزة ـ حديثها بصوت غلبت عليه رجفة المعاناة وحماس الدفاع عن القضية.

تقول مريم لـ"اليوم السابع": إن يوم السابع من أكتوبر، كان بمثابة تحول مصيرى في حياتي وحياة عائلتى، واختفت معالم مدينتي، لقد دُمر حي الرمال الذى كنت أعيش فيه بالكامل، أُجبرت وأسرتى على النزوح إلى الجنوب وسط تهديدات بإخلاء الحى، نزحنا إلى مدينة "دير البلح"، وشعرت وقتذاك كأن قلبي ينزف، لقد ما تركت بيتي وذكرياتي.

بعدها بفترة نزحنا مجددًا إلي"خانيونس" ـ تستكمل مريم روايتها ـ والآن أعيش مع أسرتى في خيمة داخل المستشفى الأوربى بجوار المئات من النازحين.

لا يمكن وصف الأوضاع المعيشية هنا ـ تستمر"مريم" في نقل الصورة القاتمة ـ فهى غير آدمية، وعلىَّ أن أنتظر لساعات؛ للحصول على فرصة استخدام دورة المياه التي تتشارك فيها عشرات الأسر النازحة، هذا بخلاف معاناة الحصول على الدقيق لنصنع منه الخبز، الذى بالكاد يسد رمق جوعنا، فهنا المواد الغذائية شبه منعدمة، "يعني لو ما متنا من القصف بنموت من الجوع".. تقول"مريم"، بنبرات الحسرة.

الصحفية مريم
الصحفية مريم

 

قد تقف"مريم" لـ 10 ساعات انتظارًا للفوز بالخبز كى تُطمع أسرتها، وسط مخاطر تعرضها للقصف في أية لحظة، إضافة إلى ندرة المياه الصالحة للشرب؛ ما تسبب في انتشار الأمراض نتيجة استخدام المياه الملوثة، "كما أن والدي يعاني فشلًا كلويًا وحياته أضحت فى خطر بعد توقف الغسيل"، تقول"مريم".

تتضاعف تلك المعاناة فى فصل الشتاء ـ تضيف"مريم"ـ حيث تُغرق الأمطار الخيمة وأغراضنا، لا أستطيع أن أحمى أجساد إخوتى الصغار ووالدى المريض من رعشات البرد، أشعر في تلك اللحظات بعجز يشق النفس شقاً.

تقول"مريم"، لا يتوفر لنا أي نوع من الحماية كصحفيين، ولي زملاء كثيرون استشهدوا، كنا نتقاسم سويًا الضحكة والطموح والأحلام، منهم إبراهيم لافي ومصعب عاشور وجواهر حمدان وعلاء النمر وكتير غيرهم، والبعض مفقودون لا نعرف مصيرهم، ولم أعد حريصة على ارتداء "سترة الصحافة"بعد استشهاد زملائى الذين كانوا يرتدونها واحدًا تلو الآخر.

صناعة الخبز يوميا
نازحات تصنعن الخبز 

وعن موقف أسرتها من عملها كصحفية فى مثل هذه الظروف، تقول"مريم": "ماما دايمًا تحكيلي صوري وانشري خلي العالم يشوف اللي بصير فينا وفي أهلنا وبلدنا، أما أبى في بداية الحرب خاف علي خاصة بعد استشهاد زملائى، قالى بلاش تنشري انتي شايفة كل اللي بينشروا بيتقتلوا، لكن أنا حكيته يا بابا أنا مش أحسن من اللي بيروحوا، أنا مش أغلى من الأرض".

تؤكد "مريم"، أنها مرابطة بالميدان لتأدية رسالتها، ورغم إعاقة ظروف النزوح لممارسة دورها كما يجب، إلا أنها ستظل "تعافر"من أجل فضح انتهاكات جيش الاحتلال.

"سأظل أعمل لإيصال صوت أهل غزة، رغم انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت الذى أصبح عائقًا كبيرًا، حتى وأنا بسجلك رسالتى الصوتية هاي ما بعرف متى توصلك يا أستاذة"، هكذا خاطبتنى"مريم"في رسالة صوتية تعطلت لأيام، ومحاولات متكررة للتواصل معها في ظل انقطاع الشبكات.

وضع المخيم الذى تقطنه الصحفية مريم
الخيمة التى تقطنها الصحفية مريم

 

رواء أبو معمر، صحفية أخرى تروى معاناتها من غزة ..تقول رواء لـ"اليوم السابع"، رغم الخوف الذى ينتابنى أن أفقد حياتى في أية لحظة، خوفى الأكبر يكون على أولادي خلال فترات غيابي عنهم للقيام بعملى، فالقصف يحيط بنا من كل جانب، والاتصالات تنقطع، ما يحول دون الاطمئنان عليهم.

القمامة تحيط بالمخيم

القمامة تحيط بالخيم

 

تقول رواء، رغم كل المخاوف التي تكتنفنى ، إلا أن حماسى للنزول إلى الميدان وكشف جرائم الاحتلال أمام العالم وتوثيق انتهاكاته لم يخفت يومنا، وأسرتى رغم قلقهم علىَّ إلا أنهم يمدونى بالقوة كى أستمر في عملى.

تروى ـ رواء ـ أحد المواقف المؤلمة التي لا تًنسى، أثناء تغطيتها حرب غزة، فتقول:"المواقف الصعبة نعيشها كل يوم؛ لكن هناك موقف حاضر في ذهنى، حدث أثناء تغطيتى من مستشفى ناصر الطبي في قسم  الطوارئ، حيث كان ضمن المصابين شاب مبتور اليدين، وبمجرد أن دخل مسعف يحمل كيس به أشلاء شهداء، بادره الشاب بسؤال: هل يمكن أن أجد يدى في هذا الكيس؟ علهم يستطيعوا تركبيها لى مرة أخرى!

رسالتي للعالم ومنظمات حقوق الإنسان هي رسالة كل صحفي في قطاع غزة ـ تقول رواء ـ "أوقفوا هذه الحرب المجنونة..لا تتركونا وحدنا".

وسط الدماء

"تنزف قلوبنا لاستشهداء زملائنا الصحفيين فى غزة..صرخات الأمهات المكلومات فى مشاهد وداعات الشهداء ومقتل الآباء أمام أطفالهم من أقسى ما أعايشه أثناء تأدية عملى، في كثير من الأحيان أغادر الميدان والمشهد لا يغادرني.."

هكذا تُحدثنا فيحاء خنفر، صحفية فلسطينية بمحافظة الخليل، واصفًة معاناتها أثناء تغطية أحداث الاشتباكات وإطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلى.

بلا شك أن ظروف العمل الميدانى أكثر صعوبةً بالنسبة للصحفيات، خاصةً المستقلات حيث يواجهن أعباءً إضافية بسبب نقص معدات السلامة وخطورة التنقل خاصة أثناء الليل، إضافة لضعف المورد المالي، توضح"فيحاء".

الصحفية فيحاء مصابة بذراعها اليمنى
الصحفية فيحاء مصابة بذراعها اليمنى

 

تتحدث"فيحاء"عن المخاطر التى تتعرض لها، قائلًة "لقد أُصبت بقنبلة غاز في ساقى اليمنى، خلال تغطية أحداث"بيتا"جنوب نابلس، وتعرضت أيضًا للاختناق أكثر من مرة بفعل قنابل الغاز، وكان الاستهداف مباشرًا للصحفيين، فخلال تغطيتنا لاقتحام أطراف مخيم جنين عقب اغتيال شيرين أبو عاقلة، لاحقنى الجيش واثنين من زملائي، وأطلق علينا الرصاص فأصيب زميلى"، تقول "فيحاء".

وهنا استعادت "فيحاء" ذكريات ذلك اليوم المشؤم الذى استشهدت فيه شيرين أبو عاقلة، صباح الحادي عشر من مايو 2022 ، برصاصة مباشرة في الرأس أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي صوب"أبوعاقلة"، أثناء تغطيتها أحداث اقتحام الجيش الإسرائيلى لمخيم"جنين"، تقول "فيحاء" كنا قريبين منها، نغطى الأحداث منذ الصباح، وجموع الصحفيين هرعوا لحظة سماع الخبر؛ محاولين الوصول لها لكن دون جدوى، فقوات الاحتلال كانت تطوق المنطقة، وتمنع الصحفيين بالقوة، كان يوما حزينا لنا جميعا، في البداية لم نصدق أنها استشهدت، فقد كانت شعلة نشاط، ومحبة للجميع، فكانت بالنسبة لنا أم الصحفيات.

شيرين أبو عاقلة
شيرين أبو عاقلة

 

تَعود"فيحاء"للحديث عن تحديات العمل أمام الصحفيات الفلسطينيات فتقول، إن جيش الاحتلال لا يقيم وزناً للقوانين الدولية ولا يُعطي حصانًة لأي صحفى فلسطينى، رغم أننا نرتدى سترات تحدد هويتنا بشكل واضح، لكن هذه السترة التى تحمل"press" لم تعد تحمينا، حيث إننا نتعرض للاستهداف المباشر، كما تُمنع سيارات الإسعاف من إنقاذ المصابين مِنَّا.

وعن مشاعر أسرتها، تقول:"عائلتى تعيش مشاعر القلق فى كل مرة أذهب للميدان، خاصةً خلال الاقتحامات؛ ولكنهم يشجعونى على مواصلة القيام بواجبى، مع توخي الحذر طيلة الوقت".

اختتمت"فيحاء"حديثها قائلًة: "نحن باقون فى الميدان مادمنا أحياءً؛ فقضيتنا سامية ونقلها أمانة".

أرقام مروعة!

تقول ميرفت صادق، المنسقة الإعلامية بمؤسسة"فلسطينيات"في رام الله، وهى مؤسسة تعمل بقطاع غزة والضفة الغربية لتمكين الصحفيات مهنيًا، وتقديم الدعم النفسي والحقوقي لهن، وتضم في عضويتها أكثر من 800صحفية فلسطينية نصفهن من غزة، ومنذ بدء الحرب بدأنا تقديم مساعدات للصحفيات وخدمات للنازحات واللواتي يعملن تحت القصف.

كما نتواصل مع"اليونسكو"، ومكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، ومؤسسات دعم الصحفيين فى فرنسا، لنقل معاناة الصحفيات خاصة فى غزة، تضيف ميرفت لـ"اليوم السابع".

وتكشف نتائج استطلاع ـ قامت به المنظمة خلال الحرب للتعرف على واقع الصحفيات في غزة وشاركت فيه180صحفية من أنحاء القطاع؛ بينما لم تتمكن أخريات من المشاركة بسبب انقطاع الاتصالات ـ أرقاما مروعة عن معاناة الصحفيات فى غزة، حيث إن نحو 84%منهن نازحات فى مراكز إيواء حكومية، وأخريات فى مراكز تابعة لـ"الأنروا".

إطلاق قنابل الغاز على الصحفيين
إطلاق قنابل الغاز على الصحفيين

 

و37%من الصحفيات دمر القصف الإسرائيلي منازلهن تمامًا، ونحو 33% تضررت منازلهن جزئيا، ونحو 43% فقدن أقاربهن، و10%من بين الصحفيات المشاركات تعرضن للإصابة جراء القصف، و32%من الصحفيات يعانين مشاكل صحية، نصفهن تقريبًا بحاجة لأدوية دائمة، و26% منهن لديهن فرد أو أكثر في العائلة يعاني من مرض مستعصٍ.

و62% من الصحفيات المشاركات فى الاستطلاع متعطلات عن العمل، مقابل 19.6%فى العمل، و18.5% يعملن بصورة جزئية غير ثابتة.

خمسة من بين الصحفيات المشاركات حوامل (واحدة وضعت طفلها في مركز إيواء بخانيونس، والأخريات ينتظرن)، و56.5%من الصحفيات لم يحصلن على مستلزماتهن الصحية خلال فترة الحرب.

وتشير المنظمة ـ فى حديث لـ"اليوم السابع"ـ إلى التحديات التى تواجه الصحفيات في غزة؛ أبرزها خطر الموت، والتهديدات لعائلاتهن، إلى جانب مأساة التجويع، وعدم توفر الأدوية، ومراكز إيواء صحية وآمنة، إلى جانب صعوبة الاستمرار في العمل،بجانب القيام بدورهن كأمهات ومعيلات لأسرهن.

اقتحامات"جنين"

رغم بُعد المسافات بين بقاع فلسطين المختلفة، إلا أن"ياسمين حنتولى"، مصورة صحفية من مدينة "جنين"شمالى الضفة الغربية، لم تبعد كثيرًا عن دائرة الترويع، فتصف معاناتها اليومية أثناء عملها، قائلة: إننى أركز على التغطية الميدانية لاقتحامات مخيم"جنين"، وأتعرض كثيرا للاستهداف المباشر، ففى إحدى تغطياتى مؤخرا، صوب جنود الاحتلال الرصاص نحوى، رغم أننى لا أحمل أى سلاح سوى الكاميرا التى أضحت سلاحا فتكا بالنسبة لهم.

 ركضت مسرعًة للاحتماء بمكان أقل خطورةـ تصف ياسمين المشهد ـ وأثناء ذلك شاهدت إصابة العديد من زملائى، وهذا أصبح مشهدًا متكررًا.

 بالإضافة إلى الأوزان الثقلية التى أحملها من واقى الرصاص والكاميرات، وأركض بها لمسافات طويلة، فى كثير من الأحيان، إلى جانب الألم والضغط النفسى الذى نعانيه، فمشاهد زملائى الجرحى وأشلاء الشهداء الذين يسقطون أثناء المواجهات مع جيش الاحتلال لا تفارق ذهنى،ورائحة الدم لا تفارق أنفى.

الصحفية ياسمين حنتولى
الصحفية ياسمين حنتولى

 

وتستكمل"حنتولى"موضحةً تأثير حرب غزة عليهم، قائلًة:"منذ اندلاع حرب غزة فى7 أكتوبر الماضى ونحن كصحفيين لا نمارس حياتنا بشكل طبيعى؛ فمنازلنا تُقتحم ليلاً، نعيش الهلع كل لحظة خوفًا من تلقى نبأ استشهاد أى من زملائنا، فنبأ استشهاد سامر أبودقة كان صدمة لنا جميعًا.

وتضيف حنتولى، أثناء إحدى التغطيات فى شمالى مدينة نابلس، أُصبت بحالة اختناق بسبب إطلاق قنابل الغاز صوبنا، وجيش الاحتلال منع وصول سيارة الإسعاف لإنقاذى، فنقلنى زملائى لأحد المنازل القريبة، وانتظرت هناك حتى أسعفتنى ممرضة من الجيران.

وعن أصعب المواقف التى عاصرتها أثناء عملها، تشير حنتولى، في حديثها لـ"اليوم السابع"، إلى مشهد طفل كان يودع أخاه فى ثلاجة الموتى ، وأخذ يحضنه ويطلب منه أن يقوم ويذهبا سويا إلى منزلهما.

تشير "حنتولى" إلى موقف إنسانى آخر، قائلةً "أثناء تغطيتى لأحد اشتباكات مخيم "جنين"، واستشهد أحد الشباب ونقلوا جثمانه إلى ثلاجة الموتى وجاءت والدته منهارة ولا تريد ترك الجثمان ، وقتها انهمرت أنا أيضا فى البكاء وتركت العمل للقيام بواجبى الإنسانى تجاه تلك الأم.

تصف"حنتولى"مشاعر أسرتها، قائلةً "دموع أمى فى كل صباح أخرج فيه للعمل تحرق قلبى؛ لكننى أُصر على نقل رسالة شعبى للعالم".

"ابقى فى الميدان لأنه فى احتياج لنا"،هذه رسالة"حنتولى"للصحفيات الفلسطينيات.

تقول منظمة"فلسطينيات"، لـ"اليوم السابع"،إنه بالتزامن مع العدوان على غزة، اشتدت الاعتداءات على الصحفيات بالضفة الغربية، حيث يتعرضن لإطلاق الرصاص المباشر والضرب وقنابل الغاز، ومصادرة المعدات وعرقلة التنقل، والكثيرات تم اعتقالهن، سواء أثناء العمل أو على خلفية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بدعوى(التحريض ضد أمن إسرائيل)، وآخر من تم اعتقالهن منذ أيام إخلاص صوالحة، كما تعرضت أخريات للإصابة خلال تغطية اقتحامات قوات الاحتلال مناطق متفرقة بالضفة، وآخرهن مصورة رويترز رنين صوافطة التي أصيبت بقنبلة صوت في وجهها خلال تغطيتها اقتحام مدينة جنين الأسبوع الماضى.

من جانبه، يوضح تحسين الأسطل، لـ"اليوم السابع"، أن الصحفيات في الضفة الغربية تتعرضن للقمع بوسائل عدة، فيتم اعتقالهن والاعتداء عليهن بالضرب واقتحام منازلهن بجانب رسائل التهديد، كما لا يُسمح للمعتقلة بأى وسيلة اتصال مع عائلتها،بالإضافة إلى الاستهداف بالرصاص ومنع التنقل بين المدن،ومصادرة المعدات، وإغلاق المؤسسات الإعلامية، حيث تم إغلاق بعض المواقع الصحفية والمطابع ومصادرة محتوياتهم.

تحركات دولية

فى سياق المساعى لرفع تقرير بانتهاكات الاحتلال ضد الصحفيين إلى المنظمات الدولية، يقول ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين،لقد خاطبنا الاتحاد الدولى للصحفيين، والذى بدوره أرسل شكوى لمنظمة اليونسكو للتحقيق في جرائم الاحتلال ضد الصحفيين في غزة،كما خاطبنا مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة وأنطونيو جوتيريش الأمين العام للمنظمة،وطالبنا المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق فى انتهاكات إسرائيل وجرائم الحرب التى تشنها فى غزة والإعلان عن تلك التحقيقات، وكذلك طالبنا كل تلك المؤسسات بإدانة هذه الجرائم، وهناك تواصل مع كل الصحفيين للمطالبة بمحاسبة قوات الاحتلال على تلك الجرائم التى تمارسها ضد الصحفيين فى غزة.

ناصر أبو بكر
ناصر أبو بكر

 

وبالنسبة للإجراءات التي اتخذتها النقابة، يقول الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، أنه منذ اليوم الأول للحرب تشكلت "خلية أزمة"،بالنقابة لمتابعة مسار هذه التحركات مع الجهات الدولية.

يضيف، لقد تقدمنا ببلاغ إلى المحكمة الجنائية الدولية،بناءً على قرار ملزم من الأمانة العامة للنقابة،وبدأنا اتخاذ إجراءات فعلية بدعم من الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب وعدد من النقابات الحرة في مقدمتها نقابة الصحفيين المصرية،ونظيرتها بالأردن وفى تونس أيضاً،الآن تم الانتهاء من إعداد ملف كامل بخصوص الانتهاكات الإسرائيلية، ونحن حاليًا بصدد الانتهاء من إجراءات التقدم بشكوى أمام المحكمة بالتعاون مع مجموعة من المحامين الدوليين، وتلك الإجراءات تشمل جمع الأدلة والتوكيلات من ذوي الضحايا وغيرها.

يضيف الأسطل، في تصريحاته لـ"اليوم السابع"، "إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على المحكمة الجنائية الدولية لعرقلة فتح التحقيقات بشأن اغتيال صحفيي غزة برصاص العدوان  الإسرائيلي، كما هو الحال بالنسبة لعرقلة التحقيق بشأن اغتيال الشهيدة شرين أبو عاقلة".

ويؤكد أن الاحتلال لن يفلت من العقاب على جرائمه بحق الصحفيين الفلسطينيين وعائلاتهم؛ فإفلاته من العقاب "وصمة عار" لكل الصحفيين الذين يمثلون العالم الحر والإنسانية الحقيقية.

ويستطرد الأسطل، أن الاحتلال يحاول إطالة الحرب وارتكاب المزيد من الجرائم وتهديد السلم العالمي حتى يصل إلي تسوية تضمن عدم ملاحقته دوليًا عن هذه الجرائم.

تؤكد نسرين مقداد عضوة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية،أن ما يحدث أمام أعين العالم أثبت "عوار"المجتمع الدولي الذى يكيل بمكيالين، مشيرةً إلى أنه تم تقديم قوائم عديدة بالانتهاكات غير المسبوقة التى يرتكبها الاحتلال بحق الصحفيات والمرأة الفلسطيينة إلى الجمعيات الحقوقية الدولية، لكن دون جدوى، مطالبةً بالتحرك بطلبات أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الاحتلال.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع