«قلبى قمرى عمرى»، كلمات حب تتضمن أحاديث العشاق فى جلسة رومانسية، لكن الأمر يختلف فى غزة، حيث لم يجد الزوج المكلوم فرصة يودع بها زوجته الوداع الأخير ليخبرها كم أحبها سوى أن يدون بعض الكلمات التى تعبر عن مشاعره تجاهها، حيث كتب الزوج جهاد قاسم على كفن زوجته الشهيدة «تسنيم محمود»، كلمات تعبر عن ألمه، منها «حياتى بحبك»، و«قلبى قمرى عمرى».
زوج يرثى زوجته الشهيدة
- «رفيف» تحلم بشراء هدية لوالدتها الشهيدة
ومن فقدان الزوجة والحبيبة إلى فقدان العائلة، حيث فقدت الطفلة «رفيف» عائلتها بعد قصف قوات الاحتلال الإسرائيلى لمنزلها بغزة، والذى أسفر عن إصابتها بجروح وظهرت بمقطع فيديو وهى نائمة على السرير بأحد المستشفيات وبيدها بعض النقود التى تحلم بأن تجمع منها الكثير لتشترى دمية باربى وهدايا لوالدتها وخالتها وشقيقها، التى لم تعلم بأنهم استشهدوا.
- غارات إسرائيل تقضى على أطفال فلسطين
لم ترحم غارات إسرائيل شعور أطفال فلسطين بالخوف، وأنهت حياة الكثير، منهم الطفل يوسف محمد، الذى كان يبلغ من العمر 7 سنوات الذى عرف بـ«شعره كيرلى وأبيضانى وحلو»، كما وصفته والدته فى مقطع الفيديو الشهير لها وهى تبحث عنه بأحد المستشفيات حتى اكتشفت استشهاده، وكذلك الطفل اليوتيوبر عونى الدوس الذى كان يحلم بأن يزيد عدد متابعيه على «يوتيوب» لـ10 ملايين مشترك، واستشهد بعد قصف إسرائيل لمنزله، والطفلة «ورد العطل» والتى كانت تبلغ من العمر 3 أعوام والتى انتشرت صورتها على «السوشيال ميديا»، بعد استشهادها هى ووالديها وشقيقيها وغيرهم من الأطفال الذين يستشهدون كل يوم.
الطفلة ورد
- استشهاد العشرات بطابور العيش
لم تكتف قوات الاحتلال الإسرائيلى بحرمان أهالى غزة من عائلتهم وأصدقائهم وجيرانهم بل حرموهم أيضا من أقل حقوقهم الإنسانية وهو حصولهم على لقمة خبز تسد جوعهم، حيث قصف الاحتلال مخبزا فى شارع النصر بمدينة غزة، والذى أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وجرح آخرين.
خبز ملطخ بالدماء
- لورين استشهدت قبل زفافها بشهر
«الحظ لم يحالفنى لأكون معها».. بهذه الجملة عبر الفلسطينى خالد المصرى صاحب الـ27 عاما وهو لا يستطيع كبح دموعه عن حزنه بعد استشهاد خطيبته، لورين صاحبة الـ26 عاما، حيث زُفت إلى دارها فى الجنة كما وصف خطيبها.
وقال خالد المصرى، فى حديثه لـ«اليوم السابع»:» الحظ لم يحالفنى لأكون مع خطيبتى، بسبب إننى خارج غزة لعملى فى قبرص، وآخر مرة تحدثت معى لورين لمدة ساعة قبل استشهادها وكانت تحكى أنها مرعوبة من الحرب، وتقول لا تتركنى وتذكرنى، لأنها كانت تشعر بقرب استشهادها، وبالفعل بعد ساعة من تحدثنا معا استشهدت لورين وذهبت إلى الجنة بدونى».
وتابع: تواصلت معى حماتى وأخبرتنى باستشهاد خطيبتى، وكانت تصرخ وتقول لى «لورين مش موجودة تحت الأنقاض بدورعليها، وبعد ساعتين من خروجها من تحت الأنقاض استشهدت» وقالت لى حماتى «لورين استشهدت وهى ساجدة تصلى».
وتابع: «بالرغم من إنها شهيدة فى مكان أفضل، لكن قلبى حزين عليها ومشروخ، ماتت قبل فرحنا بشهر وكنت محضر لها مفاجأة أصطحبها ونسافر بعد الزفاف ولكن لم تكتمل فرحتنا وتركتنى.. وقدر الله ما شاء فعل».
وأضاف: حماتى أرسلت لى رسالة تقول فيها: «أمانة ادعيلها هى تحبك كتير، ضليت انت ذكرى منها».
- شاعر فلسطينى يروى مأساة استشهاد 40 شخصا من عائلته
الشاعر الفلسطينى رائد قُديح، صادفه القدر أن يتواجد فى القاهرة بسبب عمله أثناء العدوان الأخير على قطاع غزة، تاركا عائلته فى القطاع، وتحدث رائد لـ«اليوم السابع» عما أحدثته الحرب على غزة، واستشهاد 40 شخصا من عائلته.
كلمات أسى وحزن شديد عبر بها «رائد» عن إحساسه وهو الآن بعيد عن بناته وزوجته وأولاده، فقال «أشعر بالقهر والعجز، أشعر أننى أموت فى اللحظة عشرات المرات، أريد أن أسارع الوقت ذاهبا إليهم، أنظر فى أعينهم، لشعورى بأنهم يعيشون فى رعب».
وأضاف: «ما يحدث فى غزة أسوأ مما تشاهدونه فى وسائل الإعلام، ما يحدث هناك هو إبادة جماعية، وللأسف معظم الشهداء من الأطفال والنساء».
الشاعر رائد
تابع: «ما حدث فى الغزو الأخير كارثة، فإسرائيل تضرب وتقصف السكان فى غزة دون سابق إنذار، فضربت البيوت والمدارس والمستشفيات وأماكن لجوء الناس، إسرائيل لم تترك شارعا أو منطقة أو مؤسسة أو مبنى إلا وقصفته».
واستطرد رائد: «هناك الكثير من العائلات سواء عائلتى «عائلة قديح» التى ودعت 40 شهيدا من نساء وأطفال ورجال، وعائلة أبو إسحاق، عائلة المصرى، عائلة زحزوح، عائلة شعب، عائلات كثيرة ودعت أسرا وليس أفرادا، وهناك عائلة بأكملها من عائلة «قديح» قصف منزلها المكون من 3 طوابق، وهناك العديد من المحاولات لإنقاذ الأهالى من تحت الأنقاض، وللأسف لا توجد معدات تساعد على إخراجهم، ولكن بتكاتف الناس والحفر اليدوى خرج منهم الحى والشهيد والقليل منهم يخرج مصابا، وما زال هناك الكثير من قطاع غزة تحت الأنقاض لا نستطيع إخراجهم».
وأضاف: «كلنا عائلة واحدة نساند بعضنا فى غزة، فابنة عمى استشهدت هى وعائلة زوجها كاملة إلا ابنتها الصغيرة 12 عاما، ذهبت للعيش مع عائلة أخرى فلسطينية، وللأسف ما يحدث للأطفال يجعلهم فى احتياج شديد لتأهيل نفسى من شدة الخوف الذى يعيشونه».
هذا الخبر منقول من اليوم السابع