زخم واهتمام كبير يصل إلى حد التسابق على القارة الأفريقية بين القوى الغربية، وليست المملكة المتحدة بمنأى عن السباق المحموم بين روسيا والصين والدول الغربية، لاسيما مع وجود متغيرات تشهدها الساحة اليوم، فى مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية، وما تلاها من صراع ليس بخفى بين الغرب وروسيا، فى هذا الإطار قام جيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني بجولة فى القارة السمراء زار خلالها غانا ونيجيريا وزامبيا.
المسئول البريطاني خلال الجولة الافريقية، قدم بلاده كبديل لقوات "فاجنر" الروسية معروفة بتواجد عناصرها فى بعض بلدان القارة السمراء لمعاونة بلدانها على استعادة الأمن ودحر الإرهاب، حيث قال كليفرلي فى مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز"، البريطانية إن لندن يجب أن تكثف شراكتها مع الدول الإفريقية بشأن "تدابير أمنية مستدامة"، لافتا إلى أن بعض تلك الدول لجأت إلى مجموعة "فاجنر" الروسية لتلبية "حاجة لم يتم الوفاء بها".
وأكد كليفرلي، أنه "سيتم النظر بجدية" في أي طلبات من القادة الأفارقة لـ"العمل على بناء القدرات والتدريب مع القوات المسلحة البريطانية"، مشيراً إلى أن الكفاءة المهنية للجيش البريطاني "أمر جيد" يمكن لها "تصديره" إلى القارة الإفريقية.
يوجد أكبر عدد من عمليات الانتشار العسكرية البريطانية في إفريقيا، حيث تجري القوات تدريبات وعمليات قتالية، بما في ذلك في غانا وكينيا.
ووفقا للصحيفة، كشف كليفرلي أنه تم تقديم "عروض جذابة ظاهرياً" لبعض الدول الإفريقية من قبل روسيا والصين، لكنه يعتقد أن المد آخذ في التحول.
يأتي تدخله بعد أن تعرضت حكومة المملكة المتحدة للهجوم؛ لأنها "قللت من شأن مجموعة فاجنر وقللت من شأنها لمدة 10 سنوات في تقرير دامغ من قبل أعضاء البرلمان الأسبوع الماضي.
وفي معرض حديثه عن العقوبات التي فرضتها بريطانيا على فاجنر ومسؤوليها، بما في ذلك مؤسسها يفجيني بريجوزي، قال كليفرلي: إن الدول المشاركة مع فاجنر أصبحت "غير مرتاحة بشكل متزايد" لتأثير المجموعة.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا بأن مجموعة فاجنر لن تكون نشطة في إفريقيا إذا لم تكن هناك حاجة لم يتم الوفاء بها".
وتابع: "إذا كانت الدول قلقة بشأن أمنها الداخلي، وإذا كانت قلقة بشأن القدرة على الدفاع عن نفسها، فعلينا أن ندرك ذلك، وعلينا أن نتطلع إلى التحدث معها حول الإجراءات الأمنية المستدامة حقًا".
ليست المرة الأولى التي تحاول فيها المملكة المتحدة فى تعزيز علاقاتها بالقارة السمراء، ففي ديسمبر 2022 أعلنت بريطانيا عن "استراتيجيات طويلة الأجل لتطوير العلاقات مع القارة"، في "بناء شراكات مستقبلية".
وفى العام نفسه خلال زيارة قام بها إلى كينيا، وعد كليفرلي بـ"استثمار نزيه وموثوق فيه بالقارة"، وذكرت الخارجية أن المملكة المتحدة ستعلن عن «دعم جديد لصندوق التنمية الأفريقي (ADF) بهدف مساعدة المجتمعات الأفقر في أفريقيا على تنمية اقتصاداتها وخلق فرص العمل وتحسين الرعاية الصحية».
وتتزامن المساعي البريطانية مع استضافة الرئيس الروسي فلادمير بوتين، القمة الروسية – الأفريقية الأسبوع الماضى بـ سان بطرسبرج، مع تقديم وعود سخية بقدرة روسيا على حل أزمة الحبوب التي تعيشها الدول الافريقية، ومنحها بعضها الحبوب مجانا، فضلا عن تعزيز الشراكة والتعاون فى مجالات عديدة.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع