أطلق عليها مدينة العلم وكعبة العلماء وذلك لكثرة عدد العلماء الذين تواجدوا على أرضها ودرسوا في مدارسها، حيث كانت المدينة مقرًا لحاكم الصعيد في العصور الوسطى وتواجد بها عدد من المدارس الشرعية التي تخرج منها العديد من الفقهاء والعلماء، كما تواجد بها المسجد العمري الذي يحتوي على أكثر نصوص إسلامية ومنبر من أقدم منابر مصر، فهنا في مدينة قوص جنوب محافظة قنا تنتشر عدد من الأضرحة والمقامات التي لها روادها ومحبيها وكذلك يتردد عدد كبير على زيارة المسجد العمري بالمدينة، ومن أشهر المقامات أيضًا والمساجد، مسجد ومقام ابن دقيق العيد والذي يعد واحدًا من أشهر الأولياء في المدينة ومحافظة قنا، كما كان له مكانه كبيرة بين حكام العرب والسلاطين في وقتها.
وولد ابن دقيق العيد حينما كان والده مجد الدين القشيري القوصي متجهاً إلى الحج في عرض البحر، وطاف به على يده بعد وصوله للحج ودعا لَه بالعلم والعمل، كما نشأ ابن دقيق العيد في قوص بصعيد مصر، وحفظ القرآن، وسمع الحديث من والده الشيخ مجد الدين القشيري، وعدد من العلماء وقتها وأخذ مذهبي مالك والشافعي، وأخذ العربية على ابن أبي الفضل المرسي، كما تعود سبب شهرته بذلك الاسم أن جده كان يلبس في يوم العيد طيلسانا ناصع البياض، فقيل كأنه دقيق العيد فسمي به وعرف مطيع بن دقيق العيد.
قال مراد حسن، أديب قوص، إن لعلى بن دقيق العيد مكانة كبير بين علماء مصر وكان جامعًا للعلوم وبارع في فنونها وله مسجد يحمل اسمه في مدينة قوص وكذلك مقام متواجد داخل المسجد، وتقام له احتفالية في كل عام يشارك فيه عدد كبير من الأشخاص داخل المركز وخارجه نظرًا لمكانته ومحاربته للفكر الشيعي، حيث قضى حياته كلها بين الفكر والتدريس والتأليف والعبادة أيضًا حتى وفاته.
وأوضح مراد، أنه قرأ في أحد المؤلفات أن ابن دقيق العيد تولي منصب قاضي القضاة في ولاية السلطان المنصور حسام الدين لاجين في أواخر حياته في عام 695 ه بعد وفاة القاضي ابن بنت الأعز، ولم يقبله بسهوله حيث كان منشغل بأمور الدين والفقه، وكانت تلك الفترة قصيرة ولكن من أعظمها لاتصاله الوثيق بالسلطان وكبار الدولة، وكان يدافع عن الحق ويجهر به ولا يقبل شهادة الأمير لأنه عنده غير عدل، والجميع كان يتقربون إليه من العلماء وكبار الدولة.
وأشار مراد حسن، إلى أن مقام الشيخ علي بن دقيق العيد الذي توفي في عام 676ه تجدد بناؤه على يد حفيده أحمد فهمي القشيري سنة 1359 ه- 1940 م، وكان عمره في وقت وفاته 85 عاما، وتجمع الناس من كل مكان وكل منهم كان يريد دفنه في بلدهم إلى أن تغلب أهالي قوص بالبرهان والحجة وأنهم أولى الناس بدفن شيخهم في البلد الذي عاش فيه وأنجب وتوفى فيه ودفن في هذه البقعة.
المسجد والمقام (1)
المسجد والمقام (2)
المسجد والمقام (3)
مقام ومسجد بن دقيق العيد (1)
مقام ومسجد بن دقيق العيد (2)
مقام ومسجد بن دقيق العيد (3)
مقام ومسجد بن دقيق العيد (4)
هذا الخبر منقول من اليوم السابع