"التراث والهيبة والوقاية من أشعة الشمس".. تعد هذه هى أبرز استخدامات غطاء الرأس فى صعيد مصر وتحديدًا فى محافظة أسوان، التى تنتشر فيها لبس العمامة والطاقية النوبى بين أبناء القبائل العربية وأبناء النوبة ولكل غطاء منهم قصة وحكاية تعكس هوية مرتديها.
ففى قرية الكوبانية بمركز أسوان، تعد عمامة الرأس واحدة من أشهر أغطية الرأس فى القرية، وينتشر استخدامها ما بين الفئات العمرية الكبيرة فى السن وبين الأطفال أحيانًا، حيث أنها تعبر عن شخصية مرتديها وهيبته فى ظهوره بين أبناء قبيلته والقبائل الأخرى فى نفس القرية.
قال عبد الحميد الكوبانى، من أهالى القرية لـ"اليوم السابع"، أن العمامة هى هوية الشخصية الصعيدية وهى جزء لا يتجزأ من ملابسه التى يرتديها وتأتى العمامة على الرأس استكمالًا للزى الصعيدى للرجال الذى لا يمكن الاستغناء عنه مع ارتداء الجلباب أو الجلابية وكذلك "الشملة" على الكتف ومسك العصا فى اليد، فكل هذا من مظاهر الشخصية الصعيدية.
وأضاف سيد أبو الوفا، من أهالى قرية بنبان بأسوان، أن عمامة الرأس تتكون من شاش أبيض اللون وطاقية من القماش، ويتم لف الشاش على الطاقية بطريقة دائرية معينة ويمكن أن يمسك طرف الشاش بعضه البعض حتى يتم إحكامه جيدًا حتى لا تسقط أثناء الحركة أو اهتزاز الرأس، موضحًا أن الشاش يتراوح طوله من متر إلى 3 أمتار والطاقية يفضل صنعها من الخيوط البيضاء اللون وتكون مفتحه بمسام حتى تعطى تهوية جيدة للرأس خلال فترة ارتداءها.
وأوضح عبد العزيز السلواوى، أن لبس العمامة هو عادة توارثها أبناء القبائل العربية فى صعيد مصر منذ مئات السنين، ويرمز إلى القوة والشموخ فى الطريقة والأسلوب الذى اعتاد أن يرتديه الناس به خاصة فى صعيد مصر، كما أنها تعكس شخصية وهيبة ووقار الشخص من خلال طريقته فى لف العمامة على الرأس، مشيرًا إلى أن العمامة تحمى أيضًا من أشعة الشمس الحارقة، خاصة أن محافظة أسوان من المحافظات التى تشتهر بارتفاع درجات الحرارة فيها بشكل كبير خلال فصل الصيف.
وتابع، أن العمامة هى عادة العرب لوقايتهم من الحر أو البرد، فقد ذكر أبو الأسود الدؤلى "ت 69 هـ" التابعى الشهير وواضع علم النحو أن العمامة "جِنّة فى الحرب، ومُكنة من الحرّ، ومدفأة من القر "البرد"، ووقار فى الندى، وواقية من الأحداث، وزيادة فى القامة"، وكثرت الأمثال الشعبية على العمامة، ومنها "من كبرت عمامته كانت الناس فى جعبته".
وأشار إلى العمامة الأسوانية تختلف ذات الحجم الكبير المبروم عن العمامة القوصية ذات الشكل الهندسى المثلث والمتراص بحجم أصغر بحوالى النصف عن الأسوانية، بينما تتخذ العمامة الدندراوية شكلًا مختلفًا بالذيل القصير خلف العمامة الصغيرة ناصعة البياض من ناحية الظهر، وهو ما يطلق عليه شعبيًا "العدبة".
وعن الطاقية النوبى، هى أيضًا جزء أصيل من هوية لبس الزى النوبى، الذى يكون عبارة عن جلبات أو جلابية "نوبى" ومعها سديرى أحيانًا، ويتميز بعضها وخاصة طواقى الأطفال فى النوبة بالألوان المختلفة الزاهية والبعض يطلق عليها "طاقية بكار"، ويقبل عليها السائحون فى الأسواق السياحية ومحلات بيع التحف الفنية.
قال عبد الفتاح حسن، من أبناء النوبة بأسوان، لـ"اليوم السابع"، أن الطاقة النوبى تعبر عن هوية أهل النوبة وهى أيضًا تراث قديم توارثوه من الأجداد ولا يزالون يحافظون عليه، خاصة فى ظل ازدهار صناعة المشغولات اليدوية ويمكن تصنيعها فى يوم واحد، وتختلف ألوانها حسب رغبة كل شخص من أبناء محافظة أسوان.
وأشارت الحاجة روحية، من سيدات النوبة، إلى أن صناعة الطواقى النوبى فى الغالب تتم بالأيدى "المشغولات اليدوية" التى اشتهرت بها القرى النوبية وأسوان، ويتم تطريز الطواقى النوبية بخيوط ملونة من القطن تشكل وحدات زخرفية يغلب عليها وحدة المثلث، وعادة يرتديها الشباب والصبية ويطلقون عليها "طواقى بكار"، وأول ما تتعلمه الفتاة فى النوبة هو صنع الطاقية لتهديها للحبيب أو الأخ أو الزوج أو الأب.
الطواقى-النوبى-(1)
الطواقى-النوبى-(2)
الطواقى-النوبى-(3)
الطواقى-النوبى-(4)
الطواقى-النوبى-(5)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(1)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(2)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(3)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(4)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(5)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(6)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(7)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(8)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(9)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(10)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(11)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(12)
العمامة-بين-أبناء-القبائل-العربية-فى-أسوان-(13)
هذا الخبر منقول من اليوم السابع