العالم يتابع المهمة التاريخية لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي.. أول عربي يسير فى الفضاء.. مهمته صيانة الأنظمة الأساسية لمحطة الفضاء الدولية.. وتركيب أجهزة تكنولوجية جديدة.. فيديو وصور

تتجه أنظار العالم إلى الفضاء، حيث تتابع المهمة التاريخية لرائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، وذلك لتنفيذ مهمة "السير في الفضاء" خارج محطة الفضاء الدولية، والتي ستستمر 6 ساعات ونصف، وقد بدأت المهمة عند حدود الـ5.15 مساءً بتوقيت الإمارات، ويتولى خلالها زميله ستيفن بوين من وكالة ناسا الأمريكية تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band للمحطة، وذلك تمهيداً لإعادتها إلى الأرض، فضلاً عن إكمال سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية للمحطة وتركيب أجزاء جديدة. وفق"البيان" الإماراتية.

وكان مركز محمد بن راشد للفضاء، أعلن أن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي يخرج اليوم الجمعة من المحطة الفضائية في مهمة تاريخية إلى الفضاء المفتوح، مشيرا إلى أن النيادي سينفذ هذه المهمة في إطار المهام الموكلة للبعثة 69 الموجودة على متن المحطة الفضائية الدولية، الأمر الذي يعد إنجازا لدولة الإمارات العربية.

وينفذ النيادي مهمته إلى الفضاء المفتوح مع رائد الفضاء الأمريكي، ستيفن بوين التابع لوكالة ناسا، وخلالها سيقوم الرائدان بالعمل على صيانة بعض أقسام المحطة وتحديثها، والهدف الأساسي هو تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيدا لإعادتها إلى الأرض.

 

وسيكمل النيادي والفريق الذي يعمل معه سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، حيث سيتم تركيب هذه الألواح خلال مهمة لاحقة في يونيو المقبل، وستسهل هذه التحضيرات على رواد الفضاء العمل خلال المهمة المقبلة.

 

وبثت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا اليوم، عبر حسابها الرسمي على يوتيوب فيديو مباشر، لخروج رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، من معادلة الضغط في محطة الفضاء الدولية ليصبح بذلك أول عربي يسير في الفضاء.

واستعداداً لتنفيذ المهمة يتم تجهيز رواد الفضاء داخل غرفة معادلة الضغط لمهمة السير بالفضاء، وهي مقسمة قسمين، الأول للتجهيز، والآخر يوجد به رواد الفضاء وهم مرتدون بدلهم، حيث يتم غلقها ثم يتم تفريغها من الضغط، وعادة ما يشترك في هذه المهمات النوعية اثنان من الرواد، يشتغلان على كثير من المهام.

image (4)
 

وبالنسبة للتجهيزات السابقة على عملية الانطلاق، فقد انتهى النيادي من تجهيز البدلة المخصصة للمهمة «EMU» في خطوة أخيرة قبل مباشرة المهمة، وستجعل هذه المهمة النوعية الإمارات الـ10 عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، والأولى لرائد فضاء عربي، فيما تعتبر عمليات السير في الفضاء، المعروفة أيضاً باسم النشاط خارج المركب «EVA»، ضرورية للحفاظ على قدرات محطة الفضاء الدولية وتطوير مهامها وأنظمتها.

مهمة السير بالفضاء

ويخضع اختيار رواد الفضاء الذين يتم اختيارهم للقيام بمهمة السير في الفضاء لعملية اختيار صارمة بناءً على مهاراتهم، وخبراتهم، وقدرتهم على التكيف مع بيئة الفضاء الصعبة، فضلاً عن ضرورة إثبات كفاءة استثنائية في مجلات مختلفة، مثل الهندسة، والروبوتات، وأنظمة دعم الحياة، إضافة إلى اللياقة البدنية، والمرونة العقلية.

image
 

ونظراً للمخاطر العالية المرتبطة بمهمات السير في الفضاء، يتم اختيار رواد الفضاء المؤهلين فقط للقيام بأداء هذه المهمة، فهذه العملية لا تشكل تحدياً على الصعيد البدني فقط، بسبب بدلات الضغط التي يرتديها رواد الفضاء، بل تتطلب أيضاً قدرات ذهنية كبيرة، حيث يتعين على رواد الفضاء الجمع ما بين التركيز على المهام التي يقومون بها، والحفاظ على سلامتهم، وكذلك التفاعل مع الطاقم الموجود على متن المحطة، وفريق مركز التحكم بالمهمة على الأرض.

image (5)

وتسمح مهمة السير بالفضاء لرواد الفضاء بأداء مهام مختلفة، مثل صيانة الأنظمة الأساسية لمحطة الفضاء الدولية وإصلاحها، وتركيب أجهزة تكنولوجية جديدة، وتجميع وإعادة بناء وحدات المحطة، وتشير عمليات السير في الفضاء إلى مدى أهمية التعاون الدولي على متن محطة الفضاء الدولية، حيث يتعاون رواد الفضاء من مختلف البلدان، ويتبادلون المعرفة والمصادر المختلفة.

image (3)
 

وتعد بدلة رواد الفضاء «EMU» الخاصة بهذه المهمات بحد ذاتها مركبة فضائية لحماية الرواد، خاصة أن هذه المهمات للسير بالفضاء تستمر لنحو 7 ساعات، ولذلك فهي توفر لهم الأكسجين اللازم للتنفس خارج المحطة الدولية، وتحميهم من درجات الحرارة العالية التي تصل نهاراً إلى 120 درجة مئوية، وتصل مساءً إلى سالب 150 درجة، وكذلك تضم البدلة أجهزة لتنقية الهواء وبها وسائل الاتصال اللازمة لعملية السير بالفضاء والتواصل مع رائد الفضاء المرافق.

وتحتوي البدلة على جزء خلفي يشبه الحقيبة، ويطلق عليه «أنظمة دعم الحياة»، ويتضمن الأكسجين ومعدات التدريب، فيما تشتمل على قسمين؛ علوي يضم خوذة الرأس، والسفلي خاص بالجسم، وتتنوع أحجام أجسام رواد الفضاء، ولذلك تأتي البدلة بمقاسات مختلفة، ويرتدي رائد الفضاء خوذة البدلة ذات المقاس الثابت، فيما يتم التعديل على الجزء السفلي من ناحية القياس بحسب الحاجة، مثل الذراعين والقدمين، ويتم ربطها بأربطة معينة لتناسب رائد الفضاء.

وفي ما يخص خوذة الرأس للبدلة فإنها محمية بطبقات من مواد قاسية للحماية من الأشعة الشمسية وغيرها، كما تضم نظارة شمسية تستخدم خلال فترة وجود الشمس أثناء تأدية المهمة، وبها أغطية من الجانبين اليمين واليسار للحماية من الشمس أيضاً.

تدريبات مسبقة

وأجرى النيادي تدريبات متخصصة استعداداً لهذه المهمة بمختبر الطفو المحايد «NBL»، وهو مسبح تديره وكالة ناسا الأمريكية، ويقع في مركز تدريب سوني كارتر، بالقرب من مركز لندون بي جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس، وهو أحد أهم الأساليب لتحضير الرواد لـ«مهمات السير في الفضاء»، وتطوير إجراءات المهمات للتحقق من عمل الأجهزة بشكل جيد، فضلاً عن التأقلم على بدلة رواد الفضاء «EMU» الخاصة بهذه المهمات.

ويحتوي مختبر الطفو المحايد على أكثر من 23 مليون لتر من الماء، ومجسم شبه كامل لمحطة الفضاء الدولية، حيث يجري تدريب الرواد باستخدام حبال الأمان، بينما يستمعان للتعليمات عبر مكبرات صوت موجودة تحت الماء، ويتوجب على الرواد ارتداء بدلة الفضاء تحت سطح الماء داخل حوض الماء المعد للتدريب، مع الاستعانة بأثقال تحافظ على مستوى الرواد، لتجنب الهبوط تحت القاع، أو أن يطفو إلى السطح، ويأتي ذلك لوضعهم في حالة شبيهة بانعدام الوزن والجاذبية، فيما تحتاج هذه التدريبات إلى اللياقة وقوة التحمل والحضور الذهني.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع