فيه شفاء للناس.."اليوم السابع" داخل أقدم منحل فى إسنا.. عبد الرحمن عبد الحارس يساعد شباب النحالين على إنشاء المناحل.. ويكشف: العسل السدر الصعيدي يخرج من الأقصر وقنا وسوهاج وينافس اليمني عالميا

"عليكم بالشفاءين العسل والقرآن" بتلك الكلمات أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيمة العسل الهامة، حيث يعتبر العسل قيمة غذائية مفيدة وكبيرة لصحة الإنسان، فالنحل يعد مملكة عظيمة ومميزة تعمل بكل جدية يومياً، لتنتج للجمهور أجود أنواع العسل فى مصر وحول العالم.

"اليوم السابع" أجرى جولة داخل أحد مناحل مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، وهو منحل المهندس عبد الرحمن عبد الحارس صادق معلم بمدرسة الشغب الزراعية، والذي يعمل فى خدمة أهالى إسنا والأقصر منذ أكثر من 15 سنة مضت.

وفي هذا الصدد التقى "اليوم السابع" مع المهندس عبد الرحمن عبد الحارس صادق معلم بمدرسة الشغب الزراعية وصاحب منحل عسل بمدينة إسنا، وقال إنه قام بعمل المنحل الخاص به منذ أكثر من 15 سنة لتدريب يديه على العمل بالمناحل وهو أحد مجالات دراسته بكلية الزراعة، بجانب السعي في الرزق فهو مصدر رزق مميز وتوفير العسل بأنواعه المختلفة لأبناء مدينة إسنا، موضحاً أنه من يريد عمل منحل من أبناء المدينة يقوم بدعمه وتوفير كافة متطلبات إنشاء المنحل من الألف للياء.

ويضيف المهندس عبد الرحمن عبد الحارس، أن من يريد عمل منحل يتعاقد معهم لتوفير الصناديق والخلايا الخشبية له، بجانب توفير طرد النحل عبارة عن 3 براويز ومعهم ملكة شابة، ويتم فتح المنحل بكل سهولة فى المكان الجديد، ويبدأ النحل فى الحركة حوله لبدء المرعى وبعدها يتم فرز العسل في الموسم، موجهاً نصيحته لكل من يريد إنشاء منحل أن يقضي موسم كامل على الأقل مع نحال متمرس لكي يتعلم كافة العمليات الفنية الحساسة، ويبدأ تطبيقها فى منحلة الجديد، حيث أن أكبر عدو للنحل هو النحال الجاهل.

ويقول صاحب أقدم منحل بمدينة إسنا، أن عمر النحلة عموماً 45 يوماً بداية من خروجها للحياة و21 يوم بالخلية وبعدها 25 يوم بالمرعى وبعدها ينتهى عمرها، ولكن لا يشعر صاحب المنحل بالنقص فيومياً يموت نحل وتقوم الملكة بتوفير نحل جديد بالبيض يومياً، حيث أن الملكة القوية قد تبيض فى اليوم الواحد حوالي 2000 بيضة، ولذلك تتكاثر النحل بصورة كبيرة ويشعر النحال فى فصل الصيف بالزيادة لكونه يزيد من خصوبة الملكة وإنتاجها للبيض.

وعن الإنتاج، يقول المهندس عبد الرحمن عبد الحارس، أن الخلية تنتج فى المتوسط 10 كيلو عسل، وقد يصل لأكثر من 15 كيلو بالمواسم الجيدة، موضحاً أن المعتقد السائد بأن العسل هو فضلات النحل مفهوم خاطئ تماماً، مؤكداً أن الشغالات تجلب الرحيق وتسلمه للشغالات الصغيرة بالسن ويتم تخزينه وتهويته وبعد نضوجه تقوم الشغالات بختمه بطبقة من الشمع حتى لا يقترب العدو منه أو يسيل بالحرارة.

واستطرد المهندس عبد الرحمن عبد الحارس صاحب المنحل بإسنا، أنه بالنسبة للخلية الواحدة يتم عمل 3 فرزات لها الأولى في نهاية شهر مايو وأول يونيو، والثانية في نهاية شهر 7 والثالثة فى شهر 8، وتنتج الخلية الواحدة حوالى 10 كيلو فى السنة، وذلك فى البرسيم الحجازى، وهناك 3 محافظات تنفرد بفرز عسل السدر ذات الصيت العالمى، وهى الأقصر وسوهاج وقنا، فعسل السدر الصعيدي ينافس السدر اليمني بكل الأسواق العالمية وبشهادة أهل اليمن من النحالين أنفسهم، حيث يوجد تطابق كبير بينهما بشرط أن يراعى النحال الله فى عمله والنظافة والإهتمام، حيث يوجد بالصحراوي الغربي، قائلاً أن آخر فرزه يقوم بفرزها هي فرزه السدر في نوفمبر بنهاية كل عام.

وأوضح صاحب المنحل الأقدم بمدينة إسنا، أن النحلة هي الكائن الوحيد فى الحياة الذي يستلم عمله فور خروجه للحياة مباشرة، حيث تخرج بيضاء وتفقس وتصبح يرقة وبعدها عذراء ثم حشرة كاملة، فالنحل لديه أعمال داخليه وأعمال خارجية، فالنحل بعمر يوم وحتى 21 يوم لا يخرج من الخلية نهائياً، حيث يقوم بحراسة الملكة ونظافة الخلية وحراستها وإفراز الشمع وإفراز الغذاء الملكى، واستلام الرحيق من الشغالات الكبيرة وإنضاجه، وبعد مرور 21 يوم يبدأ في استلام الأعمال الخارجية والتي تشمل "جلب الرحيق والمياه وحبوب اللقاح بقدميه وصمغ النحل".

وفى النهاية أكد المهندس عبد الرحمن عبد الحارس صادق، أنه يخرج المنحل الخاص به أنوع متعددة من العسل، ومنها عسل السدر الجبلي، وعسل البرسيم الحجازى، وعسل الموالح وعسل الموز، موضحاً أن العسل لا يجب أن يكون لونه أبيض وفاتح فهناك عسل لونه غامق، موضحاً أنه عند تجمد العسل فى الشتاء يظن البعض أنه مغشوش وهو أمر خاطئ، مشدداً على أن العسل الأصلي يجب أن يحدث له ذلك التجمد فى درجات الحرارة المنخفضة، مناشداً الشباب الذين يفكرون فى مشروعات ستارت آب فى مجالات غذائية أن يخططون لإقامة المناحل لما لها من قيمة كبيرة بالمجتمع بجانب فوائد العسل الذي تنتجه تلك المناحل والرزق الذي يجنيه الشباب من هذا المشروع.