بالتزامن مع جولة رئاسية مهمة للرئيس عبد الفتاح السيسى فى الهند وأذربيجان وأرمينيا، فتح من خلالها جبهات استراتيجية جديدة للقاهرة تبشر بآفاق تعاون مثمرة فى ظل استمرار التحديات العالمية التى تفرضها الحرب الروسية الأوكرانية، بدأ وزير الخارجية الأمريكى، انتونى بلينكن زيارة إلى القاهرة فى إطار جولة تشمل إسرائيل والضفة الغربية.
وتحمل هذه الزيارة أهمية خاصة لاسيما وإنها تأتى وسط تصعيد بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، حيث سيناقش بلينكن خلال لقاءاته مع كبار المسئولين المصريين قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها بالطبع القضية الفلسطينية.
السيسى مع بيرنز
وتأكيدا على الاهتمام الذى توليه واشنطن لعلاقاتها بالقاهرة، تأتى هذه الزيارة بعد أيام من استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى لويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. وأكد خلالها بيرنز على أهمية وقوة العلاقات المصرية الأمريكية، مع تطلع واشنطن خلال الفترة القادمة لتطوير علاقات التعاون والشراكة مع مصر التى تعتبر مركز ثقل منطقة الشرق الأوسط ودعامة الأمن والاستقرار به بقيادة الرئيس لاسيما فى هذه المرحلة الدقيقة التى تشهد أزمات دولية وإقليمية. كما نقل إلى الرئيس السيسى تحيات الرئيس "بايدن".
ورفع بلينكن فى أولى محطات زيارته للقاهرة اليوم الأحد شعار "الشراكة الاستراتيجية"، حيث التقى عدد من الشباب المصرى فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأكد لهم أن العلاقة مع مصر تحمل أهمية خاصة وأن وجود الشباب يغذى هذه الشراكة الاستراتيجية لاسيما وإن مصر دولة شابة يبلغ تعداد أكثر من 60% من سكانها من الشباب.
وأضاف أن الشباب هم من سيحملون هذه العلاقة الثنائية إلى الأمام ومن الضرورى الاستماع إليهم لأنهم هم قادة المستقبل.
وتأتى الزيارة بعد نشر الخارجية الأمريكية لبيان حول العلاقات الثنائية مع مصر احتفت من خلاله بالشراكة الثنائية مع مصر فى كافة المجالات لاسيما مع احتفال القاهرة وواشنطن بأكثر من قرن من التعاون الدبلوماسى والصداقة، تقف الولايات المتحدة مع مصر والشعب المصرى لتعزيز الأمن الإقليمى، وتعزيز المرونة الاقتصادية، وتعزيز العلاقات بين الشعبين، ومعالجة أزمة المناخ، وتعزيز شراكة دفاعية حاسمة، ودعم المصريين فى سعيهم لمستقبل مزدهر للجميع.
وتأكيدا على دور مصر المهم فى الشرق الأوسط كلاعب أساسى وركيزة للاستقرار، قالت الخارجية الأمريكية أن " الولايات المتحدة ومصر تتعاونان بشكل وثيق لتهدئة النزاعات وتعزيز السلام المستدام، بما فى ذلك من خلال دعم وساطة الأمم المتحدة لتمكين الانتخابات فى ليبيا فى أقرب وقت ممكن واستعادة انتقال بقيادة مدنية فى السودان من خلال الاتفاق السياسى الإطارى."
وأكد البيان " الولايات المتحدة ومصر تشتركان فى التزام لا يتزعزع بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع الإسرائيلى الفلسطينى وتدابير متساوية للأمن والازدهار والكرامة للإسرائيليين والفلسطينيين. الولايات المتحدة منخرطة مع مصر، وكذلك السودان وإثيوبيا، لتقديم قرار دبلوماسى سريع بشأن سد النهضة الإثيوبى الكبير الذى يحمى مصالح الأطراف الثلاثة."
وأكدت الخارجية الأمريكية على التعاون فى مجال التبادل المهنى والأكاديمى، حيث شارك أكثر من 20 ألف مصرى فى برامج التبادل الحكومية الأمريكية، ويسافر 450 مصريًا إلى الولايات المتحدة سنويًا فى برامج التبادل المهنى والأكاديمى التى تيسرها سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة. تصل برامج اللغة الإنجليزية للبعثة إلى آلاف الطلاب والمعلمين فى جميع أنحاء مصر، بما فى ذلك جامعة الأزهر والمؤسسات التابعة لها. كشركاء ملتزمين فى الحفاظ على التراث الثقافى المصرى واستعادته وحمايته، وجددت الولايات المتحدة ومصر فى نوفمبر 2021 مذكرة تفاهم تعزز حماية التراث الثقافى المصرى وتمكن التعاون الثنائى من تعطيل الاتجار بالقطع الأثرية والأشياء الثقافية.
كما رحبت الولايات المتحدة بقيادة مصر المستمرة من خلال رئاسة كوب27 لتسريع الطموح العالمى والعمل على معالجة أزمة المناخ. تدعم الولايات المتحدة ومصر التعهد العالمى بشأن الميثان (GMP) ومسار الطاقة الجديد GMP، الذى انضمت إليه مصر فيما يتعلق بقطاع النفط والغاز. تشارك الولايات المتحدة ومصر فى قيادة الشراكة الجديدة بشأن التكيف فى إفريقيا، والتى تركز على مبادرات ملموسة للمساعدة فى بناء المرونة فى مناخ متغير. تقدم الولايات المتحدة 10 ملايين دولار لدعم إطلاق مركز القاهرة للتعلم والتميز فى التكيف والمرونة، والذى سيبنى القدرة على التكيف فى جميع أنحاء إفريقيا.
وأضاف البيان "هناك التزام مشترك بين الولايات المتحدة ومصر لتعزيز التعاون الاقتصادى الثنائى من أجل المنفعة المتبادلة للشعبين الأمريكى والمصرى، بما فى ذلك من خلال توسيع التجارة، وزيادة استثمارات القطاع الخاص، والتعاون فى الطاقة النظيفة وتكنولوجيا المناخ.
مع استمرار مصر فى مواجهة التداعيات العالمية للعملية الروسية فى أوكرانيا وما نتج عنه من انعدام الأمن الغذائى، أثنت الولايات المتحدة على مصر لإبرامها اتفاقًا مع صندوق النقد الدولى فى 16 ديسمبر 2022 يُعد أمرًا حاسمًا لتحقيق الاستقرار فى اقتصادها وتمكين الإصلاحات الحيوية. التزمت الولايات المتحدة ومصر بإنشاء لجنة اقتصادية مشتركة من شأنها تعزيز التعاون فى جميع القضايا الاقتصادية والتجارية."
هذا الخبر منقول من اليوم السابع