كان لديها إصرارا وعزيمة أن تهزم الجهل بداخلها وتحدت كل الظروف الصعبة التى واجهتها، ورغم أن أسرتها فى المنزل كانت ترفض خروجها للتعليم إلا أنها نجحت فى قهر الجهل عن طريق والدتها التى ساعدتها كثيرا رغم الظروف المادية الصعبة وفى نهاية الطريق نجحت الفتاة فى تحقيق هدفها وارضاء ذاتها وطموحها وحصلت على ليسانس الآداب قسم علم النفس من جامعة سوهاج بعد أن بدأت مشوارها من الصفر بالحصول على شهادة محو الأمية من محمد الدالى مدير فرع محو الأمية بسوهاج بعدما وعانت أشد المعاناة على مدار سنوات عمرها.
أسماء توفيق وهب الله 33 سنة من قرية بلصفورة بمحافظة سوهاج نموذج ناجح للفتاة المصرية التى قسى عليها الزمن ولم تلتحق فى بداية حياتها بمراحل التعليم فكان والدها عامل بناء ووالدتها ربة منزل ولديها 5 أشقاء وكانت الظروف المادية الصعبة فى البداية تقف حائلا أمام رغبتها إلا أن نظراتها للفتيات حولها كانت تدمى قلبها وكان لديها الرغبة أن تتعلم مثل الفتيات وفاتحت والدتها فى ذلك ولاقت تشجيعا كبيرا رغم رفض أشقائها وبدأت مشوارها الصعب إلى أن تحقق حلمها بالحصول على ليسانس الآداب قسم علم النفس بتقدير عام جيد.
التقى "اليوم السابع" بالفتاة داخل فرع محو الأمية بمحافظة سوهاج برئاسة محمد الدالى مدير عام فرع محو الأمية لتروى قصة كفاحها ونجاحها حيث قالت أنها بدأت تعلم الحروف الهجائية بعد أن التحقت فى البداية بمكتب لتحفيظ القرآن الكريم فى بلدتها وكانت والدتها تساندها وبعد فترة قليلة حفظت أجزاء من القرآن الكريم وبعدها التحقت مباشرة بفصل لمحو الأمية وحصلت على الشهادة وسط سعادة غامرة وخاصة من والدتى التى وقفت بجوارى.
وواصلت أسماء حديثها أنها واجهت صعوبات كبيرة فى الالتحاق بالمرحلة الإعدادية حيث كان الرفض من قبل أشقائى ولكن بالإرادة استعطت إقناعهم فى تكملة مشوارى والتحقت بمدرسة الاعدادية بنات ببلصفورة ووقتها عانت كثيرا حيث لم تجد اسمها فى قائمة الفصل وكانت تطرد من داخله لعدم تثبيت اسمها ولم تيأس وقتها فكانت تحصل على الكتب والمذكرات من زميلاتها لكى تذاكر دروسها وكانت يوميا تسير 2 كيلو على قدميها من منزلها إلى المدرسة نظرا للظروف المادية الصعبة وواصلت بالعزيمة والإصرار المرحلة الإعدادية دون الحصول على دروس خصوصية وحصلت على مجموع 60 %.
وتكمل الفتاة حديثها قائلة إنها التحقت بعدها بالمرحلة الثانوية بمدرسة الثانوية المشتركة ببلصفورة وكانت المواد الدراسية صعبة فى بداية الأمر إلا أنها اجتهدت كثيرا وحصلت على درس خصوصى فى مادة اللغة الانجليزية فقط اما باقى المواد فكانت تذاكرها بمجهودها لانها وضعت هدف فى حياتها رغم المعاناة أنها تحصل على المؤهل العالى لتحقق طموحها ثم التحقت بالقسم الادبى وحصلت على مجموع 75% وكان بالنسبة لها فرصة كبيرة لكى تلتحق بكلية الآداب قسم علم النفس وانتهت من دراستها بالحصول على الليسانس بتقدير عام جيد.
وتختتم أسماء حديثها قائلة إن العلم سلاح لكل فتاة حرمت من التعليم لكن بالإصرار والعزيمة تستطيع أن تقهر المستحيل وتحقق أهدافها وطموحها.
هذا الخبر منقول من اليوم السابع