قمة "إحياء السنن" العربية.. كيف جمعت قمة الجزائر بين الأبعاد المستحدثة للقضايا الدولية وتقاليد الماضى؟ انعقادها بعد توقف لسنوات أعاد للواجهة اجتماع الأشقاء.. وإحياء مبادرة السلام العربية يؤكد التمسك بالمرجعيات

قمة "إحياء السنن" العربية.. كيف جمعت قمة الجزائر بين الأبعاد المستحدثة للقضايا الدولية وتقاليد الماضى؟ انعقادها بعد توقف لسنوات أعاد للواجهة اجتماع الأشقاء.. وإحياء مبادرة السلام العربية يؤكد التمسك بالمرجعيات
قمة "إحياء السنن" العربية.. كيف جمعت قمة الجزائر بين الأبعاد المستحدثة للقضايا الدولية وتقاليد الماضى؟ انعقادها بعد توقف لسنوات أعاد للواجهة اجتماع الأشقاء.. وإحياء مبادرة السلام العربية يؤكد التمسك بالمرجعيات

قمة عربية، تحمل العديد من الاختلافات، إذا ما قورنت بالقمم السابقة، مما ساهم في إضفاء صبغة استثنائية عليها، سواء فيما يتعلق بالمفاوضات أو الاجتماعات التي شهدتها، وهو الأمر الذى يرجع بالأساس لتزامنها مع العديد من المستجدات الدولية والإقليمية، وتداعياتها الكبيرة، على المنطقة العربية، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية والوباء، ناهيك عن تفاقم قضية الأمن الغذائي وأمن الطاقة بالإضافة إلى قضية التغيرات المناخية.

 

الطبيعة الجديدة، أو المستحدثة لغالبية الأزمات التي تمت مناقشتها على مائدة القمة العربية التي عقدت بالعاصمة الجزائرية، خلال اليومين الماضيين، ربما أضفى أبعادا جديدة، للقضايا العربية، تتجاوز في جزء كبير منها البعد السياسي التقليدى، رغم محوريته، حيث تبقى المخاطر الجديدة كفيلة إلى حد كبير بإحياء العديد من الدعوات القديمة، والتي تدور في معظمها حول التضامن العربي، والدعوة الصريحة إلى تجاوز الخلافات البينية، لتحقيق المصالح المشتركة في إطار توافقي.

 

وبين الأبعاد المستحدثة التي تناولتها القمة العربية، بحكم الظروف الدولية الراهنة وتداعياتها الكبيرة، من جانب، والدعوات القديمة التي تم إحيائها، من جانب أخر، نجد أن ثمة حالة تبدو مختلفة خلقتها قمة الجزائر، تجسدت في الجمع بين "السنن" التقليدية للقضايا العربية، مع تحديثها، لتتواكب مع المرحلة الزمنية الراهنة، ومتطلباتها، وهو ما لم يقتصر على صياغة الرؤى الرسمية المطروحة، وإنما امتدت إلى جوانب أخرى، ربما أبرزها أنها القمة الأولى "بدون أوراق".

 

في هذا الإطار، رصد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة يوم الأربعاء، بعض الأمور المستحدثة في قمة الجزائر، منها أن القمة شهدت تجربة جديدة تمثلت في اقرار ما سبق إقراره في القمة السابقة، بينما شهدت القمة تحديث إلكتروني، فهي القمة الاولى بدون مستندات.

 

ولكن يبقى مفهوم "إحياء السنن" العربية حاضرا بقوة في مشهد القمة، فمجرد انعقادها يمثل عودة جديدة للقاء بين القادة العرب، بعد توقف دام لأكثر من 3 سنوات، بسبب تفشي الوباء، وهو ما يمثل خطوة مهمة في ظل تواتر الأزمات، والتي بات التعامل معها يحتاج إلى التنسيق المستمر بشكل جماعي، خاصة وأن أعتى الدول المتقدمة عجزت عن التعامل بمفردها مع أزمات العالم الجديدة.

 

ويحمل توقيت انعقاد القمة هو الاخر، بعدا رمزيا، في ظل تزامنها مع احتفالات الجزائر بذكرى الثورة، والتي تمثل انتصارا للحق على الباطل، بالإضافة إلى كونها أحد المشاهد التاريخية الهامة، في إطار التضامن بين الدول العربية، في ظل الأزمات، وهو ما يمثل رسالة ضمنية، بأهمية إحياء تلك الروح مجددا بين الشركاء في المنطقة العربية. 

 

وأما عن القرارات العربية، فنجد أنها حملت مزيجا بين المستجدات التى طرأت على المشهد الدولي، بالاضافة إلى إحياء مبادرات قديمة سبق الدعوة لها عدة مرات، أبرزها مبادرة السلام العربية، والتي تمثل جزء مهما من "إعلان الجزائر"

 

فحسب ما ورد في "إعلان الجزائر"، أعلن القادة العرب تمسكهم بمبادرة السلام العربية، والتي يرجع تاريخها إلى عام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، والتزامنا بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية، بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية، وحل الصراع العربي - الإسرائيلي على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.  

 

وتمثل الدعوة إلى تأسيس كتلة اقتصادية عربية، جانبا أخر من جوانب العودة إلى "السنن" القديمة، والتي تمثل أحد أهم أولويات العمل في الجامعة العربية منذ بدايات تأسيسها، وهو ما يعكس أولوية التعاون الاقتصادى، هو الامر الذى تزايدت الحاجة إليه مع تنامي وتواتر الأزمات الدولية.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع