- ما هى المصروفات الدراسية التى أعفى القانون منها الآباء؟
يخوض المنفصلون مع بداية الموسم الدراسى كل عام حربا بشأن المصروفات المدرسية، لتبحث الزوجات عن الوسائل القانونية المتاحة أمامهن لإلزام الأزواج بسداد تلك المصروفات، فى حين يدافع الأزواج عن أنفسهم ويتهمون الزوجات بالمغالاة ومحاولتهم إلحاق الضرر المادى والمعنوى بهم انتقاما منهم، وتشتعل الخلافات فلا نعلم من هو "الجانى ومن الضحية"، والنتيجة تكون وقوع الأطفال بـ"دوامة الصراع"، بعد تنازع الأزواج والزوجات المنفصلين داخل محاكم الأسرة ورفضهم اللجوء للحلول الودية.
وخلال السطور التالية نعرض أبرز الدعاوى المقدمة من الأزواج والزوجات بأروقة محاكم الأسرة بسبب المصروفات التعليمية، والضوابط القانونية التى وضعها قانون الأحوال الشخصية المتعلقة بـ" الدروس الخصوصية والكتب الدراسية والزى المدرسى و أجر الباص ومصروفات التعليم الخاص".
تحملت عنف زوجها 19 سنة وفى الآخر هجرها.. وتطالبه بـ217 ألف جنيه مصروفات دراسية
لم تتخيل الزوجة أن زوجها بعد مرور 19 عاما على زواجهما سيهجرها ويستبدلها بسيدة أخرى، بعد أن تحملت عنفه، وصبرت من أجل الحفاظ على منزلها وحياتها الزوجية واستقرار أبنائها- على حد وصفها بالدعوى المقامة للمطالبة بنفقات أبنائها الدراسية البالغة 217 ألف جنيه، لتؤكد:" فكرت فى الطلاق بعد مرور شهور على زواجى ولكن بسبب رفض أهلى للفكرة صبرت، وعشت وأنا أتقبل العنف الجسدى والأذى النفسى على يد زوجي، وأنجبت منه 3 أولاد، وبعدها تلاشت نهائيا فكرة الطلاق بالنسبة لى".
وتابعت الزوجة: "لم أتخيل أنه سيقدم على الزواج على دون عملى طوال 3 سنوات، وعندما اكتشفت هجرني، ورفض الإنفاق على أولاده ليبتزني، مما دفعنى للجوء لمحكمة الأسرة بحثا عن حل، ليرد على زوجى بدعوى طاعة، ورغم تدهور الحالة النفسية لأولاده لم يتعظ واستمر فى الإساءة لنا وتشويهه لسمعتنا".
سيدة تبحث عن الولاية التعليمية بعد انفصالها من زوجها وتطالبه بـ مصروفات مدرسية دولية لابنتها
قدمت إحدى الزوجات 12 دعوى قضائية، ضد مطلقها ما بين تبديد وتعويض، وجنحة ضرب، ونفقات متنوعة، وحبس وأكدت أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة:" أخشى على حياتى من عنفه، بعد أن وصل زواجنا لطريق مسدود وتم الطلاق، ولكنه لم يكف عن إيذائى ومحاولته استخدام طفلتى للى ذراعي، وإجبارى على العودة له، مما دفعنى لمحاولة نقل أبنتى لمدرسة بالقرب من منزل عائلتي، للهروب من سيطرته علينا، وذلك بعد رفضه حل الخلافات بيننا بشكل ودي".
وتابعت الزوجة: "طليقى ميسور الحال ولكنه يرفض سداد نفقات أبنته المدرسية بعد الطلاق، وتخلف عن سداد 6 آلاف دولار مصروفات المدرسة الدولية التى الحق أبنته بها طوال سنوات، ليتعلل الأن بضيق الحال وتعسره كذبا، ويحاول أن يجبرنى على التنازل عن البلاغات التى أقمتها ضده مستخدم- الشهود الزور- ليتحايل على القانون ويبتزنى ويسرق حقوقى الشرعية".
"زوجى بخيل".. شكوى زوجة تبحث عن التمكين من مصروفات الزى المدرسى لأبنائها
"عشت مأساة طوال 13 سنة بسبب بخل زوجي، امتنع عن الإنفاق على أولاده، واعتمد على عائلتى بالإنفاق على أطفاله، لأعيش فى جحيم، مما دفعنى للانفصال عنه وطلب الطلاق للضرر، وحاولت استرداد حقوقى من نفقات، لأعيش فى جحيم بعد أن داوم على الإساءة لى وأطفالى".. كلمات جاءت على لسان أحدى الزوجات أثناء بحثها عن نفقاتها، وألزام زوجها بسداد مصروفات الزى المدرسى لأبنائه الثلاثة المقدرة بـ7 آلاف جنيه عن عامين.
وتابعت الزوجة:"طوال مدة زواجنا كنت أطالب زوجى بمعاملتى بشكل لائق، وكلنه كان يرفض ويعنفنى ويهددنى بسبب بخله ورفضه سداد النفقات، وفى أخر خلاف جمعنا أتفقنا بحضور أهله على قيامه بالتكفل بنفقات أبنائه فقط وتطليقي، ولكنه خدعنى وتحايل على وعلقنى طوال عامين".
وأشارت الزوجة بدعواها بمحكمة الأسرة:" خشيت على حياتى وهربت من منزله، كما قدمت بلاغا ضده اتهمته بتهديدى بالتخلص مني، بعد أن كاد أن ينهى حياتى أمام أعين أبنائه بسبب جنونه وعصبيته، وطالبت بتمكينى من مسكن الحضانة ومتجمد النفقات".
"استدنت 20 ألف جنيه لسداد أجر الباص المدرسى لأطفالى".. شكوى زوجة بمحكمة الأسرة
وقفت إحدى الزوجات تستغيث بسبب رفض زوجها سداد المصروفات المتعلقة بمدارس أطفالها بعد نشوب الخلافات بينهما، لتؤكد بدعواها بمحكمة الأسرة بأكتوبر:"زوجى للأسف طوال الشهور الـ 17 التى قضيتها بمنزل عائلتى بعد إعلان رغبتى بالانفصال اعتمد على عائلتى بسداد مصروفات أولاده".
وأشارت الزوجة:" استدنت من أصدقائى بالعمل 20 ألف جنيه لسداد مصروفات الباص المدرسى لأولاده، بعد رفضه سداد النفقات، وملاحقتى بالسب والقذف ردا على اعترضى على رفضه تحمل المسئولية، ليقوم بالتعدى على بالضرب المبرح وتسبب بكسر ذراعي".
ومن جانيه ذكر الزوج أن زوجته تبالغ فى تقدير النفقات، وتقوم بالمطالبة بنفقات غير ضرورية وتحمله فوق طاقته، ولا تقدر ظروفه المالية، مما دفعه لهجرها بعد رفضها حل الخلافات بشكل ودي، وهو ما أصابه بضرر بالغ مادى ومعنوى بعد تركام الديون عليه.
ما قصد المشرع من نفقات التعليم.. وهل تشمل التعليم الخاص أم الإلزامى فقط
وتعتبر المصروفات المدرسية مع بداية الموسم الدراسى كل عام صداع فى رأس المنفصلين، وما يتبعها من دعاوى متبادلة بعد نشوب الخلافات الأسرية، فى ظل الخلاف على مسئولية كل طرف من الزوجين عن تحمل هذه النفقات خاصة حال وقوع الطلاق.. ليعلق المختص بالشأن الأسرى أحمد إبراهيم قائلا:" وفقا للمادة 18 مكرر من قانون 25 لسنة 1929 يشترط لألتزام الأب بنفقات التعليم أن يكون فى قدرة الأب الانفاق على التعليم، وهو ما يجب عليه النظر إلى كل مرحلة تعليميه على حده، كما يشترط أن يكون التعليم مما ترعاه الدولة "التعليم الحكومي، ولا يلزم بالحاقة بالتعليم الخاص أو الأجنبى إلا إذا كانت حالتة المالية تسمح بذلك.
وتابع المحامي:" ووجوب نفقة التعليم على الأب وفقا لقانون الأحوال الشخصية بأن يعد أولاده الصغار بتعليم ما يجب تعليمه حيث أن نفقة التعليم فى هذه الحالة نوع من حضانة ورعاية الأب الواجبة لأبنائه آياً كانت حالته المالية ".
ما المصروفات الدراسية التى أعفى القانون منها الآباء؟
وأكد المختص بالشأن الأسري:" تشمل مصروفات التعليم الواجبة على الأب على ما لا يمكن تحصيل العلم بدونه، فكل ما يمكن تحصيل العلم بدونه لا يقع على الأب إلتزام بأداءه، فيما صدرت بعض الأحكام القضائية بمحاكم الأسرة وفى وقائع عن تعسر على الأبناء تحصيل العلم بدون مصروفات الدروس الخصوصية أو الكتب والمراجع الخاصة وخلافه فيلتزم الأب بأداء مستحقاتها".
وتابع:" تقتصر المصروفات الخاصة بالمدارس على المبالغ المستحقة لتعليم الصغير فلا يدخل فيها الملابس المدرسية لكونها تدخل فى نفقة ملبس الصغير، إلا إذا تخلف الأب عن سداد تلك النفقات، فتقوم الأم بإقامة دعوى لإلزامه بها".
الخطوات القانونية لتحصيل النفقات التعليمية:-
1-المستندات الدالة على المصاريف المطلوبة دفعها للمدرسة عند رفع الدعوى.
2- تحريات تتضمن المبالغ المالية التى يتحصل عليها الزوج.
3-شهاة ميلاد الصغير.
4-عقد الزواج أو إشهار الطلاق.
5- أبرز ما تتضمنه المصروفات اللازم على الآباء توفيرها لصغارهم(مصروفات التعليم ما لا يمكن تحصيل العلم بدونه - الدروس الخصوصية والكتب والمراجع الخاصة إذا ثبت الأحتياج لها- حال إذا كان لا يتسنى لطالب العلم الوصول إلى مدرسته أو جامعته إلا بأستخدام وسيلة مواصلات خاصة إلتزم الأب بسداد أجرتها).
هذا الخبر منقول من اليوم السابع