قبل ساعات من اجتماع المنامة.. معهد واشنطن يجدد الرهان على "الوساطة الكويتية" فى أزمة قطر.. باحثة تؤكد: الأمير صباح الأحمد حكيم ومتمرس.. وخبراته تؤهله لوضع حلول.. والدولة الخليجية تحظى بدعم أمريكى مفتوح

قبل ساعات من اجتماع المنامة.. معهد واشنطن يجدد الرهان على "الوساطة الكويتية" فى أزمة قطر.. باحثة تؤكد: الأمير صباح الأحمد حكيم ومتمرس.. وخبراته تؤهله لوضع حلول.. والدولة الخليجية تحظى بدعم أمريكى مفتوح
قبل ساعات من اجتماع المنامة.. معهد واشنطن يجدد الرهان على "الوساطة الكويتية" فى أزمة قطر.. باحثة تؤكد: الأمير صباح الأحمد حكيم ومتمرس.. وخبراته تؤهله لوضع حلول.. والدولة الخليجية تحظى بدعم أمريكى مفتوح

كتبت: إنجى مجدى

قبل ساعات من استضافة العاصمة البحرينية المنامة قمة دول الرباعى العربى الذى يضم بجانب البحرين كلًا من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، لمناقشة تداعيات تمسك قطر بدعم وتمويل الإرهاب رغم الوساطة الكويتية والتحركات الإقليمية والدولية لإثناء تنظيم الحمدين عن ممارساته المشبوهة، خرج معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بتقرير له السبت يجدد خلاله الرهان على دور الكويت فى انهاء تلك الأزمة.

 

ووسط توقعات بخروج قائمة جديدة من العقوبات ضد إمارة قطر، وتأكيد مصادر خليجية منفصلة تضمن تلك العقوبات تعليق عضوية الدوحة فى مجلس التعاون الخليجى أو شطبها، بخلاف سحب الودائع العربية من دوائر قطر المصرفية، قال المعهد الأمريكى فى تقرير كتبه الباحثة لورى بلوتكين بوجارت، الزميلة بالمعهد، أن الكويت تحظى بتأييد دولى كبير لدورها، الأمر الذى وفر بدوره المزيد من الأمن للبلاد خلال هذه الفترة المتوترة.

 

ورغم حرصها على وحدة الدول الخليجية، إلا أن الكويت لم تسلم من إساءات قطر المتكررة وتحريضها على العنف والإرهاب، مثل ترويج قناة الجزيرة القطرية لثورة 2011 المزعومة، بخلاف محاولاتها اثارة الأقليات وفتح ملف "البدون" دون أى اعتبارات مهنية وفى مناسبات عدة بشكل غير مبرر.

 

وأضافت أن أمير الكويت الذى يقود جهود الوساطة، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يعتبر أحد الشخصيات الحكيمة والمتمرسة فى المنطقة، فقد أمضى عقود كدبلوماسى ووسيط، من بينها قبل بضع سنوات حول نفس القضايا الأساسية مع معظم الجهات الفاعلة نفسها كما فى الأزمة الحالية.

 

وفى حين تعود تقاليد الوساطة فى الكويت إلى عقود مضت، فقد كان لها معنى خاص فى السنوات التى أعقبت تحرير البلاد من العراق. وكما وصفت الأستاذة فى "جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا" فى الكويت، مريم الكاظمى، فإن ذكرى الغزو العراقى، التى تعيشها حاليا الكويت، تشكل حافزا قويا. وكان الأمير نفسه شخصية رائدة فى إعادة الكويت إلى ما كانت عليه بعد تحريرها.

 

وأشار معهد واشنطن إلى أن الكويت حريصة دائما على تسليط الضوء على الحاجة إلى الاستقرار والعلاقات السلمية بين دول مجلس التعاون الخليجى وسلامة الهيئة الإقليمية. وفى خطب رئيسية منذ بداية الأزمة، أعرب أمير البلاد عن شعوره بـ "المرارة" و"تأثره البالغ" بالتطورات "غير المسبوقة" التى يشهدها البيت الخليجى، ودعا إلى وحدة وتماسك الموقف الخليجى ورأب الصدع بالحوار والتواصل.

 

وترى الكويت أن المظلة الأمنية التى يوفرها مجلس التعاون الخليجى والولايات المتحدة إلى الدول الأعضاء أساسية لاستمرارها. وكان هذا المجلس الإقليمى نفسه مبادرة من قبل أمير الكويت السابق، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح. ونقل تقرير معهد واشنطن عن حمد الثُنيان، باحث فى العلوم السياسية لدى "جامعة ميريلاند"، "إن مجلس التعاون الخليجى هو هيئة مهمة جدًا بالنسبة للكويت".

 

ويرى معهد واشنطن أنه يتعين على الكويت السير بحذر لإقامة توازن بين الحفاظ على نهجها السياسى المستقل وبين سيادتها، مع الحفاظ فى الوقت نفسه على تحالفها الأمنى مع المملكة العربية السعودية، التى تمثل مركز الثقل السياسى فى شبه الجزيرة العربية.

 

ويشير المعهد إلى أن هناك قلق متزايد بشأن أنشطة الميليشيات المسلحة الشيعية المرتبطة بإيران، التى تشمل قوات الحشد الشعبى وحزب الله، عبر الحدود فى العراق التى يمكن أن تشكل تهديدا للكويت. وقد ازداد التوتر الطائفى داخل البلاد بعد صدور حكم قضائى فى 16 يوليو الجارى، ضد مواطنين شيعة ومواطن إيرانى بتهمة "التخابر" مع إيران وحزب الله والتخطيط للقيام بأعمال عدائية ضد الدولة وحيازة كميات كبيرة من الأسلحة.

 

وقبل أيام أقدمت الكويت على طرد دبلوماسيين إيرانيين من البلاد، وهذه الظروف الحساسة بالنسبة للكويت تجعل التحالف الاستراتيجى مع السعودية أكثر أهمية. ويقول معهد واشنطن أن موقف الكويت من أزمة قطر أدى إلى إحداث وحدة وطنية كبيرة. ويبدو واضحًا أن الأمير صباح الأحمد يحظى بتأييد واسع بين الكويتيين لدوره فى هذه الأزمة.

 

ونقل المعهد قول حمد الثنيان: "يمكننى القول بسهولة أن الغالبية الساحقة تؤيد الجهود المستمرة التى يبذلها الأمير صباح". وأضاف "يبدو أن معظم الكويتيين فخورون بمعالجة الأمير للأزمة ومتحدون خلفه بصورة لم نراها ف السنوات الأخيرة".

 

وقال المعهد الأمريكى إن الكثير من الكويتيين يشعرون بالامتنان إزاء المساحة الأوسع نطاقا للجدال السياسى فى بلدهم. ونقل عن عبد الله الخنينى، باحث مساعد فى معهد الرأى للدراسات والبحوث الاستراتيجية فى الكويت قوله: "إن قدرتنا على مشاركة رأينا حول هذه القضية عبر وسائل الإعلام، ومتابعة المناقشات الرامية لمعالجة القضية عبر وسائل التواصل الاجتماعى تجعلنى أدرك قيمة دستورنا".

 

وخلص تقرير معهد واشنطن بالقول أن التحدى الذى يواجهه أمير الكويت يتمثل فى إيجاد حل للأزمة يعالج أسباب غضب الدول المجاورة دون خلق تصّر بأن قطر تفقد استقلاليتها فى خضم العملية. وأشار إلى أن الأمريكيين يدعمون دور أمير الكويت، كما اتضح عندما اتخذ وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون من الكويت قاعدة لإجراء دبلوماسيته المكوكية فى الخليج فى يوليو الجارى.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع